COAG/01/6





لجنة الزراعة

الدورة السادسة عشرة

روما، 26-30/3/2001، القاعة الحمراء

الحد من تعرض الزراعة للكوارث ذات الصلة بالعواصف

البند 6 من جدول الأعمال المؤقت

بيان المحتويات

أولا - المقدمة
ثانيا - طبيعة ونطاق الكوارث الأخيرة ذات الصلة بالعواصف الاستوائية
  ألف: طبيعة العواصف
  باء: المناطق المعرضة للعواصف الاستوائية وحوادث العواصف الأخيرة
  جيم: أسباب التعرض لكوارث العواصف الاستوائية
ثالثا - الإنذار المبكر والتنبؤات بالعواصف الاستوائية – الحالة الراهنة
رابعا - تأثيرات الكوارث ذات الصلة بالعواصف على الزراعة
  ألف: التأثيرات المباشرة
  باء: التأثيرات على طاقات الإنتاج في الأراضي
  جيم: التأثيرات على الغابات
  دال: التأثيرات على مصايد الأسماك
خامسا - استراتيجية للحد من تعرض الزراعة للعواصف الاستوائية
  ألف: الحاجة إلى استراتيجية للحد من تعرض الزراعة للعواصف الاستوائية
  باء: العناصر الرئيسية لاستراتيجية إدارة الكربون ذات الصلة بالعواصف الاستوائية
  جيم: التدابير الإنمائية طويلة الأجل للحد من تعرض الزراعة للعواصف الاستوائية
سادسا - دور منظمة الأغذية والزراعة في الحد من تعرض الزراعة للكوارث ذات الصلة بالعواصف
سابعا - اعتبارات للسير قدما
  ألف: للدول الأعضاء المعرضة للكوارث ذات الصلة بالعواصف:
  باء: لأمانة المنظمة:
  جيم: للمجتمع الدولي:



 

المقدمة

1 - تزايدت وتيرة وحدة الكوارث ذات الصلة بالعواصف خلال العقد الماضي. فالرياح العاتية التي تصاحب العواصف الاستوائية وما ينجم عنها من فيضانات تتسبب في تأثيرات مدمرة للغاية على الزراعة. وعلى الرغم من أن حدة الأعاصير ربما لم تشهد أي تغيير، في المتوسط، خلال العقود الثلاثة الماضية، يبدو أن وتيرتها في تزايد مستمر. وعلاوة على ذلك، فإن الدمار الذي تحدثه العواصف الاستوائية تزايد بشدة خلال التسعينات راجعا في جزء منه إلى تزايد أعداد السكان في المناطق المعرضة للعواصف.

2 - ويبين أحد التقارير عن الكوارث العالمية الصادر عن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر أن العواصف العاتية والكوارث ذات الصلة بالفيضانات خلال الفترة 1990-1999 قد تسبب في 60 في المائة من مجموع الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية (أنظر الشكل)(1). كما تعزى نسبة كبيرة من خسائر الكوارث من حيث الموتى والجرحى والمشردين من منازلهم وسبل معيشتهم إلى العواصف والفيضانات.

3 - وعلى الرغم من تحسن عمليات التنبه إلى الفيضانات والإنذار بالأعاصير، شهدت السنوات العشر الأخيرة زيادة بنسبة 300 في المائة في إعداد الأفراد المتضررين من الفيضانات والعواصف. وفيما بين 1973 و1997 حصدت الدوامات الهوائية الشديدة والزوابع والأعاصير الاستوائية، والتيفونات والأعاصير في المتوسط، أرواح نحو 000 11 نسمة سنويا، وشردت أكثر من 1و1 مليون نسمة(2). وفي بنغلاديش، وحدها، أودت ثلاث عواصف وأربعة فيضانات ورياح تسونامية واحدة، واعصارين بحياة أكثر من 000 400 نسمة وألحقت أضرارا بنحو 42 مليون نسمة آخرين خلال هذه الفترة(3).

4 - وتشير تقديرات معهد المراقبة العالمي إلى أنه خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 1998، تسببت الكوارث ذات الصلة بالأحوال الجوية في خسائر اقتصادية تزيد قيمتها عن 89 مليار دولار (مقابل 55 مليار دولار خلال الثمانينات) وأسفرت عن مصرع 000 32 نسمة وتشريد 300 مليون نسمة من منازلهم ونظم معيشتهم (4). وتعزى معظم الكوارث التي وقعت في 1998 بما في ذلك الفيضانات التي لم يسبق لها مثيل في الصين وبنغلاديش والإعصار ميتش في أمريكا الوسطى إلى ظاهرتي النينيو ونينيا. وعلى الرغم من عدم توافر تقديرات كمية تجميعية، فإن التكاليف الاقتصادية للكوارث ذات الصلة بالعواصف في 1999 و2000 كانت أيضا ضخمة. فعلى سبيل المثال، فإن التكاليف الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للفيضانات في موازمبيق الناجمة عن العاصفتين الاستوائيتين "الين" و "جلوريا" في فبراير/ شباط، ومارس/ آذار 2000 تقدر بنحو مليار دولار مقابل عائدات هذا البلد من التصدير التي لم تتجاوز 300 مليون دولار في 1999. ويؤدي الموقع الجغرافي، وصغر المساحة، وضعف الاقتصاد إلى جعل الدول النامية الجزرية الصغيرة أكثر تعرضا من غيرها لكوارث الأحوال الجوية، لأنه عندما تقع الأضرار، فإنها سرعان ما تشمل البلد بأكمله. ويجرى الإحساس بأضرار الكوارث ذات الصلة بالعواصف على النشاطات الاقتصادية وموارد الأرض الطبيعية بأكثر مما يشعر بها في البلدان الأخرى.

5 - وتستعرض هذه الورقة تأثيرات كوارث العواصف الاستوائية في البلدان النامية، وتقدم استراتيجية للحد من تعرض الزراعة لهذه الكوارث. كما تقدم الورقة، ضمن الإطار العام للاستراتيجية، توصيات، للعرض على لجنة الزراعة للنظر، بشأن الموافقة على هذه الاستراتيجية وتنفيذها في البلدان المعرضة للعواصف والفيضانات مع توضيح الأعمال التي تتخذها البلدان المعنية ومنظمة الأغذية والزراعة والمجتمع الدولي.



 

طبيعة ونطاق الكوارث الأخيرة ذات الصلة بالعواصف الاستوائية



 

ألف: طبيعة العواصف

6 - العاصفة تعبير عام يستخدم في وصف طائفة عريضة من الاضطرابات الجوية التي تتراوح بين رخات المطر العادية والعواصف الثلجية إلى العواصف الرعدية والرياح والاضطرابات ذات الصلة بالرياح مثل الزوابع والتورنادو والدوامات الهوائية الاستوائية والعواصف الرملية. ويقتصر وصف العواصف الاستوائية في علم الأرصاد على الأعاصير التي لها مركز ضغط منخفض قوي، والرياح العاتية التي تصاحبها الأمطار الغزيرة والبرق والرعد في بعض الأحيان(5).

7 - وتستخدم منظمة الأرصاد الجوية العالمية تعبير "الأعاصير الاستوائية" لتعريف الاضطرابات الجوية التي تنشأ في المناطق البحرية الاستوائية التي تتجاوز فيها سرعة الرياح 73 كيلومترا في الساعة. وتسبق الدوامات العاتية والعواصف الاستوائية اضطرابات ومنخفضات تنخفض فيها سرعة الرياح. وعندما تتجاوز سرعة الرياح 119 كيلومترا في الساعة تصل العاصفة إلى قوة الإعصار (أنظر الإطار رقم 1). وللعواصف الاستوائية المصحوبة برياح شديدة القوة أسماء مختلفة بحسب المناطق التي تقع فيها، ففي المحيط الأطلسي وشرقي المحيط الهادي تعرف باسم الدوامات الشديدة "الهريكان"، وفي غربي المحيط الهادي بما في ذلك الفلبين، بالتيفون، وفي المناطق القريبة من أستراليا بويلي ويلي، وفي المحيط الهندي بالإعصار.

الإطار رقم 1: مراحل الإعصار الاستوائي

الاضطرابات الاستوائية: نظام للأحوال الجوية يؤدي في مناطق معينة إلى ظهور السحب المصحوبة برخات المطر والعواصف الرعدية.

المنخفض الاستوائي: دوامات هوائية تسير بعكس عقارب الساعة بحد أقصى مستمر من سرعة الرياح أقل من 63 كيلومترا في الساعة.

العواصف الاستوائية: نظام إعصاري استوائي تزيد فيه السرعة القصوى للرياح السطحية المستمرة على 63 كيلومترا إلا أنها تقل عن 119 كيلومترا في الساعة.

الإعصار: إعصار استوائي تزيد فيه سرعة الرياح على 119 كيلومترا في الساعة.

المصدر: مساهمة إدارة البيئة والموارد الطبيعية في ورقة لجنة الزراعة، أكتوبر/ تشرين الأول 2000.



 

باء : المناطق المعرضة للعواصف الاستوائية وحوادث العواصف الأخيرة

8 - أحواض الأعاصير الاستوائية السبعة: هناك سبعة "أحواض" للأعاصير الاستوائية تحدث فيها العواصف بصورة منتظمة (6):

  1. الحوض الأطلسي (بما في ذلك شمال المحيط الأطلسي وخليج المكسيك والبحر الكاريبي) - وتشمل أمثلة العواصف التي حدثت مؤخرا:
  2. حوض شمال شرق المحيط الهادي (من المكسيك حتى نحو خط التاريخ) - وقعت العواصف الاستوائية في المحيط أساسا. وتشمل الأمثلة الأخيرة:
  3. حوض شمال غرب المحيط الهادي (من خط التاريخ إلى آسيا بما في ذلك بحر الصين الجنوبي) - تشمل العواصف والفيضانات التي وقعت مؤخرا مايلي:
  4. حوض شمال المحيط الهندي (بما في ذلك خليج البنغال وبحر العرب) - وتشمل العواصف والفيضانات الأخيرة:
  5. حوض جنوب غرب المحيط الهندي (من أفريقيا وحتى خط عرض 100 درجة شرقا) - كانت أوضاع العواصف هادئة نسبيا في السنوات الأخيرة باستثناء الفيضانات الضخة التي وقعت في جنوبي أفريقيا في 1998. وتشمل العواصف والفيضانات التي حدثت مؤخرا ما يلي:
  6. حوض جنوب شرق المحيط الهادي، أستراليا (100 درجة إلى 142 درجة شرقا) - حالات العواصف والفيضانات الأخيرة بما في ذلك إعصار ستيف في فبراير/شباط 2000 والإعصار تيسي في أبريل/ نيسان 2000.
  7. حوض أستراليا/ جنوب غرب المحيط الهادي (142 درجة شرقا إلى نحو 120 درجة غربا) - حدثت العواصف الاستوائية في المحيط بالدرجة الأولى.
  8. ويبين تحليل للبيانات الإحصائية وجود ارتباط بين نشاط العواصف الاستوائية وظاهرتي النينيو والنينيا. ففي المحيط الأطلسي، كبحت الأحوال الجوية، خلال أحداث النينيو (النينيو/ التقلبات الجنوبية - المرحلة الدافئة) من حدوث الأعاصير الاستوائية وحدتها، في حين زادت نشاطات العواصف الاستوائية خلال أحداث النينيا (التقلبات الجنوبية - المرحلة الباردة). وخلال أحداث النينيو (المرحلة الدافئة) أظهر حوض أستراليا/ جنوب غرب المحيط الهادي تحولا واضحا في نشاطات الأعاصير الاستوائية حيث قل عدد هذه الأعاصير بين 145 درجة و165 درجة شرقا وزاد من 165 درجة شرقا في اتجاه الشرق عبر جنوب المحيط الهادي. كما أن هناك اتجاها طفيفا لأن تنشأ الأعاصير الاستوائية على مسافة أبعد قليلا من خط الاستواء. ويحدث العكس خلال أحداث النينيا (المرحلة الباردة).
  9. ونظرا لأن الاتجاهات الأخيرة في حدوث العواصف قد تستمر، فإن التحدي الأعظم يظل هو تلافي و/ أو التقليل إلى أدنى حد من الخسائر الاقتصادية الضخمة والمعاناة البشرية في البلدان المعرضة للعواصف والفيضانات. وتشير دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة الأمم المتحدة ومنظمة الأرصاد العالمية والاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث بالإضافة إلى المركز القومي للبحوث الجوية إلى أن البلدان النامية ستظل تتعرض لفقد الآلاف من الأرواح البشرية وخسارة عشرات المليارات من الدولارات كل فترة تتراوح بين عامين وسبعة أعوام ما لم يدرس المزيد من الاستثمارات للنهوض بعمليات التنبؤ والاستعداد لظاهرة النينيو الجوية. وتركز الدراسة على البلدان المتضررة من النينيو في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا (7).



 

جيم: أسباب التعرض لكوارث العواصف الاستوائية

11 - يشكل مفهوم التعرض العنصر الرئيسي في تعريف الكوارث ذات الصلة بالعواصف. فالتعرض يتعلق بخضوع أحد المجتمعات لأضرار جسيمة واضطرابات وخسائر نتيجة لحدث خطير(8). وثمة كثير من الأحداث الطبيعية الخطيرة التي لا تسفر عن تطورات. فعلى سبيل المثال، فإن الإعصار لا يتحول إلى كارثة إلا عندما يضرب منطقة آهلة بالسكان توجد بها بنية أساسية ومحاصيل وغابات. وعلى الرغم من أن الكوارث الطبيعية تقع نتيجة لنشوء أحداث خطيرة، فإن النشاطات البشرية تعتبر في غالب الأحيان العامل الرئيسي في حدوث هذه الكوارث.

12 - فالمجتمع الذي يتكيف بطريقة تجعله يواجه العواصف من خلال تدعيم المباني، ونظم الإنتاج الغذائي التي تستطيع أن تواجه العواصف، وتكنولوجيا التحكم في المياه ونظم إنذار السكان ليمكثوا داخل منازلهم قد تتأثر بالعواصف، إلا أن من المستبعد أن يتعرض لأضرار أو خسائر جسيمة. وعلى ذلك، فإن المجتمعات والبلدان التي تتعرض للعواصف الاستوائية أكثر عرضة لتأثيراتها من غيرها من البلدان.

13 - وتقع معظم الكوارث ذات الصلة بالعواصف في البلدان النامية التي لا تملك في كثير من الأحيان الثروة أو البنية الأساسية أو القدرة المؤسسية التي تحمي سكانها من العواصف الاستوائية. والفقراء، في نطاق البلدان النامية، هم الأكثر معاناة من الكوارث ذات الصلة بالعواصف والفيضانات حيث تجبرهم الضغوط الاقتصادية عموما، على العيش في المناطق الخطيرة مثل السهول الفيضية وسفوح التلال غير المستقرة، كما أنهم لا يملكون، إذا ما وقعت الكوارث، الوسائل المالية أو غيرها من الوسائل لحماية أنفسهم من تأثيرات الكوارث أو الانتعاش منها بسرعة أنظر الإطار رقم 2).

14 - وعلاوة على النتائج المباشرة، أي الموتى والجرحى والجوعى والمجاعات، فإن الكوارث تزيد من فقر الفقراء بما تفعله من تدمير للأصول القليلة التي في حوزتهم. كما تدمر العواصف مشروعات التنمية طويلة الأجل وباهظة التكلفة مثل البنية الأساسية للاتصالات وشبكات الري وغيرها من المنشآت الزراعية فضلا عن مصادر الطاقة. وعلى ذلك، فإن الكوارث ذات الصلة بالعواصف تصيب جهود التنمية بالنكسات في البلدان سواء من خلال تدمير النظم ومصادر معيشة الأسر وبنيتهم الأساسية أو بما تسببه من تحويل للموارد الإنمائية لمعالجة عواقب الكوارث.

15 - وتتعرض البلدان النامية، وخاصة أكثرها ازدحاما بالسكان، لوطأة الكوارث ذات الصلة بالعواصف والفيضانات فضلا عن جميع أشكال الكوارث الطبيعية. فهذه البلدان تفتقر إلى الثروة والبنية الأساسية المؤسسية والمادية اللازمة، ولا تستطيع أن تزود سكانها بنفس مستوى الحماية من الكوارث الموجود في البلدان المتقدمة، التي استمرت في طائفة واسعة من تدابير الاستعداد للكوارث والتخفيف من حدتها بما في ذلك التنبؤات العلمية والقواعد الخاصة باستخدام الأراضي، ونظم إدارة الطوارئ واسعة النطاق، والتغطية التأمينية. وعلى ذلك، فإنه عندما تقع هذه العواصف والفيضانات في البلدان النامية يكون حجم وأبعاد الكارثة أكبر بكثير. ففيما بين 1990 و1998، وقع 97 في المائة من الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية في البلدان النامية.

16 - ويبين العديد من الدراسات أن اتساع حجم الكوارث يرجع إلى حد كبير إلى زيادة تعرض السكان للكوارث نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والبيئية. فنظرا لزيادة الضغوط السكانية ونقص فرص العمل والدخول البديلة، تضطر أعداد متزايدة من السكان إلى العيش والحصول على سبل معيشتهم من خلال الزراعة والصيد في مناطق معرضة وخطيرة مثل السهول الفيضية والمناطق الساحلية وسفوح التلال غير المستقرة. وفي هذه المناطق، فإن إزالة الغابات على نطاق واسع من جانب السكان المحليين، وهي التي يمكن أن تمثل خط دفاع طبيعي كبير ضد العواصف، تضاعف من شدة الأضرار التي تحدث. فإزالة غابات المنغروف، مثلا، لإقامة الفنادق ومزارع الأربيان التجارية يزيد من تعرض الكثير من المجتمعات المحلية للعواصف.

17 - وما لم تبذل جهود لإدراج تدابير الوقاية من الكوارث في برامج التنمية، في البلدان المعرضة للعواصف، فإن هناك مخاطر من استمرار العلاقات السببية التي لا تنتهي بين الفقر والكوارث في هذه البلدان. إذ أن تعرض البلدان والمجتمعات للكوارث يفرض تحديات خطيرة أمام الهدف الشامل الرامي إلى الحد من الفقر ونقص الأغذية في البلدان النامية.

الإطار رقم 2: تعرض الفقراء للكوارث ذات الصلة بالعواصف

ضحايا الفيضانات في دلتا نهر الميكونج

أظهرت دراسة أجرها مؤخرا الصليب الأحمر في فيتنام عن ضحايا الفيضانات في دلتا نهر الميكونج أن الأسر الغنية استطاعت أن تواجه الفيضانات لأنها تمكنت من رفع أساسات منازلها فوق المستويات العادية للفيضانات. فالأسر الغنية لا تعتمد على الأجور اليومية، واستطاعت أن تواصل نشاطاتها العادية للحصول على قوتها بمجرد انحسار مياه الفيضان. ومن ناحية أخرى، فإن الفقراء المعدمين عجزوا عن حماية منازلهم وسبل معيشتهم، وتضرروا بصورة جسيمة نتيجة لتوقفهم عن العمل كعمال يومية في قطع الحطب وجمع الخضر البرية.

التأثيرات المختلفة للأعاصير في ولاية أندرا براديش الهندية

كما بينت دراسة حالة بشأن التأثيرات النسبية للأعاصير على أسرتين غنية وفقيرة كانتا تعيشان على بعد 100متر من بعضها البعض بالقرب من ساحل أندرا براديش في جنوبي الهند، أما التأثيرات فكانت أكثر حدة على الأسرة الفقيرة. فقد كان لدى الأسرة الغنية منزل من طوب، وستة حيوانات، وأكثر من هكتار من الأراضي وتمتلك مشروعا صغيرا للحبوب وسيارة نقل. أما الأسرة الفقيرة، فإن منزلها كان من القش والأعمدة، وكانت تمتلك ثورا وبقرة صغيرة وأقل من نصف هكتار من الأراضي الرديئة. وعندما وقع الإعصار، تلقى رب الأسرة الغنية تحذيرات عبر جهاز الراديو الذي يملكه، وغادر المنطقة مع أسرته وأشيائه الثمينة في السيارة النقل التي يملكها. ولم يؤد هبوب العاصفة إلا إلى إحداث أضرار جزئية بمنزله، حيث أطاحت الرياح بسقف هذا المنزل. وتعرض ثلاثة من حيواناته للغرق، واجتاحت الفيضانات حقوله ودمرت محاصيله. أما الأسرة الفقيرة فقد فقدت أحد صغارها غرقا في مياه الفيضان، وتعرض منزلها للدمار، وغرقت الحيوانات التي تملكها، واجتاحت الفيضانات حقلها ودمرت محاصيلها. واستخدمت الأسرة الغنية مدخراتها في إعادة بناء منزلها في غضون أسبوع واحد. وعوضت حيواناتها ومحراثها، وأعادت زراعة حقولها. ولم يكن لدى الأسرة الفقيرة مدخرات واضطرت إلى الاقتراض من مرابي محلي بمعدل فائدة ضخم. وتمكنت الأسرة من شراء عجل صغير إلا أنها لم تستطع حرث حقلها إلا في وقت لاحق نظرا للمشكلة التي واجهتها في استئجار أحد ثيران الجر بسبب نقصها من السوق. وتعين على الأسرة الفقيرة قضاء فترة من الجوع امتدت إلى ثمانية أشهر بعد الإعصار.

المصدر: الكوارث الطبيعية والعالم الثالث: لجنة التنسيق القطرية للعقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، في بريطانيا - مركز أكسفورد لدراسات الكوارث صفحة رقم 4.



 

ثالثا - الإنذار المبكر والتنبؤات بالعواصف الاستوائية - الحالة الراهنة

18 - تتراوح التنبؤات بين الإنذار المبكر عن العواصف المتوقع حدوثها في غضون أقل من ساعة إلى الأشهر أو السنوات لدى تقدير احتمال حدوث عدد معين من الأعاصير. ويتعين أن تغطي التنبؤات بمسار الإعصار وحدته ساعات إلى أيام. ويتطلب توقع الأخطار الصغيرة مثل عواصف التورنادو والعواصف الرعدية الشديدة الرصد المبكر للأخطار، والإشارات والتقديرات شبه الآنية لهذه الأخطار، ونشر الإنذارات بسرعة على السكان. وتحتاج التنبؤات بهذه الأخطار معلومات شهودية يجرى تحديثها باستمرار عن حركة العواصف ومدى شدة الأمطار و/ أو مستويات الأنهار من خلال شاشات الرادار في الوقت الحقيقي، وصور الأقمار الصناعية وشبكات قياس الأمطار ومجاري الأنهار.

19 - وخلال العشرين عاما الماضية، أدى وضع النماذج الحاسوبية للأعاصير وأدوات المشاهدة، والنهوض بتدريب خبراء التنبؤ إلى إحداث زيادة كبيرة في دقة التنبؤات. وأدت نظم البيانات الجديدة إلى زيادة فهم خبراء التنبؤ للأعاصير الاستوائية، وتوفير مدخلات أفضل وأكثر دقة في التوقيت للنماذج الحاسوبية المستخدمة في التنبؤ بسلوك الأعاصير. وعلى الرغم من هذا التقدم، لم يتم بعد التوصل إلى فهم كامل للتفاعلات الأكثر تعقيدا التي تحدث في طبقات الجو العليا.

20 - ويشكل قصر الوقت المتاح أشد الصعوبات التي تواجه توفير الإنذارات المبكرة الفعالة عن الأخطار الصغيرة. وتتفاقم المشكلة من جراء أن الكثير من البلدان والأقاليم المعرضة لا تمتلك بعد التكنولوجيا المتقدمة اللازمة.

21 - وعلى المستوى الدولي، فإن التقدم التكنولوجي الذي تحقق في مجال دقة وحسن توقيت الإنذارات المبكرة وعمليات التنبؤ بأخطار العواصف هو تقدم باهر على الرغم من أنه لا يعرف بعد مدى استفادة البلدان النامية المعرضة للعواصف من هذا التقدم. فاستخدام الأقمار الصناعية لتوفير المعلومات المسبقة عن توقيت الأعاصير الاستوائية ومواقعها، مثلا، أدى إلى مضاعفة وقت الإنذار من 24 ساعة قبل الإعصار في 1990 إلى 48 ساعة في 1999 في حين تحسن وقت الإنذار عن عواصف التورنادو من نحو 8 أو 9 دقائق إلى 17 دقيقة. وعلى الرغم من التنبؤ بالتورنادو لا يعطي سوى فترة إنذار قصيرة لاتخاذ إجراءات، فإنه يبدو أن الإنذار المبكر بالأعاصير الاستوائية قد تحسن كثيرا من حيث الوقت المسبق الكافي لنقل السكان والممتلكات من المناطق التي ستتضرر. ولا ينبغي التقليل من شأن قيمة التحسينات التكنولوجية في توفير المعلومات المسبقة لتجنب الكوارث المحتملة أو لتقلل إلى أدنى حد من تأثيراتها. ويعتبر ذلك مهما بصورة خاصة لإنقاذ المزارعين والعمال الذين يعملون في المناطق الساحلية المعرضة والصيادين الذين يتوغلون في المحيطات للصيد. وقد تمكن المهندسون بفضل تحسين المعلومات المتعلقة بالظواهر الطبيعية وفهمها من تحسين معايير ومستويات المباني في كثير من أنحاء العالم

.



 

رابعا - تأثيرات الكوارث ذات الصلة بالعواصف على الزراعة



 

ألف: التأثيرات المباشرة

22 - تصنف الكوارث ذات الصلة بالأعاصير بأنها جامحة ومفاجئة وعنيفة - أي أنها حدث واسع النطاق وسريع يتسبب في أضرار ودمار على نطاق واسع. وقد يعقب هذا الحدث قدر كبير من المعاناة والفوضى، والكوارث الجانبية مثل الانهيارات الأرضية. وللأضرار المفاجئة في مناطق جغرافية محدودة قدر كبير من التأثيرات البصرية والعاطفية.

23 - وأكثر التأثيرات المباشرة والملموسة للعواصف على الزراعة هي الأضرار التي تلحقها بالمحاصيل في الحقول والحيوانات والممتلكات الأسرية وأصول الإنتاج والبنية الأساسية المادية. وقد ينجم عن ذلك نقص في الإمدادات الغذائية على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي بل وعلى المستويات القطرية في بعض الأحيان، وتكاد تتسبب دائما في الحد من الأمن المعيشي وما يتصل بذلك من مشكلات تتعلق بحصول الأسر الفقيرة على الأغذية.

24 - ويعتمد حجم الكوارث ذات الصلة بالعواصف وما إذا كان على مستوى محلي أو على مستوى البلد بأسره، على مدى حدة العاصفة والمنطقة المتضررة، والمرحلة التي بلغتها المحاصيل وقت العاصفة ومستوى الاستعداد وحجم البلد.

25 - وتعتبر الدول الجزرية الصغيرة في المحيطين الهادي والهندي والبحر الكاريبي الأكثر عرضة بالنظر إلى صغر حجمها وموقعها في المناطق المعرضة للأعاصير. وعلى الرغم من أن تأثيرات الكوارث ذات الصلة بالعواصف على الزراعة قد تكون محدودة على المستوى القطري، فإن انعكاساتها قد تكون واسعة النطاق بالنسبة لسبل المعيشة في المناطق المتضررة مما يؤثر في الأمن الغذائي في البلاد.

26 - ففي آسيا، تحدث الفيضانات الشديدة في مواسم الأمطار الموسمية مع ما تنطوي عليه من عواقب وخيمة في كثير من الأحيان. فالخسائر المحصولية شديدة عموما في المناطق المتضررة إلا أن التأثيرات الشاملة على المستوى القطري تتباين فيما بين البلدان. والسبب الرئيسي لأكثر الظواهر تدميرا هو هبوب العواصف - أي الارتفاع السريع في مستوى سطح البحر نتيجة للرياح مما يدفع بالمياه إلى الشواطئ والتسبب في حدوث فيضانات في المناطق الساحلية المنخفضة. ففي الهند يتسبب هبوب الرياح في حدوث أكثر من 90 في المائة من الخسائر في الأرواح والممتلكات(9). وقد تعرضت المناطق الساحلية المنخفضة في الأماكن الأخرى مثل في أمريكا الوسطى وفنزويلا وموزامبيق ومدغشقر للتدمير أيضا من جراء الكوارث ذات الصلة بالعواصف والفيضانات في السنوات الأخيرة

.

27 - وعلى العكس من ذلك، كانت الفيضانات ذات الصلة بالعواصف تتسم بالطابع المحلي في غرب أفريقيا، ووقعت أساسا في المناطق المنخفضة على طول نهري النيجر والسنغال. وفي بلدان السهل، ترتبط الفيضانات عموما بالتوقعات المحصولية الجيدة لمحاصيل الحبوب الرئيسية على الرغم مما تحدثه من أضرار بالمناطق المتأثرة بصورة مباشرة. كذلك فإن الفيضانات تكون مفيدة، على طول مجاري الأنهار، لمحاصيل طرح النهر أو الزراعة في غير مواعيدها.



 

باء: التأثيرات على طاقات الإنتاج في الأراضي

28 - علاوة على ما تحدثه العواصف من تدمير للمحاصيل وتأثير في الإمدادات الغذائية، فإنه يمكنها أن تضر أيضا بنوعية الأراضي وإمكانيات الإنتاج. فهبوب الرياح يمكن أن يغرق المناطق الساحلية بالمياه المالحة مما يؤدي إلى إصابة الأراضي الزراعية بالملوحة. فإذا حدث هذا الهبوب بعد موسم الأمطار الرئيسي، فإن التأثيرات على المحاصيل والغلات يكون كبيرا حيث أن الأملاح لا تذوب بسرعة. وتتعرض السهول الساحلية ومصبات الأنهار الواقعة في مسار الأعاصير، عموما، لهذه الظاهرة.

29 - كذلك فإن ترسيب الفيضانات لطبقة من الغرين على الأراضي المزروعة قد يدفن المحاصيل ويغير من نوعية التربة. وقد تحسن هذه العملية من جودة التربة والغلات في السنوات التالية. غير أن إمكانيات إنتاج المحاصيل قد تنخفض إذا كانت الترسيبات غير خصبة، أو من المواد الرملية المعرضة للجفاف أو من الغرين الذي قد يمتص في بداية الأمر ويضر بجذور النبات والكائنات الدقيقة في التربة. وفي بعض المناطق، قد تتعرض التربة السطحية للانجراف مما يؤدي إلى ظهور طبقات التربة الأقل صلاحية للزراعة.

30 - ويعتمد تأثير العاصفة على التربة على الأحوال المناخية السابقة (رطوبة التربة ومستوى المياه). كما يتأثر بعوامل مثل التضاريس ونمط التربة بما في ذلك عمق التربة، تماسك الرطوبة، وطاقة الصرف. ويعتمد هذا التأثير على استخدام الأراضي وأساليب الزراعة التي تؤثر في المحتوى من المادة العضوية ونفاذية التربة. فكلما كانت التربة غنية ونفاذة، قل احتمال انجرافها خلال العاصفة. وتساعد بعض الأساليب مثل التسوية وإقامة المصاطب، والتمليط والصرف والري في إدارة تدفقات المياه وتماسك التربة خلال العواصف والفيضانات. كما يمكن زراعة بعض النباتات عميقة الجذور مثل الأشجار والشجيرات لتوفير مزيد من الاستقرار.



 

جيم: التأثيرات على الغابات

31 - يمكن أن تؤثر العواصف الاستوائية والأعاصير والعواصف الثلجية في الموارد الحرجية سواء بصورة مباشرة من خلال تأثير الرياح العالمية والثلوج التي تدمر الأشجار أو بصورة غير مباشرة أضرار الفيضانات أو الانهيارات الطينية التي تؤثر في سلامة الغابات ونموها. والأشجار المجهدة من الفيضانات هي الهدف الرئيسي لهجمات الكائنات الثانوية بما في ذلك أمراض عفن الجذور والقمم التي تدعمها أحوال التربة الغدقة التي تعاني من نقص الأكسجين بالترافق مع فطريات العفن من نوع Phytophthora spp. And pythium. Spp ويمكن أن تؤثر العواصف الشديدة في توافر حطب الوقود.

32 - وعلى الرغم من عدم توافر الكثير من المعلومات عن الحالات المحددة، تضطلع الغابات بدور في التخفيف من تأثيرات العواصف من خلال العديد من الوسائل التي من بينها مصدات الرياح، والمناطق العازلة، ونظم الزراعة المختلطة بالغابات والمنغروف، وغير ذلك من الغابات الساحلية.

33 - ومن المعتقد بصورة عامة أن إزالة الغابات كان من العوامل التي ساهمت في الأضرار واسعة النطاق الناجمة من الأعاصير الأخيرة في أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي. ففي هندوراس، صمدت المواقع التي يحيط بها الغطاء النباتي والأسيجة الصخرية والأشجار للعواصف في حين تعرضت المواقع التي لا توجد مثل هذه الأشياء، للدمار نتيجة للانهيارات الأرضية واسعة النطاق. وكان بوسع المزيد من مصدات الرياح الشجرية المحيطة بالمزارع الحرجية وداخلها أن يقلل بدرجة كبيرة من الأضرار والخسائر الاقتصادية. وثمة قلق كبير من أن يؤدي الدمار واسع النطاق للمساكن بفعل الأعاصير الأخيرة إلى قطع أعداد كبيرة من الأشجار مما يزيد من المناطق المعرضة للعواصف في المستقبل.



 

دال: التأثيرات على مصايد الأسماك

34 - في حين أعرب عن بعض القلق إزاء الأضرار الناجمة عن "صيد الأشباح" (حيث تستمر معدات الصيد المفقودة في صيد الأسماك) لا تتضرر الحياة البحرية وموائلها بصورة خطيرة من العواصف. ويمكن استئناف إنتاج الأسماك دون أي تأخير تقريبا بشرط ألا تكون القوارب ومعدات الصيد قد نفذت.

35 - وتتمثل أخطر تأثيرات العواصف على قطاع مصايد الأسماك في المخاطر التي تتعرض لها أرواح الصيادين و/ أو تدمير رؤوس أموالهم مثل القوارب ومعدات الصيد. فعلى سبيل المثال، ذكرت الأنباء أن 435 1 صيادا قد فقدوا حياتهم أو فقدوا في نوفمبر/ تشرين الثاني 1996 بعد الإعصار الشديد الذي هب على ولاية أندرا براديش على الساحل الشرقي للهند. ومن بين هؤلاء ذكر أن 569 قد فقدوا في البحر أثناء الصيد بالقوارب الآلية نتيجة لارتفاع الرياح واضطراب البحار في حين فقد 830 صيادا أثناء حمل مجموعات من زريعة الأربيان وغير ذلك من النشاطات الشاطئية الأخرى في المناطق البعيدة عن قراهم وذلك نتيجة لهبوب العواصف.

36 - وتعني الأضرار ذات الصلة بالعواصف التي لحقت بالأصول الرأسمالية بما في ذلك القوارب ومعدات الصيد خسارة الدخل وسبل المعيشة وخاصة بالنسبة لأسر الصيادين الفقيرة. وقد لا يكون لدى هذه الأسر مدخرات كافية لإحلال الأصول الرأسمالية وقد يتعرضون لانعدام الأمن الغذائي ما لم يتم إحلال هذه الأصول على الفور من خلال الدعم العام. قد يضر توقف نشاطات الصيد من جانب هذه الأسر أيضا بسبل معيشة فئات أخرى وأمنها الغذائي مثل صغار التجار الذين يشترون ويبيعون الأسماك في أسواق التجزئة المحلية الصغيرة.



 

خامسا - استراتيجية للحد من تعرض الزراعة للعواصف الاستوائية



 

ألف: الحاجة إلى استراتيجية للحد من تعرض الزراعة للعواصف الاستوائية

37 - لا ينبغي النظر إلى الكوارث ذات الصلة بالعواصف من حيث تأثيراتها المباشرة والملموسة فقط بل من حيث انعكاساتها على عملية التنمية طويلة الأجل والأهداف القطرية والدولية الخاصة باستئصال الفقر والحد من نقص الأغذية. فبوسع الكوارث ذات الصلة بالعواصف أن تمحو نتائج سنوات طويلة من العمل لإقامة البنية الأساسية بما تحدثه من تدمير للطرق والجسور وشبكات الري والمباني، وما تفعله من تقويض خطير للتقدم الاجتماعي والاقتصادي. فعلى سبيل المثال، تقدر التكاليف الاقتصادية للأضرار من حيث المحاصيل والبنية الأساسية التي تعرضت للتدمير بفعل الفيضانات في أمريكا الوسطى في 1998 بمقدار 8.5 مليار دولار، وفي موزامبيق (فبراير/ شباط - مارس/ آذار 2000) بمقدار مليار دولار مما يمثل أعباء جسيمة على الناتج المحلي الإجمالي في البلدان المتضررة. فالكوارث تزيد من فقر الفقراء، وتضاعف من حجم الموارد المالية وغيرها من الموارد التي تكون ضرورية لمعالجة الفقر.

38 - وتتباطأ التنمية سواء من حيث النكسات المتمثلة في خسارة الاستثمارات السابقة وخفض مستوى معيشة المجتمعات المتضررة أو من حيث تحويل الموارد عن برامج التنمية إلى الإغاثة والإحياء وبذلك تكون الكوارث عنصرا مساهما رئيسيا في التخلف مما يؤدي بدوره إلى إحداث زيادة كبيرة في تعرض المجتمعات والبلدان للكوارث.

39 - وعلى الرغم من أنه لا يمكن تلافي العواصف، فإن بالوسع تجنب الكوارث ذات الصلة بها أو التخفيف منها من خلال التدخلات البشرية الملائمة. فمن المهمة من أجل الحد من تعرض الزراعة للكوارث والإفلات من الدائرة المفرغة المتعلقة بالكوارث والاستجابة لها، وضع استراتيجية تربط بصورة وثيقة بين خطط إدارة الكوارث وبرامج التنمية طويلة الأجل. ويتضح ذلك من الشكل التالي (10):



 

باء: العناصر الرئيسية لاستراتيجية إدارة الكربون ذات الصلة بالعواصف الاستوائية

الاستوائية

40 - يحتاج كل بلد أو إقليم معرض للكوارث إلى استراتيجية تشمل بصورة فعالة التدابير طويلة الأجل للحد من التعرض كجزء من برنامج التنمية. وينبغي أن يقترن ذلك بخطة للاستعداد تتألف من الإنذار المبكر والتنبؤ بالعواصف والتدابير قصيرة الأجل للاستجابة بسرعة لكوارث العواصف الاستوائية.

ويمكن أن تشمل أهداف هذه الاستراتيجية ما يلي:

ولتحقيق هذه الأهداف، يتعين أن تتضمن الاستراتيجية العناصر التالية:



 

جيم: التدابير الإنمائية طويلة الأجل للحد من تعرض الزراعة للعواصف الاستوائية

41 - ينبغي أن يكون البرنامج طويل الأجل الذي يهدف إلى تلافي الكوارث ذات الصلة بالعواصف أو التقليل منها إلى أدنى حد ممكن هو الأساس الذي تعتمد عليه الاستراتيجية. وسوف يقلل هذا البرنامج أيضا إلى أدنى حد ممكن من الحاجة إلى مصروفات كبيرة للإغاثة والأحياء. وينبغي أن يدعم برنامج الاستعداد، المؤلف من تدابير قصيرة المدى للاستجابة بسرعة لكوارث البرنامج طويل الأجل. ويتعين أن تدمج عمليات الإحياء، على وجه الخصوص، بصورة جيدة في البرنامج طويل الأجل. ويمكن أن يسهم هذا المنهج المتكامل إسهاما كبيرا في ضمان عملية التنمية المستدامة بأقل قدر ممكن من تحويل الموارد إذا ما وقعت كوارث العواصف والفيضانات وعندما تحدث. وقد يساعد أيضا، قبل كل شئ، في تجنب تعرض المجتمعات المحلية لنكسات في مستويات معيشتها حيثما تقع أحداث خطيرة. وعلاوة على ذلك، قد يساعد أيضا برنامج إنمائي طويل الأجل للحد من تعرض الزراعة للكوارث، باستخدام الأساليب السليمة لإدارة الأراضي بما في ذلك إعادة التشجير، للحد من تغيرات المناخ وما ينجم عن ذلك من أضرار بيئية بفعل عمليات إزالة الغابات والأشكال الأخرى من أساليب استخدام الأراضي التي تعرض الاستدامة للخطر. ويمكن أن تسهم أيضا عمليات التمويل ذات الدوافع البيئية المبتكرة للزراعة المستدامة المرتبطة بمبادلة الكربون على النمو المقترح في إطار آلية التنمية النظيفة ذات الصلة ببروتوكول كيوتو في الجهود الرامية إلى الحد من أضرار العواصف والفيضانات (أنظر أيضا الوثيقة COAG/01/5) بشأن تغير المناخ). وعلى المستوى القطري، قد تراعى الحكومات هذا المنهج لدى وضع استراتيجياتها للزراعة المستدامة ولتلافي الكوارث.

42 - وينبغي وضع البرنامج الإنمائي طويل الأجل للحد من تعرض الزراعة للكوارث ذات الصلة بالعواصف على أساس عمليات تقييم استخدام الأراضي وتقييم التعرض والمخاطر، وحصر أساليب إدارة الأراضي التقليدية المعتمدة على المجتمعات المحلية واستراتيجيات التصدي المحلية، فضلا عن تقييم تحديد أساليب إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والغابات ونظم الزراعة الملائمة للمناطق المعرضة.

43 - وثمة أمثلة عديدة على التخطيط لاستخدام الأراضي، وأساليب الإنتاج في قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك تزيد من المقاومة وتقلل من التعرض لأضرار العواصف إذا طبقت في سياق ملائم. ويمكن أيضا إدراج خطط التأمين على المحاصيل والحيوانات ومصايد الأسماك أو الغابات ضمن تدابير الحد من التعرض (11). وتشمل الأمثلة على التخفيف من كوارث العواصف من خلال إدخال تغييرات على نظم الزراعة ما يلي:

كما يمكن حماية المجتمعات الزراعية في المناطق المعرضة للعواصف والفيضانات من خلال التوسع في استخدام التدابير التالية:

44 - ويمكن لأي تغيير في النظام الزراعي الحد من التعرض أو زيادته. فالأصناف وفيرة الغلة التي يمكن أن تحقق إنجازات كبيرة في البيئة المستقرة قد تزيد من التعرض لمخاطر الاضطرابات الطبيعية. فيمكن للأرز "أمان" التقليدي في بنغلاديش مثلا أن ينمو بنحو 10 سم يوميا عندما ترتفع مستويات الفيضان، وهذه خاصية لا توجد في الأصناف وفيرة الغلة. ويؤكد ذلك الحاجة إلى إشراك المزارعين بصورة فعالة في وضع التكنولوجيات والأساليب الزراعية الجديدة التي تعتمد على معارفهم التقليدية وآليات التعامل. وثمة نقطة بداية رئيسية للتخفيف من وطأة الكوارث تتمثل في تحليل استراتيجيات التعامل المحلية مع الأزمات. إذ يتعين مراعاة المعايير الثقافية والأدوار المختلفة للرجال والنساء لدى الترويج لمستحدثات التنمية الزراعية والريفية بما في ذلك تلك المتعلقة بتلافي الكوارث والتخفيف من وطأتها (أنظر الإطـار رقم 3).

الإطار رقم 3: أهمية استراتيجيات التعامل المحلية في مواجهة العواصف الاستوائية

تنويع النظم المحصولية في بليز

قال نيكولاس بيزوار الفلاح البالغ من العمل 72 عاما الذي يعيش في قرية بيرمودا لاندنجز الواقعة على مسافة 200 ياردة من نهر بليز الذي ترتفع مياهه باطراد في الإعصار كيت دمر محصوله من الذرة. غير أنه يظل يشعر بالأمل في عدم تلف محاصيل البلانتين والموز والأرز. وقال "لا يوجد طعام هنا في المخازن. وأعتزم أنا وزوجتي سلق البلاتين إلى تنحسر مياه الفيضان وتعود شاحنات الأغذية من جديد.

الاستخدام المعتمد على نوع الجنس لملاجئ الأشجار في بنغلاديش

تضطلع الأشجار بدور أساسي في استراتيجيات التعامل الخاصة بفقراء الريف. فعلى الرغم من وجود مستمر بأن تقع الشجرة ذاتها، فإن مجموعة من الأشجار بالقرب من المنزل تقوم بدور العازل للرياح وتوفر شيئا ثابتا يمكن أن يربط الناس أنفسهم فيه خلال العاصفة. ويعتبر ذلك أمرا مهما بصورة خاصة للنساء أن المعيار الثقافي للجنسين في بنغلاديش هو أن تبقى المرأة في المنزل (لحماية أصول الأسرة من الدمار و/ أو اللصوص) أطول فترة ممكنة خلال اقتراب العاصفة. ولذا فإنها معرضة نتيجة لعدم انتقالها إلى مكان آمن في وقت مبكر كاف، وقد يتعين عليها أن تعتمد على الأشجار القريبة لحمايتها وقت الطوارئ. كما يثمل النساء إلى البقاء في المنزل نتيجة للممارسة الثقافية/ الدينية المسماه "البوردة" حيث تمنع المرأة من التحرك بحرية جهارا ومن ثم فإن الذهاب إلى ملجأ من الإعصار بدون صحبة زوجها يعد حاجزا ثقافيا.

المصادر:

Hurricane Keith Leaves Lingering Effects in Belize, Stephaine Kriner, Staff Writer, DisasterRelief.org, and Olga Bellido de Luna, Special to Disaster Relief.org. http://www.disasterrelief.org/Disasters/001010Keithupdate, Posted on Wed, 11 Oct 2000 12:52:7 GMT. The role of WFP in Mitigating Natural Disasters: A Case Study of Constraints and Opportunities in Bangladesh, Nick Hahn, P. 10.



 

سادسا - دور منظمة الأغذية والزراعة في الحد من تعرض الزراعة للكوارث ذات الصلة بالعواصف

45 - تضطلع منظمة الأغذية والزراعة بدور رئيسين باعتبارها شريكا في الجهد الدولي للتصدي للكوارث في تلافي الكوارث والتخفيف من وطأتها والاستعداد لمواجهتها فضلا عن عمليات الإغاثة والأحياء بعد وقوع حالات الطوارئ. ويضع الإطار الاستراتيجي للمنظمة هذا النشاط في شكل استراتيجية عن الاستراتيجيات الهامة التي تلبي احتياجات الدول الأعضاء في سياق المساهمة في استئصال انعدام الأمن الغذائي والفقر في الريف. وبلورت الخطة متوسطة الأجل للمنظمة النشاطات التي سيجرى الاضطلاع بها في سياق الاستراتيجية خلال فترة الخطة.

46 - وسعيا إلى الحد من تعرض نظم الإنتاج الزراعي للكوارث، تقدم المنظمة المساعدات العينية لدولها الأعضاء لتعزيز قدراتها على تلافي أو التخفيف من تأثيرات العواصف الجامحة والأعاصير الدوامة والفيضانات والانهيارات الأرضية وغير ذلك من الكوارث الطبيعية. وتشمل المساعدات الفنية إنشاء مزارع بها الأحزمة الواقية، والتشجير وإدارة الغابات، وإدارة مستجمعات المياه، ومكافحة تعرية التربة وتنويع المحاصيل وإقامة شبكات الصرف وسدود ضبط الفيضانات.

47 - كما تقدم المنظمة المساعدات لتعزيز قواعد البيانات ونظم المعلومات الخاصة بالأراضي والمياه في الدول الأعضاء، وتدعيم قدراتها على تخطيط وإدارة موارد الأراضي والمياه. ويشمل ذلك وضع وتحديث المنهجيات والوسائل التي تراعي الموارد البيولوجية وتضمن استدامة النظم الإيكولوجية الهشة. ويمكن استخدام هذه الوسائل لتحديد المناطق المعرضة ورسم خرائط لها، وتقييم المخاطر من النواحي المادية والاجتماعية والاقتصادية للاستناد إليه في اتخاذ القرار بشأن المستوطنات البشرية واستخدام الأراضي في المناطق المعرضة للعواصف والفيضانات. ويجرى تشجيع ودعم استخدام المناهج التشاركية التي تتيح للسكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة بلورة احتياجاتهم واهتماماتهم، كما تزداد أهمية التخطيط للطوارئ بالاعتماد على المجتمع المحلي مع تزايد الاعتراف بأن أهم العناصر الفاعلة في التخفيف من وطأة الكوارث هم أولئك الذين يتعرضون لأشد الأخطار.

48 - ويتزايد الطلب من المنظمة بأن تقدم المساعدات لوضع برامج تلافي الكوارث وخطط الاستعداد في أعقاب الكوارث ذات الصلة بالعواصف. وتشمل الأمثل التي وقعت مؤخرا، جزيرتي فيجي في البحر الكاريبي، وأندرا براديش. فقد شملت المساعدات إدخال الكثير من تدابير إدارة الكوارث المشار إليها في القسم خامسا أعلاه بالإضافة إلى وضع أطر مؤسسية على المستويات الإقليمية والقطرية والمحلية لإدارة المخاطر والتعامل مع حالات الطوارئ. كما يقدم الدعم لإقامة "قدرات التقييم السريع للكوارث الزراعية" ولتطوير التخطيط لنقل الأشخاص المتضررين إلى أماكن آمنة، واحتواء تأثيرات العواصف قدر المستطاع وتعبئة وتوزيع أغذية الطوارئ وغير ذلك من مواد الإغاثة الإنسانية في أعقاب الكوارث ذات الصلة بالعواصف. وتحشد المنظمة الدعم الدولي من خلال النظام العالمي للإعلام، والإنذار المبكر الذي يوفر التنبيهات المبكرة وعمليات تقدير المحاصيل والإمدادات الغذائية قبيل حالات الطوارئ وأثناءها. وفي أعقاب الكوارث، تقدم المنظمة، من خلال وحدة عمليات الإغاثة الخاصة لديها، المدخلات الزراعية وغير ذلك من الدعم لإحياء وإصلاح نظم الإنتاج.



 

سابعا - اعتبارات للسير قدما

49 - تتجاوز تأثيرات الكوارث ذات الصلة بالعواصف العواقب المباشرة والملموسة لها من موت وإصابات وتدمير لنظم المعيشة والممتلكات، ونقص الأغذية وانعدام الأمن الغذائي على المستوى المحلي و/ أو القطري. إذ يمكن أن تؤثر هذه الكوارث أيضا في نوعية الأراضي وإنتاجيتها في المستقبل. وكثيرا ما تؤدي إلى زيادة فقر الفقراء. كما تدمر العواصف مشروعات التنمية طويلة الأجل وباهظة التكلفة، وتحدث نكسة للتنمية. وعلى ذلك، فإن تعرض البلدان والمجتمعات للكوارث ذات الصلة بالعواصف يشكل تحديا هائلا أمام الهدف العام الرامي إلى الحد من الفقر ونقص الأغذية في البلدان النامية ويستدعي ذلك وضع استراتيجية فعالة تشمل برنامجا طويل الأجل للحد من التعرض للكوارث ذات الصلة بالعواصف والفيضانات بالإضافة إلى برنامج للاستعداد والتأهب يوضع موضع التنفيذ لدى حدوث الكوارث.

50 - ويتطلب تنفيذ الاستراتيجية توافر تنسيق سليم في السياسات والبرامج على المستويين القطري والمحلي، وتنسيق المساعدات الدولية لدعم هذه الاستراتيجيات. وعلى ذلك، فإن التوصيات التالية لتعزيز استراتيجية فعالة للحد من تعرض الزراعة للكوارث ذات الصلة بالعواصف تقدم للجنة للنظر.



 

ألف: للدول الأعضاء المعرضة للكوارث ذات الصلة بالعواصف

51 - لوضع استراتيجية طويلة الأجل لتلافي و/ أو التخفيف من عواقب الكوارث ذات الصلة بالعواصف على نظم الزراعة المعرضة (بما في ذلك الغابات ومصايد الأسماك).

52 - لإجراء دراسة لتقييم المخاطر لتحديد طبيعة المخاطر ذات الصلة بالعواصف في المناطق المعرضة، وتحديد التدابير التي يمكن أن تخفف من التأثيرات المعاكسة للعواصم على السكان المعرضين بما في ذلك:

53 - لإدراج استراتيجية إدارة الكوارث في البرنامج الإنمائي الشامل على المستويين المحلي والقطري مع رصد المخصصات المناسبة في الميزانية وغير ذلك من الموارد اللازمة للتنفيذ.

54 - لمراعاة القضايا والاهتمامات المتعلقة بالكوارث ذات الصلة بالفيضانات:

55 - لوضع خطط استعداد للتخفيف من تأثيرات الاضطرابات الجوية الشديدة:



 

باء: لأمانة المنظمة

56 - لتعميق الوعي العام بنشاطات المنظمة لتلافي الطوارئ المتعلقة بجميع أنواع الكوارث الطبيعية بما في ذلك العواصف من خلال:

57 - لوضع معلومات أساسية عن تلافي الكوارث من خلال:

58 - لتعزيز القدرات القطرية والمحلية على الاستعداد للكوارث وإدارتها من خلال:



 

جيم: للمجتمع الدولي

59 - لدعم الجهود القطرية والمحلية للحد من التعرض للكوارث ذات الصلة بالعواصف من خلال:


ملاحظات

 

(1) الاتحاد الدولي للصليب الأحمر (2000): تقرير الكوارث العالمية - مستخلص من قاعدة بيانات الكوارث الدولية www.cred.be/emdat - جامعة لوفان الكاثوليكية - بروكسل، بلجيكا.

 

(2) الاتحاد الدولي للصليب الأحمر (2000): تقرير الكوارث العالمية - مستخلص من قاعدة بيانات الكوارث الدولية www.cred.be/emdat - جامعة لوفان الكاثوليكية - بروكسل، بلجيكا.

 

(3) البنك الدولي (2000) إدارة الأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية: في: تقدير التنمية العالمي 2000/2001، واشنطن.

 

(4) القرار A/54/135 المعنون التعاون الدولي للحد من تأثيرات ظاهرة النينيو http://ww.idndr.org.

 

(5) تعريف مأخوذ من دائرة المعارف البريطانية.

 

(6) الاتحاد الدولي للصليب الأحمر (2000): تقرير الكوارث العالمية - مستخلص من قاعدة بيانات الكوارث الدولية www.cred.be/emdat - جامعة لوفان الكاثوليكية - بروكسل، بلجيكا.

 

(7) بيان جامعة الأمم المتحدة - http://www.laprensa.com.

 

(8) لجنة المساعدات الإنمائية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 1994 "الخطوط التوجيهية للتخفيف من وطأة الكوارث".

 

(9) أشير إلى هذا النص من مصلحة الأرصاد الجوية الهندية في مساهمة إدارة تكنولوجيا الصيد.

 

(10) أخذ الشكل من خطة عمل لمواجهة الأعاصير في قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات في شرق الكاريبي "مشروع تقرير القسم الثاني ص 1.

 

(11) المنظمة (1999) نظام المعلومات الجغرافية، تعزي الاستعداد لمواجهة الأعاصير والتخفيف من تأثيراتها.