كيف تُقيَّم احتياجات التعلم
عند البدء بتخطيط مبادرة تعلم، تنشأ الحاجة إلى التأكد من أن التعلّم حلّ مناسب لمعالجة مسألة قدرات جرى تحديدها. ففي الواقع، لا تتعلق المشاكل كافة بعدم كفاية المعارف أو المهارات أو الكفاءات الفردية. ويمكن أن يساعد تقييم القدرات على تحديد نطاق طبيعة المسائل المتعلقة بالقدرات وتحديد ما إذا كان بوسع التعلّم أن يساهم في معالجة الحالة.
لدى التأكد من الحاجة إلى الدعم التعليمي، ينبغي إجراء تقييم لاحتياجات التعلم. وينبغي أن يشمل ذلك تحليلاً لمكان العمل أو السياق التنظيمي الذي يعمل الأفراد من خلاله. وهذا أمر أساسي لتقييم مدى تمكّن المتعلمين من تنفيذ نتائج التعلم في أماكن عملهم، كما أنه يساعد على توجيه مديري التعلم بشأن الأنشطة التكميلية الممكنة، من غير التعلّم، التي قد تكون مطلوبة لتحقيق نتائج أكثر فعالية واستدامة.
ما هو تقييم احتياجات التعلّم؟
تقييم احتياجات التعلّم مفيد في:
- تقديم تحليل معمق لاحتياجات التعلّم الخاصة للجمهور المستهدف والسياق الذي يعملون فيه؛
- توفير توجيه بشأن إجراءات المتابعة الممكنة لتحقيق أقصى قدر من تنفيذ التعلّم ونقله إلى السياق التنظيمي؛
- توفير توجيه بشأن الأنشطة التكميلية/الإضافية (من غير التعلم) المطلوبة لمعالجة الاحتياجات من القدرات على نحو مستدام.
لماذا من المهم تقييم السياق التنظيمي جنبا إلى جنب مع احتياجات التعلّم؟
الأفراد المشاركون في مبادرة تعلّم هم دائماً جزء من سياق تنظيمي أكبر: جمعيات ريفية، منظمات مجتمعية محلية، وزارة، شبكة منظمات. وحالما يعود هؤلاء إلى السياق الذي يعملون فيه بعد استكمالهم النشاط، فإنهم سيواجهون مسألة تطبيق تعلّمهم الجديد في أماكن عملهم.
ويساعد الانتباه إلى السياق التنظيمي كجزء من تقييم احتياجات التعلّم على توجيه هدف محتويات المبادرة نحو احتياجات المشاركين والاحتياجات التنظيمية. وهذا أمر هام لضمان أن يُترجم التعلّم المكتسب حديثاً إلى ممارسة و"يُنقل" على نحو مستدام إلى مكان العمل مع ما لذلك من تأثير إيجابي على القدرة التنظيمية العامة.
يؤثر السياق التنظيمي بشكل كبير على مدى قدرة المشاركين في نشاط تعلّم على التعلّم ونقل ما تعلموه إلى مكان العمل. ويتم ذلك بطرق مختلفة:
- أحياناً، قد لا تسمح الجوانب المادية لمكان العمل باستخدام التعلّم، كما هو الحال عندما يفتقر مكان العمل إلى المعدات أو الموارد المناسبة. ومن الأمثلة على ذلك ما واجهته الشعبة المشتركة للرابطة الدولية لتقييم التعليم/منظمة الأغذية والزراعة في فيينا عندما جرى تدريب علماء من بلدان نامية في بلدان متقدمة على تقنيات متقدمة لتحليل مخلفات مبيدات الآفات، فوجد هؤلاء بعد ذلك أنه من الصعب عليهم ترجمة ما تعلموه إلى واقع مختبراتهم في بلدانهم.
- قد لا تكون الجوانب الاجتماعية لمكان العمل كافية كما هو الحال عندما يكون هناك افتقار إلى الدعم من المجتمع المحلي والمديرين والزملاء أو الثقافة التنظيمية.
- قد يُترك المتعلمون وحدهم بعد مبادرة التعلّم دون متابعة، أو قد يجدون أن السياسات والهياكل التنظيمية في أماكن عملهم تجعل من المستحيل عليهم تطبيق ما تعلموه.
- قد لا تكون لدى المتعلمين دوافع أو حوافز كافية لاستخدام ما تعلموه في عملهم، ربما لأنه لم تكن له صلة باحتياجات عملهم أو لأنه لم تكن هناك أية مكافأة لقاء تحسين الأداء.
كيف يتم القيام بتقييم احتياجات التعلم؟
يمكن إجراء تقييم احتياجات التعلم بطرق عدة، تبعاً للجدول الزمني المتاح والميزانية وحجم مبادرة التعلم. ومن الوسائل الرئيسية لذلك الاستبيانات أو مقابلات مع خبراء أساسيين أو مجموعات تركيز أو المسوح على الإنترنت. وينبغي تقييم مجالات الاهتمام الرئيسية الأربعة التالية:
- الأهداف التنظيمية والسياق التنظيمي: تهدف الأسئلة إلى استكشاف الأهداف و/أو التغييرات المرجوة للمنظمة، وفهم أدوار الأفراد في المنظمة وتحديد الأنشطة التكميلية المطلوبة لتحقيق نتائج أكثر فعالية واستدامة.
- لمحة شخصية عن المشارك ومعرفته/مهاراته الحالية: تهدف الأسئلة إلى التعرف على المهارات والمعارف التي لدى المشارك من قبل والتي يمكن أن تساعد على تحقيق الأهداف التنظيمية أو إحداث التغييرات المرجوة.
- المهام في الوظيفة الحالية والثغرات في المعرفة/المهارات: تهدف الأسئلة إلى التعرف على مسائل الأداء الأساسية وتحديد محتوى التعلم الذي يمكن أن يساعد على معالجة تلك الثغرات.
- متطلبات المتابعة: تهدف الأسئلة إلى التعرف على الفرص والتحديات المتعلقة بتطبيق التعلّم المكتسب وتحديد متطلبات المتابعة الممكنة.
أدوات شائعة الاستخدام
يمكن دمج الأسئلة ذات الصلة من الأدوات المقترحة، بعد تكييفها بشكل ملائم، في تمرين تقييم احتياجات التعلًم، بغض النظر عن شكل هذا التقييم (مسح على الإنترنت، استبيانات، مقابلات مع الخبراء الأساسيين، مجموعات تركيز، وغير ذلك). |
نصائح جيدة تتعلق بإجراء تقييم للسياق التنظيمي ولاحتياجات التعلم
تضمين التقييم لمدخلات من مشاركين مستهدفين: يمكن إجراء تقييمات فعالة لاحتياجات التعلم حتى عندما يكون الوقت محدوداً والميزانية محدودة. ولكن على الرغم من هذه القيود، ليس كافياً تصميم مبادرة تعلّم على أساس ما هو "معروف بالفعل" من خلال مهمات وتقارير سابقة دون مدخلات مباشرة من الجمهور المستهدف.
ينبغي أن يشمل التقييم مدخلات مباشرة من مشاركين مستهدفين. وذلك لسببين:
- أولاً، من الضروري امتلاك فهم معمق لأهداف وقدرات المشاركين المستهدفين الحالية ومنظماتهم والسياق الذي يعملون فيه.
- ثانياً، عملية إجراء تقييم لاحتياجات التعلم هامة لبناء دعم داخلي لأهداف نشاط التعلّم في المنظمات المستهدفة وضمان "تملّك" أكبر لعملية تنمية القدرات.