Previous Pageبيان المحتوياتNext Page

2. النظام المرجعي للتنمية المستدامة

نظرا لأن هناك حرفيا آلاف المؤشرات المستخدمة في قطاع مصايد الأسماك بجانب آلاف أخرى يمكن استخدامها، يتعين وجود نظام لوضع وتنظيم واستخدام مجموعة من المؤشرات لتتبع التقدم في تحقيق التنمية المستدامة. وتستند هذه الخطوط التوجيهية الى وضع نظام مرجعي للتنمية المستدامة يضم اطارا توضع في حدوده مجموعة من الأهداف، وتنظيم المؤشرات ذات الصلة وتحديد نقاط مرجعية لكل منها، كما يوفر هذا النظام وسيلة لعرض وتصور المعلومات. ويتضمن الملحقان الأول والثاني الشروط والتعاريف والأمثلة المستخدمة في الوصف التالي للنظام المرجعي لتنمية المستدامة.

وقد جرى بالفعل في كثير من البلدان جمع الكثير من المعلومات اللازمة لتنفيذ نظام مرجعي أساسي للتنمية المستدامة. ولذا ينبغي للأعمال الاضافية اللازمة لوضع هذا النظام وتنفيذه ألاّ تستغرق وقتا طويلا أو جهدا كبيرا بل ينبغي أن يقدم مجموعة من المؤشرات ذات فعالية تكاليفية تتصل اتصالا مباشرة بعمليات رسم السياسات وصنع القرار. ويمكن النظر اليه على أنه استثمار في وضع المؤشرات وليس عائقا فنيا أمام وضعها. وقد أثبتت التجارب في الكثير من القطاعات والبلدان أنه لا يمكن وضع المؤشرات المهمة من فراغ، ثم توقع أن تحقق فائدتها في سياق أشمل.

ولذا فإن النظام المرجعي للتنمية المستدامة يختار المؤشرات وتنظيمها ويستخدمها من أجل أن:

والنظام المرجعي الجيد لا يكتفي بتنظيم المعلومات بطريقة مفيدة وتتسم بالكفاءة، بل يساعد أيضا على زيادة ابراز أهداف التنظيم والادارة في سياق التنمية المستدامة العامة لمصايد الأسماك. وينبغي أن ينبه هذا النظام الى وضع أو انفاذ ترتيبات مؤسسية ضخمة لتنسيق أعمال جميع الأطراف المعنية بطريقة تتسم بالشفافية سعيا الى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتشتمل عملية وضع النظام المرجعي للتنمية المستدامة على خمس خطوات:

  1. تحديد نطاق النظام؛
  2. تحديد اطار لوضع المؤشرات؛
  3. تحديد المعايير والأهداف والمؤشرات المحتملة والنقاط المرجعية؛
  4. اختيار مجموع المؤشرات والنقاط المرجعية؛
  5. تحديد طرق ضم هذه المؤشرات وتصورها.

وسوف تتناول الأقسام التالية هذه الخطوات بالتفصيل.

1.2 تحديد نطاق النظام المرجعي

سوف يعتمد هيكل ونطاق النظام المرجعي على حجم النظام الذي ستطبق عليه ومدى ما يتسم به من تعقيد فضلا عن استخداماته المقررة، ومستخدمي المعلومات (مثل الوكالات الدولية ومدير احدى مصايد الأسماك أو عضو في مجتمع محلي). وسيتعين اتخاذ قرارات بشأن:

2.2 وضع اطار والموافقة عليه

بمجرد أن يتم تحديد الغرض من النظام المرجعي ونطاقه، تتمثل الخطوة التالية في وضع أو اختيار اطار باعتباره وسيلة ملائمة لتنظيم المؤشرات فيما يتعلق بالتنمية المستدامة. ويمكن أن يتخذ الاطار شكل منهج هيكلي يمثل جميع الأبعاد المختلفة ذات الصلة في التنمية المستدامة مثل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية (النظم الايكولوجية والموارد) والأبعاد المؤسسية وتلك الخاصة بالادارة. ويمكن توجيهه أيضا بطريقة تعكس بصورة أفضل ضغوط النشاطات البشرية، وحالة النظم البشرية والطبيعية، ومدى استجابة المجتمع للتغيرات في هذه النظم (الضغط - الحالة - الاستجابة) ويمكن استخدام تركيبة من الاثنين مثلما الحال في اطار المؤشرات الخاصة بلجنة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية المستدامة.

ومن ناحية أخرى، فإن اختيار الاطار قد يعكس أولويات السياسات. إذ يمكن بسهولة تعديل اطار يجرى استخدامه بالفعل فى أغراض أخرى، لاستخدامه كنظام مرجعي لمصايد الأسماك. والموافقة على الاطار ليس إلاّ المرحلة الأولى في تقسيم المجال العريض للتنمية المستدامة في قطاع مصايد الأسماك الى أقسام فرعية حتى يصل الى المستوى الملائم لاختيار المؤشر العملي. وعلى الرغم من أن الاطار المختار لا يعد أمرا أساسيا في كثير من الأحيان، فإن من المهم استخدام اطار حتى يمكن وضع مؤشرات ذات مغزى.

ويتضمن الجدول رقم 1 موجزا لأمثلة على بعض الأطر المتوفرة استنادا الى التجمعات والأغراض المختلفة للتنمية. ويتضمن الملحق الثالث تفسيرات أكثر تفصيلا لذلك.

فالاطار العام للتنمية المستدامة ينقسم ببساطة الى أبعادها البيشرية والبيئية. ويمكن أيضا استنباط الأطر من تعاريف التنمية المستدامة (مثل التعريف الذى وضعته منظمة الأغذية والزراعة والذى أدى الى استخدام أبعاد الموارد والبيئة والمؤسسات والتكنولوجيا والناس). كما يمكن استخلاص الاطار من الأبعاد العملية لمدونة السلوك الخاصة بالصيد الرشيد التى وضعتها منظمة الأغذية والزراعة.

الاطار

الأبعاد

اطار عام للتنمية المستدامة

النظام الفرعي البشري

النظام الفرعي للبيئة

تعريف المنظمة للتنمية المستدامة

الموارد
المؤسسات
الناس

البيئة
التكنولوجيا

مدونة السلوك للصيد الرشيد

عمليات الصيد
الدمج في الادارة المتكاملة للمناطق الساحلية
تنمية تربية الأحياء المائية

ادارة المصايد
أساليب ما بعد المصيد والتجارة
البحوث السمكية

الاستجابة، الحالة، الضغوط

الضغط
الاستجابة

الحالة

اطار المؤشرات الصادر عن لجنة التنمية المستدامة

البيئية
الاجتماعية

الاقتصادية
المؤسسية

الجدول رقم 1 - الأبعاد الممثلة في بعض الأطر المحتملة للنظام المرجعي للتنمية المستدامة

ويعتبر اطار "الاستجابة - الحالة - الضغط " طريقة مناسبة لتوضيح العناصر ذات الصلة بالتنمية المستدامة من حيث العمليات، ويجرى ذلك عادة مع بعض الترتيبات الهيكلية. ويدرس اطار الاستجابة - الحالة - الضغط الضغوط التى تفرضها النشاطات البشرية على بعض جوانب النظام، وحالة ذلك الجانب والاستجابة المجتمعية الحقيقية أو المنشودة. وقد يكون من المستحسن تعريف مؤشرات الضغوط أو القوى الدافعة حيث أن هذه القوى هى في كثير من الأحيان موضوع تدخلات الادارة. وقد وضعت متغيرات اطار الاستجابة - الحالة - الضغط لادراج بعض الجوانب مثل التأثيرات والقوى الدافعة (أنظر الشكل رقم 2).

الشكل 2

وليس من المهم، في الواقع العملي، أى الأطر قد وقع عليها الاختيار مادام هذا الاطار يضم النطاق والغرض المحددين في القسم 2-1 أعلاه. وفي كثير من الحالات، ستؤدى الأطر المختلفة الى اقرار نفس مجموعة المؤشرات أو ما يماثلها، إلا أنه سيوفر طرقا مختلفة لفحص المعايير التى ستدرج في الاطار المرحلى للتنمية المستدامة، والأهداف والمؤشرات والنقاط المرجعية ذات الصلة بها.

ويتيح الكثير من الأطر الهيكلية تقسيم مكوناتها المختلفة الى أقسام فرعية على أساس هرمي (أنظر الشكل 3). وفي هذا المثال، يقسم النظام الى تأثيرات عمليات الصيد على البشر والبيئة ثم تقسم هذه الفئات الى أقسام فرعية تشمل الغذاء وفرص العمل، والدخل، وأسلوب الحياة، والأنواع التجارية الرئيسية، والأنواع "غير المستهدفة" وغير ذلك من الجوانب التجارية. ويمكن اجراء المزيد من التقسيمات الفرعية. ففي كثير من الحالات سيكون من الضرورى دراسة المستويات المختلفة المشاركة في النظام على النحو المبين بواسطة مثال بسيط في الجدول رقم 2.

الشكل 3

الشكل 3 - التقسيم الفرعي الهرمي لاطار التنمية المستدامة المصدر: `Chesson and Clayton, 1998

   

المستوى

العالمي

الاقليمي

القطرى

المحلي

الأبعاد

الاقتصادية

       

الاجتماعية

       

الايكولوجية

       

المؤسسية/الادارة

       

الجدول 2 - اطار بسيط لوضع المؤشرات استنادا الى اطار الاستدامة الذى وضعته لجنة التنمية المستدامةومختلف المستويات ذات الصلة بالمنطقة الجغرافية

3.2 تحديد المعايير، والمؤشرات والمرجعيات ذات الصلة بالأهداف

المعايير تمثل تلك الخصائص التى ستتأثر بعملية التنمية المستدامة. وتتحدد هذه المعايير وفقا لأبعاد الاطار، وداخل كل بعد من هذه الأبعاد. وينبغي تحديد عدد من المعايير لاختيار الأهداف والمؤشرات والنقاط المرجعية. ويتضمن القسم 1-3 تعريف المؤشر والغرض منه. غير أنه لا يمكن تفسير التغييرات في المؤشرات تفسيرا ذا معنى بالنسبة للتنمية المستدامة دون دراستها في ضوء قيمة مرجعية تتوافق والهدف الذي سيكون إما رقما مستهدفا أو قيدا (حدا) يجرى تحديده لأغراض النظام. وفي قطاع مصايد الأسماك، تسمى هذه القيم المرجعية تقليديا النقاط المرجعية للأهداف والحدود، أو النقاط المرجعية الأولية وتعنى كلها أساسا بالمخزونات المستهدفة.

وتشمل عملية اختيار أهداف المعايير والمؤشرات ذات الصلة بها عادة دراسة بعض وجهات النظر المفاهيمية أو نموذج للطريقة التى يعمل بها النظام، وكيف تتفاعل عناصره، يجريها في كثير من الأحيان خبير في هذا الميدان. وتتباين وجهات النظر المفاهيمية هذه اعتمادا على الأبعاد التى تجري دراستها (أى ايكولوجية أو اجتماعية أو اقتصادية) والمستوى (نظام المصايد وغير ذلك). ويتمثل أحد أهداف النظام المرجعي للتنمية المستدامة في الجمع بين المنظورات المتداخلة لجميع أبعاد التنمية المستدامة.

ويتضمن الجدول رقم 3 المعايير المعتادة التى تدرج في قائمة مقابل الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والادارية. وهذه القائمة ليست شاملة على الاطلاق، بل الغرض منها توفير قائمة مراجعة مفيدة لوضع نظام مرجعي للتنمية المستدامة.

الأبعاد

المعايير

الاقتصادية

قيمة المصيد
مساهمة مصايد الأسماك في الناتج المحلي الاجمالي
قيمة الصادرات السمكية (مقابل مجموع الصادرات)
الاستثمار في أساطيل الصيد ومرافق التصنيع
الضرائب والاعانات
فرص العمل
الدخل
العائدات الصافية من المصايد

الاجتماعية

فرص العمل/المشاركة
الديموغرافي
محو الأمية/التعليم
استهلاك/بروتين
الدخل
تقاليد/ثقافة الصيد
المديونية
التوزيع بحسب الجنس في عملية صنع القرار

الايكولوجية


تركيبة المصيد
الكميات المتوافرة نسبيا من الأنواع المستهدفة
معدل الاستغلال
التأثيرات غير المباشرة لمعدات الصيد على الأنواع غير المستهدفة
التأثيرات المباشرة لمعدات الصيد على الأنواع غير المستهدفة
التأثيرات المباشرة للمعدات على الموائل
التنوع البيولوجي(الأنواع)
التغيرات في مساحة ونوعية الموائل الهامة أو الأساسية
ضغوط الصيد - المساحة التى يتم فيها الصيد مقابل تلك التى لا يتم فيها الصيد

الادارة

نظام الامتثال
حقوق الملكية
الشفافية والمشاركة
القدرة على الادارة

الجدول رقم 3 - أمثلة على معايير الأبعاد الرئيسية للتنمية المستدامة

وسوف تكون المعايير (مثل التوافر النسبي للأسماك في المخزون)، بصفة عامة، مستقلة عن المستوى موضع الدراسة. فلكى يكون النظام الذى يستخدم المؤشرات ذا مغزى، يتعين أن يصف الأهداف حتى يمكن قياس مدى التقدم صوب تحقيقها. وسوف يتعين تحديد الأهداف ذات الصلة بمعايير معينة، في نطاق الاطار المرجعي للتنمية المستدامة، عند مختلف مستويات النظام. فعلى سبيل المثال، فإن الأهداف العامة المتعلقة بالتنمية المستدامة الشاملة قد تتجسد في سياسات قطرية الا أنه ستظل هناك أهداف نوعية لمكونات النظام المختلفة، مثل السياسات الخاصة بقطاع واحد من قطاعات مصايد الأسماك أو الحد من الفقر في المجتمع المحلي.

ونظرا لأن الأهداف قد تكون واحدة في المستويات المختلفة التى تجري دراستها، قد يتعين وضع مؤشرات ذات صلة بالمعايير على المستويات المختلفة. وينبغي للاطار، والمعايير والأهداف ذات الصلة بالمعايير أن تغطي معا عرضا متفقا عليه لما تعنيه التنمية المستدامة من وجهة نظر وحدة مصايد الأسماك التى تجري دراستها (احدى المصايد، قطاع قطري للصيد، الصيد العالمى)، وأن تجعل عملية وضع المؤشرات والنقاط المرجعية أمرا بديهيا تقريبا في بعض الحالات. وبالنسبة لأحد الأهداف المحددة بشدة مثل الأبقاء على معدل نفوق الأسماك عند مستوى معين، يتحدد المؤشر ونقاطه المرجعية على الفور. أما عندما يكون الهدف أقل تحديدا، مثل الحد من التأثيرات على الأنواع غير المستهدفة، سيتعين اجراء بعض المناقشات بشأن اختيار المؤشر المناسب وتفسيره.

وتعد عملية وضع وتحديد مجموعة من الأهداف المقبولة من جميع أصحاب الشأن في حد ذاتها خطوة كبيرة نحو تحقيق التنمية المستدامة. فالنظام المرجعي للتنمية المستدامة يضع الأهداف في منظورها السليم، ويمكن أن يساعد في اقامة العلاقات والمبادلات فيما بين الأهداف الواضحة.

وقد تكون الأهداف حسنة التحديد، بالنسبة لبعض المعايير (مثل المحافظة على المخزونات السمكية أو اعادة تجديدها). فى حين قد يكون البعض الآخر ضمنيا من خلال الاتفاقات الدولية والتشريعات أو التوقعات العامة (مثل التقليل من التلوث الى أدنى مستوى). ومع ذلك فإن هناك بعض المعايير الأخرى التى لم يسبق على الاطلاق ان وضعت أهدافا لها أو ووفق عليها بوضوح (مثل تعزيز تنمية المجتمع المحلى).

وكمثال على المؤشرات والنقاط المرجعية ذات الصلة بأحد المعايير في نظام للمصايد، يتصور الشكل رقم 4 الاختلافات النظرية لمؤشر الاستدامة الخاص بمدى توافر أحد المخزونات السمكية (كتلته الحيوية باء) والهدف بالنسبة لهذه المصيدة بعينها هو المحافظة على الكتلة الحيوية عند مستوى قادر على دعم المصيد الأمثل المستدام الذى حدد للنقطتين المرجعيتين التاليتين:

وقد أسفر الأسلوب التقليدي تجاه علوم مصايد الأسماك وادارتها عن عدد كبير من النقاط المرجعية المحتملة ذات الصلة بحالة المخزونات والغلة، والعائد وضغوط الصيد (أنظر الملحق الخامس). ويتعين وضع مجموعة أشمل من النقاط المرجعية والموافقة عليها تغطي جميع الأبعاد الرئيسية الأخرى للاستدامة مثل تلك ذات الصلة بجهد الصيد، والطاقة، والريع والمصيد الثانوي وكميات الارتجاع، والتنوع البيولوجي، والموئل، والفقر، والتنمية البشرية وفرص العمل.

ولقد تحولت بعض النقاط المرجعية الى معايير دولية مثل الحدود القصوى للغلة المستدامة، والحدود الدنيا للكتلة الحيوية للمخزونات البياضة من كل فئة عمرية، ولا بد من ادراجها في الاطار المرجعي للتنمية المستدامة.

الشكل 4 - مثال على مؤشر الكتلة الحيوية وما يتصل به من نقاط مرجعية

4.2 اختيار المؤشرات ونقاطها المرجعية

حتى بعد تحديد نطاق المشكلة واختيار الاطار الملائم وتحديد الأبعاد والمعايير والأهداف والمؤشرات المحتملة والنقاط المرجعية، يظل هناك عدد من المؤشرات المحتملة التى يمكن استخدامها. فالمؤشرات توضع عموما من البيانات المتاحة بالفعل مثل قواعد البيانات المؤسسية، وسجلات الصناعة. غير أن النظام المرجعي للتنمية المستدامة قد يحدد مجالات تكون فيها المعايير والأهداف قد حددت إلا أنه لا تتوافر بيانات يعتد بها لحساب المؤشرات وتقييم التقدم مقابل الأهداف. وحيثما توجد مثل جوانب القصور هذه، ينبغي قصر اختيار المؤشرات الخاصة بالنظام المرجعي على عدد محدود من المؤشرات الفعالة المستندة الى ما يلي:

وقد تكون عمليات التقريب ضرورية كبديل مؤقت عندما يتبين أن استخدام أحد المؤشرات المفضلة ليس ممكنا.

ويتضمن الملحق الرابع أمثلة على المعايير المفيدة والمؤشرات العامة ذات الصلة بالأبعاد الايكولوجية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية والادارية على مستويات تتراوح بين المصايد العالمية والمصايد الفردية. كما يتضمن الملحق الخامس قائمة بالنقاط المرجعية المستخدمة في ادارة المصايد التقليدية.

وما أن يتم اختيار المؤشر والموافقة عليه، فسوف يساعد استخدام المنهجيات والمواصفات الموحدة للمؤشرات والنقاط المرجعية فى توفير أساس فني سليم للنظام المرجعي للتنمية المستدامة. كما أنها تساعد على ضمان سلامة المقارنات داخل نظم المصايد وفيما بينها وتتسق في استخدامها للمنهجية بمرور الوقت. ويتعين أن تكون حسنة التوثيق، وأن يكون تطبيقها مفهوما على نطاق واسع. ويتضمن الملحق السادس عينة منهجية. وتشمل الأوراق وصفا للمؤشر ومكانة في الاطار، وصلته بالسياسة، ووصف للمنهجية والتعاريف ذات الصلة، وتقييم لمدى توافر البيانات، وتحديد للوكالات المشاركة في وضعها.

وبايجاز فإن الخطوات التى تنطوي عليها عملية استنباط المؤشرات للنظام المرجعي للتنمية المستدامة، واطار معين تتمثل فيما يلي::

  1. تحديد المعايير والأهداف النوعية أو الضمنية؛
  2. وضع نموذج مفاهيمي لطريقة عمل النظام لتنظيمها؛
  3. تحديد المؤشرات والنقاط المرجعية المحتملة المطلوبة لتقييم التقدم صوب تحقيق الأهداف؛
  4. دراسة الامكانية وتوافر البيانات والتكاليف وغير ذلك من العوامل التى تحدد النزعة العملية لتنفيذ المؤشرات؛
  5. توثيق الطرق المستخدمة لحساب أوتحديد المؤشرات.؛

5.2 تحديد المؤشرات وتفسيرها: اعتبارات الوقت والشكوك

من المهم أن تكون كمية الموارد اللازمة لاقامة النظام المرجعي للتنمية المستدامة في متناول اليد، وأن ينتج النظام معلومات يسهل فهمها لا بد جانب صانعي السياسات فحسب بل وغيرهم من أصحاب الشأن من ذوى الخلفيات التعليمية والفنية المختلفة. غير أن نظم المصايد تنطوى على تعقيد، كما أن التفسير الفوري للتغيرات في مجموعة المؤشرات من حيث الآليات السببية أو الاجراءات التصحيحية اللازمة يشكل مهمة تنطوى على تحديات في حاجة الى خبرات. ويتعين دراسة عدد من القضايا:

وتتمثل الانعكاسات في هذين العاملين فيما يلي:

6.2 التجميع والتصورات

وبغية تيسير استخدام المؤشرات وتفسيراتها في إطار أشمل للادارة وسهولة وصول الجمهور الأوسع نطاقا اليها، يتعين تقديمها في شكل يفهمه المستخدمون بسهولة.

وفى كثير من الأحيان، ستقدم المؤشرات في شكل قيمة بسيطة. غير أن عقد المقارنات بين المؤشرات داخل النظم وفيما بين النظم المختلفة، يقتضي اعادة تقدير قيمتها. ويعنى هذا تحويل المؤشر الى نسبة أى قسمته على قيمة قاعدية تكون في كثير من الأحيان القيمة ذات الصلة بالنقطة المرجعية. فعلى سبيل المثال، اذا كان المؤشر الأصلي هو الكتلة الحيوية البياضة الحالية، فإن تقديرات المؤشر تصبح نسبة هذه القيمة الى الكتلة الحيوية العذراء التى تتراوح على هذا الأساس بين صفر وواحد.

وعلاوة على اعادة تقدير المؤشرات، قد يتعين ربط مستوى المؤشر بالاحكام القيمية عن مدى تلبيته للأهداف المجتمعية. وتحقيقا لتوافق الآراء، وخاصة في مصايد الأسماك الدولية، يتعين أن يتفق على تقدير هذه الأحكام القيمية فيما بين الأطراف المعنية. ويقدم الجدول رقم 4 مثالا على ذلك

الجدول رقم 4 - تقدير المؤشرات والأحكام القيمية

التقدير

  الحالة
B/Bv
1
الضغط
F/F PME
2
الضغط
F/F MEY
3
الاستجابة
(المشاركة)

جيد

0.5-1.0 0.6-0.8 0.8-1.0 0.8-1.0

جيد تقريبا

0.3-0.5 0.6
0.8-1.0
0.5-0.8
1.0-1.2
0.8-0.6

متوسط

0.2-0.3 1.0-1.3 1.2-1.4 0.4-0.6

ردئ

0.1-0.2 1.3-2.0 1.3-2.0 0.2-0.4

ردئ للغاية

0.0-0.1 >0.2 >0.2 0.0-0.2

1 تفترض النقطة المرجعية للحدود عند 30 في المائة والنقطة المرجعية للأهداف عند 50 في المائة BV

2 تفترض النقطة المرجعية للأهداف عند F = 60 الى 80 في المائة من Fmsy

3 تفترض النقطة المرجعية للأهداف تبلغ 80 - 100 في المائة من الحد الأقصى للغلة الاقتصادية (MEY)

ملاحظات: B = الكتلة الحيوية - Bv الكتلة الحيوية العذراء - F = نفوق الأسماك Fmsy = نفوق الأسماك عند نقطة الحد الأقصى للغلة المستدامة (Msy)` - MEY

الجدول رقم 4 : تقدير المؤشرات والأحكام القيمية

وقد استخدم نطاق من التصورات تشمل درجات متباينة من التعقيد والتقدم. وقد اقترح بريسكوت - الين (1996) الاطار البسيط ذا البعدين لسلامة النظام الايكولوجي ورفاهية البشر باعتباره "بارامترات الاستدامة" وهناك أيضا عرض متعدد الأبعاد يتم باستخدام رسم تخطيطي تصورى بعدة محاور، ويبين "توقيع" مختلف النظم بما في ذلك النظم "المثالية" ذات القيم النشودة من جميع البارامترات (Gracia 1997).

غير أن عرض المؤشرات على عدد محدود من المحاور يتطلب في كثير من الأحيان تجميع المؤشرات. فإذا جرى تجميع المؤشرات في قيمة واحدة، يصبح الترجيح ضروريا، ويعكس آراء بعض الخبراء أو تقرير السياسات للأهمية النسبية المسندة لمختلف المؤشرات. ومن الواضج أنه يتعين توثيق ذلك لدى عرض النظام المرجعي للتنمية المستدامة. ولن يتسنى في كثير من الأحيان تجميع المؤشرات ببساطة. وسوف يتعين وضع عدد آخر من المؤشرات المجمعة مثل عدد مصايد الأسماك التى تكون فيها الكتلة الحيوية للمخزونات أعلى من النقطة المرجعية المتفق عليها.

الشكل رقم 5 : رسم بياني تصوري يبين وضع احدى المصايد (المضلع الأبيض) على أساس أربعة معايير (الكتلة الحيوية البياضة والعائدات والأعمال ومناطق الحضانة) - المصدر Gracia 1997.

ملحوظة : تقدير كل معيار يتراوح بين "الردئ" و"الجيد" يحدد بحسب درجة التظليل.

ويمكن، لتتبع التقدم، تحديد دينامية النظام اما من خلال فحص الاتجاه في مؤشر جرى حسابه على مدار فترة من السنين أو بفحص معدل التغيير في مختلف أبعاد النظام. كما يمكن عرض ذلك في شكل رسم بياني يبين اتجاه التقدم (أو انعدامه) فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

7.2 اجراء قائمة المراجعة البسيطة

يعد تنفيذ اجراءات وضع مؤشرات لتنمية مصايد الأسماك على أسس مستدامة طريقا قويا لاقامة التعاون فيما بين أصحاب الشأن (المديرون والصياديون والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية، وقادة المجتمعات المحلية وغير ذلك)، ولاعلان الالتزام بإدارة المصايد المستدامة.

غير أن اجراء قائمة المراجعة البسيطة طريقة فعالة، في كثير من الأحيان، لاجراء تقييم أولي لحالة احدى المصايد، ولآفاق التنمية المستدامة لمصايد الأسماك واقامة أساس لاتصالات أصحاب الشأن في نفس الوقت.

واذا وضعت قائمة مراجعة تغطي جميع المعايير الرئيسية لادارة مصايد الأسماك، فإن الحصول على وجهات نظر طائفة واسعة من الأطراف المعنية بشأن حالة المصايد يعد منخفض التكاليف نسبيا.

ويمكن وضع قائمة المراجعة في شكل مجموعة من الأسئلة اجاباتها "نعم" أو "لا" مع اتاحة الفرصة للتعليق، ثم يمكن أن يجري التساؤل من خلال استقصاءات و/أو من خلال مقابلات رسمية أو غير رسمية.

غير أن اجراء التساؤلات يقتضي عندئذ (1) تحديد أوسع نطاق ممكن من الأطراف المعنية (2) تعريف هذه الأطراف بعملية الادارة من خلال مثل هذه الاستقصاءات أو المقابلات.

ويتضمن الملحق السابع مثالا لقائمة مراجعة وضعت للمخزونات السمكية المستهدفة.

Previous Pageبيان المحتوياتNext Page