صحة الحيوان

الإنذار المبكر والمعلومات المتصلة بالأمراض


 

لا تزال البلدان في جميع أنحاء العالم معرّضة لخطر الإصابة بالأمراض الحيوانية والتهديدات الصحية ذات الصلة التي تخلف آثاراً جسيمة على الحياة وسُبُل العيش. وتتمثل أكثر الطرق فاعلية للحماية من التهديدات المتوطنة والناشئة في تعزيز الوقاية والتأهب والاستجابة. ويشكّل الكشف المبكر والإنذار المبكر والاستجابة السريعة مكوّناً أساسياً في هذا الصدد، ولا يزال عدم الإبلاغ عن الفاشيات وتبادل المعلومات في الأوان المطلوب يؤخر الاستجابة الإدارية الفعّالة ويساعد في انتشار المرض داخل البلدان وفي ما بينها.

يتطلب تطبيق نظام إنذار مبكر شامل بذل جهود منسقة من قبل الحكومات والمجتمعات المحلية وشركاء الموارد والشبكات الدولية - بُغْيَة تحديد وفهم الإشارات المبكرة لظهور مسببات الأمراض الحيوانية وانتشارها وانتقالها على الصعيد المحلي - بما في ذلك الإشارات ذات الصلة بالسوق والإشارات الاجتماعية والسياسية والبيئية. ويلزم تبني نُظُم إنذار مبكر فعّالة للوقاية من الخسائر الكارثية المحتملة التي يمكن أن تسببها التهديدات الناشئة عن الأمراض الحيوانية.

الإجراءات التي نتخذها

تضطلع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بدورٍ راسخٍ في المعلومات المتصلة بالأمراض والإنذار المبكر في ما يتعلق بصحة الحيوان على الصعيد العالمي في إطار دورها المتمثل في الوقاية من أزمات السلاسل الغذائية بهدف تحقيق الأمن الغذائي والأمن الصحي العالمي كجزء من النظام العالمي للإنذار المبكر (بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان). وتتيح الفرصة لبناء القدرات على الصعيدَين الإقليمي والقطري، وإدارة المعلومات على الصعيد العالمي - من أجل تحسين التأهب وكفاءة الاستجابة.

بناء القدرات على الصعيد القُطري
تدعم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وتعزز قدرة الخدمات البيطرية ونظم صحة الحيوان على إنشاء وتنفيذ نُظُم الإنذار المبكر، وذلك من خلال توفير برامج تدريب لتنمية القدرات وتطوير وتنفيذ أدوات لتحسين جمع البيانات، وإعداد التقارير الآنية، وتبادل المعلومات وتحليلها من أجل اتخاذ إجراءات.

إدارة المعلومات على الصعيد العالمي
الكشف
تُجمع البيانات بصورة منهجية (عبر أدوات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومن خلال وسائل الإعلام) وتُرصَد المخاطر باستمرار.

التحقق
يضطلع مسؤولو صحة الحيوان في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول العالم بالتحقق من معلومات الأمراض بالشراكة مع أصحاب المصلحة على الصعيد الوطني والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية.

التحليل والتقييم
يتولى علماء الأوبئة البيطريون جمع المعلومات المتصلة بالأمراض وتحليلها، ويقدّمون تحديثات عن الوضع، وتقييمات المخاطر  والتنبؤات وتنبيهات الإنذار المبكر.

النشر
يبلّغ متخذو القرارات بما في ذلك كبار المسؤولين البيطريين في البلدان بشكل مباشر أو من خلال آليات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بما فيها التنبيهاتأو تقييمات المخاطر أو نشرات وتقارير الإنذار المبكر – بُغْيَة تشجيع الحكومات على الاستجابة بصورة ملائمة من خلال تدابير تشمل المراقبة أو التمنيع أو مراقبة التحركات.

طريقة عملنا

هناك عدد من الأدوات والمنصات التي يمكنها مساعدة نُظُم الإنذار المبكر على الصعيد القطري وإدارة المعلومات الصحية على الصعيد العالمي:

  • تتعاون منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية عبر المنصة الثلاثية للنظام العالمي للإنذار المبكر (النظام العالمي المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الصحة العالمية، للإنذار المبكر بالتهديدات الصحية والمخاطر الناشـئة في ظروف الاختلاط بين الإنسان والحيوان والنُّظم الإيكولوجية) من أجل تعزيز المعلومات المتصلة بالأمراض والإنذار المبكر على الصعيد الدولي باستخدام "نهج الصحة الواحدة".

 

 

  •  يُيسِّر تطبيق الهاتف المحمول للأحداث (EMA-i) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جمع بيانات آنية جيدة في ما يتعلق بالأمراض الحيوانية والتهديدات المتصلة بالصحة من الهواتف الذكية المستخدمة في الميدان في المناطق النائية.

 

  • تدمج أداة دعم قرار الإنذار المبكر بحمّى الوادي المتصدع (RVF DST) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) خرائطَ مخاطر حمّى الوادي المتصدع بصورة شبه آنية مع البيانات الجغرافية المكانية، وأحداث المرض التاريخية والحالية لحمّى الوادي المتصدع من النظام العالمي لمعلومات الأمراض الحيوانية التابع لنظام الوقاية من الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود في حالات الطوارئ ومعارف الخبراء بشأن علم الأوبئة الإيكولوجية لحمّى الوادي المتصدع من أجل تعزيز الرصد شبه البيئي، والتنبؤ بالمخاطر وتقييم التأهب والإجراءات الاستباقية.

 

  • تُعد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) واحدة من بين اثني عشر شريكاً يساهمون في مبادرة رصد المعلومات الوبائية المفتوحة المصدر لمنظمة الصحة العالمية ويستخدمونها بُغْيَة رصد التهديدات الناشئة عن الأمراض في قطاع الأغذية والزراعة.


ما الذي حققناه؟

تُستخدم المعلومات الموثوقة والمحدثة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وشركائها في توجيه أصحاب المصلحة والمجتمع العالمي بشأن تحسين التأهب للأمراض الحيوانية العابرة للحدود والاستعداد لها والاستجابة لها ومكافحتها.

على سبيل المثال، عولجت عدّة حالات طوارئ متعلقة بصحة الحيوان في التفاعلات القائمة بين البشر والحيوان، مثل فيروس H5N1 المسبب لإنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض وحمّى الوادي المتصدع، على نحو أكثر فاعلية من خلال تبادل المعلومات والتعاون عبر النظام العالمي المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الصحة العالمية، للإنذار المبكر بالتهديدات الصحية والمخاطر الناشـئة في ظروف الاختلاط بين الإنسان والحيوان والنُّظم الإيكولوجية (+GLEWS).

بمقدور أنشطة الإنذار المبكر وتقييم المخاطر في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تسليط الضوء على التهديدات المحددة ونموذج المخاطر. فقد عززت أداة دعم قرار الإنذار المبكر بحمّى الوادي المتصدع قدرة المنظمة على تحديد المناطق العالية الخطورة وإصدار التنبيهات ورسائل الإنذار المبكر لغرض الوقاية والمكافحة في البلدان المعرضة لخطر حدوث حمّى الوادي المتصدع. وتصدر هذه التنبيهات والرسائل قبل وقت طويل من الإبلاغ عن العلامات الأولى لعدوى حمّى الوادي المتصدع في البلدان التي لديها قدرة تنبؤ في خلال فترة تتراوح بين شهرٍ وشهرين بحد أدنى.

يتيح التواصل الوثيق بشأن المخاطر بين الشركاء إجراء التقييم والتأهب على نحو أفضل ودعم البلدان المتضررة والمعرضة للخطر، واستجابةً أكثر فاعلية. تعتمد  بعثات التأهب والاستجابة ، والدورات التدريبية، والمشورة، وتوزيع المعدات لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على الإنذار المبكر والمعلومات المتصلة بالأمراض.