1- المقدمة

1- تستجيب هذه الوثيقة الإعلامية لطلب قدمته لجنة الزراعة أثناء دورتها السابعة عشرة فى 2003، إلى المنظمة لكى تقدم أمثلة محددة مشفوعة بالوثائق تبين إسهام تطبيقات نهج سبل المعيشة المستدامة فى نجاح أنشطة تخفيف وطأة الفقر فى المناطق الريفية.

2- وتعتبر نهج سبل المعيشة المستدامة وسيلة ملائمة وأكثر فعالية لتخفيف الفقر من خلال التركيز على منظور سبل معيشة الفقراء، وتطبيق مجموعة من المبادئ الإنمائية السليمة مثل؛ التركيز على الناس، الطابع التشاركى، التمكين، الاستدامة، تعدد المستويات، الاستعانة بالشراكة، طول الأجل والمرونة. وقد سعى عدد من المنظمات إلى تعزيز تدابير تخفيض الفقر من خلال إشاعة هذه المبادئ بتطبيق منظور كلى فى تقديم الدعم لتحسين سُبل المعيشة.

3- وأجرى برنامج دعم سُبل المعيشة التابع للمنظمة استعراضا مكتبيا لبحث نتائج تخفيض الفقر فى دراسات حالات شملت 12 بلدا (أنظر الملحق 1)، طبق فيها نهج سُبل المعيشة المستدامة، وتوافرت لها كمية معينة من بيانات التقييم. وهذه الحالات تشمل سبع حالات من المنظمة وخمس من مصادر أخرى، وهى من مناطق جغرافية وزراعية أيكولوجية مختلفة وتمثل معدلات تدخل مختلفة. ولم تعمد الدراسة إلى إجراء تحليل مقارن مع الحالات التى لم تطبق فيها مبادئ هذا النهج، ولكنها ركزت على ما إذا كانت الحالات المدروسة حققت تغييرات إيجابية فى مؤشرات تخفيف الفقر مثل زيادة الدخل وزيادة الأمن الغذائى الأسرى، وتحسين الاحتياجات الأساسية وتحسين وضعية حقوق الإنسان، وتعزيز النفاذ إلى السلع والخدمات العمومية.¹

4- وتستعرض هذه المذكرة النتائج الرئيسية للدراسة والمسائل والأفكار الناشئة بُغية تعزيز فعالية التدخلات للارتقاء بسُبل المعيشة فى المناطق الريفية.

ثانيا – استعراض عام للنتائج

5- تشمل هذه النهج مبادئ إنمائية سديدة، وتتضمن على وجه التحديد مبادئ ترتبط بما يلى (أ) بناء الأصول (البشرية والاجتماعية والمادية والمالية والطبيعية)؛ (ب) التركيز على سُبل المعيشة (بما فى ذلك القدرات والأصول والأنشطة المطلوبة كوسيلة للمعيشة)؛ (ج) تخفيف التعرض للضغوط والصدمات؛ (د) تدعيم الاستدامة.

6- وخلص الاستعراض المكتبى إلى أن هذه النهج يمكن أن تسهم فى إحداث تخفيض حقيقى فى الفقر إذا طبقت تطبيقا فعّالا. ويبدو أن الحالات الأكثر نجاحا كانت تلك التى طبق فيها عدد أكبر من مبادئ هذه النهوج بالإضافة إلى مجموعة من المبادئ الإنمائية الهامة الأخرى.

7- وبينما طبقت جميع الحالات مبادئ هذه النهج؛ إلا أن فئة قليلة منها هى التى سعت على وجه التحديد لتنفيذ نهج سُبل المعيشة المستدامة فى حد ذاته. وأظهرت الحالات التى جرى استعراضها حدوث تحسن إلى حد ما فى الأصول والإدارة (مع روابط متعددة المستويات)، والتركيز على استراتيجيات سُبل المعيشة للفقراء، بالإضافة إلى تميز هذه الحالات بتغطيتها لقطاعات متعددة وطابعها التشاركى وتركيزها على الناس، وبأنها موجهة نحو العمليات مع قدر من المرونة، وقائمة على الشراكة فى التنفيذ.

8- وأظهرت الحالات بوجه عام تحسينات فى معيشة فقراء الريف ومرونتهم بفضل مجموعة متآلفة من العوامل مثل زيادة الدخل وتنوع مصادره، وتحسين الاحتياجات والخدمات الأساسية، وتحسين النفاذ إلى الموارد الإنتاجية، وزيادة الإنتاج الزراعى (من خلال التنويع والتكثيف والقيمة المضافة)، وتدعيم الأمن الغذائى الأسرى والتغذية الأسرية.

9- ولوحظت تغيرات كبيرة فى حالات عدة فيما يتعلق بقدرات وثقة النساء. فقد نجح مشروع للمنظمة فى نيبال (لتمكين النساء فى إدارة الرى وموارد المياه لتحسين الأمن الغذائى والتغذية والصحة) فى تمكين النساء فى إدارة الرى، وإتاحة الموارد لجماعات مُهمشة أخرى، وأفلح فى التصدى لشواغل الأمن الغذائى والتغذية والصحة. وشملت تدخلات المشروعات تنويع أنظمة الإنتاج وتنمية المشروعات القائمة على المزرعة التى تخص 555 2 أسرة، مما أدى إلى زيادة الدخول وزيادة عدد الشهور التى يُكفل فيها الأمن الغذائى. واكتسبت النساء القدرة من خلال جهود تكوين الجماعات بما فيها لجان مستعملى المياه، والمشاركة فى إدارة المياه والمدخرات الجماعية؛ والتدريب على محو الأمية، والقيادة، والمساواة بين الجنسين؛ والنفاذ إلى تقانات ملائمة للمرأة.

10- وركّزت حالات قليلة على توليد الثروة من خلال مشروعات ومهارات غير زراعية. ففى اليمن مثلا، قدم برنامج المنظمة للتنمية الإقليمية القائمة على المجتمع المحلى، أنشطة تدريبية لتحسين المهارات التقنية والتنظيمية والمالية. وقُدم تدريب مهنى فى 14 مجالا تتراوح من أعمال النجارة إلى إنتاج الخزف. وبفضل التدريب على وضع مقترحات المشروعات تمكنت منظمات المجتمع المحلى حديثة العهد من الحصول على 000 698 دولار فى صندوق متجدد للإقراض من أجل تمويل التنمية المحلية.

11- وأظهر عدد من دراسات الحالات انخفاضا فى معدلات التعرض للمخاطر. فقد ساعد مشروع التنمية الريفية فى منطقة جنوب ليمبيرا،الذى نفذته المنظمة فى هندوراس على دعم استعادة المجتمع المحلى لأرصدته فى الطبيعة. وتمكنت المنطقة من مواجهة الأضرار الناجمة عن إعصار ميتش، من طريق تشجيع استعمال تكنولوجيات الإنتاج وإدارة الأراضي بتنسيق محلى، والتى تحاكى النظم الأيكولوجية الطبيعية، مثل التدخلات الرامية إلى صون التربة وإعادة تشجير الغابات. وتمكنت المجتمعات المحلية بفضل هذه الجهود المقترنة بتكنولوجيات الصون والتخزين المحسنة، من الاحتفاظ بفائض من الحبوب أثناء الكوارث، وهى مجتمعات كانت تتلقى من قبل مساعدات غذائية.

ثالثا – القضايا والآراء المستخلصة

12- أشارت التقارير إلى نتائج إيجابية فى حالات كثيرة، واُحرز النجاح فى حالات قليلة فقط فيما يتعلق بمعالجة التكافل الاجتماعى والاستدامة طويلة الأجل. واستمر استبعاد الجماعات الأكثر تعرضا والتى لا تتوافر لديها أرصدة يمكن البناء عليها. ولا تزال الاستدامة طويلة الأجل المتعلقة بالبيئة خاصة، قضية مطروحة. وواجه تقييم التأثير الفعال عقبات فى عدة حالات نتيجة لنقص الرصد الكافى وبيانات التقييم.

13- وأظهرت عدة مشروعات من بين تلك التى أصابت نجاحا ملحوظا، لاسيما فى هندوراس واليمن، أنماطا متماثلة إلى حد بعيد فى التنفيذ، فيما يتعلق بالروابط المؤسسية وتسلسل الأنشطة: التشخيص والتخطيط والتقييم على أسس تعاونية؛ التقليل من المخاطر إلى أدنى حد؛ توليد الربح؛ التدريب المهنى/التقنى وتدريب المدربين المحليين؛ الخدمات المالية المتاحة محليا؛ إقامة أو تعزيز رابطات تنمية المجتمع المحلى مع التدريب على تطوير القدرات التنظيمية؛ الصلات والشراكات مع هيئات الحكم المحلى والقطرى ومع المنظمات غير الحكومية؛ الأنشطة التى تعود بالفائدة على المجتمع المحلى؛ والتدخلات متعددة القطاعات.

رابعا – الطريق نحو المستقبل

14- وخلاصة القول إن الأدلة المستمدة من أمثلة التجارب الناجحة تشير إلى أن الإدماج الناجح للمبادئ الإنمائية الجيدة المقترنة بنهج سُبل المعيشة المستدامة، مسألة ضرورية للتمهيد لما يبذل من نشاط لتخفيض الفقر. ويظهر التحليل أن مبادئ نهج سُبل المعيشة المستدامة التى تنصب على التكافل الاجتماعى والاستدامة البيئية تحتاج إلى مزيد من العناية لتحتل مكان الصدارة مع غيرها. إن استخدام منظور سُبل المعيشة مع مجموعة من الأدوات الإنمائية الجيدة والإحساس الملائم بالتسلسل الجيد، يمكن أن تكون كلها عوامل من شأنها تعزيز جودة طائفة من النهج لتحسين معيشة الفقراء فى المناطق الريفية.

15- ويقترح على لجنة الزراعة أن تعمل على تشجيع ودعم الاتجاه الحالى الرامى إلى زيادة استخدام نهج سُبل المعيشة المستدامة وغيرها من الأساليب والمبادئ ذات الصلة فى العمل الميدانى الذى تضطلع به المنظمة.

الملحق 1: استعراض دراسات الحالات

البلد	الاسم	المنظمة المنفذة	نقطة الدخول	الإطار الزمنى للمشروع
بنغلاديش	دعم حصول الأسر على خدمات الإرشاد الزراعى فى بارى جاردن	منظمة كير	الزراعة	1999-2004
بوليفيا	المشروع الأقاليمى للصون والتنمية على أساس المشاركة فى الأراضي المرتفعة	حكومة إيطاليا/ المنظمة	الإدارة المتكاملة لمستجمعات المياه	1992-2000(ثلاث مراحل)
كولومبيا	إدارة الموارد الطبيعية على أساس المشاركة فى منطقة تونل ساب	المنظمة/ حكومة كمبوديا	مصايد وغابات المجتمع المحلى	1995-2004(مستمرة)
أثيوبيا	برنامج التنمية الريفية المتكاملة فى منطقة روبا لومين	أوكسفام	الزراعة	1995-2002
غامبيا	برنامج التنمية الزراعية فى الأراضي المنخفضة	الصندوق الدولى للتنمية الزراعية	الزراعة	1996-2004
هندوراس	مشروع التنمية الزراعية فى منطقة جنوب ليمبيرا	المنظمة	الزراعة	1994-2002
إندونيسيا	الخدمات اللامركزية للماشية فى شرق إندونيسيا	وزارة التنمية الدولية	خدمات الماشية	1996-2001
ميانمار	الفرص المستدامة بيئيا للأمن الغذائى والدخل الضئيل فى مستجمعات المياه الحرجة	المنظمة/مصلحة الغابات فى حكومة ميانمار	إعادة تأهيل الموارد الطبيعية؛ فرص توليد الدخل	1999-2002
نيبال	تمكين النساء فى إدارة الرى وموارد المياه لتحسين الأمن الغذائى والتغذية والصحة	المنظمة	الرى والصحة والتغذية	1999-2003
باكستان	المشروع الأقاليمى للصون والتنمية على أساس المشاركة فى الأراضي المرتفعة	المنظمة/حكومة باكستان	الإدارة المتكاملة لمستجمعات المياه	1992-1999
اليمن	برنامج التنمية الإقليمية القائم على المجتمع المحلى	المنظمة	مشروعات المجتمع المحلى	1998-2003
زامبيا	تحسين الأمن الغذائى الأسرى والتغذية الأسرية من خلال تمكين المجتمع المحلى فى وادى لاوبولا	المنظمة	الزراعة	1996-2001

1