C 2001/INF/23
أكتوبر / تشرين الأول 2001

المؤتمر العام

الدورة الحادية والثلاثون

روما، 2-13/11/2001

تقرير بشأن تقييم برنامج الوقاية من طوارئ الآفات والأمراض الحيوانية العابرة للحدود (برنامج أمبرس)

 

(1) أعلنت منظمة الأغذية والزراعة عام 1996 عن تنفيذ برنامج أمبرس كجزء من حملتها لمكافحة تفشي الأمراض الحيوانية والآفات النباتية. وعلى ذلك يتكون البرنامج من عنصرين - الأول خاص بصحة الحيوان والثاني بآفات النباتات، وبالتحديد الجراد الصحراوي.

(2) بعد ستة أعوام من العمل ساد شعور بأن من المناسب إجراء تقييم لهذا البرنامج ذي الأولوية. وقد أجرى التقييم مستشارون خارجيون مستقلون، وموظفون في إدارة التقييم لدى المنظمة. ويجري حاليا إعداد تقرير أولي لعرضه على مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد للعلم.

(3) وسوف يستكمل التقييم ويعرض على الأجهزة الرياسية لدراسته، مع رد الإدارة على نتائج التقييم والتوصيات. ومن المتوقع أن يدرج العنصر الخاص بصحة الحيوان في برنامج أمبرس، في سياق تقييم أشمل للبرنامج يتضمن عمل المنظمة في مجال صحة الحيوان (بما في ذلك تقييما موضوعيا لمشروعات برامج التعاون الفني في هذا المجال). وسوف يدرس التقييم الجزء الخاص بعنصر الجراد في البرنامج على حدة. ومن المتوقع أن يقدم التقييمان إلى دورة لجنة البرنامج في مايو/ أيار 2002، كما سيجرى استعراض خارجي لهما قبل التقديم.

(4) من المشجع أن نلاحظ أن النتائج الأولية للتقييم الإجمالي للبرنامج تحمل دليلا على أثر مستدام لعمل المنظمة، بينما نلاحظ في الوقت نفسه وجود مزيد من المجالات التي تحتاج إلى تعزيز وتحسين.

مشروع التقييم: برنامج أمبرس

1 - لدى تسلمه مهام منصبه في شهر يناير/كانون الثاني 1994، اختار المدير العام مجالين ليمنحهما تركيزا خاصا ضمن برامج منظمة الأغذية والزراعة، هما تعزيز الأمن الغذائي العالمي، والحد من الآفات والأمراض النباتية والحيوانية العابرة للحدود, إذ أن تفشي مثل هذه الأمراض والآفات قد يؤدي إلى نقص في الأغذية، ويهدد استقرار الأسواق ويزيد من إنشاء الحواجز التجارية. وهكذا فإنه طالب بتفويض من المجلس والمؤتمر انشاء برنامجين خاصين جديدين لمعالجة هذه القضايا الجوهرية. وكان الأول هو البرنامج الخاص للأمن الغذائي، والثاني هو نظام الوقاية من طوارئ الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود (أمبرس). وفي عام 1994 وافق المجلس في دورته السادسة بعد المائة على اقتراح المدير العام بإنشاء برنامج أمبرس.

2 - وأقر مؤتمر القمة العالمي للأغذية أهداف برنامج أمبرس من خلال الهدف 3.1 من الالتزام الثالث في خطة العمل التي وضعها المؤتمر والتي تنص من بين أمور أخرى على أن تعمل المؤسسات العالمية على "السعي إلى ضمان الوقاية الفعالة من الأمراض والآفات النباتية والحيوانية ومكافحتها تدريجيا، بما فيها العابرة للحدود، مثل الطاعون البقرى وقراد الماشية والحمى القلاعية والجراد الصحراوى، حيثما قد يترتب على تفشيها حدوث نقص خطير في الأغذية، واختلال في استقرار الأسواق، واستثارة تدابير تجارية؛ والقيام في الوقت نفسه بتشجيع التعاون الإقليمي على مكافحة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية، وتطوير أساليب المكافحة المتكاملة للآفات واستخدامها على نطاق واسع".

3 - وفي الوقت نفسه، ينص الهدف 5-2 من الالتزام الخامس، من بين أمور أخرى، على أن تأخذ المنظمات الدولية "المبادرة بأسرع ما يمكن، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الأخرى، حسبما يكون مناسبا، إلى مواصلة وتعزيز ووضع استراتيجيات وآليات التأهب المتفق عليها في المؤتمر الدولي المعنى بالتغذية، بما فيها وضع وتطبيق معلومات الأرصاد الجوية بغية مراقبة موجات الجفاف، والفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى، وظهور بؤر لتفشى الآفات والأمراض، وتوجيه إنذار مبكر في حالة حدوثها".

4 - على الرغم من أن التفويض يغطي عددا أكبر من مشكلات الآفات العابرة للحدود، فقد كان التركيز المبدئي لبرنامج أمبرس، على الجراد الصحراوي. أما العنصر المتعلق بأمراض الحيوانات فقد عمل على العديد من مشكلات الأمراض العابرة للحدود. لكن التشديد الأولي حتى ذلك الوقت كان يهدف إلى تخليص العالم من الطاعون البقري بحلول عام 2010. وهذان العنصران متشابهان من الناحية المفاهيمية، لكنهما يتضمنان اختصاصات ضوابط وصلاحيات مختلفة على مستوى الحكومات والمنظمة، كما أنهما طبقا في صورة منفصلة إلى حد كبير.

5 - واظبت اللجنة التوجيهية التي يرأسها المدير العام وتتألف من المديرين العامين المساعدين للمصالح الرئيسية ومديري الأقسام، على عقد اجتماعات سنوية حتى عام 1996، لإصدار التوجيهات أثناء إنشاء البرنامج. وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية في إطار برنامج أمبرس، أنشأت المنظمة وحدة إدارية في إدارة الصحة الحيوانية، لتكون مسؤولة عن مواصلة تطبيق البرنامج، بما في ذلك الاتصال بالقسم المشترك بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة. وقد نفذت إدارة وقاية النباتات في المنظمة برنامج الجراد الصحراوي في إطار برنامج أمبرس، مع مراجعة سنوية للإنجازات المحرزة، من جانب لجنة استشارية (تتألف من ممثلين عن كبار البلدان المعنية، والمنظمات والجهات المانحة الأخرى وموظفين في إدارة وقاية النباتات). وعقد اجتماع سنوي آخر لموظفي الاتصال لبرنامج أمبرس، وضعت فيه خطة عمل للعام المقبل. ويعين كل بلد مشارك موظف اتصال واحد، وكذلك منظمة مكافحة الجراد الصحراوي في أفريقيا الشرقية.

6 - ونظرا لمرور 6 سنوات تقريبا على تنفيذ برنامج أمبرس، فقد شعر المدير العام بأن الوقت مناسب لمراجعة معمقة لأداء هذا البرنامج وتقاسم النتائج مع أعضاء المنظمة1. والتقييم الآتي يتناول كلا من عنصري البرنامج على حدة.

أولا - الثروة الحيوانية في إطار برنامج أمبرس

ألف - مقدمة

7 - يستجيب برنامج أمبرس للتهديد الذي تواجهه البلدان النامية من الأمراض الحيوانية المعدية ، وخصوصا تلك الأمراض ذات الأهمية الكبيرة من النواحي الاقتصادية والتجارية و/أو الأمن الغذائي. وتقوم الرؤية على "العمل بفعالية على منع انتشار أخطر الأمراض الحيوانية الوبائية ومكافحتها، والأمراض الجديدة الناشئة، بالقضاء عليها تدريجياً على أساس إقليمي وعالمي من خلال التعاون الدولي الذي يشمل الإنذار المبكر والاستجابة السريعة/ المبكرة، بما يسهل البحوث والتنسيق" وانصب التركيز في إطار البرنامج بصفة أساسية على استئصال الطاعون البقري..

8 - عقدت منذ عام 1996 مشاورات للخبراء كل عام، لتقديم التوجيهات. وقد أوصى الخبراء الاستشاريون عام 1997 بإجراء استعراض مستقل للبرنامج تم في 1998 من خلال تقييم العمليات في مقر المنظمة، وتقدير التقدم المنجز مع المنظمات الدولية في أوروبا التي تعد من الشركاء التنفيذيين الرئيسيين. وقد أقر الاستعراض المزايا المقارنة للمنظمة في مكافحة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، بما في ذلك المستوى المرتفع للدعم الذي يقدم للبرنامج وللموظفين المسؤولين عن تنفيذه. كما أنها حددت نقاط الضعف بما في ذلك الحاجة إلى تسهيل دورها ومناهج عملها وتأثيرات أعباء العمل الزائدة، التي تفاقمها الحاجة إلى إعطاء أولوية للتعامل مع أمراض الحيوانات الطارئة على حساب التقدم في أنشطة العمل المعيارية. وقد أعربت عن إعجابها بالتقدم المحرز، وأشارت إلى الحاجة المستمرة للتطبيق الفعال والكفؤ على مستوى البلد لعنصر الثروة الحيوانية في برنامج أمبرس. وقد رأت أن العوامل الرئيسية اللازمة للنجاح يجب أن تشمل:

9 - وبعد التقييم أنشئت أمانة للبرنامج العالمي لاستئصال الطاعون البقري، بصلاحيات أكثر تحديدا في إطار مجموعة الأمراض المعدية في إدارة الصحة الحيوانية. ونجم عن تطبيق الإجراءات الجديدة لتخطيط البرنامج في المنظمة تحسين أنشطة الإدارة والتخطيط في إطار برنامج أمبرس. وبفضل الأهداف الموثقة والمخرجات المتوقعة وشفافية وضع الميزانية، تحققت رقابة أفضل للمنجزات المنخفضة.

10 - وأخيرا، كانت هناك رؤية أكثر وضوحا لأخطار انتشار الأمراض الحيوانية، وذلك مع الانتشار الوبائي لمرض الحمى القلاعية وحمى الخنازير المسببة لخسائر اقتصادية في أوروبا وأماكن أخرى من العالم والإيحاءات بأن جنون البقر - الاعتلال المخي الإسفنجي في البقر، يمكن أن ينتقل إلى البشر. وتعترف بلدان منظمة التعاون الاقتصادي، بأثر الأمراض الحيوانية العابرة للحدود على البلدان النامية حيث تسبب خسائر فادحة ودورية، وتساهم في استثناء البلدان النامية من المزايا المحتملة للعولمة في مجال التجارة ومنتجات الثروة الحيوانية.

11 - لقد وجه التقييم الحالي للثروة الحيوانية في إطار برنامج أمبرس، نحو اختبار الصلاحية والمدى الذي وصل إليه البرنامج، عادة بمساعدة برنامج التعاون الفني، في دعم النهج الآتي:

12 - يركز التقييم على الأنشطة على مستوى البلد، ولكنه أيضا يعتمد على الاستعراض الذي أجري في 1998. وأجري التقييم من خلال بعثات إلى 15 بلدا شملت أفريقيا الغربية والشرقية والجنوبية والشرق الأدنى وآسيا (2 وتضمنت أنشطة المقر الرئيسي والمكاتب الإقليمية لإفريقيا والشرق الأدنى وآسيا والمحيط الهادى.

باء - عنصر الثروة الحيوانية في برنامج أمبرس

13 - تشمل العناصر الأربعة المحددة لبرنامج الإنذار المبكر وردود الفعل السريعة في حالة انتشار الأمراض، ودعم البحوث، والتنسيق للقضاء التدريجي على الأمراض على أساس إقليمي وعالمي، وباختصار فإن العناصر الأربعة هي:

(أ)الإنذار المبكر - ويتضمن مبادرات لمكافحة الأمراض قائمة في معظمها على المراقبة الوبائية التي تؤدي إلى معرفة أفضل عن انتشار المرض، بحيث يمكن التنبؤ بانتشاره مسبقا.
(ب) رد الفعل المبكر - ويشمل المنع الفعال والسريع لحالات حدوث المرض، ووضع حد لانتشاره وتأثيره. ويتضمن ذلك التخطيط والاستعداد للطوارئ.
(ج) دعم البحث - يوجه التعاون بين المنظمة والمراكز العلمية المختصة جهود البحوث نحو حل المشكلات ذات الصلة بمراقبة الأمراض العابرة للحدود.
(د) التنسيق - ويتعلق ذلك بأنشطة مراقبة الأمراض على المستويين الدولي والإقليمي التي تنسق من خلال آليات متعددة، أهمها الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري.

14 - يمول البرنامج العادي مبلغ 000 625 دولار سنويا لسد تكاليف الموظفين، و000 544 دولار سنويا لتكاليف غير الموظفين في الفترة المالية. ويقدر التمويل من خارج الميزانية منذ 1994 بنحو 15.7 مليون دولار، منها 6.3 مليون دولار قدمها الاتحاد الأوروبي (لدعم حملة مكافحة الطاعون البقري في عموم أفريقيا/ الحملة الأفريقية ضد الأوبئة الحيوانية ومركز اللقاحات البيطرية لعموم أفريقيا) E65.4 مليون دولار من أستراليا (لأحد مشاريع الحمى القلاعية في الفلبين). ومن بين المانحين الآخرين اليابان وأيرلندا والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وبلغ تمويل برنامج التعاون الفني للمشاريع ذات الصلة ببرنامج أمبرس بحدود 20.6 مليون دولار منذ 1994، كما هو موضح في الجدول التالي:

عنصر الثروة الحيوانية في برنامج أمبرس تمويل برنامج التعاون الفني منذ 1994


مجموع 1994 000 417 1
مجموع 1995 700 922 2
مجموع 1996 000 814 2
مجموع 1997 000 261 2
مجموع 1998 500 295 3
مجموع 1999 000 409 3
مجموع 2000 000 516 2
مجموع 2001 000 978 1
   
المجموع 1994 - 2001 (حتى سبتمبر/ أيلول) 200 613 20

جيم -. إنجازات البرنامج

1 - الإنذار المبكر
15 -تمثلت النقلة الكبرى لنشاط برنامج أمبرس في مجال الإنذار المبكر في إنشاء إدارة لمعلومات الأمراض (الجمع والتقييم واتخاذ القرار). وكانت إحدى الأدوات الأساسية لذلك هي تطوير برنامج خاص بنظام معلومات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود. ويوفر البرنامج تسجيل وتحليل المعلومات عن الأمراض مستمدة من التقارير عن حالات الانتشار وممارسات المراقبة المنظمة ومصادر أخرى.

16 - هناك نطاق من الخيارات المتوافرة للبلدان التي تعترف بالحاجة إلى قاعدة معلومات عن الأمراض، من ضمنها وضع قواعد بيانات خاصة بها أو تعديل غيرها. ويقدم نظام معلومات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود للبلدان مزايا مهمة هي إقامة نظام لهدف محدد، يصان ويطور بأقل التكاليف بالنسبة لها، طالما أن القسم الأعظم من العمل ستقوم به المنظمة

17 - لقد اتخذت بلدان مختلفة من نظام معلومات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود قاعدة لبياناتها القطرية للأمراض الحيوانية ، بما في ذلك تنزانيا وملاوي وناميبيا وغانا وباكستان والمملكة العربية السعودية. وهي الآن قيد الدراسة أو أن جهات أخرى على وشك أن تتبناها، منها أوغندا وكينيا وتايلند وفيتنام. ويجري حاليا تطوير البرنامج في نسخته الإقليمية والقطرية وهو مستخدم حاليا كنظام مركزي في إطار الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي، وسوف يدخل أيضا في شبكة رابطة أقطار جنوب شرق آسيا، بتمويل من برنامج التعاون الفني. وهو يترجم الآن إلى الفرنسية بما يجعل من المتوقع تسهيل موافقة بلدان غرب إفريقيا. وفي الوقت الذي تمنح فيه مزايا إقليمية ودولية لعملية توحيد المقاييس فليس من الضروري تطبيقه عالميا لكي ينجح نظام معلومات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود ، إذ أن من الممكن نقل المعلومات بين قواعد بيانات مختلفة. إن نظام معلومات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود أسهم إسهاما كبيرا في دعم أنظمة الإنذار المبكر. ويوصى بأن يستمر نشره وتطويره وفق ما هو مقرر، على أمل أن يحظى بتبن على مستوى عال ويصبح مكونا حيويا لفهم الأمراض العابرة للحدود.

18 - وعلى أي حال، فقد اعترف موظفو برنامج أمبرس منذ زمن طويل بأن جمع المعلومات في الميدان هو إلى حد بعيد التحدي الأكبر، وخصوصا في حالة البلدان النامية. وقد نشر أنظمة المراقبة بنوعيها المباشر وغير المباشر. وقد تم ذلك بصورة خاصة في سياق الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري، حيث أصبحت البلدان الخالية منه مؤقتا، معرضة لإعادة دخول المرض أو انتشاره من البؤر المتبقية وحيث التحري المسبق أمر حاسم. وهذه الأنشطة تتجسد في عنصر الأوبئة الحيوانية من برنامج مبادرة تلافى المخاطر في بيئة العمل ومكافحته الذي يموله الاتحاد الأوروبي وتطبقه المنظمة، وقد أبرزت في صورة واضحة في برامج التعاون الفني الموجهة نحو مكافحة الطاعون البقري، كما أبرزت أنظمة المراقبة في نشاط آخر يقوم به برنامج التعاون الفني مثل مكافحة الحمى القلاعية. وقد طور برنامج أمبرس مادة جيدة لمراقبة الأمراض، وهي جميعا على مستوى عال وتمثل مرجعا قيما للبلدان التي تشترك في مواجهة صعوبات في الوصول إلى المعلومات الحالية

19 - قدمت المساعدة إلى بلدان عديدة في مجال إنشاء أنظمة للإنذار المبكر. وركزت معظم أنشطة التنفيذ حول اكتشاف الوسائل الصحيحة لجمع المعلومات حول الأمراض وإعداد التقارير بشأنها، بما في ذلك من خلال برامج القطاع الخاص لتقديم خدمات الصحة الحيوانية الأساسية، حيثما يكون تقديم الخدمات الحكومية ضعيفا، وخصوصا في المناطق التي يحول فيها نظام البداوة الوصول إلى الحيوانات. وفي هذه البرامج يجب أن يعتبر جمع المعلومات حول الأمراض وبثها إلى وحدة تخطيط مركزية منفعة عامة يجب تمويلها بصورة مناسبة. ولا يمكن أن نتوقع من خدمات بيطرية أساسية تابعة للقطاع الخاص جمع المعلومات المطلوبة من دون تعويض

20 - من العناصر الأساسية للإنذار المبكر الشبكة الإقليمية لمراقبة الأمراض الحيوانية ومكافحتها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وكانت المنظمة قد أنشأت هذه الشبكة من خلال الشراكة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في 1996، وعملت هذه الشبكة على تعزيز مراقبة الأمراض والاتصالات مع البلدان وفيما بينها. واليوم في الوقت الذي تعزز فيه هذه الشبكة بإدخال نظام الوقاية من طوارئ الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود، فإنها معرضة لخطر التمويل غير المؤكد، فهي تتلقى الدعم من منحة الخدمات الفنية غير القابلة للتجديد لدى الصندوق، وهي حاليا في مرحلة تجسير عام 2001. ويوصى بأن يعترف بقيمة الشبكة الإقليمية المذكورة أعلاه وبذل كل جهد ممكن لتأمين تمويل مستمر حتى يأتي وقت تستطيع فيه الاستمرار معتمدة على نفسها

2 - رد الفعل المبكر

21 - انصب التشديد هنا على نشر مبادئ خطط الطوارئ والاستعداد لها لكي تكون هناك إمكانية للاستجابة السريعة لتفشي الأمراض، وقد أعدت إرشادات ممتازة للتخطيط لحالات عارضة خاصة بالخطط العامة، وبصورة خاصة الطاعون البقري وحمى الخنازير الأفريقية. وبدأ مؤخرا تطبيق برنامج إعلامي جاهز متعدد الأغراض متاح على شبكة الإنترنت وعلى قرص مدمج يحمل ممارسات ناجعة لإدارة حالات الطوارئ، ووزع على رؤساء الإدارات البيطرية للبلدان الأعضاء في المنظمة. ويهدف هذا البرنامج إلى نشر مدونة السلوك الخاصة ببرنامج أمبرس، للتعامل مع طوارئ الصحة الحيوانية. وعقدت حلقات دراسية عملية حول خطط الطوارئ في إفريقيا ووسط أوروبا وآسيا، وقدم الدعم لخطط طوارئ الطاعون البقري في إطار العديد من برامج التعاون الفني لاستئصال الطاعون البقري بما فيها خطط أوغندا وكينيا وتنزانيا. وتولت بعض البلدان التي تمت زيارتها تنفيذ خطط طوارئ محسنة. وأجبر انتشار الحمى القلاعية في جنوب أفريقيا السلطات القطرية والإقليمية على مراجعة خطط الطوارئ الخاصة بها. وفي تايلند اعترف بالحاجة إلى خطة للطوارئ لمواجهة الحمى القلاعية على الرغم من أن هذا المرض متوطن. وتشكل الخطة ردا على ظهور أي فيروس من نوع جديد أو تحول المرض إلى مستويات وبائية.

22 - لم يكن من السهل الترويج لمفهوم خطط الطوارئ. ففي البلدان التي تعاني من شحة الموارد وضعف في الإدارة وهياكل التخطيط، تتركز الاهتمامات عموما على المدى القصير جدا. وتعكس الأمثلة على خطط الطوارئ التي شاهدتها بعثة التقييم بصورة عامة، طابع برنامج أمبرس معروضا بصفته حالة للاستجابة المثالية، ولا تستوعب العوائق الواضحة التي تعمل بظلها الإدارات البيطرية في البلدان النامية. وهذا يعني أن الموظفين في كثير من البلدان لم يستوعبوا بعد جوهر خطط الطوارئ بصفتها عملية دينامية تحدد فيها العوائق والأولويات وتعالج أولا بأول لتحسين قدرات الرد. ويوصى بأن يقوي البرنامج حضوره الميداني على مستوى البلاد لغرس التزام حقيقي بخطط الطوارئ وتوفير مساعدة مكثفة في المراحل الأولية من الخطة. وبظل الوضع المالي الراهن للمنظمة فإن هذا يتطلب تمويلات من خارج الميزانية..

3 - تفعيل البحث

23 - بسبب تشديد التقييم على العمل الميداني، أصبحت الفرصة محدودة لإجراء استعراض مفصل لهذا العنصر. وعلى أي حال فإن من الواضح أن دعم المنظمة للبحث في الأمراض ذات الأولوية ودعم المختبرات ذات المرجعية في برامج مكافحة الأمراض يلقى تقديرا كبيرا في البلدان المرتبطة بأنشطة مكافحة الأمراض. ويلعب معهد صحة الحيوان في بيربرايت في المملكة المتحدة بصفته المختبر المرجعي العالمي للطاعون البقري والحمى القلاعية دورا استثنائي الأهمية، فهو يوفر مصدرا للتحقق بالنسبة لتجارب المختبرات القطرية ويسهل تطبيقات علم الأوبئة الجزيئي لتتبع انتشار مسببات الأمراض. وجرى اختبار معهد تربية الحيوانات والطب البيطري في مونبلييه باعتباره المختبر المرجعي العالمي للالتهاب الرئوى البللورى المعدى في الأبقار، وقد ساهم مع مركز اللقاحات البيطرية لعموم أفريقيا في وضع مقاييس موحدة لخلاصة لقاح جديد لطاعون المجترات الصغيرة والالتهاب الرئوى البللورى المعدى في الأبقار. وبفضل مشروع تموله اليابان لبرنامج أمبرس من خلال مركز اللقاحات البيطرية لعموم أفريقيا أمكن الترويج لنقل تكنولوجيا اللقاح وتوحيد مقاييسه ووضع مبادئ لضمان نوعية اللقاحات في أفريقيا. ومؤخرا روج مركز اللقاحات البيطرية لعموم أفريقيا أسلوبا لإنتاج لقاحات ثابتة الحرارة منخفضة التكلفة. وبينما ترتبط هذه التكنولوجيا بأفريقيا وجنوب آسيا، فإن استمرارية هذا العمل في مركز اللقاحات البيطرية لعموم أفريقيا مهددة بنقص التمويلات اللازمة إذ أن التمويل الياباني ينتهي أجله عام 2001.

24 - لعب القسم المشترك بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التقنيات النووية في الأغذية والزراعة دورا أساسيا في إدخال وتوسيع قدرات التشخيص في البلدان النامية، مع تركيز أولي على تشخيص الطاعون البقري والمناعة الأنزيمية بصفتها التكنولوجيا المناسبة. وعليه توسع البرنامج ليشمل طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية والالتهاب الرئوي البللوري المعدي في البقر والحمى الخنزيرية وأمراض أخرى. كما اتسع نطاق تكنولوجيا التشخيص وخصوصا في ما يتعلق بتقنيات رد الفعل المتصل البوليمري لتقصي ومعرفة خصائص الكائنات المعدية. وقد تمت أنشطة القسم المشترك بتنسيق ومساعدة وثيقة مع البرنامج حتى يرتبط إدخال الإمكانية التشخيصية المختبرية مباشرة بمعالجة احتياجات مكافحة الأمراض. ويحاول البرنامج عادة دعم مختبر واحد فقط في بلد واحد باعتبار ذلك من الوسائل الأكثر كفاءة لضمان الاستدامة. وهذا صحيح فالعمليات المختبرية تعيقها في العادة تكاليف تشغيل مرتفعة ونقص في الموظفين المؤهلين المناسبين.

4 - أنشطة التنسيق

25 - يركز البرنامج بصورة رئيسية على استئصال الطاعون البقري على مستوى العالم، كانت أمانة الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري هي النشاط التنسيقي الأكثر أهمية. كما وفرت المنظمة أيضا أمانة للمفوضية الأوروبية لمكافحة الحمى القلاعية. وفي آسيا، تتولى الأمانة التنسيق بين الهيئة الإقليمية للإنتاج الحيوانى والصحة الحيوانية في آسيا والمحيط الهادي، من خلال عقد حلقات دراسية عملية ووسائل اتصال أخرى في إقليم آسيا وتعمل كمصدر للمعلومات عن إنتاج الثروة الحيوانية وأمراضها. وفي جنوب شرق آسيا لعب المكتب الدولي للأوبئة الحيوانية دورا تنسيقيا لمكافحة الحمى القلاعية. وتعمل المنظمة بصورة وثيقة مع هذه الوحدة لنشر نهج إقليمي لمكافحة الحمى القلاعية. ونتيجة لعمل الشبكة الإقليمية لمراقبة الأمراض الحيوانية ومكافحتها سوف تشكل قريبا هيئة للصحة الحيوانية لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.

الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري

26 - ركز نشاط برنامج أمبرس بصفة رئيسية على تنسيق الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري. وكانت هذه الحملة نقطة التحول في تحويل مبادرات منفصلة لمكافحة الطاعون البقري إقليميا إلى برنامج ذي توجه عالمي. وفي كثير من الأحوال استخدم تمويل برنامج التعاون الفني بصورة فعالة لمكافحة انتشار الطاعون البقري بسرعة وفعالية. والقليل من المانحين الآخرين توافرت لديهم مثل هذه الاستجابة السريعة، وهو عمل تقدره أفضل تقدير البلدان المتلقية للمساعدة. وقد تمخضت برامج التعاون الفني عن احتواء هذا المرض والقضاء على بؤر اكتشفت في كينيا وشمال تنزانيا (بتمويل إضافي من برنامج الأمم المتحدة للتنمية، في حالة تنزانيا) وفي أفغانستان في 1996/1997. وتحسن الوضع كثيرا في باكستان وهي الآن في وضع جيد يؤهلها لبدء عملية المكافحة بتمويل إضافي من الاتحاد الأوروبي لدراسات وباء الطاعون البقري، كما ساعدت أوغندا على البقاء خالية من الأمراض السريرية والتقدم نحو خلو مؤقت. وقد حددت بقايا بؤر معدية حقيقية أو محتملة في السودان والصومال، وتوضع حاليا خطط لمعالجتها في ظل ظروف صعبة.

27 - كما نهضت المنظمة بمسؤوليات تشغيلية في تنفيذ حملة مكافحة الطاعون البقري في عموم أفريقيا، وبرنامج عموم أفريقيا لمكافحة الأمراض الوبائية. وقد تضمنت الأنشطة دعما في مجال مكافحة الأوبئة ومساعدة فنية لمركز اللقاحات البيطرية لعموم أفريقيا. وقد أدت العلاقة المعقدة بين الاتحاد الأوروبي بصفته جهة مانحة، ومنظمة الوحدة الأفريقية بصفتها وكالة منفذة، والمنظمة بصفتها الجهة التى تقدم المساعدة الفنية لهذين البرنامجين إلى بعض الجدل حول مسؤوليات الإدارة. ومن الواضح أن الإبقاء على علاقات جيدة بين الوكالات أمر حاسم لنجاح الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقرى

28 - حددت أهداف للحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري بخمسة أعوام من 1998 إلى 2003 ، بحيث يمكن خلالها تقييم الإنجازات، وظهر حتى الآن أن العمل في كل المناطق الجغرافية أنجز وفق الجدول المحدد أو تجاوز الهدف المحدد باستثناء وحيد هو جنوب الصومال.

29 - وظهر من خلال الرقابة على استخدام الأمصال على صعيد العالم لإثبات خلو المناطق من الوباء أن المشاكل المرتبطة بالأمن في بعض المناطق قد تحول دون تقدم المكتب الدولي لمكافحة الأوبئة الحيوانية فى التحقق من ذلك وفقا لأغراض التجارة العالمية. وبدلا من مواصلة التحقق على أساس وطني اقترح سلوك نهج يقوم على الاعتراف بسبعة مناطق زراعية بيئية كقواعد للتحقق من الخلو.

30 - وضعت أمانة المكتب الدولي لمكافحة الأوبئة الحيوانية خطة عمل تفصيلية للتحقق النهائي من استئصال الوباء على مستوى العالم، بحلول عام 2010. وتتضمن الخطة عناصر للقضاء على مناطق العدوى المتبقية، تمهيدا لوقف عملية التلقيح ووضع عملية للتحقق. ويمثل الوعي العام المكثف عنصرا حاسما من الخطوات النهائية للتحقق

31 - ودخل المكتب الدولي لمكافحة الأوبئة الحيوانية مرحلة حاسمة يلزم فيها العمل وفق هدف محدد للقضاء على البؤر الثلاث الباقية المشتبه فيها بوجود الطاعون البقري من جهة، ومن جهة أخرى، يحتاج المكتب الدولي لمكافحة الأوبئة الحيوانية إلى تنفيذ برنامج مستدام لستة أعوام للتحقق من خلو العالم من هذا المرض. وبينما يبدو تمويل الهدف الأول قريبا، فإن الهدف الخاص بالتحقق ليس مؤكدا. ويوصى ببذل جهود ملموسة لتأمين تمويل خاص بعملية التحقق، والتي بدونها يزداد خطر ظهور مرض الطاعون البقري من جديد

دال - مستقبل عنصر الثروة الحيوانية في برنامج أمبرس

32 - هناك دعم واسع لبرنامج أمبرس في البلدان التي زارتها البعثة. وتعترف هذه البلدان بالدور القيادي للمنظمة بصفتها مصدرا رئيسيا للخبرات الفنية للترويج للإنذار المبكر للأمراض الحيوانية العابرة للحدود والتخطيط للاستجابة لحالات الطوارئ. وعلى أي حال فإن البعثات حددت بعض القضايا المستقبلية للبرنامج، من بينها:

33 - تستجيب البلدان النامية للمفاهيم التي تروجها المنظمة. وفي بيئة فيها قدر كبير من خيبة الأمل بتسليم الخدمات البيطرية المركزية (وخدمات حكومية أخرى)، تولد اتجاه متنام لدى المانحين لتشجيع الخدمات المحلية. وعموما فقد لاحظت السلطات البيطرية في البلدان المتلقية والمانحون الذين يدعمون أنشطة مكافحة الأمراض العابرة للحدود، أن هناك حاجة لنشر معلومات عن الأوبئة من خلال توفير المعلومات على المستوى الوطني ولربما الإقليمي، من أجل تخطيط استراتيجي سليم. ومن المهم أن يروج برنامج -أمبرس عنصر الثروة الحيوانية للحاجة إلى مراقبة الأمراض بما في ذلك أنظمة إيصال المعلومات من الميدان إلى السلطات الوطنية لمكافحة الأمراض. ويوصى بأن تواصل المنظمة الترويج لتحسين أنظمة مراقبة الأمراض بما في ذلك على المستوى الوطني ومن خلال الحوار مع الشركاء من الجهات المانحة.

34 - والحاجة إلى خطط للطوارئ جلية في البلدان المهددة بخطر عودة الطاعون البقري نظرا لخلوها المؤقت فى حالة ما إذا توقفت عمليات التلقيح، وكذلك المراقبة المبكرة للتعرف على مدي انتشار المرض. لذا فقد كانت الحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري أداة فعالة للترويج لبرنامج أمبرس. ولابد من عدم إهمال نقطتين مهمتين مختلفتين هما: الأولى، أن التخطيط الفعال للطوارئ يجد عائقا في الموارد المحدودة وفي القدرة الفنية الضعيفة للكثير من الخدمات البيطرية، وهو ما يعني عادة عجزها عن الاستجابة للاحتياجات الفورية. والثانية، أن توافر لقاحات عالية فعالة سهّل مكافحة الطاعون البقري والقضاء عليه إلى حد كبير. وهناك خطر أن يتوقع أصحاب الشأن نجاحا مماثلا للحملة العالمية لمكافحة الطاعون البقري في مكافحة أمراض استراتيجية أخرى لا تتوفر لها لقاحات طويلة الأمد وتعتمد مكافحتها على عوامل أخرى. وسوف يكون أمرا أكثر صعوبة النجاح في مكافحة أمراض رئيسية عابرة للحدود مثل مرض الالتهاب البلوري المعدي في الأبقار أو الحمى القلاعية .

35 - لتشجيع التخطيط للوقاية الطارئة من معظم الأمراض الأخرى، هناك بعض الصعوبات المفاهيمية، فحيثما يكون المرض العابر للحدود مستوطنا تستوجب مكافحته في العادة صفة الاستعجال التي تستغرقها إجراءات "الوقاية الطارئة". ومن الصعب على الموظفين في بلد يستوطن فيه مرض الحمى القلاعية أن يقدروا لماذا يتوجب عليهم وضع خطط للطوارئ (وأن يتوجب عليهم في ظروف معينة أن يفعلوا ذلك كما في حالة دخول نوع جديد من الفيروسات)، فالاحتمال الأكبر أن يكون شاغلهم هو التخطيط لأنشطة مكافحة روتينية. وقد أوصى برنامج أمبرس لعام 1998 بوضع معايير تشمل أمراضا جديدة في البرنامج. وبغض النظر عن قوائم الأمراض يوصى بتحديد أمراض استراتيجية للقضاء عليها عالميا وإقليميا (ربما الحمى الخنزيرية التقليدية في الأمريكتين)، ولكن ربما كان أكثر فائدة بالنسبة لمعظم حالات التدخل، التعرف على حالات الأمراض العابرة للحدود حين يكون الخطر على البلد آتيا من مصدر خارجي وأن تشجع أنشطة الإنذار المبكر، ورد الفعل المبكر في هذه الظروف. فمثلا يبدو أن تايلند حاليا لديها شاغل له الأولوية فيما يتعلق بالأمراض العابرة للحدود هو فيروس نيباه، الذي لا يعترف به برنامج أمبرس مرضا له أولوية في عنصر الثروة الحيوانية.

36 - برزت مشكلة مفاهيمية أخرى لدى الربط الواضح بين الحاجة للمراقبة والإنذار المبكر. وفي الواقع أن المراقبة حاجة أساسية لجميع أنشطة مكافحة الأمراض. ويروج برنامج أمبرس، للحاجة إلى تحسين آليات مراقبة الأمراض، ووضع التقارير والتحليلات الوبائية لتخطيط فعال لأنشطة مكافحة الأمراض. لذا فالمطلوب، وما يروج له برنامج أمبرس، هو معالجة احتياجات أوسع بدلا من معالجة الحاجة إلى "وقاية الطوارئ"، تؤدي إلى إرباك حول المدى الحقيقي لصلاحيات برنامج أمبرس. وبالمثل يمكن المجادلة بأن الأدوار التي يقوم بها برنامج أمبرس، في الترويج لتفعيل البحث وتوفير دور تنسيقي في مكافحة الأمراض، مناسبة بالدرجة نفسها خارج حالات الوقاية الطارئة للأمراض العابرة للحدود. ويوصى بأن تعمل إدارة الصحة الحيوانية على إعادة تعريف برنامج أمبرس ، إذا دعت الحاجة، بحيث تكون صلاحياتها أوسع من مجرد "وقاية الطوارئ"، وتتضمن تقوية المراقبة والاهتمام بعلم الأوبئة والمكافحة والتخطيط ووضع سياسات لاستئصال الأمراض العابرة للحدود.

37 - تأثر جزء كبير من تنفيذ مبادئ برنامج أمبرس ببرنامج التعاون الفني المتعلقة بالاستجابة لحالات طوارئ الأمراض. وكانت تلك وسيلة مناسبة للترويج لبرنامج أمبرس، حيث يضعه في سياق محدد. بيد أنه يوجد نقص مستمر في عدد الموظفين في مجموعة الثروة الحيوانية لبرنامج أمبرس، وهو ما يسبب صعوبات إدارية في المحافظة على أنشطة معيارية مقررة إزاء حالات استجابة تشغيلية طارئة غير منتظرة. فإما أن يعوض عن النقص في الموظفين أو أن يكون هناك تمييز أكبر في قبول طلبات برنامج التعاون الفني، يقوم على تقديم نشاط برنامج التعاون الفني على حساب أنشطة البرنامج المعيارية الجارية. لكن هناك قضية أخرى، أن تنفيذ برنامج أمبرس لن يتقدم بسرعة، على مستوى البلاد من خلال برنامج التعاون الفني فقط، وسوف يقع على عاتق المنظمة إقناع الحكومات والمانحين بالحاجة إلى قدرات الإنذار المبكر ورد الفعل المبكر والحصول على استثمارات في هذين المجالين. وحتى الآن كان التقدم الذي أحرز مع المانحين مخيبا للآمال. ويوصى بأن تكثف المنظمة جهودها للحصول على تمويل من خارج الميزانية لدعم أنشطة برنامج أمبرس. وقد يتضمن ذلك العمل مع بلدان ومانحين ملتزمين بتقوية الخدمات البيطرية عموما، لضمان معالجة الاحتياجات لتخطيط حالات الطوارئ ومتطلبات الاستجابة بصورة واقعية، مع أخذ قدرات البلاد في الاعتبار، بطريقة مستدامة.

ثانيا - عنصر الجراد الصحراوي في برنامج أمبرس

ألف - مقدمة

38 - يغطي عنصر الجراد الصحراوي في برنامج أمبرس ثلاثة مناطق: المنطقة الوسطى (تغطي منطقة البحر الأحمر)، والمنطقة الغربية (تغطي شمال أفريقيا والبلدان الساحلية)، والمنطقة الشرقية (أربعة بلدان في جنوب شرق آسيا). وكان من المقرر أن يكون التركيز المبدئي على المنطقة الوسطى حيث كان يعتقد أنها منشأ كثير من أوبئة الجراد. وبدأت في 1997 عمليات برنامج أمبرس - المنطقة الوسطى، الذي وضع خلال 1994-1995 لينفذ على مراحل، وذلك بعد فترة طويلة من المشاورات مع البلدان المتأثرة بالجراد والمانحين. أما برنامج أمبرس - المنطقة الغربية فقد وضع في عام1997 بعد توصية من المؤتمر عام 1995 لتمديد عنصر الجراد الصحراوي في برنامج أمبرس. وعلى الرغم من أن برنامج أمبرس - المنطقة الغربية قد توقع دعما ملموسا من المانحين يصل إلى 8.5 مليون دولار، فإن هذا لم يتحقق واستمرت المفاوضات مع المانحين المحتملين: وفي الوقت نفسه نقح البرنامج بالاشتراك مع البلدان المعنية في 1998 و2001.

39 - ووضعت بعثة مكونة من مسؤول التقييم لدى المنظمة ومختص مستقل بالجراد الصحراوي ، زارت ست بلدان مشاركة (مصر وإريتريا وإثيوبيا وموريتانيا والسودان واليمن) تقييما للبرنامج. وأجرت مناقشات في روما مع مسؤول رفيع من المركز الوطني لمكافحة الجراد وأمين الهيئة الجديدة التي أنشأتها المنظمة لمكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية. وعلى الرغم من أن البعثة لم تتمكن من زيارة جميع بلدان المنطقتين الوسطى والغربية أو الوكالات المانحة فإن التقييم يعكس الردود على استبيانات أرسلت إلى المتعاونين مع برنامج أمبرس والمانحين والباحثين في الجراد الصحراوي قبل تشكيل البعثة. كما ينسحب هذا على التقييم الذي وضع عام 1999 لبرنامج أمبرس - المنطقة الوسطى.

باء - برنامج أمبرس - المنطقة الوسطى

40 - قيمت المرحلة الأولى من برنامج أمبرس - المنطقة الوسطى (1997-2000) عام 1999، بما أدى إلى تغيرات مهمة في تنفيذ الترتيبات. وأعدت، ضمن أمور أخرى، وثيقة منقحة للبرنامج حددت بصورة أكثر وضوحا المحورين الرئيسيين في استراتيجية البرنامج، وهما السمة الوقائية القوية، وعنصر تعليمي مهم. وتتحقق الوقاية فيه من خلال نظام الإنذار المبكر والتنبؤ، ومن خلال تعزيز قدرة خدمات مكافحة الجراد في منطقة الرصد والمسوح والمراقبة. ويعالج عنصر التعليم الأبحاث التي تستهدف إغلاق عدة فجوات في معرفة أيكولوجية الجراد الصحراوي وإدارته، والاستخدام المحتمل لتكنولوجيات جديدة. وقد استكملت المرحلة الأولى في نهاية 2000 ، وبدأ العمل في المرحلة الثانية ومدتها ثلاثة أعوام في 2001.

41 - حصلت المرحلة الأولى على دعم مالي من البرنامج العادي للمنظمة (بما في ذلك مشروع لبرنامج التعاون الفني لمكافحة تفشي الجراد في إريتريا) ومشروعات حساب الأمانة التي تمولها ألمانيا وهولندا وسويسرا والولايات المتحدة. كما استفادت من الأموال التي خصصتها بلجيكا وفرنسا واليابان لبرنامج أمبرس ككل، وكذلك من دعم ثنائي من الولايات المتحدة. وباستثناء المساهمة الثنائية بلغ حجم التمويل الكلي للمرحلة الأولى نحو 5.5 مليون دولار أميركي. أما المرحلة الثانية فيتوافر لها نحو 4.4 مليون دولار أميركي من أربع جهات مانحة (هولندا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة). وتقدم المملكة المتحدة وألمانيا دعما ثنائيا.

42 - وضعت وثيقة البرنامج هدفا عاما للمرحلة الثانية هو "تعزيز قدرات وإمكانيات العناصر القطرية والإقليمية والدولية لنظام إدارة الجراد الصحراوي، لتطبيق استراتيجيات مكافحة وقائية فعالة وكفؤة اعتمادا على الإنذار المبكر، وعلى تدخلات مكافحة مبكرة سليمة بيئيا وفي الوقت المناسب". والإنجازات الرئيسية المحددة المتوقعة هي:

جيم - برنامج أمبرس - المنطقة الغربية

43 - كما لوحظ سابقا فإن البرنامج لم يدخل طور التشغيل الكامل بعد، فذلك يعتمد على تسلم مساهمات المانحين. وعلى أي حال فإن الأنشطة الرائدة قد بدأت بتمويل من البرنامج العادي للمنظمة ومشروع حساب أمانة مشترك بين النرويج والمنظمة "تحسين تقنيات استعمال المبيدات لمكافحة الجراد الصحراوي" (GCP/INT/651/NOR). وبالإضافة إلى ذلك نفذت بعض المشاريع في المنطقة واستفاد برنامج أمبرس- المنطقة الغربية بالطريقة نفسها التي استفاد بها برنامج أمبرس - المنطقة الوسطى من مشاريع مولتها بلجيكا والولايات المتحدة، وثنائيا المملكة المتحدة. كما ساهمت فرنسا وهولندا في تكاليف الأنشطة التحضيرية.

44 - الهدف من البرنامج هو "وضع نظام وقائى لمكافحة الجراد الصحراوي من خلال تقوية و/أو إقامة وحدات مكافحة قطرية ووحدات مكافحة إقليمية وتحديد أساس لضمان الاستدامة". الإنجازات المحددة المتوقعة مشابهة لتلك الموجودة في برنامج أمبرس- المنطقة الوسطى.

دال- . إنجازات البرنامج

45 - البلدان التي زارتها بعثة تقييم برنامج أمبرس مستمرة في منح المكافحة الوقائية للجراد الصحراوي أولوية قطرية عليا. وتعتبر الحكومات الوطنية المعنية أن الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية الملموسة لأي برنامج فعال للمكافحة الوقائية للجراد الصحراوي، أمرا يخدم "المصلحة القومية". وقد عزز هذا الرأي نتائج استبيان أرسلته البلدان المشاركة في برنامج أمبرس. وفي بعض البلدان انعكست أهمية هذه المكافحة للجراد الصحراوي في الموارد المالية المتزايدة التي خصصتها الحكومات الوطنية منذ تطبيق برنامج أمبرس. وبالمثل، فإن التعاون الإقليمي الذي اتخذ شكل أعمال مسح مشتركة تزايد في بعض البلدان. وينظر إلى هذا التعاون بوصفه خطوة مهمة على طريق تطوير برنامج المكافحة الوقائية المستدامة. وعلى أي حال يبقى الكثير مما يجب عمله حتى في المنطقة الوسطى حيث استمر العمل في برنامج أمبرس خمسة أعوام، لتحقيق مكافحة وقائية مستدامة للجراد الصحراوي.

46 - وفي المنطقة الوسطى، أحرز تقدم باتجاه أهداف برنامج أمبرس - المنطقة الغربية، ولكن في بعض الحالات كانت الإنجازات على مستوى كل بلد على حدة أقل مما كان متوقعا على مدى عدة فصول لأسباب عدة من بينها عوامل خارجية مثل الحروب، وداخلية مثل عدم كفاية مخصصات الميزانية. وبالمثل فإن التأخير في التشريع يقلص فعالية التنسيق المركزي لأعمال مسح الجراد الصحراوي. وكانت النتيجة النهائية هي أن بعض البلدان قد وضعت وطبقت أنظمة فعالة للإنذار المبكر ولمكافحة الجراد الصحراوي، بينما واجه التقدم في بلدان أخرى عوائق بدرجات مختلفة.

47 - على المستوى الاستراتيجي اتخذت خطوات مهمة نحو وضع برنامج المكافحة الوقائية المستدامة للجراد الصحراوي، تضمن تنسيقا معززا ومتسقا بين البلدان المشتركة. وتضمنت إجراءات التقدم في هذا الشأن:

48 - المرحلة الثانية الراهنة من برنامج أمبرس- المنطقة الوسطى مرحلة تقوية بالدرجة الأولى، وقد أدخلت تحسينات ملموسة على إدارة البرنامج خلال العامين الأخيرين (وهو ما مثل قضية حاسمة حددتها بعثة التقييم السابقة عام 1999). وقد كان تخطيط العمل الصارم والرقابة الداخلية وإجراءات التقييم عوامل مهمة في هذا المجال. وتعزز التعاون مع لجنة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى، من خلال تخطيط العمل المشترك وتقاسم بعض أنشطة التدريب, ومن خلال شبكات الاتصالات الرئيسية بين البلدان. كما عمل برنامج أمبرس - المنطقة الوسطى على نحو كبير على تحسين خبرات موظفي الجراد الصحراوي في المنطقة من خلال سلسلة من الدورات التدريبية المركزة بدرجة أكبر، وأدى إلى تكوين مدربين قطريين يستطيعون نقل الخبرات إلى عدد أكبر من الموظفين.

49 - ساورت بعثة التقييم شكوك عما إذا كانت أهداف المرحلة الراهنة ممكنة التحقيق في ما تبقى من الوقت. وبينما واصلت بعض البلدان استعراض وتحويل أنظمة الجراد الصحراوي بدعم من برنامج أمبرس- المنطقة الوسطى، لا يزال آخرون -ولأسباب مختلفة- متلكئين في إلزام أنفسهم بنوع التحليل المنهجي والتخطيط المقرر من قبل برنامج أمبرس، بما في ذلك تأخر ملحوظ في تطبيق أنظمة المكافحة والإنذار المبكر. وقد ساور بعثة التقييم، بصورة خاصة، قلق بشأن تأخر متكرر في تنفيذ أنشطة مهمة في بلد واحد على الأقل، وذلك على الرغم من محاولات متعددة بذلتها (إدارة وقاية النباتات) في المنظمة لحل المشاكل المعلقة. ويوصى بأن تراقب المنظمة عن كثب ما تنجزه البلدان التي تتأخر في التنفيذ، وفي حالة عدم حل القضايا في المستقبل العاجل، يجب دراسة الخيارات المتاحة بما في ذلك إشراك الإدارة العليا في المنظمة.

50 - وبالمثل، فإن البعثة قلقة بسبب التأخر في تنفيذ برامج التركيز القطري التي جرى تنفيذها في ثلاثة بلدان خلال المرحلة الأولى. ويحلل برنامج التركيز القطري السمات الرئيسية لنظام إدارة الجراد الصحراوي في البلد وخطط التنمية واستراتيجيات العمل المستقبلي. ومن المنتظر استخدام هذه البرامج كأداة تحليلية لتحسين إجراءات المسح والمراقبة وآلية لبناء الملكية في إطار برنامج أمبرس. ويوصي بأن تحظى برامج التركيز القطري بالأولوية المتواصلة باعتبارها أداة مهمة، وأن يحدد برنامج أمبرس- المنطقة الوسطى جهوده لمساعدة البلدان فى مجال وضع برامج التركيز القطرية.

51 - وهناك مصدر آخر للقلق يتعلق بمستوى التوظيف في البرنامج، فالبرنامج في المنطقة الوسطى طموح ومعقد، وتعتبر البعثة أن مستوى التوظيف في الميدان (موظفان دوليان وموظف مهني مزامل وموظفان مهنيان محليان) يمثل أدنى مستوى مطلوب. وفي ضوء عبء العمل المقرر للفترة الباقية فإن من المرغوب فيه توفير موارد إضافية من الموظفين في حقول تقييم الحملة وتطوير الاستراتيجية والاقتصاديات. ويوصى بأن تدرس المنظمة مسألة اتخاذ موقف فني إضافي للمساعدة في تنفيذ أنشطة برنامج أمبرس في المنطقة الوسطى.

52 - والهدف الأساسي لبرنامج أمبرس في المنطقة الغربية تقوية نظم الإنذار المبكر والمكافحة الوقائية في البلدان الواقعة في منطقة السهل. وللبلدان المغاربية وحدات خاصة بالجراد الصحراوي وهي عموما ممولة بصورة مناسبة ومجهزة بصورة صحيحة. وعلى أي حال فباستثناء موريتانيا لا يمكن اعتبار برنامج أمبرس في المنطقة الغربية بأكمله في طور التنفيذ، وذلك بسبب الحاجة إلى الدعم المادي من المانحين. وعلى الرغم من هذا القصور، فإن إنجازا مهما تحقق في مجالين:

53 - أولا, إقامة بنية إقليمية موحدة للجراد الصحراوي من خلال توسيع عضوية لجنة المنظمة لمكافحة الجراد الصحراوي في شمال غرب أفريقيا. وينظر إلى اقامة المنظمة للجنة جديدة لمكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية بوصفها خطوة مهمة للمكافحة الوقائية المستدامة للجراد الصحراوي في تلك المنطقة. ومن المتوقع أن يعتمد عدد كاف من البلدان قريبا اتفاقية إنشاء المنظمة للجنة المذكورة.

54 - ثانيا، تعترف بعثة التقييم بأن تقدما استثنائيا قد أحرز في مجال وضع نظم فعالة لمسح الجراد الصحراوي ومكافحته في موريتانيا. وأوضحت الأنشطة في موريتانيا ما يمكن لبرنامج أمبرس تحقيقه في ما يتعلق بأهداف البرنامج المركزية للإنذار المبكر الفعال والكفوء والمسح والمكافحة المبكرة والبحوث العملية ذات الجودة العالية. وتعتبر بعثة التقييم نموذج موريتانيا أفضل نموذج تجريبي لبلدان السهل الأخرى إذا ما توافر تمويل من الجهات المانحة. وعلى الرغم من الإنجازات الباهرة في موريتانيا، فإن المستقبل الكلي لبرنامج أمبرس في المنطقة الغربية سيبقى غير مؤكد ما لم يؤمن تمويل خارجي.

55 - في وقت كتابة هذا التقرير، لا يحظى برنامج أمبرس للمنطقة الغربية إلا بدعم جهة واحدة على نطاق صغير (وزارة الزراعة الأمريكية) وجهة واحدة تدعم مشروعا محددا (النرويج)، وجهة أخرى أشارت إلى تقديم دعم رئيسي (الاتحاد الأوروبي). وهذا الدعم الأخير سوف يقدم لبلدان السهل الأفريقي في المنطقة الغربية لمدة عامين، ولكن يبدو أنه لن يشمل مدخلات المساعدة الفنية، وهو ما يثير قلق بعثة التقييم. ولم تتعرف بعثة التقييم بعد على السبب في نقص استجابة المانحين لبرنامج أمبرس في المنطقة الغربية. ويوصى بأن تبذل المنظمة مزيدا من الجهود مع المانحين لتمويل أنشطة هذا البرنامج في المنطقة الغربية.

56 - وفي النهاية، فإن مستقبل عنصر الجراد الصحراوي في برنامج أمبرس سيعتمد على توافر التمويل اللازم في المستقبل. وبالنظر إلى الموارد المتعهد بها حتى الآن فإن من غير المؤكد أن ينظر المانحون الدوليون إلى المكافحة الوقائية للجراد الصحراوي بصفتها ذات أولوية قصوى بما فيه الكفاية، بحيث يدعم توسيع البرنامج للمنطقة الغربية بأكمله والمحافظة على برنامج المنطقة الوسطى لما بعد عام 2003. ومن الأسباب الممكنة للصعوبات في اجتذاب تمويلات الجهات المانحة قد يكون نقص البيان الواضح للمزايا الناجمة عن المكافحة الوقائية. كما أن عدم مشاهدة أعداد كبيرة من الجراد الصحراوي عموما في المنطقتين الوسطى والغربية خلال الأعوام القليلة الأخيرة قلل من الوعي العام بالخطر الآتي من الجراد الصحراوي. ويعنى ذلك أنه كانت هناك فرص محدودة للقيام بأبحاث ميدانية لتطوير تقنيات واستراتيجيات المكافحة الوقائية المحسنة. وفيما تستطلع المنظمة آراء المانحين في عنصر الجراد الصحراوي في برنامج أمبرس في محافل مختلفة (اللجنة الاستشارية لبرنامج أمبرس في المنطقة الوسطى ولجنة مكافحة الجراد الصحراوي والحلقات الدراسية العملية المعنية بتخطيط برنامج أمبرس، يوصى بتكثيف الحوار مع المانحين بهدف الحصول على دعمهم بما في ذلك القيام بمزيد من الأبحاث حول الفوائد الاقتصادية للمكافحة الوقائية للجراد الصحراوي3.

57 - كان هناك بعض الروابط والتعاون بين برنامج أمبرس للمنطقة الوسطى/ الغربية، وهو ما يجب أن يعزز. وهذا يعتمد بصفة استثنائية تقريبا على مستقبل برنامج أمبرس المنطقة الغربية وعلى ما إذا وسع المشروع النرويجي، فإذا ما وسع هذا المشروع الذي تموله النرويج فإن بعثة التقييم سوف ترى أن هناك مزايا وروابط أوثق بين البرنامجين. ويوصى بأن تدرس إقامة أنشطة بحث مشتركة وبرامج تدريب مشتركة بين برنامج أمبرس للمنطقة الغربية والمنطقة الوسطى، لضمان استخدام كفؤ للموارد وتوحيد معايير المناهج ومزيد من التبادل العام للأفكار.

58 - وأخيرا، فإن الاشتراك المحتمل لبلدان المنطقة الشرقية بما في ذلك الهند وإيران وباكستان وأفغانستان في إطار برنامج أمبرس يخضع الآن للدراسة في المنظمة. وتخطط المنظمة للبحث عن دعم المانحين لأنشطة البرنامج. ويوصى بأن تعتبر إمكانية تحسين الوصول إلى معلومات عن برنامج أمبرس مثل نتائج الأبحاث والتدريب من خلال الإنترنت، بمثابة ميادين تحتاج مزيدا من التطور.

ثالثا - استنتاجات حول برنامج أمبرس

59 - لعنصري برنامج أمبرس أولويات ومناهج مختلفة للعمل. ومع ذلك فإن التقييم يرصد بينهما عددا من الأفكار المشتركة التي تستحق الملاحظة.

60 - لاحظت التقييمات وجود بنية إدارية محسنة ووضوحا في الأولويات في كل من العنصر الخاص بصحة الحيوانات والجراد الصحراوي، وهو أمر مشجع ويمكن أن يعزى إلى استجابة إدارة العنصرين لتقييمات سابقة، وإلى النهج الجديد في وضع البرامج في المنظمة بما يتطلب وضوحا أكبر في وضع الأهداف.

61 - لاحظ التقييمان الصعوبات التي تواجهها الحكومات في إعداد خطط الطوارئ، وهي قضية معقدة وطويلة الأمد ترجع إلى قدرات تخطيط ضعيفة عموما تحتاج إلى تقوية، ولوحظ تردد في تكريس الموارد النادرة استعدادا للحالات التي قد تنشأ أو لا تنشأ.

62 - وثمة سمة مشتركة أخرى هي أن كلا البرنامجين يتميزان بمستوى متدن في التوظيف، مقارنة بالمهمات التي تواجههما. وفي الوضع المادي الراهن للمنظمة فإن من غير المحتمل أن تحل هذه المشكلة في المستقبل القريب، ومن المحتمل أن تعيق تطوير برنامج أمبرس في مناطق غير مشمولة في الوقت الحاضر.

63 - وأخيرا، فإن تمويل المانحين للبرنامجين كان متفاوتا جدا، فقد اجتذب العنصر الخاص بالجراد الصحراوي مستوى جيدا من دعم المانحين لبرنامج المنطقة الوسطى في البداية، لكن التمويل غير مؤكد بالنسبة لتوسيع البرنامج في المنطقة الغربية وفي المستقبل. وحصل العنصر الخاص بصحة الحيوانات على مستوى منخفض نسبيا من تمويل المانحين، ويجب منح تكثيف الجهود لاجتذاب تمويل المانحين أولوية قصوى في المستقبل.

1 (1) أجرى التقييم ثلاثة من المستشارين المستقلين الخارجيين وثلاثة من أعضاء إدارة التقييم في المنظمة.

2 (2) مالي وغانا وبينان وتوغو في أفريقيا الغربية، وأوغندا وكينيا وتنزانيا وزمبابوي في أفريقيا الشرقية والجنوبية، وجنوب أفريقيا، ومصر في الشرق الأدنى

3 (3) أنظر أيضا حالة الأغذية والزراعة لعام 2001، الجزء الثالث "التأثيرات الاقتصادية للآفات النباتية والأمراض الحيوانية العابرة للحدود، الصفحات من 201-279".