STATEMENTS IN ARABIC IN ORDER OF DELIVERY

كلمة معالي الوزير، سعيد بن محمد الرقباني،
وزير الزراعة والثروة السمكية لدولة الإمارات العربية المتحدة



بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة رئيس المؤتمر،
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،

يسرني أن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله وتمنياتي لاجتماعكم هذا بالتوفيق والنجاح.

كما ونشكر فخامة الرئيس الإيطالي على تشريفه بافتتاح مؤتمر القمة العالمي للأغذية وأتقدم بالتهنئة كذلك لمعالي بيرلسكوني رئيس وزراء جمهورية إيطاليا على انتخابه رئيسا للمؤتمر، وبالتهنئة إلى نواب الرئيس. كما نتقدم بالشكر لحكومة وشعب إيطاليا الصديق لاستضافة هذه القمة والتي تهدف إلى عمل إنساني وهو محاربة الفقر والجوع وسوء التغذية. كما نود أن نعرب عن تقديرنا للجهود التي يبذلها معالي الدكتور جاك ضيوف المدير العام للمنظمة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة.

السيدات والسادة، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على إعلان روما وخطة عمل مؤتمر القمة العالمي للأغذية بأن نتحد بتخفيض عدد الجياع إلى النصف، لم يتحقق حيث ما يزال أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع والفقر وسوء التغذية معظمهم يعيشون في المناطق الريفية ويعتمدون على القطاع الزراعي في كسب رزقهم. ومما يزيد الأمر سوءا أن تأثر الإنتاج الغذائي سلبا نتيجة للكوارث الطبيعية وشح المياه والحروب الأهلية والإقليمية.

السيد الرئيس، إنه لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في ظل الحروب والنزاعات ولابد من إيجاد المناخ الدولي الذي يعزز من الحلول السلمية للنزاعات القائمة بين الدول وما تمارسه القوات الإسرائيلية من حصار بحق الشعب الفلسطيني واحتلال وتدمير وتخريب وتجريف الأراضي الزراعية يمثل انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف والقوانين الدولية وحقوق الإنسان.

لذا فإن تحقيق السلام العادل والشامل في العالم بأثره يمثل رافدا ومعززا لمحاربة الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية المنشودة، خاصة في ظل عولمة العلاقات الدولية وثورة المعلومات بأبعادها المختلفة. وعليه فإن علينا مسؤولية إنسانية مشتركة للحفاظ على الكيان البشري.

السيد الرئيس، إن تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة يتطلب تعاون المجتمع الدولي وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في الزراعة وزيادة البحوث الزراعية واستخدام التكنولوجيا الحديثة وفتح أسواق الدول المتقدمة أمام منتجات الدول النامية واتخاذ إجراءات لزيادة الإنتاجية الزراعية وزيادة الأغذية وتوفير الموارد المالية والفنية والبشرية.

السيد الرئيس، إن دولة الإمارات العربية المتحدة إيمانا منها بأهمية التنمية الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، قامت الدولة رغم الظروف المناخية الصعبة بتشجيع وتطوير القطاع الزراعي بمختلف جوانبه النباتية والحيوانية والسمكية. وقد أثمرت هذه السياسة عن اتساع الرقعة الخضراء وزيادة الإنتاج وتمكنت الدولة كذلك من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية.

وتمشيا مع إعلان روما، وخاصة فيما يتعلق بتخفيض عدد الجياع إلى النصف، قبل حلول عام 2015 فقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم المساعدات والمنح والقروض الميسرة للكثير من دول العالم لدعم برامج التنمية الزراعية وذلك من خلال صندوق أبو ظبي للإنماء الاقتصادي ومن خلال المساعدات المباشرة التي تقدمها الهيئات والجمعيات الخيرية بالدولة، وخاصة جمعية الذات الخيرية وجمعية الهلال الأحمر وكذلك المساهمة في برامج المنظمات وصناديق التمويل الدولية والإقليمية.

وتقديرا للجهود الذي يبذلها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله في دعم الجهود المبذولة لمكافحة الجوع في العالم واهتماماته الشخصية بالنهوض بالزراعة وحماية البيئة وتحقيق الأمن الغذائي، فقد قامت عدة جهات إقليمية ودولية بتكريم سموه ومنحه الأوسمة والجوائز تقديرا لهذه الجهود الكبيرة.

السيد الرئيس، إننا نؤمن بأن التعاون الثنائي والإقليمي في المجال الزراعي يمثل رافدا ومعززا للتعاون الدولي لخدمة الأهداف والمصالح المشتركة بين الشعوب. وإننا نناشد المجتمع الدولي تعزيز جهوده والعمل ضد الجوع من أجل بلوغ أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية وخاصة منظمات روما وتعزيز التنسيق والتعاون فيما بينها. ونؤكد على حق كل فرد في الحصول على الغذاء وعدم استخدام الغذاء كأداة للضغط السياسي والاقتصادي.

كما نود أن نؤكد على أهمية دور منظمة الأغذية والزراعة بقيادة المدير العام جاك ضيوف في التعاون مع الحكومات لتعزيز جهودها للعمل كتحالف دولي ضد الجوع وتنفيذ خطة عمل مؤتمر القمة العالمي للأغذية وبناء القدرات الوطنية للحد من الفقر والجوع. ونود تشكيل فريق عمل حكومي دولي في إطار متابعة أعمال مؤتمر القمة العالمي للأغذية لوضع خطوط توجيهية لمساندة الدول الأعضاء في تحقيق الأمن الغذائي لشعوبها. فقد انتهى وقت الوعود وجاء وقت العمل.

وختاما، فإننا نرجو أن يوفقنا الله وأن تخرج هذه القمة بالقرارات والنتائج التي تساهم بخطوات عملية للقضاء على الفقر والجوع في العالم.

شكرا سيدي الرئيس.

Top Of Page