ترتكز استراتيجية المكافحة الوقائية للجراد الصحراوي، والمعترف بها على أنها الطريقة الوحيدة الفعالة والمستدامة، على الكشف المبكر والإنذار المبكر والتدخل المبكر. هذا المنهج يجعل يسهل إمكانية الحفاظ على تعداد الجراد عند مستويات يمكن السيطرة عليها، بحيث لا تغطي سوى 0.02% من المساحة التي تغزوها هذه الآفة. لذا، فإن النقل السريع للبيانات الموثوقة من الميدان أمر بالغ الأهمية لتمكين صانعي القرار من اتخاذ قرارات سريعة لتجنب تفشيات الجراد التي تصعب إدارته وتكبر تكلفتها الاقتصادية.

ومنذ عام 2007، التزم مركز تنسيق مكافحة الجراد الصحراوي، بالتعاون مع دائرة معلومات الجراد الصحراوي في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة، بالتحسين المستمر لمهارات موظفي المعلومات عن الجراد في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجراد. ويعد هذا الجهد بالغ الأهمية بسبب التقدم السريع والكبير في التقنيات المستخدمة لرصد الجراد وإدارته.

ومن هذا المنطلق، نظمت لجنة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية حلقة عمل إقليمية حول إدارة معلومات الجراد بهدف رفع مستوى قدرات الوحدات الوطنية لمكافحة الجراد في بلدان المنطقة.

وجمعت ورشة العمل، التي عقدت في داكار (السنغال) في الفترة من 1 إلى 5 يوليو/تموز 2024، مسؤولي معلومات الجراد من البلدان الأعضاء في المنظمة وهي الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا وتشاد ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر والسنغال وتونس، بالإضافة إلى خبراء من هيئات مكافحة الجراد الصحراوي في الإقليمين الغربي (CLCPRO) والوسط (CRC).

وتمثلت إحدى النتائج الرئيسية لورشة العمل في تعزيز الروابط والتبادل بين مسؤولي المعلومات وزيادة مستوى كفاءتهم في تحليل بيانات الجراد وأدواته. وقد تحقق هذا الهدف بفضل الجهود المشتركة للخبراء في هذا المجال، تحت إشراف المدير الإقليمي لمعلومات الجراد. وأظهر تقييم ما بعد ورشة العمل تحسنًا في المعرفة النظرية والعملية للموظفين المسؤولين عن إدارة معلومات الجراد وقدرتهم الفنية على تحليل البيانات الميدانية واستخدامها.  وليس هناك شك في أن هذه النتيجة سيكون لها تأثير إيجابي على جودة النشرات المنتجة.

وينبغي التذكير بأن الجوانب الرئيسية التي تمت تغطيتها خلال هذا التدريب هي التقنيات والأدوات الرئيسية لإدارة معلومات الجراد، وهي: الأدوات الرقمية لجمع المعلومات عن الجراد في الميدان (eLocust3 وeLocust3m وeLocust3g وeLocust3w) واستخدام البيانات من خلال نظم المعلومات الجغرافية المختلفة (RAMSES وQGIS)، وتحسين صياغة النشرات الشهرية عن حالة الجراد، محرك  Google Earth Engine، بالإضافة إلى تكنولوجيا الطائرات بدون طيار واستخدام نموذج التنبؤ بوجود الجراد الصحراوي، الذي طورته هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، لتوجيه فرق الاستكشاف في إطار حملات المكافحة الوقائية في بداية الموسم.