STATEMENTS IN ARABIC IN ORDER OF DELIVERY

معالي عبد الإله حمد محمد،
وزير الزراعة بالجمهورية العراقية



سيدي الرئيس،
السادة رؤساء الوفود،
سيداتي وسادتي،

أود في البداية أن أنقل إليكم تحيات سيادة الرئيس صدام حسين رئيس جمهورية العراق وتمنيات سيادته لمؤتمرنا بالنجاح وتحقيق أهدافه الإنسانية النبيلة في أن يكون الغذاء حقا إنسانيا لكل الأجيال حاضرا ومستقبلا وألا يستخدم أداة للضغط السياسي على بلدان العالم الفقيرة والنامية.

كما أود أن أعبر عن بالغ شكرنا وتقديرنا لمعالي الدكتور جاك ضيوف المدير العام والعاملين في المنظمة للجهود القيمة التي بذلوها في الإعداد لهذا التجمع الهام الذي خصص لمعالجة مشاكل الجوع وسوء التغذية والفقر التي يعاني منها العديد من شعوب العالم.

السادة الحضور الكرام، لا يخفى عليكم أن معالجة مشكلة نقص الغذاء في العالم لا تأتي من خلال المعونات الغذائية فقط، بل من خلال تعزيز القدرات الوطنية للإنتاج الزراعي في البلدان الفقيرة والنامية بزيادة معدلات الإنتاج من خلال المساعدات الفنية ونقل نتائج البحوث إليها.

السادة الحضور الكرام، بالرغم من الحصار الشامل المفروض على العراق منذ عام 1990، هذا الحصار المنافي لميثاق الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة وأهدافها النبيلة في ضمان حق التنمية في العالم ومنها التنمية الزراعية التي تعتبر من أولويات حكومة جمهورية العراق، والتي سعى إلى تفعيلها من خلال تشكيل هيئة عليا برئاسة نائب رئيس الجمهورية وعضوية ستة وزراء لإدارة السياسات الزراعية عبر:

أولا: توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بأسعار مدعومة بهدف تطويره وإقامة المشاريع واستصلاح الأراضي وغيرها من المشاريع الخدمية وتوفير التسهيلات الائتمانية للمزارعين والمنتجين وبدون فوائد؛

ثانيا: تشجيع القطاع الخاص على المساهمة في الاستثمار في الأنشطة الزراعية المختلفة واقتصار دور الدولة على تقديم الخدمات في المجالات الزراعية المختلفة وزيادة مساهمة الجهد الوطني في تطوير القطاع الزراعي بتصنيع عدد كبير من مفردات المستلزمات الزراعية؛

ثالثا: دعم وإقامة مراكز البحوث الزراعية وتشجيع الباحثين في اعتماد أسلوب البحوث العلمية ذات البعد التطبيقي وخلق نوع من التفاعل الميداني لأساتذة الجامعات وتكثيف الجهد الإرشادي للارتقاء بقدرات العنصر البشري.

ونتيجة لهذه الجهود، فقد تحققت والحمد لله:

    (أ) زيادة كبيرة في إنتاج غلات المحاصيل الزراعية الحبوبية والغذائية والصناعية وتحقيق فوائض من البعض منها؛ كذلك تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور وتنفيذ مشروع لتطوير زراعة الزيتون في الأراضي الحدية.
    (ب) ترشيد استخدام المياه من خلال فعاليات مشروع القائد صدام لتطوير تقنيات الري الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الأمطار وإدخال حزمة متكاملة من التقانات الزراعية؛
    (ج) تنفيذ برامج إعادة تشغيل مشاريع الدواجن الذي ساهم في توفير كميات من لحم الدجاج وبيض المائدة وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛
    (د) تحقيق نتائج اجتماعية واقتصادية من حيث توفير فرص عمل للمواطنين وزيادة نسبة مساهمة الإنتاج الزراعي في الدخل القومي للبلاد.

السادة الحضور الكرام، إن الأهداف المعلنة لمؤتمرنا هذا عظيمة ونبيلة ويجب أن نعمل على تحقيقها وصولا إلى استئصال آفة الجوع وتوفير الأمن الغذائي لشعوبنا. ولكن نجد لزاما علينا بهذا الخصوص أن نشير إلى المعوقات الجسيمة لتحقيق ذلك كالاعتداءات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الزراعة والمزارعين الفلسطينيين والحصار التقني والعدوان اليومي المستمر على العراق ضمن ما يسمى بمنطقتي الحظر الجوي وعمليات القصف والتدمير للمزارع والمدن وإحراق المحاصيل الزراعية خلالها مما أدى إلى عرقلة تنفيذ استراتيجيتنا لتحقيق الأمن الغذائي، هذه العرقلة التي استمرت حتى بعد توقيع مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة من المندوبين الأمريكي والبريطاني في اللجنة 361 حيث علقت 328 عقدا في قطاع الزراعة للمراحل العشرة شملت عقود اللقاحات البيطرية والمبيدات الحاسمة للإنتاج الزراعي والمعدات اللازمة لإجراء عمليات المكافحة بالإضافة إلى تعليق عقود ستة طائرات ثابتة الجناح لغرض مكافحة الآفات الزراعية وقامت بتعليق عقود المستلزمات البنية الارتكازية وبحجج واهية.

كما أن القرار الجديد لمجلس الأمن المرقم 1409 قد أضاف عراقيل جديدة أمام استيراد العديد من مستلزمات الإنتاج الزراعي التي أشرنا إليها.

السادة الحضور الكرام، اسمحوا لي في ختام كلمتي أن أشير لإعلان مؤتمرنا هذا متمنيا على المؤتمر ما يأتي:

أولا، إن تعهد رؤساء الدول والحكومات وإرادتهم السياسية والتزامهم مجتمعين في خدمة تحقيق الأمن الغذائي للجميع وبذل جهد متواصل لاستئصال الجوع في جميع البلدان يجب أن لا يناقضها صدور قرار من منظمة الأمم المتحدة بضغط من بعض الدول منافية لميثاقها مثال ذلك فرض الحصارات الاقتصادية على الدول.

ثانيا، أن نضع موضع التنفيذ ضرورة عدم استخدام الغذاء كأداة للضغط السياسي والاقتصادي وضرورة الامتناع عن اتخاذ تدابير أحادية الجانب لا تتفق مع القانون الدولي ومع ميثاق الأمم المتحدة وتعرض الأمن الغذائي للدول إلى الخطر.

ثالثا، ضرورة قيام الدول المتقدمة بتنفيذ التزاماتها لتقديم المساعدات الإنمائية وزيادة المساعدات الفنية للدول المحتاجة لتحقيق الهدف من مؤتمرنا هذا.

رابعا، التأكيد على أهمية وجود تحالف عالمي ضد الفقر، ونحن نعتقد أن هذا التحالف مطلوب أكثر من أي وقت مضى مما يستوجب تسخير الجهود والإمكانيات اللازمة له لأن وجود سياسات وقرارات دولية عادلة وعدم الكيل بمكيالين ومعالجة مواطن الفقر والجوع هو الكفيل بسيادة الأمن والاستقرار والرفاه للعالم ولكل الشعوب.

في الختام، أجدد أمنياتي لكم ولمؤتمرنا بالنجاح وصولا إلى الأهداف السامية للتحرر من الجوع وتحقيق العيش الكريم لسائر شعوب العالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Top Of Page