ملحق : تقييم القابلية المحتملة للحساسية

Previous PageTable of Contents


ملحق : تقييم القابلية المحتملة للحساسية

القسم 1 – مقدّمة

1- يجب تقييم جميع البروتينات(12) المُعبَّر عنها حديثاً المنتجَة عبر الكائنات الدقيقة المترابطة الدنا والتي قد تكون موجودةً في الغذاء النهائي لمعرفة احتمال قدرتها على التسبّب في تفاعلات حساسية. ويجب أن يشمل ذلك معرفة ما إذا كان البروتين المُعبَّر عنه حديثاً هو بروتين ربما يكون لبعض الأفراد حساسية تجاهه، وما إذا كان من المرجح للبروتين الجديد في الإمدادات الغذائية أن يسبّب تفاعلات حساسية لدى بعض الأفراد.

2- لا يوجد، في الوقت الحاضر، اختبار واحد نهائي يمكن الاعتماد عليه للتنبّؤ باستجابة الحساسية لدى البشر تجاه بروتين مُعبَّر عنه حديثاً، لذا نوصي باستخدام منهج متكامل ومتدرّج ويدرس كلّ حالة بحالتها، كما هو مفصّل أدناه، من أجل تقييم القابلية المحتملة للحساسية تجاه البروتينات المُعبَّر عنها حديثاً. ويجب أن يأخذ هذا المنهج بالحسبان الأدلة المستمدّة من عدة أنواع من المعلومات والبيانات، حيث أنّه لا يوجد معيار واحد قادر بمفرده على التنبّؤ بشكل كافٍ.

3- الهدف النهائي للتقييم يتمثّل بالوصول إلى خلاصة حول أرجحية كون البروتين أحدَ الأليرجينات الغذائية.

القسم 2 - استراتيجية التقييم

4- الخطوات الأوّلية لتقييم قابلية الحساسية لأية بروتينات مُعبَّر عنها حديثاً تتجسّد في تحديد ما يلي: مصدر البروتين المُدخَل؛ أيّ تشابه مهمّ بين تتابع الحِمض الأميني للبروتين وبين التتابعات الخاصة بالأليرجينات المعروفة؛ الخصائص التركيبية للبروتين، وبضمنها استعداده تجاه التحللّ الأنزيمي، والاستقرار الحراري و/أو المعالجة الحمضية أو الأنزيمية، وذلك دون الاقتصار على هذه الخصائص.

5- وبسبب عدم وجود اختبار واحد بمقدوره التنبّؤ باستجابة الجلوبيولين المّناعي للإنسان (IgE) للتعرّض عن طريق الفم، فيجب أن تكون الخطوة الأولى لتوصيف البروتين هي عقد مقارنة بين تتابع الحمض الأميني وبعض الصفات الفيزيوكيميائية للبروتين المُعبَّر عنه حديثاً من جهة وتلك الخاصة بالأليريجينات المعروفة، وذلك عبر منهج ثِقل الدليل. وهذا الأمر يتطلّب عزل أية بروتينات مُعبَّر عنها ومنتَجة عبر الكائنات الدقيقة المترابطة الدنا، أو القيام بتركيب المادّة أو إنتاجها من مصدر بديل، وفي هذه الحالة، يجب البرهنة على أنّ المادّة مكافئة، بنائياً ووظيفياً وبيوكيميائياً، لتلك المنتجة عبر الكائنات الدقيقة المترابطة الدنا. ولا مناص من إيلاء اهتمام خاص لخيار تعبير المُضيف، حيث أن تحويرات ما بعد الترجمة والتي تسمح بها بعض المضيفات (مثل النُظم الكاريوتية الحقيقة النوى مقابل نظم البروكاريوت) قد يكون لها اثر على قدرة توليد الحساسية للبروتين.

6- من المهم التثبّت إن كان المصدر معروفاً عنه التسبّب في تفاعلات حساسية. ويجب افتراض أنّ الجينات المستمدّة من مصادر ألجيرينية تحمل شيفرة لأليرجين ما لم يبرهن الدليل العلمي على عكس ذلك.

القسم 3 – التقييم الأوّلي

القسم 3-1 مصدر البروتين

7- كجزء من البيانات التي تدعم سلامة الأغذية المنتجة باستخدام الكائنات الدقيقة المترابطة الدنا، يجب أن تقدّم المعلومات وصفاً لأية تقارير عن قابلية الحساسية المرتبطة بالكائن المانح. ويمكن تعريف المصادر الأليرجينية للجينات باعتبارها تلك الكائنات التي يتوفّر دليل منطقي على تسبّبها بحساسية الجلوبيولين المّناعي (IgE) بواسطة الفم أو التنفس أو اللمس. إنّ معرفة مصدر البروتين المُدخل تسمح بتحديد الأدوات والبيانات ذات العلاقة التي ستُأخذ بعين الاعتبار في تقييم قابلية الحساسية. وهذه تشمل : التواجد الحيوي للأمصال لأغراض الفرز؛ النوع الموثّق؛ شدّة وتكرار تفاعلات الحساسية؛ الصفات التركيبية وتتابع الحمض الأميني؛ الخصائص الفيزيوكيميائية والمناعية (لدى توفّرها) للبروتينات الأليرجينية المعروفة من هذا المصدر.

القسم 3-2 تماثل تتابع الحمض الأميني

8- الهدف من مقارنة تماثل التتابع هو تقييم مدى تشابه بُنْيَة البروتين المُعبَّر عنه حديثاً مع أليرجين معروف. وهذه المعلومة قد توضح ما إذا كان لذلك الروتين قدرة أليرجينية. يجب القيام بأبحاث تماثل التتابع التي تقارن بُنية جميع البروتينات المُعبَّر عنها حديثاً مع جميع الأليرجينات المعروفة. ويجب إجراء الأبحاث باستخدام حسابات (ألجوريثمات) متعدّدة مثل FASTA أو BLASTP للتنبّؤ بأوجه الشبه البُنيوية الكلية. يمكن القيام باستراتيجيات مثل أبحاث مَقْطَع الحمض الأميني المتماثل والمتجاور والمتدرّج بهدف تحديد التتابعات التي قد تمثّل أبيتوبات أو (مُحدِّدات أنتيجين خطيّة). يجب أن يعتمد حجم البحث الخاص بالحمض الأميني المتجاور على قاعدة مبُرَّرة علمياً بُغية تقليل إمكانية النتائج السلبية أو الإيجابية الخاطئة(13) . إجراءات البحث والتقييم المقرّة يجب استعمالها من أجل الخروج بنتائج ذات مغزى من الناحية البيولوجية.

9- ينبغي النظر إلى تفاعل الجلوبيولين المّناعي (IgE) المتداخل بين البروتين المُعبَّر عنه حديثاً وبين أليرجين معروف باعتباره احتمالاً ممكناً عند وجود أكثر من 35% من الهوية في مَقطَع مكون من 80 حمضاً أمينياً أو أكثرَ (FAO/WHO 2001) أو غيرها من المعايير الأخرى المبرّرة علمياً. يجب وضع تقاريرَ عن جميع المعلومات الناتجة عن مقارنة تماثل التتابع بين البروتين المُعبَّر عنه حديثاً وبين الأليرجينات المعروفة للسماح بتقييم علمي يتناول كل حالة على حِدَة.

10- إنّ لأبحاث تماثل التتابع بعض الحدود. وبالأخص، فإنّ المقارنات تنحصر بالتتابعات للأليرجينات المعروفة في قواعد البيانات المتوفّرة للعموم وفي المؤلفات العلمية. وهناك حدود أيضاً في مقدرة هذه المقارنات على رصد مُحدّدات الأنتيجين غير المتجاورة والقادرة على ربط نفسها خصوصاً مع أجسام الجلوبيولين المّناعي المضادة (IgE antibodies).

11- النتيجة السلبية لتماثل التتابع تعني أنّ البروتين المُعبَّر عنه حديثاً ليس عبارة عن أليرجين معروف وليس من المرجح أن يكون له تفاعل متقاطع مع الأليرجينات المعروفة. أمّا النتيجة التي تشير إلى عدم وجود تماثل تتابع مهم فيجب اعتبارها إلى جانب غيرها من البيانات الموضحة ضمن هذه الاستراتيجية لتقييم القدرة الأليرجينية للبروتينات المُعبَّر عنها حديثاً. كما ينبغي إجراء المزيد من الدراسات كما هو مناسب (انظر القسمين 4 و 5). أمّا النتيجة الإيجابية لتماثل التتابع فهي تدلّ على أنّ البروتين المُعبَّر عنه حديثاً من المرجح له أن يكون مسّبباً للحساسية. وإذا ما أُريد فحص المنتَج أكثر، فيجب أن يتمّ تقييمه باستعمال مَصْل مأخوذ من أفراد ذوي حساسية للمصدر الأليرجيني (المسبب للحساسية).

القسم 3-3 مقاومة البِبسين

12- تمّ ملاحظة مقاومة هضم البِبْسين في العديد من الأليرجينات الغذائية؛ وهكذا فثمّةَ علاقة متبادلة بين مقاومة البِبْسين للهضم وبين القدرة الأليرجينية(14) . ولذلك، فإنّ مقاومة بروتين معين للتحلّل بوجود البِبْسين ضمن الظروف المناسبة تعني ضرورة القيام بتحاليل إضافية لتحديد أرجحية أن يكون البروتين المُعبَّر عنه حديثاً ذو طابع أليرجيني. إنّ وضع بروتوكول متناسق ومثبت جيداً لتحلّل البِبْسين قد يزيد من جدوى هذا الأسلوب. على كلّ حال، فلا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّ نقص المقاومة للببسين لا يعني استبعاد احتمال كون البروتين المُعبَّر عنه حديثاً هو أليرجين ذو علاقة.

13- رغم أنّ برتوكول مقاومة البِبْسين هو أمر موصى به بشدّة، إلا أنّ من المعروف وجود بروتوكولات أخرى للاستعداد للأنزيم. ويمكن استخدام بروتوكولات بديلة حيثما توفّر التبرير المناسب لذلك(15) .

القسم 4 – فرز خاص للمَصْل

14- بالنسبة لتلك البروتينات التي تَنتُج من مصدر معروف عنه أنّه مسبّب للحساسية، أو له تماثل تتابع مع أليرجين معروف، فيجب إجراء اختبار معايرة مَناعية حيثما توفّرت الأمصال لذلك. ويمكن استخدام الأمصال من أفراد ذوي الحساسية مثبتة طبيّاً تجاه مصدر البروتين، من أجل اختبار الربط الخاص مع طبقة أجسام الجلوبيولين المّناعي المضادة للبروتين في اختبارات المُعايرة في الأنبوب. إحدى المسائل الحرجة للاختبار تتمثّل في توافر الأمصال البشرية من أعداد كافية من الأفراد(16) . وفوق ذلك، يجب توحيد المقاييس لنوعية الأمصال وإجراءات اختبار المعايرة من أجل الخروج بنتيجة صحيحة للاختبار. وبالنسبة للبروتينات من مصادرَ لا يُعرف عنها أنّها مُسَبِّبَة للحساسية، والتي لا تُظهر تماثلاً للتتابع مع أليرجين معروف، فإنّ فرز المصل المستهدَف قد يتمّ أخذه بالحسبان حيثما توفّرت مثل هذه الاختبارات، كما هو موضّح في الفقرة 17.

15- في حالة بروتين جديد مستمدّ من مصدر أليرجيني معروف، فإنّ نتيجةً سلبيةً لاختبارات المعايرة الأنبوبية للمناعة قد لا تُعتبر كافيةً، بل قد تَحثُّ على إجراء اختبارات إضافية، مثل استخدام اختبار الجلد أو بروتوكولات خارج الكائن الحي(17) (ex vivo protocols). النتيجة الإيجابية في مثل هذه الاختبارات ستشير إلى أليرجين محتمل.

القسم 5 – اعتبارات أخرى

16- التعرّض الشامل للبروتين المُعبَّر عنه حديثاً والآثار المتعلقة بتصنيع الغذاء سيُسهمان في التوصّل إلى استنتاج شامل حول احتمال المخاطر على صحة الإنسان. وبهذا الخصوص، يجب النظر في طبيعة المنتَج الغذائي المقصود للاستهلاك خلال تحديد أنواع التصنيع التي سيتمّ تطبيقها وآثارها على وجود البروتين في المنتج النهائي للغذاء.

17- مع تطور المعرفة العلمية والتكنولوجية، فقد يٌنظر في استخدام أدواتٍ وأساليبَ أخرى من أجل تقييم قابلية الحساسية المحتملة للبروتينات المُعبَّر عنها حديثاً كجزء من استراتيجية التقييم. ويجب أن تكون هذه الأساليب صحيحةً علمياً ويمكن أن تشمل فرز المصل المستهدَف ( مثلاً، تقييم الربط مع الجلوبيولين المّناعي في أمصال الأفراد الذين لهم استجابات حساسية مثبتة طبياً لفئات مترابطة إجمالاً من الأغذية)؛ تطوير بنوك المصل الدولية؛ استخدام النماذج الحيوانية؛ فحص البروتينات المُعبَّر عنها حديثاً لمحدّدات الأنتيجين للخلايا التائية (T-cell epitopes) والموضوعات التركيبية المرتبطة بالأليرجينات.


(12)استراتيجية التقييم هذه ليست قابلة للتطبيق لتقييم إذا ما كانت البروتينات المٌعَبَّر عنها حديثاً قادرة على تهييج المرض المعوي الحساس للجلوتين أو غيره من الأمراض المعوية. لقد تمّ التطرق لمسألة هذه الأمراض خلال تقييم الآثار المَناعية، في الفقرة 47 من الخطوط التوجيهية لإجراء تقييم سلامة الأغذية المنتجة باستخدام كائنات دقيقة مترابطة الدنا. وإضافةً لذلك، لا تنطبق الاستراتيجية على تقييم الأغذية التي تكون فيها منتجات الجين منظّمة بشكل منخفض لأغراض إنقاص الأليرجين.
(13)من المقرّ به بأن المشورة المشتركة لعام 2001 بين منظمة الأغذية والزراعة قد اقترحت الانتقال من 8 إلى 6 مقاطعَ متماثلةٍ للحمض الأميني في الأبحاث. فكلّما كان التتابع الببتيدي المستخدم في المقارنة المتدرجة أصغرَ، كلّما كانت أرجحية تحديد الإيجابيات الخاطئة أكبر؛ وبالعكس من ذلك، كلّما كان التتابع الببتيدي المستعمل أكبرَ، كلّما كانت أرجحية تحديد السلبيات الخاطئة أكبر، وهو ما يقلّل من جدوى المقارنة.
(14)هذا الأسلوب ملخّص في U.S. Pharmacopoeia (1995) وقد تمّ استعماله للبرهنة على العلاقة المتبادلة (Astwood et al. 1996)
(15)الإشارة تعود هنا على مشورة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية (2001).
(16)وفقاً لتقرير مشورة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية حول قابلية الحساسية للأغذية المستمدة من التكنولوجيا الحيوية (22-25 كانون ثاني/يناير 2001، روما، إيطاليا)، فلا بدّ من حدّ أدنى من 8 أمصال ذات علاقة لبلوغ نسبة 99% من اليقين بأنّ البروتين الجديد ليس أليرجين في حالة أليرجين أساسي. وبالمثل، فمن المطلوب وجود حدّ أدنى من 24 مصلاً ذات علاقة لبلوغ نفس النسبة من اليقين في حالة أليرجين ثانوي. ومن المعروف بأنّ هذه الكميات من الأمصال قد لا تتوفّر لأغراض الاختبار.
(17)الإشارة هنا تعود على مشورة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية (2001) حول توصف الإجراء خارج الكائن الحي Ex vivo procedure.

Previous Page