خطوط توجيهية للسلوك لتقييم السلامة الغذائية للأغذية المستمدّة من النباتات ذات الدنا المترابط

Previous PageTable of ContentsNext Page


خطوط توجيهية للسلوك لتقييم السلامة الغذائية للأغذية المستمدّة من النباتات ذات الدنا المترابط
CAC/GL 45-2003

القسم 1 - النِطاق

1- تشكّل هذه الخطوط التوجيهية دعامةً لمبادئ تحليل المخاطر للأغذية المستمدّة من التقانة الحيوية الحديثة. وهي تعالج جوانب السلامة والتغذية للأغذية المركّبة أو المستمدّة من النباتات التي تحظى بتاريخ استعمال آمن كمصادرَ غذائيةٍ، والتي تمّ تحويرها عبر التقانة الحيوية الحديثة لإظهار تعبير جديد أو محوّر للسِّمات.

2- هذه الوثيقة لا تتناول علف الحيوان ولا الحيوانات التي تتغذى على الأعلاف. كما لا تتطرّق الوثيقة للمخاطر البيئية.

3- مبادئ الدستور لتحليل المخاطر، لا سيّما تلك الخاصة بتقييم المخاطر، يُراد لها أوّلاً أن تنطبق على الكيانات الكيميائية المنفصلة كالموّاد المضافة للأغذية ومخلّفات المبيدات، أو على ملوِّث كيميائي أو ميكروبي معيّن له أخطار أو مخاطر؛ فليس المراد لها أن تنطبق على الأغذية الكاملة بهذه الصفة. وبالطبع، فقد جرى تقييم بعض الأغذية القليلة علمياً بطريقة مكّنت من وضع توصيف شامل لجميع المخاطر المرتبطة بالغذاء. وأكثر من ذلك، فإنّ العديد من الأغذية تحتوي على موادّ قد تبدو خطرة على الأرجح إذا ما أُخضعت لمناهجَ تقليديةٍ لاختبار السلامة. ولذا، فمن المطلوب وجود منهجٍ أكثرَ تركيزاً لدى النظر في سلامة غذاء كامل.

4- يقوم هذا المنهج على المبدأ القائل بأن سلامة الأغذية من الأصناف الجديدة للنباتات، بما فيها النباتات المترابطة الدنا، يتمّ تقييمُها بالمقارنة مع نظيراتها التقليدية التي تتمتّع بتاريخ استعمال آمن، مع أخذ الآثار المقصودة وغير المقصودة كليهما بعين الاعتبار. وبدلاً من تحديد كلّ خطر من الأخطار المرتبطة بغذاء ما، فإنّ الهدف المقصود هو بالأحرى تحديد الأخطار الجديدة أو المحوَّرة بالمقارنة مع النظير التقليدي.

5- يندرج منهج تقييم السلامة هذا ضمن إطار تقييم المخاطر، كما تمّ نقاشه في القسم الثالث من مبادئ تحليل المخاطر للأغذية المستمدّة من التقانة الحيوية الحديثة. وإذا ما جرى تحديد خطر جديد أو محوَّر، أو أيّ قلق يخصّ تغذية أو سلامة الأغذية عبر تقييم السلامة، فسيتمّ أوّلاً تقييم الخطر لتحديد مدى علاقته بصحة الإنسان. وتبعاً لتقييم السلامة، تقييم إضافي للمخاطر عند الضرورة، سيتمّ إخضاع الغذاء لاعتبارات إدارة المخاطر، بما ينسجم مع مبادئ تحليل المخاطر للأغذية المستمدّة من التقانة الحيوية الحديثة قبل بحث توزيعه تجارياً.

6- قد تساعد تدابير إدارة المخاطر، كالرقابة بعد التسويق للآثار على صحّة المستهلك، في عملية تقييم المخاطر. وهذه التدابير تمّ نقاشها في الفقرة 20 من مبادئ تحليل المخاطر للأغذية المستمدّة من التقانة الحيوية الحديثة.

7- الخطوط التوجيهية تصف المنهج الموصى به لإجراء تقييمات السلامة للأغذية المستمدّة من النباتات مترابطة الدنا حيثما وجد نظير تقليدي لها، كما تحدِّد البيانات والمعلومات القابلة للتطبيق بوجه عام لإجراء مثل هذه التقييمات. ورغم أنّ هذه الخطوط التوجيهية قد صُمِّمت للأغذية المستمدّة من النباتات مترابطة الدنا، إلاّ أنّ المنهج المبيّن يمكن أن يُطبَّق، عموماً، على الأغذية المستمدّة من النباتات التي جرى تغييرها عبر تقنيات أخرى.

القسم 2 – التعريفات

8- التعريفات الواردة أدناه تنطبق على هذه الخطوط التوجيهية :


"النبات ذو الدنا المترابط" - هو النبات الذي تمّ تحوير مادّته الوراثية من خلال تقنيات الحمض النووي في الأنابيب، بما في ذلك الحمض النووي المترابط، والحقن المباشر للحمض النووي داخل الخلايا أو العضيات.

" النظير التقليدي" – هو نوع نباتي ذو قرابة، ومكوّناته و/أو منتجاته التي يوجد خبرة لإثبات سلامتها، استناداً إلى استعمالها الشائع كغذاء(1) .

القسم 3 – مقدّمة حول تقييم سلامة الأغذية

9- تقليدياً، لم تخضع جميع أصناف النباتات الغذائية بشكلٍ منتظم لتقييم كيميائي أو سُمّي أو تغذوي شامل قبل التسويق، باستثناء الأغذية المخصّصة لمجموعات معينة، كالأطفال مثلاً، حيث يمكن للغذاء المعني أن يشكّل جزءاً أساسياً من النظام الغذائي. وهكذا فإنّ أصنافاً جديدةً من الذُرَة وفول الصويا والبطاطا وغيرها من الأغذية النباتية الشائعة قد تمّ تقييمها من قِبل المربّين لصفاتها الزراعية والمظهرية، ولكنّ الأغذية المستمدّة من مثل هذه الأصناف النباتية الجديدة لا تخضع بوجه عام لتدابيرَ شاملة وصارمة لاختبار سلامتها الغذائية، بما فيها الدراسات على الحيوانات ، التي هي قياسية للموادّ الكيميائية مثل المواد المضافة للأغذية ومخلّفات المبيدات التي قد تكون موجودة في الأغذية.

10- إنّ استعمال نماذج الحيوان لتقييم آثار السُّمِية يعتبر عنصراً رئيسياً في تقييم المخاطر للعديد من المركّبات كالمبيدات مثلاً. غير أنّه وفي معظم الحالات، فإنّ المادّة التي سيجرى فحصها تكون موَصّفَةً بشكل جيد، وتتّسم بنقاوة معروفة، وليست ذات قيمة تغذوية خاصة، كما أنّ مدى تعرّض الإنسان لها منخفض عموماً. لذا فمن المُنصف نسبياً تغذية الحيوانات على مثل هذه المركّبات بمستوى جرعات أكبر بعدّة مرّات من المستويات المتوقّعة لتعرّض الإنسان لها، بُغية تحديد أيّة آثار صحية ضارّة محتملة ذات شأن بالنسبة للبشر. وبهذه الطريقة، فمن الممكن في معظم الحالات تقدير مستويات التعرّض التي لا يتمّ عندها ملاحظة الآثار الضارّة ووضع مستويات الاستيعاب الآمنة من خلال تطبيق عوامل السلامة المناسبة.

11- الدراسات على الحيوان لا يمكن تطبيقها بعجلة لاختبار المخاطر المرتبطة بالأغذية الكاملة، والتي تمثّل مزيجاً معقّداً من المركّبات، فهي تتّصف عادة بتغيّر واسع بالنسبة لتركيبها وقيمتها التغذوية. ونتيجةً لكثافتها وأثرها على الشبع، فيمكن إطعامها عادةً للحيوانات فقط بأضعاف قليلة بالنسبة للكميات التي قد تكون موجودةً في النظام الغذائي للإنسان. وإضافةً لذلك، أنّ أحد العوامل الرئيسية الذي يجب أخذه بالاعتبار لدى إجراء دراسات الحيوان على الأغذية هو القيمة والتوازن التغذويانِ للأنظمة الغذائية المستعملة، وذلك لتجنّب استحداث الآثار الضارّة التي لا ترتبط مباشرةً بالمادّة نفسها. لذا فإنّ الكشف عن الآثار الضارة المحتملة وربطها حصرياً بصفة واحدة من صفات الغذاء قد يكون صعباً للغاية. إذا ما دلّ توصيف الغذاء على أن البيانات المتوفِّرة ليست كافيةً لعمل تقييم معمّق للسلامة، فقد تكون دراسات الحيوان المصمّمة بالشكل المناسب مطلوبة في حالة الأغذية الكاملة. ثمة اعتبار آخرُ للبتّ في الحاجة إلى دراسات الحيوان ويتجسّد فيما إذا كان من اللائق تعريض حيوانات تجريبية لمثل هذه الدراسة إن كان من غير المرجّح لها أن تفضي إلى معلومات ذات مغزى.

12- نتيجةً للصعوبات في تطبيق اختبار السُّمِية التقليدي وتدابير تقييم المخاطر على الأغذية الكاملة، فمن اللازم وجود منهج أكثر تركيزاً لتقييم سلامة الأغذية المستمدّة من النباتات الغذائية، بما فيها النباتات ذات الدنا المترابط. ولقد تمّ معالجة ذلك عبر تطوير منهج متعدّد التخصّصات لتقييم السلامة، حيث يأخذ بعين الاعتبار كُلاً من التغيّرات المقصودة وغير المقصودة التي قد تطرأ على النبات أو على الأغذية المستمدّة منه، وذلك باستخدام مفهوم التكافؤ الجوهري.

13- يمثِّل مفهوم التكافؤ الجوهري خطوةً أساسيةً في عملية تقييم السلامة. غيرَ أنَّ المفهوم ليس بحدّ ذاته تقييماً للسلامة؛ بل يمثّل بالأحرى نقطةَ البداية التي تُستعمَل لتأطير تقييم السلامة لغذاء جديد مقارنةً بنظيره التقليدي. ويُستخدم هذا المفهوم لتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الغذاء الجديد ونظيره التقليدي . كما يساعد في تحديد القضايا المحتملة بشأن السلامة والتغذية، ويُعتبَر هذا المفهوم الاستراتيجيةَ الأكثرَ ملائمةً حتى الآن لتقييم سلامة الأغذية المستمدّة من النباتات ذات الدنا المترابط. إنّ تقييم السلامة المُجرى بهذه الطريقة لا يعني السلامة المطلقة للمنتَج الجديد؛ بل إنّه يُركِّز بالأحرى على أن تقييم سلامة أيٍّ من الاختلافات المحدّدة، بحيث يتسنّى دراسة سلامة المنتَج الجديد مقارنةً بنظيره

التقليدي(2).

الآثار غير المقصودة

14- عبر بلوغ هدف منح سمة مستهدفة معينة (أثر مقصود) لنبات ما عبر إيلاج تتابعات دنا محدّدة، فقد يتمّ، في بعض الحالات، اكتساب سمات إضافية، كما أنّ بعض السمات الموجودة أصلاً قد يتمّ فقدانها أو تحويرها (آثار غير مقصودة). ولا ينحصر الحدوث المحتمل للآثار غير المقصودة على استعمال تقنيات الحمض النووي الأنبوبية. بل إنّ ذلك يشكّل ظاهرةً وراثية طبيعية وعامة قد تحدث أيضاً في التربية التقليدية. قد تكون الآثار غير المقصودة مؤذيةً أو نافعةً أو محايدةً فيما يخص صحة النبات أو سلامة الأغذية المستمدّة منه. الآثار غير المقصودة في النباتات ذات الدنا المترابط قد تطرأ أيضاً خلال إيلاج تتابع الدنا و/أو قد تطرأ خلال التربية التقليدية اللاحقة للنبات ذي الدنا المترابط. لذا يجب أن يشمل تقييم السلامة على البيانات والمعلومات لتقليص إمكانية أن يحتويَ الغذاء المستمدّ من النبات ذي الدنا المترابط على آثار ضارّة غير متوقّعة على صحة الإنسان.

15- الآثار غير المقصودة قد تنتج عن الإيلاج العشوائي لتتابعات الدنا في جينوم النبات وهو ما قد يتسبّب إما في تشتيت الجينات الموجودة أو إسكاتها، أو تنشيط جينات مُسكتَة، أو في تعديلات في التعبير عن الجينات الموجودة. كما أنّ الآثار غير المقصودة قد تسفر عن تكون مئيضات ذات أنماط جديدة أو مُغيره. فعلى سبيل المثال، فقد يتمخّض التعبير عن الأنزيمات على مستويات مرتفعة عن آثار بيوكيميائية ثانوية أو تغييرات في تنظيم الممرّات الأيضية و/أو مستويات محوَّرة للمئضيات.

16- يمكن تقسيم الآثار غير المقصودة الناتجة عن التحوير الوراثي إلى مجموعتين : الآثار "التي يمكن التكهّن بها" والآثار "غير المتوقّعة". العديد من الآثار غير المقصودة يمكن التكّهن بها إلى حدّ بعيد غالباً بناءً على معرفة السمة المولجة وترابطاتها الأيضية أو معرفة موقع الإيلاج. وبفضل المعلومات الآخذة بالاتساع حول جينوم النبات والنوعية المتزايدة للمواد الوراثية التي يتمّ إدخالها عبر تقنيات الدنا المترابط مقارنةً بالأنماط الأخرى لتربية النبات، فقد يصبح من الأسهل التكهّن بالآثار غير المقصودة لتحوير معيّن. كما يمكن استعمال التقنيات الجُزيئية، البيولوجية والبيوكيميائية، لتحليل التغيّرات على مستوى نسخ الجين وترجمة الرسالة واللذينِ يمكن أن يؤدّيا إلى آثار غير مقصودة.

17- تقييم سلامة الأغذية المستمدّة من النباتات مترابطة الدنا يشمل أساليبَ لتحديد ورصد مثل هذه الآثار غير المقصودة ويشمل كذلك تدابيرَ لتقييم تلاؤمها البيولوجي وأثرها المحتمل على سلامة الأغذية. ويُعتبر عدد من البيانات والمعلومات ضرورياً لتقييم الآثار غير المقصودة حيث أنّه ليس بمقدور اختبار واحد بمفرده أن يكشف عن جميع الآثار غير المقصودة المحتملة، أو أن يحدِّد، على وجه اليقين ، تلك الآثار ذات العلاقة بصحة الإنسان. توفِّر هذه البيانات والمعلومات، إذا ما أخذت بالاعتبار ككلّ، ضمانةً بأنّ الغذاء لا ينطوى على الأرجح على آثار ضارّة على صحة الإنسان. ويأخذ تقييم الآثار غير المقصودة بالاعتبار الصفات الزراعية/المظهرية للنبات والتي يلاحظها المربوّن إجمالاً لدى اختيار أصناف جديدة للتسويق. وملاحظات المربّين هذه توفّر فرزاً أوّلياً للنباتات التي تُظهِر سماتٍ غير مقصودة. ويجب إخضاع الأصناف الجديدة التي تجتاز هذا الفرز الأوّلي لاختبار السلامة كما هو مبيّن في القسمين 4 و 5.

إطار لتقييم سلامة الأغذية

18- تقييم السلامة لغذاء مستمدّ من نبات مترابط الدنا يتبع عملية تدرّج لمعالجة العوامل ذات العلاقة والتي تشمل :


(أ) وصف النبات المترابط الدنا؛

(ب) وصف النبات المُضيف واستعماله كغذاء؛

(ج) وصف الكائن المانح؛

(د) وصف التحوير أو التحويرات الجينية؛

(هـ) توصيف التحوير أو التحويرات الجينية؛

(و) تقييم السلامة:

(أ) الموادّ المُعبَّر عنها (المواد غير المحتوية على الحمض النووي)؛

(ب) تحليلات تركيبية للمكوّنات الرئيسية؛

(ج) تقييم المئيضات؛

(د) تصنيع الأغذية؛

(هـ) التحوير التغذوي؛

(و) اعتبارات أخرى.

(ز) اعتبارات أخرى

19- في بعض الحالات، قد تستلزم صفات المنتَج تطوير بيانات ومعلومات إضافية لمعالجة قضايا تختص فقط بالمنتج قيد المراجعة، دون غيره.

20- التجارب التي يُقصد منها تطوير بيانات لتقييمات السلامة يجب أن تُصمّم وتُجرى بالانسجام مع المفاهيم والمبادئ العلمية الصحيحة، وحيثما كان الأمر مناسباً، مع الممارسة الجيدة في المختبر. ويجب تزويد السلطات التنظيمية بالبيانات الأوّلية عند الطلب. كما يجب الحصول على البيانات باستخدام الأساليب العلمية الصحيحة، ومن ثمّ تحليلها عبر التقنيات الإحصائية الملائمة. ولا بدّ كذلك من توثيق مدى حساسية جميع الأساليب التحليلية.

21- إنّ هدف كلّ تقييم من تقييمات السلامة هو توفير ضمانة، على ضوء المعرفة العلمية الأحسن المتاحة، بأنّ الغذاء لا يُسبّب أذىً عند إعداده، واستعماله و/أو أكله حسب الاستعمال المُراد له. إنّ الأثر النهائي المتوقّع لمثل هذا التقييم سيكون عبارة عن خلاصة حول ما إذا كان الغذاء المعني آمناً كنظيره التقليدي، مع الأخذ بعين الاعتبار الأثر الغذائي لأيّة تغييرات في المحتوى أو القيمة التغذوية له. لذا، فإنّ محصلة عملية تقييم السلامة هي، في الجوهر، تعريف المنتَج قيد الدراسة بطريقة تُمكِّن المسؤولينَ عن إدارة المخاطر من أن يُحدِّدوا فيما إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ تدابيرَ معينة، وإن كان الأمر كذلك، من أن يتّخذوا القرارات المناسبة المستندة إلى معرفة جيدة.

القسم 4 – اعتبارات عامة

وصف النبات المترابط الدنا

22- يجب توفير وصف للنبات ذي الدنا المترابط والذي يتمّ تقديمه لتقييم السلامة. ويجب أن يحدّد هذا الوصفُ المحصولَ، وحدث (أو أحداث) التحويل الذي ستجري مراجعته، وكذلك نوع التحوير والغاية منه. ويجب أن يكون هذا الوصف كافياً للمساعدة في فهم طبيعة الغذاء الخاضع لتقييم السلامة.

وصف النبات العائل واستعماله كغذاء

23- ينبغــي توفيــر وصفٍ شامل للنبات المُضيف البيانات والمعلومات الضرورية يجب أن تتضمّن ما يلي، دون أن تقتصر عليه بالضرورة:


(أ) الاسم الشائع أو المعتاد؛ الاسم العلمي؛ التوصيف التصنيفي؛

(ب) تاريخ الزراعة والتطوير خلال التربية، ولاسيما تحديد السمات التي قد تؤثّر سلباً على صحة الإنسان؛

(ج) المعلومات عن التركيب الوراثي والتركيب المظهري للنبات المُضيف، ذات العلاقة بسلامته، ويشمل ذلك أية سُّمِية أو قابلية للحساسية معروفة؛

(د) تاريخ الاستعمال الآمن لاستهلاكه كغذاء؛


24- يجب توفير المعلومات المَظهرية ذات العلاقة ليس عن النبات المُضيف فحسب، بل وعن الأنواع ذات القرابة أيضاً، وكذلك عن النباتات التي أسهمت أو قد تسهم بشكل هامّ في الخلفية الجينية للنبات المُضيف.

25- تاريخ الاستعمال قد يشمل معلومات حول كيفية زراعة النبات ونقله وتخزينه إجمالاً ، وفيما إذا كان من المطلوب معالجته معالجةً خاصة لكي يصبح النبات صالحاً للأكل، وحول الدور العادي للنبات في النظام الغذائي (مثلاً ما هو جزء النبات المستخدم كمصدر للغذاء، أو فيما إذا كان استهلاكه مهماً لمجموعات فرعية معيّنة من السكان، وما هي المغذِّيات الكبيرة أو الدقيقة التي يُسهم بها في النظام الغذائي).

وصف الكائن المانح أو الكائنات المانحة

26- ينبغي توفير معلومات حول الكائن المانح (أو الكائنات المانحة) وحول الأنواع الأخرى ذات القرابة، حيثما كان ذلك ملائماً. وهذا مهمّ على وجه الخصوص من أجل تحديد ما إذا كان الكائن أو الكائنات المانحة أو غيرها من الأعضاء الشديدة القرابة للعائلة تُظهر بشكل طبيعي صفات للقدرة على التسبّب بالأمراض أو إنتاج السمّ ، أو ما إذا كان لها سمات أخرى تؤثّر على صحة الإنسان (كوجود موادّ مضادّة للمغذّيات، مثلاً). ويجب أن يشتمل وصف الكائن أو الكائنات المانحة على ما يلي :


(أ) اسمه الشائع أو المعتاد؛

(ب) الاسم العلمي؛

(ج) التوصيف التصنيفي ؛

(د) معلومات عن التاريخ الطبيعي فيما يخصّ سلامة الغذاء؛

(هـ) معلومات عن السموم والموادّ المضادة للتغذية والأليرجينات (مسببّات الحساسية) التي تحدث طبيعياً؛ وبالنسبة للكائنات الدقيقة، معلومات إضافية عن القدرة على التسبّب بالأمراض والعلاقة مع الجينات المعروفة المُسَبِّبَة للأمراض ؛

(و) معلومات عن التاريخ الماضي والحاضر للاستعمال، إن وُجد، في الإمدادات الغذائية وطريق أو طرق التعرّض غير تلك المقصودة لاستعمال الغذاء (وجود محتمل للملوّثات مثلاً).

وصف التحوير أو التحويرات الوراثية

27- ينبغي تقديم معلومات كافية عن التحوير الوراثي للسماح بتحديد كلّ المادّة الوراثية المحتمل نقلها للنبات المُضيف وكذلك تقديم المعلومات الضرورية من أجل تحليل البيانات التي تدعم توصيف الدنا المُولج في النبات.

28- يجب أن يحتوي وصف عملية التحويل على :


(أ) معلومات حول الأسلوب الخاص المستعمل في التحويل (التحويل بمساعدة البكتيريا الزراعية مثلاً)؛

(ب) معلومات، إن كان ذلك قابلاً للتطبيق، حول الدنا المستعمل لتحوير النبات (مثلاً البلازميدات المُساعِدة)، بما يشمل المصدر (مثلاً: نباتي، ميكروبي، فيروسي، تركيبي)، والهوية identity والوظيفة المتوقّعة في النبات؛

(ج) الكائنات المُضيفة المتوسّطة بما فيها الكائنات (كالبكتيريا) المستعملة لإنتاج أو تصنيع الدنا لتحويل الكائن المُضيف.


29- يجب توفير المعلومات بصدد الدنا الذي سيتم إدخاله، بما يشمل :


(أ) توصيف جميع المكوّنات الجينية وبضمنها الجينات الواسمة، والعناصر المُنظِّمة وغيرها من العناصر التي تؤثّر على وظيفة الدنا؛

(ب) الحجم والهوية؛

(ج) موقع واتجاه التتابع في الناقل/المنشأ النهائي final vector/construct؛

(د) الوظيفة.

توصيف التحوير الوراثي أو التحويرات الوراثية

30- وبغية تقديم فهم واضح للأثر على تركيبة وسلامة الأغذية المستمدّة من النباتات ذات الدنا المترابط، فلا بدّ من القيام بتوصيف جُزيئي وبيوكيميائي للتحوير الوراثي.

31- ويجب تقديم معلومات حول إيلاجات الدنا في جينوم النبات، على أن يتضمّن ذلك :


(أ) توصيف ووصف المواد الجينية المولَجة؛

(ب) عدد مواقع الإيلاج؛

(ج) تنظيم المادّة الجينية المولجة في كلّ موقع من مواقع الإيلاج، ويشمل ذلك عدد النسخ وبيانات التتابع للمادّة المولجة وللمنطقة المحيطة، على أن تكون المعلومات كافية لتحديد أية موادّ يتمّ التعبير عنها كنتيجة للمادّة المولجة، أو معلومات أخرى، حيثما يكون الأمر أكثر ملائمةً، حول تحليل النُسخ ومنتجات التعبير لتحديد أية موادّ جديدة قد تكون موجودة في الغذاء؛

(د) تحديد هوية أية أطر مفتوحة القراءة ضمن الدنا المولج أو التي يتمّ تكوينها عبر إيلاجات لدنا جينومي نباتي متجاور، بما فيها تلك التي قد تُنتِج بروتينات اندماج.


32- يجب توفير معلومات حول أية مواد مُعبَّر عنها في النبات ذي الدنا المترابط، بحيث يشمل ذلك:


(أ) منتج أو منتجات الجين (بروتين مثلاً أو رنا غير مُترجَم)؛

(ب) وظيفة منتج أو منتجات الجين؛

(ج) الوصف المظهري للسمة أو السمات الجديدة؛

(د) مستوى وموقع التعبير في النبات لمنتج أو منتجات الجين المُعبَّر عنه أو عتها، ومستويات مئيضاتها في النبات، لاسيما في الأجزاء الصالحة للأكل؛

(هـ) وحيثما كان ممكناً، كمية منتج أو منتجات الجين المستهدفة إذا كانت وظيفة التتابع(ات)/الجين(ات) المُعبَّر عنها هي تحوير تراكم رنا-مرسال داخلي endogenous mRNA معيّن أو بروتين معيّن.


33- وفوق ذلك، يجب توفير معلومات من أجل :


(أ) بيان إن كان قد تمّ الحفاظ على ترتيب المادّة الوراثية المستعملة في الإيلاج أو فيما إذا كانت قد طرأت عليها إعادات ترتيب مهمّة خلال الدمج؛

(ب) بيان ما إذا كانت التحويرات المقصودة التي أجريت على تتابع الحمض الأميني للبروتين المُعبَّر عنه قد تمخّضت عن تغييرات في تحويرها بعد الترجمة أو تؤثّر على مواقع حسّاسة لبُنية البروتين أو وظيفته؛

(ج) بيان إن قد تمّ تحقيق الأثر المقصود من التحوير وأنّ جميع السمات المُعبَّر عنها قد تمّ التعبير عنها وتوريثها بطريقة تتّسم بالاستقرار خلال عدّة أجيال وتنسجم مع قوانين الوراثة. وقد يكون من الضروري فحص توريث الدنا المولج نفسه أو التعبير عن الدنا المقابل، ما لم يتسنَّ قياس الصفات المظهرية مباشرةً؛

(د) لبيان ما إذا كانت السِمة/السمات المُعبَّر عنها قد تمّ التعبير عنها كما هو متوقّع في الأنسجة الملائمة بطريقة وبمستويات تتناسق مع التتابعات التنظيمية المرتبطة التي تقود التعبير عن الجين المقابل؛

(هـ) التحقّق من وجود أي دليل يوحي بوجود جين واحد أو عدّة جينات في النبات المُضيف قد تأثّر من عملية التحويل؛

(و) وكذلك للتأكّد من هوية أية بروتينات اندماج جديدة ومن نمط التعبير عنها.

تقييم السلامة

المواد المُعبَّر عنها (المواد غير المحتوية على الحمض النووي)

تقييم السُّمِية المحتملة

34- تسمح تقنيات الحمض النووي الأنبوبية (in virto) بإدخال دنا يمكن له أن يتمخّض عن تركيب مواد جديدة في النباتات. المواد الجديدة قد تكون مكوّنات تقليدية في الأغذية النباتية كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والتي هي مستجدّة في سياق ذلك النبات ذي الدنا المترابط. والمواد الجديدة يمكن أن تشمل أيضاً مئيضات جديدة تنتُج عن نشاط الأنزيمات المتولّدة من التعبير عن الدنا المُدخَل.

35- يجب أن يأخذ تقييم السلامة بالحسبان الطبيعة الكيميائية والوظيفة للمادّة الجديدة المُعبَّر عنها وأن يحدّد تركيز هذه المادّة في الأجزاء الصالحة للأكل من النبات ذي الدنا المترابط، بما يشمل التباينات والقيم الوسطية. ويجب أيضاً الأخذ بالاعتبار مدى تعرّض النظام الغذائي الحالي الخاص بمجموعات فرعية للسكان لهذه المادّة وآثارها المحتملة عليهم.

36- يجب توفير معلومات لضمان عدم انتقال ترميز الجينات للسموم أو للمواد المضادة للتغذية المعروفة والموجودة في الكائنات المانحة إلى النباتات ذات الدنا المترابط التي لا تعبّر عادةً عن مثل هذه الصفات السُّمِية أو المضادة للتغذية. ويكتسب هذا الضمان أهمية خاصة في الحالات التي يتمّ فيها تصنيع النبات ذي الدنا المترابط بطريقة مختلفة عن النبات المُضيف، ذلك أن التقنيات التقليدية لتصنيع الأغذية المرتبطة بالكائنات المانحة قد تعمل على تعطيل أو تحليل أو إزالة المواد المضادة للتغذية أو المواد السُّمِية.

37- وللأسباب المذكورة في القسم الثالث، فقد لا تُعتبَر الدراسات حول السُّمِية التقليدية ضروريةً عندما يكون قد تمّ استهلاك المادّة، أو مادّة شديدة القرابة منها، بشكل آمن كغذاء، مع الأخذ بالحسبان وظيفة المادّة وتعرّضها. وفي الحالات الأخرى، قد تكون هناك ضرورة للجوء لدراسات السُّمِية التقليدية المناسبة أو غيرها من الدراسات حول المادّة الجديدة.

38- أمّا في حالة البروتينات، فيجب على تقييم السُّمِية المحتملة أن يركّز على تشابه تتابع الحِمض الأميني بين البروتين وسموم البروتين ومضادات التغذية المعروفة (مثل موانع البروتييز واللكتينات lectins) وكذلك على الاستقرار تجاه الحرارة أو التصنيع وتجاه التحلّل في النظم النمطية التمثيلية الملائمة للمعدة والأمعاء. وقد تكون هناك حاجة لإجراء الدراسات المناسبة على السُّمِية الفموية(3) في الحــالات التي لا يكون فيها البروتين الموجود في الغذاء مشابهاً للبروتينات التي تمّ استهلاكها سابقاً بشكل آمن في الغذاء، مع الأخذ بعين الاعتبار الوظيفة البيولوجية لهذا البروتين، حينما تكون تلك الوظيفة معروفة.

39- السُّمِية المحتملة للمواد غير البروتينية والتي لم يجر استهلاكها بشكل آمن في الغذاء يجب تقييمها وفقاً لقاعدة كل حالة على حدة بالاعتماد على الهوية والوظيفة البيولوجية للمادّة في النبات وكذلك على مدى تعرّض النظام الغذائي لها. نوع الدراسات التي ستجرى قد يشمل دراسات على الأيض، والحراكيات السُّمِية، والسُّمية شبه المزمنة، والسُّمية المزمنة/قابلية التسبّب بالسرطان، وسُمية التناسل والتطور، وذلك تبعاً لمنهج علم السموم التقليدي.

40- وهذا الأمر قد يتطلّب عزل المادّة الجديدة عن النبات ذو الدنا المترابط، أو تركيب أو إنتاج المادّة من مصدر بديل، وفي هذه الحالة، يجب إثبات أنّ المادّة مكافئة، من الناحية البيوكيميائية والتركيبية والوظيفية، لتلك المنتجة في النبات ذي الدنا المترابط.

تقييم القابلية المحتملة للحساسية (بروتينات)

41- عندما يكون البروتين/البروتينات الناتجة عن الجين المولج موجودةً في الغذاء، يجب إخضاعها لتقييم حول القابلية للحساسية في كل الحالات. والمنهج المستعمل لتقييم قابلية الحساسية المحتملة للبروتين/البروتينات المُعبَّر عنها حديثاً – على أن يكون متكاملاً ومتدرّجاً ويدرس كلّ حالةبحالتها – يجب أن يعتمد على معاييرَ متعدّدة تُستعمَل بشكل متآلف (ذلك أنّه ما مِن معيار واحد قادر على التنبّؤ بمفرده بشكل كافٍ حول القابلية للحساسية أو بعدم القابلية للحساسية). وكما أشير أليه في الفقرة 20، يجب أن يتمّ تحصيل البيانات باستخدام الأساليب العلمية الصحيحة. ويمكن العثور على عرض مفصّل حول القضايا التي يجب أخذها بعين الاعتبار في الملحق الوارد في ذيل هذه الوثيقة(4) .

42- يجب تقييم البروتينات المُعبَّر عنها حديثاً في الأغذية المستمدّة من النبات ذي الدنا المترابط لمعرفة إن كان لها أيُّ دور محتمل في تهييج مرض مَعَوي ينجم عنه حساسية للجلوتين، وذلك إن كانت المادّة الوراثية قد تمّ الحصول عليها من القمح أو الشيلم أو الشعير أو الشوفان أو أصناف الحبوب ذات القرابة.

43- يجب تفادي نقل الجينات من الأغذية الشائعة المولِّدة للحساسية ومن الأغذية التي من المعروف أنّها تُهيِّج المرض المَعَوي الذي ينجم عنه حساسية للجلوتين، إلى أفراد ذوي حساسية، إلاّ إذا كان موثّقاً بأنّ الجين المنقول لا يحمل شيفرة لأليرجين (مسبّب للحساسية) أو لبروتين يسبّب مرضاً مَعَوياً ينجم عنه حساسية للجلوتين.

التحليلات التركيبية للمكوّنات الرئيسية

44- يجب أن تتمّ مقارنة تحليلات تركيزات المكوّنات الرئيسية(5) للنبات ذو الدنا المترابط، لاسيما التركيزات الشائعة في الغذاء، مع تحليل لنظير تقليدي مزروع ومحصود وفق نفس الظروف. وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لبحث عقد مقارنة إضافية مع النبات المترابط الدنا الذي تمّت زراعته حسَبَ الظروف الزراعية المتوقّعة له (كما في حالة استخدام مبيد للأعشاب مثلاً). الأهمية الإحصائية لأيّة اختلافات يتم ملاحظتها يجب تقييمها ضمن سياق مدى التغيرات الطبيعية لذلك المعيار بهدف معرفة أهميته الحيوية. يجب أن يكون أساس (أو أسس) المقارنة المستعملة في هذا التقييم، في الحالة المُثلى، قريبًا من خطّ تماثل الجينات للآباء isogenic parental line. في الواقع، قد لا يكون ذلك متيسّراً في جميع الأوقات، لذا يجب في هذه الحالة، اختيار أقرب خطّ ممكن. الغاية من هذه المقارنة، بالتوازي مع تقييم للتعرّض عند الضرورة، هو إثبات أنّ المواد المهمّة تغذوياً أو التي يمكن أن تؤثّر على سلامة الغذاء، لم يجرِ تحويرها بطريقة قد تترتبّ عليها أثار ضارّة على صحة الإنسان.

45- مكان مواقع التجربة يجب أن يمثّل نِطاق الظروف البيئية التي من المتوقّع أن تُزرع فيها أصناف النبات المعني. يجب أن يكون عدد مواقع التجربة كافياً للسماح بإجراء تقييم صحيح للصفات التركيبية على مدى النِطاق. وبالمثل، يجب إجراء التجارب على عدد كافٍ من الأجيال للسماح بتعرّض الصنف بشكل كافٍ للظروف التي يواجهها في الطبيعة. ومن أجل التقليل من الآثار البيئية، وللحدّ من أيّ أثر لتغيّر النمط الوراثي الذي يحدث طبيعياً ضمن صنف محصول معيّن، فلا بدّ من تكرار كل موقع من مواقع التجربة. كما يجب إجراء التجارب على عدد ملائم من عينات النباتات، إضافةً لضرورة أن تكون أساليبُ التحليل حساسةً ومتخصصةً بدرجة كافية تسمح بفحص التغيّرات في المكوّنات الرئيسية.

تقييم المئيضات

46- بعض النباتات ذات الدنا المترابط قد يكون قد تمّ تحويرها بطريقة نتجت عنها مستويات جديدة أو محوّرة للمئيضات في الغذاء. لذا يجب دراسة احتمال أن يؤدّي تراكم المئيضات في الغذاء إلى التأثير سلباً على صحة الإنسان. تقييم السلامة لمثل هذه النباتات يتطلّب تحقيقاً في مستويات المخلفات والأيض في الغذاء وتقييم أية تغيّرات في سِجلِّ معالم التغذية nutrient profile. وحيثما يتم تحديد مستويات متغيره للمخلفات أو الأيض في الأغذية، فمن الواجب إمعان النظر في الآثار المحتملة على صحة الإنسان باستخدام الإجراءات التقليدية لإثبات سلامة مثل هذه المئيضات (كإجراءات تقييم سلامة المواد الكيميائية في الأغذية للإنسان).

تصنيع الغذاء

47- يجب دراسة الآثار المحتملة لتصنيع الغذاء، وبضمنها الإعداد المنزلي، على الأغذية المستمدّة من النباتات المترابطة الدنا. فقد تحدث التغيرات مثلاً في الاستقرار الحراري لسم داخلي أو في التواجد الحيويbioavailability لأحد المغذِّيات الهامة بعد التصنيع. لذا يجب توفير معلومات تقدّم وصفاً لظروف التصنيع المستخدمة في إنتاج مكوّن غذائي من النبات. ففي حالة الزيت النباتي مثلاً، يجب توفير معلومات عن عملية الاستخراج وعن أية مرحلة من مراحل التنقية اللاحقة.

التحوير التغذوي

48- لقد تمّ التطرق أنفا لتقييم التغيّرات التركيبية المحتملة لأحد المغذِّيات الرئيسية، والذي يجب إجراؤه لجميع النباتات ذات الدنا المترابط، تحت عنوان "التحليلات التركيبية للمكوّنات الرئيسية". غير أنّ الأغذية المستمدّة من النباتات ذات الدنا المترابط، والتي خضعت لتحوير مقصود من أجل تغيير النوعية أو الوظيفة التغذوية، يجب أن تخضع لتقييم تغذية إضافي بهدف تقييم نتائج التغييرات ولمعرفة إن كان من المرجّح لمستويات استيعاب المغذِّيات أن تتغيّر من خلال إدخال مثل هذه الأغذية إلى الإمدادات الغذائية.

49- ينبغي استخدام المعلومات حول الأنماط المعروفة لاستعمال واستهلاك غذاء معيّن، وحول مشتقاته، من أجل تقدير الاستيعاب المرجّح للغذاء المستمدّ من النبات ذو الدنا المترابط. الاستيعاب المتوقّع للغذاء يجب استخدامه لتقييم المضاعفات التغذوية لسِجلِّ المُغذي المُغيَّر في المستويات الاعتيادية والقصوى للاستهلاك. إن تأسيس التقدير على أساس الاستهلاك الأعلى المرجّح يوفّر ضماناً بأنّه سيتمّ الكشف عن إمكانية وجود أية آثار تغذوية غير مرغوب فيها. ولا بدّ من إيلاء الاهتمام للصفات الفيزيولوجية الخاصة والمتطلبات الأيضية لمجموعات معينة من السكان كالرضع والأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو من نُظم مناعة مُعرَّضة للخطر. وبناءً على تحليل الآثار التغذوية والحاجات الخاصة بالنظام الغذائي لمجموعات فرعية معينة من السكان، فقد يكون من الضرورة بمكان إجراء تقييمات تغذوية إضافية. ومن المهم أيضاً التحقّق من مسألة إلى أي مدىً يعتبر المغذي المحوَّر متواجداً حيوياً ومدى بقائه مستقرّاً مع مرور الوقت والتصنيع والتخزين.

50- قد تتمخّض تربية النباتات، وبضمنها تقنيات الحمض النووي الأنبوبية، الهادفة إلى تغيير مستويات المغذِّيات في المحاصيل، عن تغييرات واسعة للسِجلّ التغذوي بطريقتينِ. التحوير المقصود في مكونات النبات يمكن أن يُغيِّر السجل التغذوي الكلي للمنتّج النباتي وهذا التغير قد يؤثر في الحالة التغذوية للأفراد الذين يستهلكون هذا الغذاء. التغيرات غير المتوقعة في المغذِّيات قد يكون لها نفس الأثر. ورغم إمكانية تقييم كلّ مكوّن لوحده من مكونات النبات المترابط الدنا باعتباره آمناً، إلاّ أنّه يجب تحديد أثر التغيير على السجل التغذوي الكلّي.

51- عندما يُسفر تحوير منتَج غذائي، كالزيت النباتي مثلاً، عن تركيبةٍ تختلف جوهرياً عن نظيره التقليدي، فقد يكون من الملائم استعمال المزيد من الأغذية التقليدية أو مكوّنات الأغذية (مثل الأغذية أو مكونات الأغذية التي تكون تركيبتها التغذوية أقرب للتركيبة الخاصة بالغذاء المستمدّ من النبات المترابط الدنا) وذلك كأساس ملائم للمقارنة من أجل تقييم الأثر التغذوي للغذاء.

52- بسبب التفاوت، جغرافياً وثقافياً، في أنماط استهلاك الأغذية، فقد يكون أثرُ التغيرات التغذوية لغذاء معين أكبرَ في بعض المناطق الجغرافية أو في بعض الأقسام الثقافية للسكان من بعضها الآخر. فبعض النباتات الغذائية تستخدم كمصدر رئيسي لمُغذٍّ معين لدى بعض السكان والشعوب. لذا فمن الواجب العمل على تحديد المغذي والسكان المتأثرين.

53- بعض الأغذية قد تتطلّب اختباراً إضافياً. فعلى سبيل المثال، يمكن منح ترخيص لدراسات تغذية الحيوان للأغذية المستمدّة من النباتات المترابطة الدنا إن كانت التغيراتُ في التواجد الحيوي للمغذيات متوقّعةً، أو إن كان التركيب غير قابل للمقارنة مع الأغذية التقليدية. وكذلك، فإنّ الأغذية المصمَّمة للمنافع الصحية قد تستدعي دراسات خاصة على التغذية أو السُّمِية أو غيرها من الدراسات الملائمة. وإذا كان توصيف الغذاء يشير إلى أنّ البيانات المتوفّرة غيرُ كافية لتقييم سلامة معمّق، فقد يكون من اللازم إجراء دراسات حيوان مصمّمة بشكل جيّد على الأغذية الكاملة.

القسم 5 – اعتبارات أخرى

تراكم المواد المحتمل الذي يمثل خطورة على صحة الإنسان

54- بعض النباتات المترابطة الدنا قد تُظهِر سمات (كالقدرة على تحمّل مبيدات الأعشاب) قد تسفر بنحو غير مباشر عن احتمال تراكم مخلفات المبيدات، والمواد المحوَّرة لمثل هذه المخلفات، والمئيضات السامة، والملوّثات، وغيرها من المواد التي قد تكون ذات العلاقة بصحة الإنسان. لذا يجب أن يأخذ تقييم السلامة احتمال التراكم هذا بعين الاعتبار، كما يجب تطبيق التدابير التقليدية لإثبات سلامة مثل هذه المركبات (كتدابير تقييم سلامة المواد الكيميائية للإنسان).

استعمال جينات واسمة ذات مقاومة للمضادات الحيوية

55- تكنولوجيات التحويل البديلة التي تتمخّض عن جينات واسمة ذات مقاومة للمضادات الحيوية (antibiotic resistance marker genes) في الأغذية يجب استعمالها في التطوير المستقبلي للنباتات مترابطة الدنا، حيثما توافرت مثل هذه التقانةت وبرهنت على سلامتها.

56- نقل الجينات من النباتات ومنتجاتها الغذائية إلى الكائنات الحية الدقيقة المعوية أو الخلايا البشرية يُعتبر إمكانيةً نادرةً بسبب الأحداث العديدة المعقدة وغير المرجحة التي يجب أن تقعَ بشكل متتابع. رغم ذلك، فلا ينبغي تجاهل مثل هذه الإمكانية تماماً (6).

57- خلال تقييم سلامة الأغذية التي تحتوي على جينات واسمة ذات مقاومة للمضادّات الحيوية، يجب أخذ العوامل التالية بعين الاعتبار :


(أ) الاستعمال والأهمية، سريرياً أو بيطريا،ً للمضادّ الحيوي المعني؛

(بعض المضادات الحيوية تعتبر الدواء الوحيد المتوفّر لعلاج بعض الحالات السريرية (مثل مضاد vancomycin المستعمل لعلاج أنواع عدوى المكوَّرات العنقودية staphylococcal infections) لذا يجب عدم استخدام جينات واسمة تحمل تشفيراً لمقاومة مثل هذه المضادات الحيوية في النباتات المترابطة الدنا)

(ب) معرفة ما إذا كان وجود الأنزيم أو البروتين المعين في الغذاء، والذي يحمل شيفرته الجين الواسم المقاوم للمضادات الحيوية، سيقلّل من الفعالية العلاجية للمضاد الحيوي الذي يتمّ تناوله عن طريق الفم؛

(هذا التقييم يجب أو يوفّر تقديراً لكمية المضاد الحيوي المستوعَب عن طريق الفم والتي يمكن أن تتحلّل نتيجة وجود الأنزيم في الغذاء، مع الأخذ بالحسبان بعض العوامل مثل كمية جرعة المضاد الحيوي، كمية الأنزيم التي من المرجح أن تبقى في الغذاء بعد التعرّض للظروف الهضمية، بما فيها الظروف الحيادية أو القَلَوية للمَعِدَة والحاجة للعوامل المساعدة للأنزيم (مثل ATP) من أجل النشاط الأنزيمي والتركيز المقدَّر لمثل هذه العوامل في الغذاء)

(ج) سلامة منتَج الجين، وذلك ينسحب على أيّ منتج آخرَ مُعبَّر عنه للجين.


58- إذا كان تقييم البيانات والمعلومات يوحي بأنّ وجود الجين الواسم ذي المقاومة للمضادات الحيوية أو منتج الجين الموجود في الغذاء ينطوي على أخطار لصحة الإنسان، فيجب الحؤول دون وجود الجين الواسم أو منتج الجين في الغذاء. وكذلك فإنّ جينات المقاومة للمضادات الحيوية والتي تحمل شيفرة لمقاومة المضادات الحيوية المستخدمة سريرياً يجب أن لا تكون موجودةً في الأغذية.

مراجعة تقييمات السلامة

59- إنّ هدف تقييم السلامة هو عبارة عن خلاصة حول كون الغذاء المعني آمناً مثل نظيره التقليدي، مع الأخذ بعين الاعتبار الأثر على النظام الغذائي لأيّة تغييرات في المحتوى التغذوي أو القيمة التغذوية. ورغم ذلك، فلا بدّ من مراجعة تقييم السلامة على ضوء المعلومات العلمية المستجدّة التي تقتضي وضع نتائج تقييم السلامة الأصلي موضع التساؤل.




(1)من المقرّ به بالنسبة للمستقبل المنظور بأن الأغذية المستمدة من التقانة الحيوية الحديثة لن تستخدم في النظائر التقليدية.
(2)مفهوم التكافؤ الجوهري مشروح في التقرير الصادر عن مشاورات الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية لعام 2000. (Document WHO/SDE/PHE/FOS/00.6, WHO, Geneva, 2000)
(3)الخطوط التوجيهية حول دراسات السُمِّية الفموية قد تم تطويرها في منتديات دولية، منها على سبيل المثال الخطوط التوجيهية لاختبار السموم، التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD.
(4) تقرير مشورة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية لعام 2001، والذي يشمل العديد من المراجع حول أصول العديد من القرارات، وقد تمّ استخدام هذا التقرير لإعداد الملحق التالي لهذه الخطوط التوجيهية.
(5) المغذيات الرئيسية ومضادات المغذيات الرئيسية هي تلك المكونات الموجودة في غذاء معين والتي قد يكون لها أثر جوهري على النظام الغذائي الكلي. وقد تكون إمّا مكونات أساسية (دهون وبروتينات وكربوهايدرات كمغذيات، وموانع الأنزيمات كمضادات للمغذيات) أو مركبات ثانوية (المعادن والفيتامينات). المواد السامة الرئيسية هي تلك المركبات ذات السُمِّية الخطرة والمعروف بأنها موجودة وراثياً في النبات، مثل تلك المواد التي قد يكون مستواها وفعاليتها السُمِّية خطرةً على الصحة (مثل السولانين solanine في البطاطا عندما يكون المستوى مرتفعاً، وكذلك السيلينيوم selenium في القمح) وكذلك الأليرجينات.
(6)في الحالات التي توجد فيها مستويات مرتفعة لبكتيريا تحدث طبيعياً والتي هي مقاومة للمضاد الحيوي، فإنّ أرجحية قيام هذه البكتيريا بنقل هذه المقاومة لغيرها من البكتيريا هي أكثر بأضعاف مضاعفة من احتمال النقل بين الأغذية المأكولة وبين البكتيريا.

Previous Page Next Page