مقدمة

1- أصدر قادة العالم إعلان الألفية خلال قمة الألفية التى عقدت فى سبتمبر/ أيلول 2000. ويجمع الإعلان بين الأهداف الإنمائية للألفية ويعزز الأهداف التى اتفق عليها فى مؤتمرات القمة العالمية والمؤتمرات العالمية التى عقدت خلال التسعينات بما فى ذلك مؤتمر القمة العالمى للأغذية. ولكل هدف من الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية (أنظر الإطار 1) أرقام مستهدفة عددية ينبغى تحقيقها قبل عام 2015. وجرى تحديد مؤشرات للأرقام المستهدفة لرصد التقدم. وتشكل النسبة من مساحة الأراضى التى تغطيها الغابات فى العالم أحد المؤشرات الخاصة بالهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية.

2- علاوة على الأرقام المستهدفة الكمية والمحددة الوقت، يدعو إعلان الألفية إلى تنفيذ تدابير أخرى بما فى ذلك تكثيف الجهود "إدارة وصيانة جميع أنواع الغابات وتنميتها المستدامة"، وهو التزام دولى بالادارة المستدامة للغابات أعلن عام 1992 أثناء مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية، وتجسد فى المبادئ المتعلقة بالغابات والفصل 11 من جدول أعمال القرن 21. ودارت المداولات الحكومية الدولية التالية بشأن تعزيز التقدم صوب تحقيق التنمية المستدامة فى الفريق الحكومى الدولى المعنى بالغابات والمنتدى الحكومى المعنى بالغابات من عام 1995 وحتى 2000، وتواصلت فى منتدى الأمم المتحدة المعنى بالغابات فضلا عن المنتديات الأخرى.
3- وقد تعزز الإدراك الذى حدث فى مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية بشأن العلاقة بين الإدارة المستدامة للغابات والتنمية المستدامة بعد ذلك بعشر سنوات فى مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة الذى عقد فى جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا فى 2002. وهناك أعلنت البلدان أن تحقيق الإدارة المستدامة للغابات "هدف جوهرى للتنمية المستدامة" وأنها "وسيلة رئيسية لاستئصال الفقر والحد بدرجة كبيرة من إزالة الغابات ووقف خسائر التنوع البيولوجى الحرجى وتدهور الأراضى والموارد، وتحسين الأمن الغذائى والحصول على مياه الشرب الآمنة والطاقة التى فى متناول اليد ...".
4- وتتناول هذه الوثيقة مساهمة الغابات- - التى تشير بصورة جماعية إلى الغابات الطبيعية والمستزرعة، وغير ذلك من الأراضى الشجرية والأشجار خارج الغابات - - فى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وتؤكد الحاجة إلى زيادة الالتزام الدولى والعمل نحو تحقيق الإدارة المستدامة للغابات باعتبارها وسيلة للتنمية المستدامة.

الغابات والأهداف الإنمائية للألفية

5- تضطلع الغابات بدور، مباشر أو غير مباشر، فى معظم الأهداف الإنمائية للألفية من خلال وظائفها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتعددة. وتركز هذه الوثيقة على هدفين تقدم لهما الغابات أكثر المساهمات المباشرة ألا وهما: استئصال الفقر المدقع والجوع، وضمان الاستدامة البيئية.
6- غير أن المساهمات غير المباشرة للغابات فى الأهداف الإنمائية الأخرى للألفية تستحق الإشارة. فالغابات تساعد فى الحد من الوفيات بين الأطفال وتحسن من صحة الأم من خلال تحسين الأمن الغذائى والحصول على الأدوية الطبيعية. ويساعد الدخل المستمد من الغابات فى تمكين الأسر الريفية من إرسال أولادها إلى المدارس الابتدائية. وتساعد البرامج الحرجية الواعية بالمساواة بين الجنسين فى مختلف أنحاء العالم فى تمكين النساء وتحسين فرص حصولهن على المنافع المستمدة من الغابات. وتتخذ تدابير مختلفة ذات صلة بالغابات للتخفيف من التأثيرات السلبية لفيروس نقص المناعة الطبيعية/ متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والأمراض الأخرى.
7- وقد كتب الكثير عن العلاقة بين الفقر وإزالة الغابات فى أماكن كثيرة، والفقـر (بما فى ذلك انعدام الأمن الغذائى) سبب أساسي من أسباب إزالة الغابات وتدهورها. ولقد أولى الاهتمام، مؤخرا، للصلات بين الغابات والحد من الفقر، وبين الغابات والأمن الغذائى. فعشرات الملايين من الناس يعتمدون على الغابات باعتبارها مصـــدرا رئيسيا للمعيشــــــة والدخل النقدى، فى حين يعتمـــد مئات الملايين علـــى الغابات فى استكمال سبل معيشتهم (Angelsen and Wunder, 2003).
8- فالغابات والأشجار خارج الغابات تنتج الأغذية والوقود، ولأغراض أخرى (مثل مواد البناء والأثاث والورق وغير ذلك) وطائفة عريضة من المنتجات الحرجية غير الخشبية (مثل لحوم الطرائد والأعلاف والألياف والزيوت والأدوية وغير ذلك) للاستخدامات المعيشية، وللبيع فى الأسواق المحلية. ويمكن أن توفر الغابات سلال أمان حاسمة، وإبقاء الكثير من سكان الريف الفقراء بمنأى عن الوقوع بدرجة أكبر بين براثن الفقر أو العمل كشريان حياة فى أوقات الطوارئ (أنظر الموجز، المنظمة 2003).
9- وتنطوى الغابات على إمكانية مساعدة الناس على النهوض من الفقر وذلك مثلا من خلال ضمان فرص العمل المعتمدة على الغابات وتطوير المنشئات الحرجية الصغيرة. وتشير التقديرات إلى أن 12.9 مليون نسمة يعملون فى القطاع الحرجى الصناعى، وتشير التحليلات التى أجرتها منظمة العمل الدولية إلى أنه يتوقع اشتراك ضعف هذا العدد (وخاصة من قطاعات المجتمع الأكثر فقرا) فى القطاع غير الرسمى (مثل جمع وبيع حطب الوقود والمنتجات غير الخشبية) (Lebedys, 2004).
10- وقد أخذت المدفوعات مقابل الخدمات البيئية من الغابات تنشأ باعتبارها مصدرا محتملا للدخل، غير أنه مازال من غير المؤكد معرفة حجم ومدى انتشار التحويلات (ودرجة استفادة الفقراء). غير أن هذا المجال الذى ينطوى على أهمية، جدير بالتناول بمزيد من التفصيل.
11- إن الإخفاق فى تحقيق الاستقرار البيئى سوف يقوض جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتضطلع الغابات بدور رئيسي فى تحقيق الاستدامة لسلامة البيئة من خلال التخفيف من تغير المناخ، وصيانة التنوع البيولوجى، والمحافظة على موارد المياه نظيفة وموثوق بها، ومكافحة التعرية، وحماية التربة الزراعية، واستدامة وتعزيز الإنتاجية، وحماية الموارد الساحلية والبحرية، وتوفير الطاقة المتجددة ومنخفضة التكلفة، وتعزز البيئة الحضرية. وهذه الخدمات البيئية حسنة التوثيق ومنافعها الاجتماعية مفهومة تماما إلاّ أن وسائل الاستفادة من قيمها الاقتصادية مازالت غير متطورة بالقدر الكافى.
12- ومن المهم النظر لا إلى الخدمات البيئية فقط التى توفرها الغابات بل والى مايمكن أن تكون عليه التأثيرات البيئية إذا تقلصت السلع الحرجية. فالأخشاب مصدر الطاقة المتجددة ومواد البناء والتغليف. وبدائل هذه المواد ليست صديقة للبيئة.
13- ولم تخضع مساهمات الأشجار خارج الغابات بما فى ذلك نظم الزراعة المختلطة بالغابات فى الحد من الفقر والجوع، والاستدامة البيئية وغير ذلك من الأهداف الإنمائية للألفية لنفس القدر من التحليل الدقيق الذى حظيت به تلك المستمدة من الغابات إلاّ أن من الواضح أنها كبيرة (Garrity, 2004). فسكان الريف فى جميع أنحاء العالم يعتمدون على الأشجار فى المزارع وفى النظم الرعوية المختلطة بالغابات فى توفير الإنتاج والحماية. فالأشجار فى الأراضي الزراعية، وفى نظم الرعى والمتناثرة فى المناظر الطبيعية تشكل مصدرا للمنتجات الخاصة بالاستخدامات المعيشية والبيع. وتسهم الأشجار فى الأمن الغذائى والتخفيف من وطأة الفقر من خلال تحسين الإنتاجية الزراعية، وتنويع الدخل، والحد من المخاطر، وثمة حاجة إلى تحسين الفهم بدور الأشجار خارج الغابات ولاسيما فى نظم الزراعة المختلطة بالغابات فى التخفيف من وطأة الفقر، وتحقيق الأمن الغذائى، واستدامة البيئة وينبغى الاعتراف بالزراعة المختلطة بالغابات باعتبارها جزءا من الاستراتيجيات والبرامج القطرية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

القضايا والفرص أمام التدابير المعتمدة على الغابات

14- جرى تحديد الاستراتيجيات التى تستهدف الحد من الفقر بالاعتماد على قطاع الغابات من خلال العديد من المنظمات وخلال الاجتماعات الأخيرة. وحدد "المنتدى الخاص بالطرق التى يمكن بها للغابات أن تحد من الفقر" وهو اجتماع نظمته المنظمة عام 2001 بدعم من وزارة التنمية الدولية فى المملكة المتحدة، الطرق التى يمكن بها للأشجار والغابات أن تساهم فى الأمن الغذائى والحد من الفقر (المنظمة 2001). ووضع الاجتماع "خطة للعمل" مكونة من أربع نقاط لمعالجة العقبات التي تحول دون استفادة الفقراء من الغابات والموارد الحرجية (أنظر الإطار 2).
15- وتدعو الأهداف الإنمائية للألفية إلى إدراج مبادئ التنمية المستدامة فى السياسات البيئية . ويجرى إدراج الاستدامة البيئية فى المسار الرئيسي للسياسات الحرجية فى مختلف أنحاء العالم وخاصة منذ مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية، وفى نفس الوقت يبدو أن دمج أهداف الحد من الفقر والجوع فى السياسات والخطط الحرجية أقل انتشارا.
16- وبوسع الغابات المجتمعية أو الغابات التشاركية، بصورة خاصة أن تعالج مسألة الحد من الفقر. وقد أصبحت الغابات المجتمعية نهجا مقبولا وراسخا الآن فى مختلف البلدان فى مختلف أقاليم العالم، وبدأت البرامج فى تحقيق المنافع المالية وغيرها من المنافع. كذلك فإن تحسين حقوق السكان المحليين، والحصول على الموارد الحرجية من الشروط الأساسية لنجاح برامج الغابات المجتمعية. غير أنه مازال يتعين عمل الكثير لتوضيح وضمان حقوق الحصول على المنافع. ويعمل الكثير من البلدان على تعزيز حسن تسيير الأمور فى الغابات، ويتم بعضه من خلال عمليات لامركزية تتيح للفقراء الحصول على مزيد من المنافع من الغابات والمشاركة بدرجة أكبر فى صنع القرار وإدارة الغابات ذاتها.
17- وفى حين أن تحسين الحقوق وفرص الحصول على الموارد الحرجية وتطوير المنشئات الحرجية الصغيرة (بما فى ذلك الشراكات بين المجتمع والقطاع الخاص) تظهر بعض الأمل فى الحد من الفقر، فإن الحقائق السياسية والاقتصادية السائدة محليا، وتكاليف الفرصة البديلة لاستخدام الموارد المحلية وغير ذلك من العوامل قـد تحول دون استفادة الفقراء من برامج الغابات المجتمعية إلى المدى المتوخى. ويبرز ذلك الحاجة إلى سياسات وبرامج تستهدف الفقراء بصورة صريحة. غير أن هناك بضعة أمثلة على النهج والمنهجيات الاستراتيجية التى تصمم بصورة خاصة لتحسين الوسائل التى يمكن بها للغابات أن تعالج الحد من الفقر أو تلافيه (Gilmour et al., 2004).
18- وعلى الرغم مما أحرز من تقدم فى إدراج أهداف التنمية المستدامة فى سياسات قطاع الغابات وتخطيطه، فإن دمج الغابات والزراعة المختلطة بالغابات فى الخطط الوطنية للتنمية المستدامة مازال أقل تقدما. فالغابات والزراعة المختلطة بالغابات يتعرضان للتجاهل أو للظهور بصورة باهتة فى معظم أوراق الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر، وفى آليات التخطيط الرئيسية على المستوى القطرى لتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية. وكثيرا مايكون لإدارات الغابات مشاركة محدودة فى وضع أوراق الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر وغير ذلك من خطط التنمية المستدامة. وقد يحتاج قطاع الغابات إلى إجراء تحليل أكثر دقة للصلات بين الغابات والأشجار والأسواق ذاتها باعتبار ذلك عنصرا هاما فى استراتيجيات الحد من الفقر، وأن يكون أكثر استباقا على المستوى الوطنى فى عملية أوراق الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر لضمان مراعاة القضايا ذات الصلة بالغابات.
19- وقد قامت المنظمات الثنائية ومتعددة الأطراف بإعادة توجيه سياساتها وبرامجها للتركيز على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وعدلت المنظمات الرئيسية، بما فى ذلك البنك الدولى، أهدافها واستراتيجيات التمويل لديها لتتناسب مع الأهداف الإنمائية للألفية، ويقوم العديد منها بتوجيه تمويلها المخصص لقطاع الغابات إلى البرامج التى تعالج الفقر Grosnow, 2003)، والبنك الدولي 2004(. وتشكل المعالجة المحدودة للغابات فى أوراق الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر، وهى الأوراق التى توجه التمويل المقدم من الجهات المتبرعة، عائقا أمام الدعم الخارجى لقطاع الغابات فى البلدان النامية.
20- ويعتبر التنسيق المشترك بين القطاعات عنصرا هاما فى تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية إلاّ أنه أساسي بصورة خاصة للحد من الفقر والجوع وضمان الاستدامة البيئية وهى قضايا مشتركة بين القطاعات بدرجة كبيرة بحكم طبيعتها. ولذا فإن تحسين التعاون والتنسيق بين القطاعات سوف يساعد الجهود التى تبذل لدمج مبادئ التنمية المستدامة فى السياسات المعتمدة على الغابات، ولدمج الغابات فى خطط التنمية المستدامة.
21- وتميل جهود الحد من الفقر المعتمدة على الغابات إلى أن ترتبط بالاستخدامات الأخرى للأراضى، وينبغى أن تشكل جزءا من استراتيجيات التنمية الريفية. وعلى العكس من ذلك فإن إمكانية الغابات والأشجار خارج الغابات على المساهمة فى الاستدامة البيئية لايمكن أن تتحقق بالكامل دون تعاون وتنسيق بين القطاعات. يعتبر التنسيق المشترك بين القطاعات، رغم صعوبته واستهلاكه للوقت، ضروريا للقرارات السليمة بشأن استخدام الأراضى وتخصيص الموارد ولاسيما عندما تكون هناك مبادلات بين الأهداف الإنمائية الوطنية. فعلى سبيل المثال، فإن من المحتم تحويل بعض أراضى الغابات إلى الزراعة من أجل الحد من الفقر والجوع إلاّ أن ذلك سوف يكون له تأثيرات اقتصادية وبيئية واجتماعية. وتحتاج البلدان إلى آليات تخطيط فعالة مشتركة بين القطاعات لتحديد تلك الأراضى التي تحقق مساهمة أكبر نسبيا فى التنمية المستدامة إذا تم تحويلها من الغابات إلى الاستخدامات الأخرى للأراضى، وللتقليل إلى أدنى حد ممكن من التأثيرات السلبية على الغطاء الأرضى والتغيرات فى استخدام الأراضى.
رصد وتقييم التقدم
22- سوف يجرى مؤتمر الألفية +5 وهو اجتماع رفيع المستوى من المقرر عقده فى مقر الأمم المتحدة من 14 إلى 16 سبتمبر/ أيلول 2005 استعراضا شاملا للتقدم المحرز فى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتحقيق الالتزام الذى أعلن فى مؤتمرات الأمم المتحدة الرئيسية ومؤتمرات القمة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية ومايتصل بها من مجالات. وسوف تبلغ البيانات الخاصة بالمؤشر ذى الصلة بالغابات- الذى يمثل نسبة مساحة الأراضى المغطاة بالغابات- فيما يتعلق بالهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية لضمان الاستدامة البيئية. ويتضمن تقرير سير العمل الذى ستقدمه إدارة الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية "إصلاح خسائر الغابات" باعتباره رقما مستهدفا¹. وسوف تقدم صورة أشمل لمساهمة الغابات فى التنمية المستدامة فى "تسلسل الوقائع" الخاص بالهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية. وسوف تستخدم البيانات من التقييم العالمى للموارد الحرجية للمنظمة فى إعداد مؤشر الغابات فى الأهداف الإنمائية للألفية، وتتعاون المنظمة مع كيانات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية فى صياغة "تسلسل الوقائع".
23- ويمكن أن يستخدم الاتفاق حول الرقم المستهدف القابل للقياس بشأن الغابات فى سياق الأهداف الإنمائية للألفية فى طائفة من الأغراض ويساعد على تعزيز تنفيذ التدابير المتفق عليها بشأن الإدارة المستدامة للغابات. ويمكن أن يستخدم بوصفه تذكيرا مفيدا لمساهمة الغابات فى التنمية المستدامة. ويوفر أساسا لتقييم ورصد التقدم ومن ثم بيان ما إذا كانت الجهود الحالية هى جهود كافية. ويمكن أن يساعد فى توجيه مستقبل الحوار الحكومى الدولى بشأن الغابات من خلال توفير الوسائل لبيان الأماكن التى تحتاج إلى بناء قدرات، وستكون الموارد الجديدة والإضافية مفيدة، ويتعين تحقيق الوصول إلى الأسواق كما أن التقانة الجديدة تعتبر ضرورية. ويمكن للبلدان أن تضع فى سياق هذا الرقم المستهدف، كما فعل الكثير منها بالفعل، أرقامها المستهدفة الوطنية الخاصة بها ذات الصلة بالادارة المستدامة للغابات من أجل المساهمة فى تحقيق الرقم المستهدف العالمى ضمن أولوياتها الوطنية وعلى أساس الاتفاقات المبرمة على المستوى الدولى.
24- وتوفر البيانات التى جمعتها المنظمة الأساس لرصد الاتجاهات فى الموارد الحرجية على المستوى العالمى. وسوف تكون المنظمة بذلك فى وضع جيد يتيح لها توفير المدخلات الفنية للجهود الحكومية الدولية لوضع أرقام مستهدفة متفق عليها دوليا تتعلق بالغابات على المستوى العالمى. ويمكن أن تجرى المداولات الحكومية الدولية بشأن الأرقام المستهدفة للغابات ضمن الترتيب الدولى المعنى بالغابات. ويمكن النظر فى وضع هذا الرقم المستهدف أثناء استعراض التقدم فى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الذى سيجرى تحت إشراف الجمعية العامة للأمم المتحدة.
25- ويتوقع جدول الأعمال المؤقت للاجتماع الوزارى المعنى بالغابات المقرر عقده يوم 14 مارس/ آذار 2005 إجراء مناقشات بشأن القيمة المحتملة للرقم المستهدف ذى الصلة بالغابات على المستوى العالمى. فإذا وافق الوزراء على وضع هذا الرقم المستهدف، يمكنهم دعوة المنظمة إلى المساعدة فى هذا الجهد. وقد تود لجنة الغابات توفير التوجيه للمنظمة بشأن عملية تقديم المدخلات الفنية لدعم حوار حكومى دولى لوضع هذا الرقم المستهدف.

الدعم الذى يقدمه قطاع الغابات فى المنظمة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية

26- تقدم المنظمة الدعم بنشاط لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وخاصة الهدفين الأول والسابع من خلال برنامج عملها فى قطاع الغابات.
27- تتمثل الأولوية العليا لبرامج المنظمة فى قطاع الغابات فى مساعدة البلدان فى جهودها للاضطلاع بالإدارة المستدامة للغابات. وتعمل المنظمة فى مجال إدارة الغابات وصيانتها بما فى ذلك تقييم الغابات وإحصاءاتها، ودراسات توقعات قطاع الغابات، ووضع السياسات وتعزيز المؤسسات وخاصة من خلال برامج الغابات الوطنية، والغابات المجتمعية والزراعة المختلطة بالغابات والمنتجات الحرجية الخشبية وغير الخشبية. وتوفر هيئات الغابات الإقليمية منتدى للبلدان لتقاسم المعارف والخبرات. كذلك فإن الدعم الذى تقدمه المنظمة للعمليات الإقليمية والدولية المتعلقة بالمعايير والمواصفات الخاصة بالإدارة المستدامة للغابات يعتبر ذا صلة بذلك أيضا. وتساعد وظيفة المصلحة فى توفير المعلومات والتدريب بما فى ذلك من خلال تقرير حالة الغابات فى العالم ونشرة أوناسيلفيا فى استثارة الوعى بمساهمة الإدارة المستدامة للغابات فى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
28- ويسهم عمل المنظمة منذ فترة طويلة فى تعزيز الإدارة المستدامة للغابات فى تحقيق الهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية وهو ضمان الاستدامة البيئية. وقد عالجت المنظمة مؤخرا دورها فى تعزيز مساهمة الغابات فى الحد من الفقر والجوع. وتتضمن الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2006-2011 كيانا برامجيا يتعلق بالغابات والتخفيف من وطأة الفقر والأمن الغذائي، وكيانا آخر عن الغابات التشاركية وسبل المعيشة المستدامة يتسق مع موافقة مجلس منظمة الأغذية والزراعة فى 2002 ولجنة الغابات فى 2003 على التخفيف من وطأة الفقر باعتباره أولوية ناشئة فى برنامج عمل مصلحة الغابات. ويعمل البرنامجان من خلال كل من النشاطات المعيارية والبرامج الميدانية لتعزيز سبل المعيشة المستدامة والتخفيف من وطأة الفقر والأمن الغذائي.
29- وتشمل النشاطات النوعية للحد من الفقر ذات الصلة بمصلحة الغابات والتى تساعد بالتالى فى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية مايلي:
(1) تقديم الدعم لوضع أطر مواتية قانونية وتتعلق بالسياسات لمعالجة الحصول على الأراضى والموارد الحرجية واستخدامها؛
(2) تطوير منشآت الغابات المجتمعية بما فى ذلك من خلال الشراكات بين سكان الغابات والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص؛
(3) وضع نظم حديثة للطاقة الخشبية وأسواق المنتجات الحرجية للقرى الريفية؛
(4) التشخيص التشاركى لشواغل السياسات الحرجية؛
(5) تحليل الجوانب الاقتصادية للصلات بين الغابات والفقر؛
(6) المشروعات التي تركز على الحد من الفقر وتوفير سبل المعيشة المستدامة فى العديد من البلدان من خلال البرامج الميدانية للغابات والبرنامج الخاص للأمن الغذائي.
30- وقد أدرك البرنامج الخاص للأمن الغذائي في المنظمة، منذ مرحلة مبكرة، بدور الغابات في تحقيق الأمن الغذائي من خلال المساهمة في الانتاجية الزراعية ومن خلال تنويع الدخل. وقد زاد بمرور الوقت عنصر الغابات في النشاطات القطرية.
31- ووضع فريق مهمات مشترك بين الأقسام معني بالفقر الذى أنشىء في مارس/ آذار 2002 في مصلحة الغابات، إطارا للحد من الفقر والتعاون في النشاطات ذات الصلة بالغابات، والتخفيف من وطأة الفقر والأمن الغذائي كما تعاونت مصلحة الغابات في البرنامج المؤسسي لدعم سبل المعيشة وهو مبادرة مشتركة بين مصالح المنظمة لتعزيز الإدارة الجيدة، وعمليات صنع السياسات التكييفية متعددة أصحاب الشأن. وتقاسم المعارف والمعلومات بشأن الغابات الموجهة نحو توفير سبل المعيشة، والاتصال الفعال. ويجرى تقديم الدعم لستة بلدان في وسط أفريقيا في جهودها لتحقيق مساهمة المنتجات الحرجية غير الخشبية المستمدة من الغابات والأشجار خارج الغابات في الأمن الغذائي.
32- وتقدم مصلحة الغابات، من خلال برنامجها العادى وبالتعاون مع مرفق برامج الغابات الوطنية، الدعم المباشر للبلدان لتعزيز الاتساق والتآزر بين برامج الغابات الوطنية والعمليات الأوسع نطاقا المتعلقة بسياسات التنمية المستدامة والتخطيط، ولتشجيع مشاركة المجتمع المدنى في اتخاذ القرارات المتعلقة بالغابات. ويعتبر ذلك آلية رئيسية لمساعدة البلدان على تعديل سياساتها واستراتيجياتها لكى تدرج الغابات في التنمية المستدامة والعكس.
33- وقد تسهم مشروعات التشجير وإعادة التشجير في إطار آلية التنمية النظيفة، بعد التصديق على بروتوكول كيوتو، في تحقيق الهدفين الأول والسابع من الأهداف الإنمائية للألفية. وبدأت المنظمة في إدراج آلية التنمية النظيفة التابعة للبروتوكول في برامج الغابات الوطنية، وتبذل جهودا خاصة لتمكين وتيسير المشروعات الصغيرة.
34- وعلى المستوى الدولى، تضطلع المنظمة، بالتعاون مع الشركاء الآخرين بدور رئيسي في الجهود التى تبذل لزيادة الالتزام بالادارة المستدامة للغابات وتنفيذها من خلال جملة أمور من بينها رئاسة الشراكة التعاونية من أجل الغابات، وهى شراكة مشتركة بين الوكالات تعزز التعاون بشأن الغابات وتقدم الدعم لعملية منتدى الأمم المتحدة المعنى بالغابات. وقد أشير أعلاه إلى دور المنظمة في المساعدة في رصد التقدم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وعلاوة على ذلك، تعد المنظمة الفصل الخاص بالغابات في البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في أفريقيا التابع للشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا (نيباد) وهو آلية إقليمية تهدف إلى مساعدة أفريقيا على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتحقيق التنمية الشاملة الفعالة.

التوجيه من لجنة الغابات

35- قد تود لجنة الغابات أن تسدى المشورة للمنظمة بأن تقوم في البرامج المقبلة لدعم الأهداف الإنمائية للألفية بمايلي:
(1) تنفيذ التوصيات ذات الصلة التي ستصدر عـــن الاجتماع الوزارى المعنى بالغابات المقــــرر له يـــوم 14 مارس/ آذار 2005، بما في ذلك الدور المحتمل للمنظمة في عملية توفير المدخلات الفنية لدعم الحوار الحكومى الدولى بشأن الأرقام المستهدفة ذات الصلة بالغابات على المستوى العالمى؛
(2) إجراء التحليلات ونشر المعلومات عن مساهمة الغابات والادارة المستدامة للغابات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية؛
(3) مساعدة البلدان، من خلال برنامجها العادى ومرفق برامج الغابات الوطنية، لمعالجة الأهداف الإنمائية للألفية في برامجها الخاصة بالغابات الوطنية، ودمج الغابات والزراعة المختلطة بالغابات في أوراق استراتيجية الحد من الفقر واستراتيجيات التنمية الريفية لديها وتعزيز التنسيق المشترك بين القطاعات؛
(4) مساعدة البلدان على وضع استراتيجيات تصمم خصيصا لتحقيق مساهمة الغابات الممكنة في الأهداف الإنمائية للألفية وعلى وضع أدوات للممارسين في قطاع الغابات على المستوى دون الوطنى، ومستوى وحدة إدارة الغابات للمساعدة في تنفيذها؛
(5) تعزيز البرنامج الخاص للأمن الغذائى باعتباره آلية لمساعدة البلدان على تحقيق مساهمة الغابات والأشجار في الأمن الغذائى؛
(6) مواصلة مساعدة الأمم المتحدة في رصد التقدم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

المراجع

Angelsen, A. and Wunder, S. 2003. Exploring the foresty link: key concepts, issues and research implications. CIFOR Occasional Paper No. 40.
FAO and Department for International Development, UK. 2001. How forests can reduce poverty. FAO, Rome .
المنظمة 2003- حالة الغابات في العالم 2003- المنظمة، روما.
Garrity, D, . 2004. Agroforestry and the achievement of the Millennium Development Goals.Agroforestry System 61:5-17 .
Gilmour, D.; Y. Malla; and M. Nurse. . 2004. Linkages between community Forestry and poverty. Regional Community Forestry Training Center for Asia and the Pacific, Bangkok.
Grosnow, J. 2003. Review of poverty alleviation through forestry activity. In: Proceedings of the FAO Advisory Committee on Paper and Wood Products, Oaxaca, Mexico, 8-9 May 2003.
Lebedys, A. In press. Trends and current status of the contribution of the forest sector to national economies. FAO, Rome.
World Bank. 2004. Sustaining Forests: Development Strategy. World Bank, Washington, D.C.

¹ الأهداف الإنمائية للألفية: تقرير سير العمل الذى أعدته إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وإدارة الأمم المتحدة للإعلام العام DPI/2363-A (عدل فى 27/10/2004).