سوف يتبين لنا، عند محاولة تحديد أشكال الدعم، وجود الكثير من أشكال الدعم في قطاع مصايد الأسماك. ويمكن القول دون منازع إن بعض الأوضاع والتدابير تندرج ضمن أشكال الدعم، مثل المنح وأشكال التحويلات المالية المباشرة الأخرى من الحكومة إلى القطاع الخاص، بينما ستساورنا شكوك فيما يتعلق بأوضاع أخرى، مثل عدم اتخاذ إجراءات واضحة لمكافحة التلوث. وعلاوة على ذلك، ففي ضوء الهدف الذي نتوخاه من الدراسة، قد نقرر الاقتصار على أكثر أشكال الدعم وضوحاً، وألا نتطرق لأشكال الدعم غير المباشر أو الذي يأخذ شكل عدم التدخل لأن ذلك يتطلب إجراء تحليلات شاملة تستغرق وقتاً طويلاً، ونحن لا نحرص على ذلك وليس لدينا متسع من الوقت للقيام به (أنظر أيضاً الفصل 3).
وبالتالي، فلتسهيل تنظيم المعلومات الخاصة بالدعم وتحليلها، يقترح الدليل تصنيف أشكال الدعم ضمن أربع فئات رئيسية هي:
تشمل الفئة الأولى جميع المدفوعات المالية المباشرة من الحكومة إلى صناعة الصيد. وهذه الفئة من الدعم لها تأثير مباشر في المدى القريب على ربحية صناعة الصيد، ويمكن أيضاً أن يكون هذا التأثير بالسالب. وعادة يمكن التعرف على أعبائها (إيراداتها) بالنسبة للحكومة من الميزانية العامة، وسوف تظهر قيمتها المباشرة لصناعة الصيد من واقع التدفقات المالية إلى القطاع الذي يحصل على الدعم. وأشكال الدعم التي تندرج ضمن هذه الفئة من السهل تحديدها، وليس من الصعب عموماً التوصل إلى اتفاق في الرأي عند تعريفها. وتشمل أمثلة الفئة الأولى من أشكال الدعم: المنح الاستثمارية (مثل المنح التي تقدم للصيادين لشراء مراكب صيد جديدة أو لتطويرها وتحديثها)، والمنح الخاصة بشراء معدات السلامة، وبرامج الاستغناء عن المراكب وإخراجها من الخدمة، والاستثمارات المباشرة الجديدة، وخطط ضمان الدخل، ومساعدات التخفيف من تأثير الكوارث، وحوافز التصدير المباشرة، وما إلى ذلك. ومن أشكال الدعم السلبي ضمن هذه الفئة أشكال الضرائب والرسوم المختلفة، ورسوه الاستيراد والتصدير.
وتشمل الفئة الثانية أي تدخل صريح أو ضمني من جانب الحكومة لا يتضمن تحويلات مالية مباشرة مما هو مبين ضمن الفئة الأولى. وعلى الرغم من أن الفئة الثانية من أشكال الدعم لها هي الأخرى تأثير في المدى القريب على الربحية، فنادراً ما يكون هذا التأثير سلبياً. وقد تكون تكلفتها مبينة أو غير مبينة في الميزانية العامة، كما أن قيمتها بالنسبة لصناعة الصيد لا تظهر عادة بشكل صريح في حسابات القطاع المتلقي. ويأخذ الكثير من أشكال الدعم التي تندرج ضمن هذه الفئة شكل خدمات من نوع ما تُقدم للقطاع العام أو تحويلات مالية غير مباشرة.
وتتضمن هذه الفئة أربع فئات فرعية، نوضحها فيما يلي، مع إعطاء أمثلة عليها:
والفئة الثالثة من الدعم الذي يحصل عليه قطاع مصايد الأسماك تتيح لنا إلقاء نظرة أوسع من حيث المنظور الزمني، وتتضمن تدخلات حكومية يترتب عليها تأثير اقتصادي سلبي في المدى القريب، ولكنها تؤدي في آخر الأمر إلى منافع على المدى البعيد (فيما يتعلق بحماية قاعدة الموارد، على سبيل المثال)، و/أو إلى منافع أعم على المجتمع ككل (فيما يتعلق بحماية البيئة، على سبيل المثال). وتكاليف هذه الفئة من أشكال الدعم - وهي عادة تكاليف إدارية - تندرج ضمن المصروفات العامة الخاصة بالإدارة وإصدار اللوائح، وبالتالي يكون من الصعب تحديدها. وتظهر قيمة هذا الدعم في المدى القريب على شكل نفقات في حسابات صناعة الصيد بينما تكون لها آثار ضمنية إيجابية في المدى البعيد.
ومن أمثلة الفئة الثالثة من أشكال الدعم:
والفئة الرابعة والأخيرة تشمل الأوضاع التي لا تتدخل فيها الحكومة، وربما كان التعامل مع هذه الفئة هو الأصعب، وتشمل امتناع الحكومة عن اتخاذ إجراءات معينة مما يسمح للمنتجين بفرض أعباء معينة - في المدى القريب أو البعيد - على القطاعات الأخرى، بما في ذلك البيئة والموارد الطبيعية، مما يكون له تأثيرات إيجابية في المدى القريب على إيرادات صناعة الصيد و/أو على التكاليف. وعادة تكون هذه الأشكال من الدعم إيجابية في المدى القريب ولكنها سلبية في المدى البعيد. وهي، بحكم تعريفها، لا تعني تحمل الحكومة لأي أعباء، كما أن قيمتها بالنسبة لصناعة الصيد ضمنية.
ومن أمثلة هذه الفئة من أشكال الدعم:
|
الشكل 7: فئات الدعم الأربعة التي يستعرضها الدليل |
![]() |
وكما يمكن أن نرى، يقوم هذا التصنيف على آلية تأثير الدعم، أي ما إذا كان يقوم أو لا يقوم على تحويلات مالية مباشر (الفئتان الأولى والثانية)، وما إذا كان يؤدي إلى إحداث تغيير في أرباح صناعة الصيد في المدى القريب أو المتوسط أو البعيد (الفئة الثالثة)، وما إذا كان يتضمن اتخاذ إجراءات من جانب الحكومة أم لا (الفئة الرابعة). وتتطابق الفئتان الأولى والثانية - باستثناء بعض الخدمات المعينة التي تؤديها الحكومة مثل إدارة مصايد الأسماك - مع التعاريف التي تطبقها منظمات، مثل منظمة التجارة العالمية، بينما تنطوي الفئتان الثالثة والرابعة على منافع ضمنية (أو أضرار) على صناعة الصيد.
وتوجد بالطبع طرق كثيرة لتصنيف أشكال الدعم كما يوجد الكثير من التصنيفات الفرعية. ويستعرض المرفق الثاني بعض الجوانب الرئيسية التي توجد في الأدبيات مما يمكن الاعتماد عليه في تصنيف أشكال الدعم. ويتضمن المرفق الثالث قائمة تحتوي على مزيد من أمثلة الفئات المختلفة.