STATEMENTS IN ARABIC IN ORDER OF DELIVERY

كلمة معالي ولد شيخ العافية ولد محمد خونا،
رئيس وزراء جمهورية موريتانيا الإسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم،

السيد الرئيس،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
السادة والسيدات رؤساء الوفود،
أيها السادة والسيدات،

إنه لشرف عظيم لي أن أخاطبكم اليوم باسم رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد معاوية ولد أحمد الطايع بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر "مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد".

سيدي الرئيس، أود في البداية أن أعرب لكم عن تهانينا الحارة لتوليكم رئاسة هذه القمة الهامة ونحن على ثقة من أن ما تتمتعون به من حنكة وتجربة كفيلتان بضمان نجاح عملنا.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى جمهورية إيطاليا الصديقة على احتضانها لقمتنا هذه وعلى ما قدمته لنا من تسهيلات. كما أعبر للسيد جاك ضيوف عن تقديرنا للجهود القيمة التي يبذلها منذ توليه إدارة منظمتنا كي تضطلع بالدور الهام المنوط بها في مجالات الزراعة والتغذية.

أيها السادة والسيدات، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تقدما اقتصاديا مطردا وطفرة علمية وتكنولوجية مذهلة فإن فيها مفارقات بأن عددا كبيرا من أبناء البشرية مازال يرزح تحت وطأة الجوع والتخلف.

ولقد التزمت قمة روما الماضية المنعقدة سنة 1996 بالعمل الجاد للقضاء على الجوع وسوء التغذية في العالم، ولبلوغ هذا الهدف النبيل أخذت المجموعة الدولية على عاتقها عهدا بتخفيض نسبة المتضررين من الجوع وسوء التغذية في العالم بـ 50 في المائة بحلول سنة 2015. وإن مؤتمرنا هذا ليشكل فرصة مناسبة لتقييم الجهود المبذولة وتحديد السبل والوسائل الكفيلة بالتوصل إلى أهدافنا الطموحة.

سيدي الرئيس، أيها السادة والسيدات، إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية توجد بحكم موقعها الجغرافي على الخط الأمامي للتصحر وتعاني من جفاف مزمن وشح كبير في المياه، وأدت هذه الظروف الطبيعية الخاصة خلال العقود الأخيرة إلى تحولات اقتصادية واجتماعية وبيئية عميقة في مجتمع كان يعتمد معظمه على المصادر الزراعية والرعوية.

وقد نجم عن هذه الوضعية تغدق عشوائي في العديد من مناطق البلاد ونزوح عدد كبير من السكان من الأرياف إلى المراكز الحضرية الرئيسية. وهكذا تزايد عدد سكان المدن بشكل مذهل مما تطلب مواكبة هذا التطور السريع بتوفير الخدمات الأساسية الضرورية وإنجاز المنشآت البنى التحتية اللازمة. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد سكان مدينة نواكشوط عاصمة البلاد ما يقارب مليون نسمة بينما كان يتوقع حسب التقديرات ألا يتجاوز هذا العدد حدود 000 100 شخص ببلوغ سنة 2000. ولمواجهة هذه الأوضاع انتهكت بلادنا سياسات تنموية تجعل من تربية الإنسان وتحسين ظروفه المعيشية والنهوض بالمجتمع الهدف الأسمى.

وكما قال رئيس الجمهورية السيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع: "إننا نسعى جاهدين في بناء المجتمع الذي تتساوى كل حقوق أفراده وتتفتق عبقريته، ذلك لأن الإنسان هو غايتنا القصوى ومصب كل جهودنا. وفي هذا الإطار تعمل بلادنا على إرساء دعائم تنمية مستديمة تراعي كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في جو من الأمن والاستقرار وسيادة دولة القانون. وتنتهج الحكومة سياسة اقتصادية ليبرالية ترمي إلى تشجيع المبادرات الخاصة وخلق ظروف ملائمة للتنمية والاستثمار. ويحتل الأمن الغذائي ومحاربة الفقر مكان الصدارة في برامجنا التنموية.

وفي هذا النطاق ولسد العجز الغذائي تتواصل الجهود الهادفة إلى النهوض بالقطاع الزراعي وزيادة عملية الإنتاج وزيادة الإنتاجية وتنويع المحاصيل وتربية الإنتاج الحيواني. وقد مكنت السياسات المتبعة من تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتراجع ملحوظ في الفقر بالرغم من شح الموارد وحجم التحديات والتقلبات المناخية.

ونذكر في هذا السياق أن بلادنا عانت هذه السنة من عجز كبير في الأمطار وسوء توزيعها واضطرابات جوية استثنائية أتلفت المحاصيل الزراعية وأضرت بالمواشي.

سيدي الرئيس، أيها السادة والسيدات، بالرغم من تنامي الوعي الدولي بخطورة ظاهرة الجوع والفقر وانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار في العالم، فإن الجهود الدولية مازالت دون مستوى التحدي. وفي هذا الإطار، يتعين علينا مضاعفة الجهود وتعزيز التضامن والتعاون الدوليين لتحقيق الأهداف السامية التي رسمناها معا في القمة الماضية والتي كانت مبعث أمل في العديد من الدول والشعوب. وأشكركم والسلام عليكم.

Top Of Page