STATEMENTS IN ARABIC IN ORDER OF DELIVERY

السيد سالم اللوزى
المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية



بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الرئيسة،
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود،
السيدات والسادة،

يسعدني ويشرفني أن أخاطب جمعكم الكريم باسم جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ونحن نجتمع اليوم للتداول والوصول إلى رؤية عالمية مشتركة حول قضايا الجوع، والفقر، والأمن الغذائي وهي في تقديرنا قضايا تهم كل شعوب وحكومات العالم لما لها من أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وإنسانية. ومن أجل معالجة تلك القضايا بذلت جهود دولية وإقليمية متواصلة لتعزيز مسارات الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر ولكن على الرغم من كل تلك الجهود فمازالت هناك أعداد كبيرة من سكان العالم تعاني من نقص التغذية وأخرى تموت سنويا بسبب الجوع وما يلحق به من أمراض. ويعتبر ذلك محصلة العديد من العوامل الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى العوامل السياسية والنزاعات والحروب.

وعلى مستوى المنطقة العربية، فإنه بالرغم ما تشهده قطاعاتها الزراعية من تطور ملحوظ إلا أن المنطقة تتعرض لمعظم العوامل المؤثرة على إنتاج وإتاحة الغذاء، وتتأثر بمحدودية الموارد الطبيعية الملائمة للإنتاج الزراعي وبتقلبات المناخ وهامشية مناطق الإنتاج الزراعي. ويعتمد الإنتاج الزراعي في معظمه على نظم الزراعة المطرية التقليدية وانعكاساتها غير المواتية على الإنتاج والإنتاجية الزراعية إضافة إلى شيوع النمط التقليدي والرعوي لقطاع الثروة الحيوانية وضعف خدماته ومعدلات إنتاجه.

وفي إطار جهودها لتعزيز مسارات الأمن الغذائي تبنت الدول العربية حزما من السياسات والبرامج استهدفت تطوير إنتاج واستهلاك السلع الغذائية ومواجهة محدثات التنمية الزراعية في الوطن العربي بما في ذلك العمل على الحد من مشكلات ندرة المياه وصيانة الموارد الطبيعية وتطوير الزراعة في المناطق الجافة واستنباط ونقل التقنات الحديثة وتحسين سلالات الثروة الحيوانية والاهتمام بصحة الحيوان وسلامة الأغذية.

وكان من نتاج تلك الجهود زيادة معدلات إنتاج السلع الغذائية الرئيسة وتضييق الفجوة الإنتاجية لعدد من السلع خاصة الحبوب والبقوليات والخضر والفاكهة واللحوم والأسماك، غير أن الفجوة مازالت متفاقمة بالنسبة للسكر والزيوت والألبان.

وهي سلع هامة للصحة العامة للإنسان وفي ذات الاتجاه عملت المنظمة العربية للتنمية الزراعية على تنسيق التعاون بين الدول العربية في المجالات المختلفة والأنشطة الزراعية بما يؤدي إلى تنمية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها وزيادة إنتاج وتبادل السلع الزراعية وتطوير البحوث والخدمات المساندة للإنتاج الزراعي ودعم إقامة المشروعات والصناعات الزراعية.

وتشتمل توجهات المنظمة الرئيسية لتعزيز مسارات الأمن الغذائي في المنطقة العربية على الاهتمام بتحقيق التنمية المستدامة والاستغلال الرشيد للموارد وزيادة إنتاج وتبادل السلع الغذائية وتكثيف مجهودات الاستثمار الزراعي. هذا إلى جانب بناء قواعد المعلومات وتنشيط البحوث الزراعية المتصلة بالأمن الغذائي والاهتمام بصغار المنتجين والمرأة الريفية وبالمخزون الاستراتيجي ومخزون الطوارئ.

ومما لا شك فيه أن تحقيق الأمن الغذائي في جميع أرجاء المعمورة يتطلب إحداث تحالف دولي عريق ضد الجوع والعمل الجاد على تحقيق السلام والاستقرار لشعوب العالم جميعا في ظل منظومة الأمم المتحدة وتحقيق درجات عالية من التنسيق والتعاون بين كافة المنظمات والصناديق الإقليمية والدولية الإنمائية منها والتمويلية بهدف تكريس طاقاتها وإمكاناتها المتاحة لزيادة معدلات إنتاج الغذاء من منظور الاستخدام الأمثل للموارد وحماية البيئة. وفي هذا الصدد، لابد من التأكيد على أهمية تحقيق التنمية المستدامة ومكافحة التصحر التي أكد عليها إعلان أبو ظبي الصادر من أصحاب المعالي وزراء الزراعة في اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة في أبريل الماضي.

وفي ختام كلمتي، لابد من الإشادة بالتعاون الوثيق بين المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك وبخاصة في مجالات المعلومات ومكافحة الأمراض عابرة الحدود والتي تهدد الإنسان والحيوان والنبات.

وأشكركم على الإصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Top Of Page