التكيف مع التغير المناخي
هناك بلدان في أفريقيا تشهد زيادات هائلة في أعداد السكان إلى جانب مستويات غير مسبوقة من حجم الأعباء على الموارد الطبيعية وتغيرات في العادات الغذائية وتحول ثابت نحو التحضر. وبالإضافة إلى هذه الضغوط، تشهد البلدان الأفريقية تغيرا متزايدا في المناخ يظهر في شكل ظواهر جوية متطرفة (فيضانات وجفاف) وشكوك متزايدة بشأن نسق سقوط الأمطار الموسمية.
ويهدد تغير المناخ بانخفاض كبير في نظم الإنتاج الزراعي والحيواني وتدهور النظم البيئية، مع عواقب مباشرة على الأمن الغذائي ودخل السكان الأكثر تأثرا بتغير المناخ وعلى سبل عيش الأجيال القادمة.
ولزيادة الأمن الغذائي والتغذوي بشكل مستدام في مواجهة هذه التحديات، ستحتاج المجتمعات الزراعية إلى وضع وتنفيذ استراتيجيات التكيف التي تحسن من الإنتاجية والكفاءة والربحية ومن مبدأ العدالة في نظم الإنتاج والتسويق الزراعي.
يعمل برنامج الإدارة المتكاملة لإنتاج المبيدات ومكافحة الآفات (IPPM) مع المجتمعات المحلية ومنظمات المزارعين والمجتمع المدني والحكومات المحلية والقطرية والجهات الفاعلة الأخرى لدعم الإجراءات التي تهدف إلى بناء نظم إنتاج زراعي أكثر قدرة على الصمود، بدءا من المستوى الميداني أو الحقلي ووصولا إلى مستوى المناطق والمستوى القطري والإقليمي.
تطوير القدرات المؤسسية
على المستوى الخاص بتخطيط القطاع الزراعي (على مستوى المناطق والمستوى القطري)، يعمل البرنامج مع أصحاب المصلحة بهدف دمج الاهتمامات والاستراتيجيات الخاصة بالتكيف مع تغير المناخ (CCA) في مبادرات التنمية الزراعية الحالية والسياسات والبرامج الزراعية بغرض:
- زيادة القدرات المؤسسية على المستوى القطري بهدف وضع السياسات والاستراتيجيات والبرامج الخاصة بالتكيف مع تغير المناخ والتحول من نهج الاستجابة إلى نهج الجاهزية الاستباقية.
- إشراك الشركاء والبرامج الحكومية بهدف قيادة الممارسات المحسنة لإدارة التربة والمحاصيل في مختلف نظم الإنتاج.
- دمج الاعتبارات الخاصة بتغير المناخ في سياسات وبرامج القطاع الزراعي والدعوة إلى التخطيط على أساس "الدروس المستفادة".
- تأسيس آليات للتنسيق بين القطاعات ورفع مستوى الوعي بشأن قضايا الإنتاج القائم على التكيف مع تغير المناخ والأمن الغذائي.
رفع مستوى الوعي وتمكين المجتمعات الزراعية
على المستوى المحلي، يستخدم برنامج الإدارة المتكاملة لإنتاج المبيدات ومكافحة الآفات مدارس المزارعين الحقلية (FFS) كمنصة لبناء القدرات في المجتمعات المحلية وذلك بغرض التعرف على الممارسات الزراعية المحسنة واستكشافها والتكيف معها وتبنيها في النهاية. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يهدف نهج مدارس المزارعين الحقلية إلى ما يلي:
- تسهيل عمليات التقييم الذاتي القائمة على المجتمع والتي تساعد في تمكين المجتمعات المحلية من فهم أفضل للاتجاهات السابقة والأوضاع الحالية والسيناريوهات المستقبلية المحتملة لإدارة مختلف قطاعات النظم الزراعية (مثل قطاعات التربة والبذور والمياه والأسواق والعمل وحيازة الأراضي وخلافه)، الأمر الذي يؤدي إلى وضع أولويات وخطط وإجراءات محسنة يتم اتخاذها من جانب المزارعين الفرديين والمجتمعات المحلية.
- تعريف المزارعين بالممارسات الجديدة للتكيف مع تغير المناخ والممارسات والتقنيات الخاصة بإدارة التربة والنباتات والتي توفر فرصا أكبر للإدارة المحسنة، بما يشمل ضمن أمور أخرى استخدام المحاصيل سريعة النضج وتعديل فترة البًذر والاستخدام المتزايد لأنواع البقول والأعلاف بالتناوب والاستخدام المتزايد للبذور الجيدة والإدارة الأفضل للأنواع الأصلية المعمرة والتنوع الشامل المتزايد للمزارع.
- مشاركة مجموعات المزارعين في العمليات التشاورية المرتبطة بسياسة التكيف مع تغير المناخ على مستوى المجتم المحلي ومستوى المناطق والمستوى القطري.
- تشجيع تبادل ونشر استراتيجيات وممارسات التكيف مع تغير المناخ من خلال تطوير مناهج مدارس المزارعين الحقلية التي تدمج عمليات التكيف بشكل أفضل وتسلط الضوء على الدروس المستفادة.
- بناء القدرة طويلة الأجل على التكيف من خلال تدريب الموظفين التقنيين العاملين بالحكومة والميسرين العاملين داخل المجتمع المدني والمزارع على نهج مدارس المزارعين الحقلية.