NERC 2004





المؤتمر الإقليمي السابع والعشرون للشرق الأدنى

الدوحة، دولة قطـر، 13 - 17 مارس/آذار 2004

السنة الدولية للأرز - 2004

بيان المحتويات

 

الفقرات

أولا- مقدمة

1-2

ثانيا- الأرز في الشرق الأدنى

 

ألف- الأوضاع الراهنة لإنتاج الأرز واستهلاكه في إقليم الشرق الأدنى

3-4

باء- عقبات الإنتاج المستدام للأرز في إقليم الشرق الأدنى

5

جيم- إمكانات إنتاج الأرز في إقليم الشرق الأدنى

6

دال- العناصر المقترحة في استراتيجية التنمية المستدامة لنظم إنتاج الأرز
في الإقليم

7-8

ثالثا- السنة الدولية للأرز

9-16

ألف - خلفية

9-12

باء - "الأرز هو الحياة": عناصر النظم المرتكزة على الأرز

13

جيم - السنة الدولية للأرز: التحديات والفرص

14

دال - إطار مفاهيم تنفيذ السنة الدولية للأرز

15-16

أولا- مقدمة

1- أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2002 "عام 2004 كسنة دولية للأرز" لتركيز اهتمام العالم على الدور الذي يمكن أن يلعبه الأرز في توفير الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر. فالأرز هو الحياة بالنسبة لمعظم سكان العالم وهو متجذر في أعماق التراث الثقافي للمجتمعات. والأرز غذاء أساسي لأكثر من نصف سكان العالم. فأنظمة إنتاج الأرز والعمليات المرتبطة به بعد الحصاد تشغل ما يقرب من بليون شخص في المناطق الريفية من البلدان النامية. كما أن نحو أربعة أخماس إنتاج الأرز في العالم يحصدها صغار المزارعين في تلك البلدان النامية ذات الدخل المنخفض.

2- ويعد الأرز المصدر الغذائي الأسرع نموا في الشرق الأدنى. وقد تجاوز الطلب الحالي على الأرز قدرة الإقليم في الإنتاج السنوي منه. ووصلت واردات الإقليم من الأرز إلى مستويات عالية وباهظة التكاليف. ويعد الاحتفاء بالسنة الدولية للأرز فرصة مهمة لزيادة الدعم للتنمية المستدامة لنظم إنتاج الأرز لتحقيق الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر على المستوى العالمي عموما، وفي إقليم الشرق الأدنى، بوجه خاص. وتناقش هذه الوثيقة أهمية الأرز في الشرق الأدنى والإمكانات والعقبات التي تواجه الزيادة المستدامة لإنتاجه في الإقليم. كما تعالج الوثيقة المعلومات الأساسية المتعلقة بالسنة الدولية للأرز ومختلف جوانب نظم إنتاج الأرز والتحديات والفرص بالنسبة للاحتفاء بهذه السنة على المستوى العالمي وإطارها التنفيذي.

ثانيا- الأرز في الشرق الأدنى

ألف- الأوضاع الراهنة لإنتاج الأرز واستهلاكه في إقليم الشرق الأدنى

3- يعد الأرز المحصول الرئيسي الثالث في إقليم الشرق الأدنى من حيث المساحة المزروعة، بعد القمح والقطن، حيث أن مصر وباكستان وجمهورية إيران الإسلامية والمغرب والعراق وتركيا وموريتانيا والسودان هي البلدان المنتجة الرئيسية للأرز في الإقليم. ويلعب الأرز دورا مهما في استراتيجية مواجهة حالات نقص الأغذية، حيث يزرع حاليا في مساحة تبلغ نحو 3.5 مليون هكتار سنويا. ويبلغ الإنتاج الإجمالي من الأرز قرابة 12.7 مليون طن ويبلغ متوسط الإنتاجية في الإقليم نحو 4.7 طن/الهكتار.

وباستثناء مصر وباكستان اللتين يبلغ فائضهما التصديري نصف مليون طن و1.8 مليون طن، على التوالي، فإن بقية بلدان الإقليم هي مستوردة صافية للأرز. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف مجموع الأرز المستهلك في بلدان الشرق الأدنى يتم استيراده سنويا. وفي عام 2001، بلغ مجموع كمية الأرز المضروب المصدر من إقليم الشرق الأدنى مجرد 0.93 مليون طن، في حين بلغت كميات الواردات نحو 4.5 مليون طن (توقعات قاعدة المعلومات الزراعية للمنظمة، 2003).

4- اعتماداّ على الري بشكل كلي فإن البيئة الزراعية للإقليم تعد الأكثر ملائمة في الحصول على إنتاجيات مرتفعة من المحصول. لكن هناك تباينا كبيرا في إنتاج الأرز فيما بين بلدان الإقليم. حيث يبلغ متوسط الإنتاج في مصر 9.4 طن للهكتار، بينما لا يتجاوز 1.3 طن للهكتار في السودان. ويعزى هذا التباين في الغلة إلى اختلافات عدة لعل أهمها العوامل الاقتصادية والاجتماعية وإدارة المحاصيل وإمكانات الحصول على المعارف والتقنيات وإلى حد أقل العوامل الفيزيائية الحيوية (المناخ وطول الموسم الزراعي، والتربة، والمياه، والتعرض للإصابة بالآفات، وغير ذلك). كذلك فإن انخفاض نسبة استخدام الأصناف العالية الإنتاجية والقصور في استخدام التكنولوجيات المتطورة لإدارة المحاصيل، وهو ما يعزى غالباً إلى تخلف نظم البحوث والإرشاد، والتي تبدو السبب في انخفاض الغلة عمليا في العديد من البلدان المنتجة للأرز في الإقليم.

باء - عقبات الإنتاج المستدام للأرز في إقليم الشرق الأدنى

5- هناك العديد من العوامل التي تؤثر حاليا في إنتاج الأرز وفي التباين في الغلات في بعض بلدان الإقليم، وهي ما يلي:

- نقص إمدادات المياه وعدم كفاءة إدارة الموارد المائية، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض فعالية استخدام المياه.
- عدم فعالية نظم الصرف مما يؤدي إلى اتساع نطاق مشكلات تعرض التربة للملوحة والقلوية.
- تدهور خصوبة التربة وعدم إدارة الأراضي على نحو ملائم.
- الآفات الحشرية والأمراض وخاصة اللفحة.
- الانخفاض والارتفاع الشديدين في الحرارة وقت الإزهار.
- تدني نوعية البذور ونقص الإمدادات من البذور المحسنة والجيدة.
- الافتقار إلى التدريب ونقص التكنولوجيا على مستوى المزرعة.
- عدم الكفاية في تسوية سطح الأراضي قبل الزراعة.
- الإصابة بالأعشاب الضارة وعدم اتخاذ الإجراءات الملائمة لمكافحة هذه الأعشاب.
- عدم توافر الآلات والمعدات الحقلية الملائمة.
- نقص الإمدادات من المدخلات (البذور والأسمدة والمبيدات).
- الفواقد الكبيرة لعمليات ما بعد الحصاد.
- عدم كفاية السياسات التشجيعية التي تدعم مزارعي الأرز.
- عدم كفاية دعم البحوث.
- عدم كفاية وفعالية خدمات دعم الإرشاد للمزارعين والبطء في استخدام التكنولوجيات الموصى بها.

جيم - إمكانات إنتاج الأرز في إقليم الشرق الأدنى

6- ورغم العقبات المشار إليها آنفا، فإن إنتاجية الأرز يمكن زيادتها في إقليم الشرق الأدنى من خلال ما يلي:
أ - استخدام أصناف الأرز المحسنة

عرف الإقليم في الآونة الأخيرة، أصنافا وفيرة الغلة استنبطت حديثاً ويمكن أن تحقق غلات تصل إلى 10 طن في الهكتار.

ب - استنباط تكنولوجيا الأرز الهجين

أصبح الأرز الهجين أمرا واقعا في كل من مصر وباكستان وهناك إمكانات أن تطبق تركيا والمغرب نفس التكنولوجيا.

ج - الإدارة المتكاملة للمغذيات النباتية

يعتبر النتروجين العنصر المغذي الذي كثيرا ما يحد من إنتاج الأرز في التربة الرملية. ويجب إتباع طرق من شأنها تنظيم توقيت استخدام النتروجين استنادا إلى احتياجات نبات الأرز لزيادة كفاءة استفادته من النتروجين المضاف. ويستخدم العديد من مزارعي الأرز كميات قليلة منه لأسباب أهمها عدم توافره أو لنقص الأموال لشرائه أو لسبب ضآلة استجابة الغلة له أو ارتفاع المخاطر. وبالإضافة إلى الأسمدة الكميائية هناك إمكانات جيدة في الإقليم لاستخدام الأسمدة العضوية في حقول الأرز.

د - المياه والري

نظرا لندرة المياه في الإقليم، فإن أهم التحديات في مجال زراعة الأرز تتمثل في بناء خزانات لتجميع المياه وأيضا اختيار الأصناف المقاومة للجفاف وتسوية الأراضي قبل الزراعة على نحو جيد وحرث الأرض، وهي أمور أساسية لتحسين جدولة الري على نحو ملائم ولزيادة فعالية استخدام المياه.

هـ - دعم السياسات لزيادة الإنتاج

وهذا يمكن أن يتحقق من خلال السياسات الملائمة والموائمات الاجتماعية الاقتصادية التي تشمل الأسعار والدعم المؤسسي لمعالجة احتياجات المزارعين.

و - الإئتمان

يجب توفير التسهيلات الائتمانية والقروض لصغار المزارعين وأولئك الذين يفتقرون إلى الموارد المالية.

ز - توافر المدخلات

ينبغي للحكومات أن تضمن توافر البذور والأسمدة والمبيدات والآلات لمختلف العمليات الزراعية وتمكين المزارعين من الحصول على خدمات الصيانة الضرورية.

ح - البذور ذات النوعية الجيدة

إن استخدام البذور ذات النوعية الجيدة يعد العامل الأكثر أهمية في تحقيق غلات وفيرة. ويقع على الحكومات والقطاع الخاص عبء يتمثل في لعب دور هام في وضع البرامج لتوفير البذور ذات النوعية الجيدة من الأصناف والهجن المطروحة في السوق. كما ينبغي للحكومات أن تصدر التشريعات الملائمة بشأن إكثار البذور واعتمادها.

ط - تقليص فواقد ما بعد الحصاد

إن استخدام التكنولوجيات الأكثر كفاءة بشأن مناولة الأرز وتجفيفه وتخزينه وضربه تعد أمورا أساسية في تقليل فواقد ما بعد الحصاد.

ي - نقل التكنولوجيا

نشر الخبرات المتعلقة بالأصناف المحسنة والأساليب الزراعية وذلك من خلال برامج الإرشاد ونقل التكنولوجيا.

دال- العناصر المقترحة في استراتيجية التنمية المستدامة لنظم إنتاج الأرز في الإقليم

7- يتطلب تحقيق زيادة مستدامة في إنتاج الأرز في إقليم الشرق الأدنى، بوجه عام، إتباع استراتيجيات للتغلب على العقبات التي تحد من زيادة إنتاج الأرز. ويجب أن تركز هذه الاستراتيجيات على ما يلي: صياغة السياسات الحكومية الملائمة لدعم وضع برامج إنتاج الأرز، وزيادة غلة الأرز من خلال استنباط وتوزيع الأرز الهجين ونظم الإدارة المتكاملة للمحاصيل، وتحسين تكنولوجيا ما بعد الحصاد من خلال البحوث والإرشاد، وتوفير المرافق الأساسية وإمكانات الحصول على المدخلات.

8- إن تنفيذ السنة الدولية للأرز كما أعلنت عن ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة من شأنه أن يعمق الوعي بأهمية الأرز لتحقيق الأمن الغذائي وتقليص وطأة الفقر في الشرق الأدنى. كما أن ذلك سوف يزيد من الدعم والالتزام بالإنتاج المستدام للأرز في الإقليم.

ثالثا- السنة الدولية للأرز
ألف - خلفيـة
9- جاءت مبادرة تخصيص سنة دولية للأرز عام 1999، عندما طلب المعهد الدولي لأبحاث الأرز من منظمة الأغذية والزراعة(FAO) التعاون فى الإعلان عن السنة الدولية للأرز استجابة لمخاوف أعضائه المتزايدة بشأن القضايا الهامة التى تواجه الأرز. وقد أدى ذلك إلى إصدار القرار رقم 2/2001 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الواحد والثلاثين والذى طولبت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن السنة الدولية للأرز. وقد قامت الفلبين مدعومة بثلاثة وأربعين دولة بتقديم هذا الطلب للجلسة السابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى قامت بدورها بإعلان سنة 2004 "كسنة دولية للأرز" وذلك فى 16 ديسمبر 2002. ولم يسبق فى تاريخ الجمعية العامة للأمم المتحدة أن قامت بتخصيص سنة دولية لأى محصول من المحاصيل. وقد تم دعوة منظمة الأغذية والزراعة لتسهيل تنفيذ السنة الدولية للأرز بالتعاون مع المنظمات المعنية.

10- إن شعار السنة الدولية للأرز "الأرز هو الحياة" يعكس أهمية الأرز كمصدر أساسي للغذاء، وهو يأتى عن قناعة بأن النظم المعتمدة على الأرز تعتبر ضرورية لتأمين الطعام، وللقضاء على الفقر وتحسين مستوى معيشة الناس. ويعتبر الأرز مصدر الغذاء الأساسي بالنسبة لأكثر من نصف سكان العالم. ففي آسيا وحدها يحصل حوالي 2 مليار شخص على 60-70 في المائة من الطاقة اللازمة لهم من تناول الأرز ومشتقاته. وهو مصدر الغذاء الأكثر نمواً فى إفريقيا ويعد ذو أهمية بالغة بالنسبة للأمن الغذائي لعدد متزايد من الدول التى تعانى من الدخل المتدني والعجز الغذائي. وتعتبر النظم المرتكزة على الأرز وعمليات ما بعد جنى المحصول مسؤولة عن توظيف حوالي مليار شخص فى المناطق الريفية فى الدول النامية حيث ينتج أربعة أخماس الأرز فى العالم بواسطة صغار المزارعين فى تلك الدول ذات الدخل المنخفض. وبالتالي فإن فعالية النظم المرتكزة على إنتاج الأرز ضرورية لتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة على الأخص فى المناطق الريفية.

11- هناك حوالي 840 مليون شخص يعانون من سوء التغذية بما فيهم 200 مليون طفل فى الدول النامية. وسيساهم تحسين إنتاجية نظم الأرز في القضاء على مستوى الفقر غير المقبول. إلا أن إنتاج الأرز يعانى من قيود كثيرة، بما فى ذلك تناقص معدلات نمو المحصول، ونضوب الموارد الطبيعية، والنقص فى العمالة، والمشكلات المتعلقة بمشاركة المرأة، والقيود على المنظمات، والتلوث البيئي. وسيتطلب تحسين استمرارية وإنتاجية النظم المرتكزة على إنتاج الأرز، مع حماية البيئة والحفاظ عليها، التزام العديد من قطاعات المجتمع المدني والحكومة مع قيام الحكومات فيما بينها باتخاذ الإجراءات اللازمة.

12- تعطى العديد من الدول الكثير من الأهمية للتنمية المستدامة للأرز، وهناك عدد متزايد من المبادرات العالمية التى تهدف لتشجيع ذلك. بما فى هذا الفصل الخاص بالتنمية الزراعية والريفية المستدامة من جدول أعمال القرن الحادي والعشرين الذي تمت الموافق عليه فى قمة ريو عام 1992، والمؤتمر العالمي للتنمية المستدامة عام 2002 وإعلان عام 1996 المتعلق بالأمن الغذائي العالمي، وخطة العمل الخاصة بالقمة العالمية للغذاء، وإعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000. ومن بين الأدوات التشريعية المستخدمة بين الحكومات والتي تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة للأرز هي تلك المتعلقة بلجنة الدستور الغذائي (Codex Alimentarius)، وتغيير المناخ، والاتفاقيات التجارية وإلغاء حواجز التعرفة الجمركية، والتنوع البيولوجى والاستخدام الآمن للأصناف البيولوجية المعدلة وراثياً (GMO)، وتوفير المصادر الوراثية النباتية بشكل متكافىء وتبادل المنفعة فيما يتعلق بها. ووجود تلك المبادرات جنباً إلى جنب مع السنة الدولية للأرز يؤكد على أنه فى ظل عالم ملئ بالمؤسسات، والمجتمعات، والاقتصاديات المترابطة مع بعضها البعض؛ يصبح تنسيق الجهود أمراً ضرورياً، بما في ذلك تقاسم المسئوليات عن طريق المشاركة الفعالة على جميع المستويات بدءاً من المستوى المحلى إلى العالمي.

باء. "الأرز هو الحياة": عناصر النظم المرتكزة على الأرز

13- إن السنة الدولية للأرز تعتبر الأرز نقطة الالتقاء التى يمكن من خلالها أن نرى بوضوح العلاقات المترابطة التى تكون فيها كل من الزراعة، والأمن الغذائي، والتغذية، والتنوع البيولوجي الزراعي، والبيئة، والثقافة، والاقتصاد والعلوم، ومشاركة المرأة والعمالة، تكون معتمدة على بعضها البعض.

• 1إنتاج الأرز: من موطنه الأصلي آسيا، انتشرت زراعة الأرز فى 113 دولة وفى جميع القارات ما عدا القطب المتجمد الجنوبي. وهو ينمو فى نطاق واسع من نظم رطوبة التربة التى تتراوح من مناطق معمورة بالمياه إلى الأراضي الجافة، وفى ظروف مختلفة للتربة. ويلعب الأرز أدواراً عديدة تتصل ببعض العوامل الهامة كالأمن الغذائي والتنمية الريفية والاقتصادية، الموضحة أدناه.
• 2التغذية: فى الدول النامية ككل، يعتبر الأرز مسئولاً عن 27 في المائة من الطاقة التى يحصل عليها الإنسان من الغذاء وما نسبته 20 في المائة مما يحصل عليه من البروتين.
• 3التنوع البيولوجي الزراعي: تعتبر النظم المرتكزة على الأرز معقلاً للتنوع البيولوجي. وهى تختلط بشكل جيد مع أنشطة الإنتاج الزراعي الأخرى، كما يحدث فى حالة تربية الأسماك أو البط فى حقول الأرز المغمورة بالمياه، أو استخدام قش الأرز كعلف للماشية. وبالتالي، فإن البط والسمك يتغذيان على الأعشاب والكائنات المائية الصغيرة، بينما تساعد الماشية فى النقل وإعداد الأرض، بالإضافة إلى توفير السماد العضوي. كما ينمو الأرز فى مع الخضروات وأشجار الفاكهة، مثل الموز وجوز الهند. وتعتبر حقول الأرز مرتعاً لنطاق واسع من المفترسات الطبيعية مما يساعد على الحد من الحشرات الضارة. وبهذه الطريقة، فإن النظم المعتمدة على الأرز توفر فرصاً سانحة لتحسين التغذية، والتنوع الزراعي، وزيادة الدخل، وحماية الموارد الوراثية والزراعية.
• 4المياه وإدارة الأراضي: يعتبر الأرز هو النوع الوحيد من الحبوب الذي يتحمل الإغراق بالمياه ويمكن للنظم المرتكزة على الأرز أن تستخدم موارد المياه والأراضي المتاحة بشكل فعال. وتسمح المصاطب الزراعية المقامة على سفوح شديدة الانحدار، وتساعد على الحيلولة دون تآكل التربة أو انزلاق الأراضي، وتساعد على السيطرة على الفيضانات، وتقلل من نمو الأعشاب الضارة وتعمل على نفادية المياه وإعادة شحن المياه الجوفية، بينما تساعد ظروف غمر المياه على تكوين طبقات من المواد العضوية فى التربة.
• 5العمالة والدخل: تعتبر زراعة الأرز النشاط الرئيسي ومصدر الدخل الرئيسي لحوالي 100 مليون أسرة فى آسيا، وإفريقيا، وتعتمد عدة دول بشكل كبير على الأرز كمصدر أساسي لدخلها من النقد الأجنبي والإيرادات الحكومية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن دراس وطحن ومعالجة الأرز ونقله إلى الأسواق وطهيه تشكل مصدراً للرزق للكثيرين فى المناطق الريفية. كما يحقق البعض الآخر من القرويين دخلاً من إنتاج وخدمة وصيانة أدوات ومعدات زراعة الأرز وعمليات ما بعد الحصاد.
• 6مشاركة المرأة: عادة ما يكون للرجال والنساء خبرات ومعرفة مختلفة بالزراعة، وتلعب النساء دوراً هاماً فى كل من إنتاج الأرز وأنشطة ما بعد جنى المحصول. إلا أن النساء لا تتوفر لهن التسهيلات الائتمانية، والمدخلات الزارعية، وتسهيلات التسويق، والمعلومات المتعلقة بخدمات الإرشاد، وكثيراً ما يفوتهن الانتفاع بمزايا زراعة الأرز المحسن في حقولهن.
• 7العلم: تساعد التكنولوجيا المحسنة المزارعين على زراعة المزيد من الأرز في أراض محدودة المساحة مع تقليل الحاجة إلى المياه والعمالة والكيماويات الزراعية. وقد أسفرت نتائج الدراسات الوراثية فى المعامل الخاصة والعامة عن إنشاء قاعدة بيانات شاملة للحمض النووي للأرز (الدنا)، والتي تعتبر مفيدة بالنسبة لمربي النبات فى إنتاج أنواع مختلفة من الأرز ذات محصول أفضل وأكثر مقاومة للحشرات والآفات الزراعية. كما أن لتلك الأنواع تحمل أكبر للضغوط غير الحيوية مثل الجفاف، والملوحة، بالإضافة إلى أن لها قيمة غذائية أكبر. أما ما يسمى الأرز الذهبي، فهو أحد منتجات الهندسة الوراثية ويحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، وتعتبره نظم الأبحاث الدولية والقومية على أنه آمن من الناحية الحيوية. كما ساعد تطبيق النظم المتكاملة لإدارة المحاصيل على زيادة الفعالية لإنتاج الأرز مع تقليص تكاليف الإنتاج والتأثيرات البيئية السلبية.
• 8القضايا السياسة والاقتصادية: طيلة العديد من العقود، كان الأرز أحد السلع الزراعية الأكثر حماية، ولكن منذ الثمانينيات، طرأ تغير على هذا الوضع نتيجة برامج تكييف البني الهيكلية، واتفاقية منظمة التجارة العالمية عام 1994 حول الزراعة، مم نتج عنه توسع كبير فى تجارة الأرز دولياً. إلا أن المستهلكين من قاطني المناطق الحضرية يتمتعون بغالبية المزايا (على الأخص انخفاض الأسعار)، بينما يعانى صغار المزارعين من ذوى الدخل المحدود بالأرياف فى الدول النامية من وطأة هذا التغيير. حيث تواجه الدول النامية حالياً تحدياً فيما يتعلق بمحاولة الاستفادة بالمزايا المرتبطة بتخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، مع معالجة أزمة صغار المزارعين فى الوقت ذاته.

جيم - السنة الدولية للأرز: التحديات والفرص

14- توفر السنة الدولية للأرز فرصة لاستخدام مدخلاً جماعياً تجاه حل القضايا المعقدة التى تؤثر على التنمية المستدامة للأرز وللنظم المرتكزة على الأرز. ولهذا أبعاد فنية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية بما فى ذلك دور الأرز فى الوفاء بمتطلبات الإنسان.

• 1تحسين الأمن الغذائيي والتغذية: على الرغم من أن الأرز يعتبر مصدراً غنياً للطاقة والبروتين، إلا أن الأحماض الأمينية به غير كاملة، وهو يحتوى على كميات محدودة من العناصر الغذائية الصغرى الضرورية. ومن الممكن تحسين القيمة الغذائية للأرز عن طريق تحسين معالجته وطهيه، واستخدام الأنواع المختلفة للأرز التى تحتوى على قيمة غذائية عالية، وتدعيم الأرز المحتوى على الفيتامينات والمواد المعدنية (من خلال استخدام تكنولوجيات الغذاء). ومن الممكن تحسين الأمن الغذائي من خلال تشجيع المحاصيل التكميلية، وتربية المواشي، وأنشطة صيد السمك فى نطاق النظم المرتكزة على الأرز. من الممكن أن تساعد السنة الدولية للأرز الدول على وضع البنية التحتية التى تدعم الاستخدام المسؤول للبيوتكنولوجي. كما يمكن أن تساعد على زيادة الوعي بالحاجة إلى دعم التنوع فى أنواع الأرز للتقليل من نقاط الضعف الوراثية ولتحسين كل من إنتاجية ونوعية الأرز.و يساهم التنوع فى النظم المرتكزة على الأرز بشكل كبير فى دعم دخل سكان الريف وتحقيق التغذية الكاملة، والتوازن فى الوجبات الغذائية.
• 2تحسين إنتاجية النظم المرتكزة على الأرز: تتطلب التنمية المستدامة للأرز تحقيق ما يلي: (أ) إجراء تحسينات وراثية لتحقيق إمكانية زيادة المحصول، مثل الأرز الهجين، (ب) تطبيق أساليب أفضل فى إدارة المحاصيل، (ج) التقليل من فواقد ما بعد الحصاد، (د) وضع نظم إنتاج متكاملة. كما يتطلب ذلك تحسين القدرات الوطنية من خلال التدريب وتبادل المعلومات، ونقل التكنولوجيا الجديدة التى تم اختبارها للتحقق من الأمان فى استخدامها بالحقل على المستوى القومي.
• 3إدارة الموارد المائية: هناك قلق متزايد بشأن استمرارية توافر الموارد المائية. ومن الممكن معالجة ندرة المياه من خلال تقليل كمية المياه المطلوبة (من خلال تطوير أنواع جديدة من أنواع الأرز أو تحسين نظم الري) أو عن طريق معالجة المياه وإعادة استخدامها. هذا وستؤدى زراعة الأرز فى النظم قليلة المياه إلى إحداث تغييرات فى إدارة المياه والمواد الغذائية، وطرق جنى المحصول، والممارسات الزراعية. ومن الممكن أن تساعد السنة الدولية للأرز على تحسين معرفة تكاليف ومزايا استخدام الأرز فى النظم المرتكزة على الأرز (أنماط الحياة المختلفة التى تدعمها مثل هذه النظم). كما ستكون هناك حاجة للتطوير التكنولوجي والتدخلات الإدارية.
• 4الحماية البيئية: تتضمن المخاوف البيئية فى إنتاج الأرز الاستخدام غير الواعي لمبيدات الآفات، والاستخدام غير الفعال للأسمدة، وانبعاث الغازات الناتجة عن الاحتباس الحراري عند زراعة النباتات. وفى الوقت ذاته، فإن النظم البيئية المبنية على الأرز تحتوى على ثروة من التنوع البيولوجي، وتستخرج غالبية المواد الزراعية التى يستخدمها المزارعون الفقراء من الحبوب التى ينتجونها بأنفسهم والتي تمثل أجيالاً من الموارد الوراثية. ستساعد السنة الدولية للأرز على نشر الوعي بأهمية حماية الموارد الوراثية الحيوية والموارد الطبيعية وستساعد الأطراف المعنية على تبادل الأفكار حول القضايا البيئية، والتحديات والفرص.
• 5النظم التقليدية المرتكزة على الأرز كجزء من التراث العالمي: سترفع السنة الدولية للأرز من الوعي بضرورة المحافظة على أنظمة إنتاج الأرز التقليدية كعلامات مميزة لهذا النظام مما يستدعي حمايته من الانحسار. ويعتبر تضمين النظم المتميزة المرتكزة على الأرز فى مشروع نظم التراث الزراعي المهمة في العالم الذي يشارك فيه عدد من الأطراف المعنية، والعديد من الوكالات فرصة عظيمة. ومن المتوقع أن يقود هذا المشروع إلى خلق شريحة جديدة لتراث زراعي عالمي ضمن معرض التراث العالمي.
• 6السياق المؤسسي: هناك حاجة للمزيد من الشراكات والتوسع فى الشراكات القائمة بين الحكومات والمؤسسات غير الحكومية المعنية بالتنمية والزراعة (بما فى ذلك القطاع الخاص) وذلك للعمل على إتاحة الأراضي، والتسهيلات الائتمانية والمعلومات والتكنولوجيا الجديدة والابتكارات للمزارعين وعلى الأخص النساء منهم، وسيكون ذلك بمثابة تحدٍ أساسي في العديد من الدول.
• 7التحديات وفرص التعاون: إن التحدي العام بالنسبة للنظم المرتكزة على الأرز هو تحديد وتنفيذ الحلول التعاونية لتنمية الأرز، ولن يكون تنفيذها ممكناً إلا إذا أدرك كل من متخذي القرار، والفنيين، والمزارعين، والمجتمع المدني العناصر العديدة المرتبطة بالإنتاج المستمر للأرز. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وضع سياسات حكيمة فى مجال تنمية الأرز يعتمد على التناغم بين الأدوات السياسية المختلفة التى عادة ما تقع تحت نطاق صلاحيات وزارات مختلفة. تهدف السنة الدولية للأرز إلى أن تكون "وسيطاً للمعلومات" فيما يتعلق بزيادة تبادل المعلومات، ونقل التكنولوجيا، واتخاذ الإجراءات المادية على جميع المستويات فى مجال منظومة إنتاج الأرز في جميع الدول للوصول إلى مدخل تعاوني فيما يتعلق بتنمية الأرز وتحسين إدارة النظم المرتكزة على هذا المحصول.

دال - إطار مفاهيم تنفيذ السنة الدولية للأرز

15- إن الهدف الأساسي من السنة الدولية للأرز هو تشجيع وتوجيه التنمية المستدامة للأرز والنظم المرتكزة عليه في الوقت الحاضر وفى المستقبل. ولتحقيق هذا الهدف الكبير، فإن استراتيجية السنة الدولية للأرز تركز على الأهداف المرحلية التالية:

• 1زيادة وعى الجماهير بالمساهمات التى تقوم بها النظم المرتكزة على الأرز من أجل تحقيق الأمن الغذائي، وتغذية أفضل، والقضاء على الفقر، وتحسين مستوى المعيشة.
• 2زيادة وعى الجماهير بتنوع ومدى تعقيد نظم الإنتاج المرتكزة على الأرز والتحديات والفرص المرتبطة بتنميتها المستدامة.
• 3تشجيع وتقديم الدعم الفني لضمان تنمية الأرز والنظم المعتمدة عليه على النطاق العالمى والإقليمى، والقومى، وعلى نطاق المجتمع المحلى.
• 4تشجيع حماية وتحسين المنتجات المعتمدة على الأرز لتحقيق المزايا الاقتصادية، والاجتماعية، والحضارية، والصحية لسكان العالم.

ولتحقيق أهدافها، ستلتزم السنة الدولية للأرز بالمبادىء الإرشادية التالية:

• 1تبنى منهاج يعتمد على المشاركة، والتشاور، والابتكار، والمبادرة مع الاعتراف بقدرات وإمكانيات كافة الأطراف المعنية فى تقديم مساهمة قيمة للعمل معاً على تحسين استمرارية النظم المرتكزة على الأرز.
• 2إدراك الاختلافات البيئية الزراعية، والاجتماعية الاقتصادية، والحضارية بين النظم المعتمدة على الأرز، بالإضافة إلى القيود التى تقيد استمرارية تنمية الأرز فى الأقاليم، والبلدان والمجتمعات المختلفة.
• 3تنسيق الجهود والمساهمات والمشاركات وتحقيق التناغم بينها وبين جميع الأطراف المعنية من خلال إطار متفق عليه.
16- إن الإطار الخاص بالسنة الدولية للأرز هذا العام سيتكون من نظام يتكون من الشركاء الذين يتم اختيارهم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة على المستوى العالمي والإقليمي، والقومي، والمحلى. وبصفتها المنظمة المكلفة بالقيادة، قامت منظمة الأغذية والزراعة بتأسيس وحدة معنية بالتنسيق والتنفيذ لتنسيق أنشطة السنة الدولية للأرز على جميع المستويات.

• 4إن أساس استراتيجية تنفيذ السنة الدولية للأرز هو إشراك المجتمع ككل فى المبادرة إلى اتخاذ إجراءات مشتركة تحقق المنفعة المتبادلة وتتناول التحديات التى تواجه الزيادة المستدامة فى إنتاج الأرز. ومن الممكن تحقيق ذلك من خلال جمع البيانات وتحليلها، ونشر المعلومات من خلال وسائل الإعلام المتعددة، وورش العمل على المستوى القومي والإقليمي، والعالمي، ومن خلال إقامة المسابقات والمعارض، وعمل دراسات الجدوى، وتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء، ومجتمعات المزارعين. ولأنشطة إصدار التقارير أهمية خاصة وستشمل الاتصال بالأطراف المعنية بغرض رصد أنشطتهم وتقديم النصح لهم فيما يتعلق بتلك الأنشطة، بالإضافة إلى إصدار تقرير نهائي لتقديمه للأمين العام للأمم المتحدة ولجميع الأطراف الرئيسية.
• 5وستضع السنة الدولية للأرز إطاراً لتحسين التنمية المستدامة لنظم الإنتاج المعتمدة على الأرز، وستقدم بعض طرق تحقيق ذلك. وستقوم السنة الدولية للأرز باستغلال مواردها بكفاءة عن طريق المساعدة فى إنشاء اللجان المنظمة للسنة الدولية للأرز وتقديم العون لها، ويمكن لهذه اللجان الاستمرار فى تطوير رؤية السنة الدولية للأرز بعد انتهائها.
• 6وبعد عام 2004، ستتعاون منظمة الأغذية والزراعة مع شركائها في عمل أنشطة متابعة لتحقيق التنمية المستدامة متوسطة وطويلة المدى لنظم الإنتاج المرتكزة على الأرز. ولابد من استمرار السعي لتحقيق الاستمرارية في هذا المجال بعد انتهاء السنة الدولية للأرز.