الاستفادة من إمكانات الشباب في مجال الأعمال التجارية الزراعية في رواندا

إن سكّان رواندا، على غرار العديد من سكّان البلدان الأفريقية، هم من الشباب. إذ تتراوح أعمار ثلث سكان رواندا بين 15 و34 عامًا، وتمثّل عمالة الشباب مسألة حرجة على مستوى السياسات تؤثر مباشرةً على الأمن الغذائي الوطني. وفي واقع الأمر، يُعتبر انخراط الشباب في الأعمال التجارية الزراعية في البلدان النامية مكسبًا بالغ الأهمية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام. وإقرارًا من حكومة رواندا بهذا الواقع، أقامت شراكة فنية مع منظمة الأغذية والزراعة لتعزيز المهارات وتحسين الشبكات بما يساعد على بزوغ الجيل القادم من أصحاب المشاريع الزراعية في رواندا.

وفي الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2017 نفذت المنظمة برنامجًا للتعاون التقني من أجل دعم حكومة رواندا لإنشاء منتدى شباب رواندا في الأعمال التجارية الزراعية، وهو منصة تجمع بين مختلف منظمات الشباب، وفرادى المزارعين الشباب ورواد المشاريع الذين يعملون في قطاع الزراعة.

وقد ساعد المنتدى على تغيير الذهنيات لدى الشباب بشأن الزراعة، حيث اعتبر العديد منهم أنّ هذا القطاع قد حقق تقدمًا تكنولوجيًا مقارنة بما عرفه آباؤهم عندما بدأوا في هذا النشاط، وأدركوا أن الزراعة باتت تشكل الآن فرصة تجارية حقيقية. ويمكن تكرار تجربة هذا المنتدى في البلدان التي ترغب في إشراك المزيد من الشباب في قطاع الزراعة.

تفعيل منتدى الشباب

عمل فريق العمل المعني بمنتدى شباب رواندا في الأعمال التجارية الزراعية، بالتعاون الوثيق مع وزارة الزراعة والموارد الحيوانية، على وضع إطار استراتيجي مدته خمس سنوات، وقام برسم الخرائط لتقييم الثغرات والتحديات والفرص الرئيسية للشباب في رواندا في مجال الأعمال التجارية الزراعية.

ويقدّم المنتدى اليوم لأعضائه فرصة الاتصال بشبكة منظمة على نحو جيّد وتجمع سائر أصحاب المشاريع الزراعية الشباب، كما يوفّر الدعم لتطوير الأعمال التجارية، والتوجيه والتدريب، ويتيح فرصًا للانتفاع بالفرص العالمية المصممة للشباب في مجال الأعمال التجارية الزراعية. وقد ساهم في تعزيز مشاركة الشباب في الأعمال التجارية الزراعية، وبات هناك اعتراف اليوم بالشباب بوصفهم أصحاب مصلحة في تحويل النظم الزراعية والغذائية في رواندا. وهناك أكثر من 600 3 شاب مسجلين في المنتدى و100 3 مشروع تجاري تعود ملكيته إلى الشباب. وتشمل مجالات عمل الشباب تجهيز المنتجات الزراعية وإنتاج الثروة الحيوانية وإنتاج المحاصيل والمدخلات والخدمات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال الزراعة.

ونتيجةً لهذه الجهود، حازت رواندا في عام 2018 على جائزة إدوار صوما التي تمنحها منظمة الأغذية والزراعة اعترافًا بالنهج الاستثنائي الذي اتبعته في معالجة مشكلة بطالة الشباب والتحديات الماثلة أمام الشباب في مجال الزراعة. وتمنح منظمة الأغذية والزراعة هذه الجائزة إلى مؤسسة وطنية أو إقليمية نفذت مشروعًا ممولًا من برنامج التعاون التقني للمنظمة تنفيذًا فعالًا بشكل خاص.

تكرار التجارب الناجحة

كانت وزارة الزراعة والموارد الحيوانية في رواندا شريكًا مثاليًا لهذا المشروع الناجح. وإنّ هذه الشراكات أساسية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وعلى وجه التحديد لتعزيز عمالة الشباب في المناطق الريفية.

ويمكن لسائر البلدان أن تكرر هذه التجربة الناجحة عن طريق إنشاء شبكات متكاملة تقودها الحكومات وتتيح للشباب فرصة الحصول على التدريب والتعلّم من أقرانهم على السواء. وتشمل العناصر الرئيسية لتحقيق النجاح المستدام إشراك الحكومات للشباب على نحو فاعل باعتبارهم شركاء في التنمية المستدامة، فضلًا عن المساعدة الفنية، ودعم السياسات، وتعبئة الموارد لدعم البرنامج، وإبقاء بناء القدرات متصلًا بالاحتياجات الراهنة. وإنّ الدروس المستفادة من شباب اليوم ستصبح نجاحات المزارعين في المستقبل.

وقد استفاد مشروع برنامج التعاون التقني من عمليات التنفيذ الفني في رواندا، إلى جانب المساعدة التي قدّمتها وزارة الزراعة والموارد الحيوانية. كما أنّ قدرة منظمة الأغذية والزراعة على الاستفادة من القدرات التي جرى تطويرها في الميدان عن طريق شبكات أكثر تعقيدًا وتكاملًا تضمن نقل المعارف التي يتم تشاركها وبناؤها إلى جيل القادم من الشباب في الزراعة.

الشريك الفني

وزارة الزراعة والموارد الحيوانية في رواندا

الشريك في الموارد

برنامج التعاون التقني لمنظمة الأغذية والزراعة

الروابط ذات الصلة

قصة: تعزيز مشاركة الشباب في الزراعة من أجل عمالة الشباب

قصة: الإشادة بالرواد في مجال الأمن الغذائي خلال حفل توزيع جوائز منظمة الأغذية والزراعة

الموقع الإلكتروني: http://ryaf.rw/