تحدد األتمتة مالمح الزراعة في العالم منذ مطلع القرن العشرين. وقد حققت الميكنة اآللية فوائد كبيرة من حيث تحسين اإلنتاجية وتقليل المشقة وزيادة الكفاءة في توزيع العمالة، ولكن صاحبتها أيضً ا بعض اآلثار البيئية السلبية. وظهر في اآلونة األخيرة جيل جديد من تكنولوجيات األتمتة الزراعية الرقمية التي يمكن أن تدفع بعجلة تحسين اإلنتاجية، وكذلك القدرة على الصمود، بموازاة معالجة تحديات االستدامة البيئية التي كانت مدفوعة بالميكنة في الماضي. ويبحث تقرير حالة األغذية والزراعة 2022 في الدوافع الكامنة وراء استخدام األتمتة في الزراعة، بما في ذلك التكنولوجيات الرقمية الحديثة. ويستند التقرير إلى 27 دراسة حالة إلجراء تحليل للجدوى التجارية لألخذ بتكنولوجيات األتمتة الرقمية في مختلف نُ ظم اإلنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم. ويشير التقرير إلى عدة عوائق تحول دون اعتماد هذه التكنولوجيات بصورة شاملة، وال سيما من جانب صغار المنتجين. وتتمثل العوائق الرئيسية في انخفاض معدل اإللمام بالتكنولوجيا الرقمية واالفتقار إلى البنية التحتية المؤاتية، مثل ً إمكانية االتصال اإللكتروني والحصول على الكهرباء، باإلضافة إلى القيود المالية. ويقترح التقرير، استنادا إلى هذا التحليل، سياسات لضمان استفادة الفئات المحرومة في األقاليم النامية من األتمتة الزراعية ومساهمة األتمتة في بناء نظم زراعية وغذائية مستدامة وقادرة على الصمود.