الاحتفال باليوم العالمي لداء الكلب 2021 - مصر تعرض الإطار الاستراتيجي للقضاء على داء الكلب بحلول عام 2030
القاهرة، مصر - تم اليوم الاحتفال باليوم العالمي للسعار بحضور عدد كبير من الجهات المشاركة في مكافحة هذا المرض في مصر. كما تم عرض الإطار الاستراتيجي للقضاء على داء الكلب (السعار) الذي يصيب الإنسان في مصر، والذي تم إعداده في ظل جهود مشتركة بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة البيئة، بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
ويهدف هذا الإطار الاستراتيجي إلى القضاء بشكل تام على داء الكلب في مصر بحلول عام 2030، وهو هدف يتسق مع الاستراتيجية العالمية الموضوعة في عام 2015 من قبل منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأغذية والزراعة، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، حيث يتطلب هذا بذل جهود كبيرة من قبل جميع الجهات الفاعلة في الشراكة متعددة القطاعات من أجل تحقيق هذا الهدف، وهو يتألف من سبع ركائز أساسية تشمل:
- تأسيس نهج متعدد القطاعات للقضاء على داء الكلب على الصعيد الوطني؛
- القضاء على داء الكلب بين الحيوانات من خلال التحكم في أعداد الكلاب، والتحصين الجماعي لها، والترويج للملكية المسؤولة عن الحيوانات الأليفة؛
- الوقاية من داء الكلب في البشر من خلال توفير الأمصال السليمة بعد التعرض للعض، وزيادة الوعي حول آثار داء الكلب والتعرض للعقر من الحيوانات؛
- تعزيز أنظمة الترصد والتقصي في كل من البشر والحيوانات؛
- زيادة وعي المجتمع وتثقيفه بشأن التعامل مع الحيوانات من خلال الحملات الاجتماعية والاتصال الفعال؛
- تعبئة الموارد اللازمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية؛
- تعزيز البحوث والدراسات العلمية والعملية في هذا الصعيد.
وقد تم تضمين جهود مكافحة داء الكلب في البشر والتعرض للعقر من الحيوانات في البلاد ضمن نظام التقصي الوطني لوزارة الصحة والسكان، فعلى الرغم من النقص الإجمالي في الإبلاغ عن حالة الإصابة بالسعار، فإن متوسط عدد حالات داء الكلب البشري المبلغ عنها إكلينيكيًا يبلغ حوالي 50 حالة سنويًا، معظمها بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-14 عامًا ومعظمها في المناطق الريفية.
وصرح د. علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان: "إن القطاع الوقائي من خلال الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية يعمل على الارتقاء بالخدمات الوقائية في مجال ترصد ومكافحة الأمراض المشتركة عموماً وما يخص ترصد ومكافحة مرض السعار بصفة خاصة، حيث يتم العمل على تطوير خدمات الوقاية ما بعد التعرض للعقر أو الخدش من الحيوانات على مستوى أكثر من 300 مركز موزعة على مستوى الجمهورية وقد تم البدء في تنفيذ خطة ميكنة مراكز علاج العقر والخدش من الحيوان على مستوى الجمهورية، حيث ان هذه المراكز هي الركيزة الأساسية في مكافحة الاصابة بمرض السعار؛ مع العلم أن ميكنة هذه الخدمات يواكب التوجه العام للدولة ضمن خطة التحول الرقمي من ناحية ومن ناحية أخرى يساهم في تيسير الخدمة المقدمة للمواطن وكذلك تحسين جودة البيانات والمعلومات والتي تساعد في اتخاذ الاجراءات والقرارات اللازمة والصحيحة في الوقت المناسب."
ويشار إلى أن وزارة الصحة والسكان ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تعملان مع وزارات أخرى بما في ذلك وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية ووزارة التعليم لتنسيق الجهود للوقاية من داء الكلب في الحيوان والبشر ومكافحتهما في مصر.
وقالت ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر ورئيسة البعثة الدكتورة نعيمة القصير "حتى عهد قريب، كانت الاستجابة العالمية لداء الكلب تتسم بالتجزؤ وانعدام التنسيق. والآن، وللمرة الأولى، فإن كلاً من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، يعكفون على توحيد القوى تحت مظلة نهج الصحة الواحدة من أجل دعم البلدان في سعيها إلى تسريع وتيرة الإجراءات الرامية إلى التخلص من داء الكلب المنقول بواسطة الكلاب بحلول عام 2030".
وقال الدكتور عبدالحكيم علي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية: "تلتزم الهيئة، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، بتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتحقيق المبادرة العالمية للقضاء على داء الكلب بحلول عام 2030. وتشمل الخطة الاستراتيجية جميع القطاعات، لذا أدعو كافة الشركاء للعمل سوياً لتنفيذ هذه الاستراتيجية حتى يصبح داء الكلب في مصر شيئاً من الماضي".
الجدير بالذكر أن حوادث العقر من الحيوانات في مصر، بلغ إجمالي عددها 482،040 حالة في عام 2018، مقارنة بـ 431،917 حالة في عام 2017 و355،373 حالة في عام 2016. إلا أن عدد حالات العقر المبلغ عنها استمرت في الزيادة في عام 2019 لتصل إلى 574149 حالة بزيادة 20٪ عن العام السابق. كما لوحظ أن أكثر من 70٪ من حالات العقر الحيوانات كانت بواسطة الكلاب الضالة.
وأشارت منظمة الصحة الحيوانية أن هذه الاستراتيجية تسلط الضوء على أهمية إنشاء نظام ترصد وتقييم قوي وفعال لتوفير المعلومات اللازمة لتقييم حالة تطبيق الاستراتيجية واتخاذ الإجراءات التصحيحية وتوجيه التخطيط المستقبلي. معربة عن اعتقادها بأن التطبيق الفعال للاستراتيجية سيحمي صحة ورفاهية السكان المصريين الذين يتعرضون لخطر الإصابة بداء الكلب.
ومن جانبه قال زيلاليم تاديس، رئيس وحدة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في منظمة الفاو: "تعتبر منظمة الفاو أن داء الكلب هو أحد الأمراض الحيوانية المنشأ التي تؤثر على المجتمعات الفقيرة، وبالتالي فهي تؤكد التزامها بتقديم الدعم لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للقضاء على داء الكلب. وفي الآونة الأخيرة، دعمت المنظمة عملية وضع خريطة وصفية لمخاطر داء الكلب في مصر بهدف توجيه جهود المكافحة في المناطق عالية الخطورة التي تم تحديدها، كما أن المنظمة وبالتعاون مع هيئة الخدمات البيطرية وشركاء آخرين من خلال نهج الصحة الواحدة، يخططون أيضًا للتنفيذ تجربة استرشاديه لجهود مكافحة داء الكلب في مواقع محددة يتم الاتفاق عليها مع الشركاء للتخلص التدريجي من داء الكلب".
ويشار إلى أن داء الكلب مرض حيواني المنشأ، يمكن أن ينتقل إلى البشر عن طريق العقر أو خدوش الحيوانات، وخاصة الكلاب. ويبلغ العدد التقديري للوفيات الناجمة عن داء الكلب في البشر 65000 حالة سنويًا على الصعيد العالمي. ولا يزال هذا المرض شائعًا في بلدان مختلفة حيث تتسبب الكلاب المصابة بداء الكلب في 99٪ من حالات الإصابة بداء الكلب في البشر.
ويمكن الوقاية من داء الكلب بنسبة 100٪ عن طريق تطعيم الناس، حيث يتلقى ما يقرب من 29 مليون شخص سنويًا العلاج الوقائي بعد التعرض للعقر في جميع أنحاء العالم، وتقدر تكلفة مصل الوقاية من داء الكلب 40-50 دولارًا أمريكيًا للشخص الواحد، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة للعائلات التي تعيش في المتوسط من 1 إلى 2 دولار أمريكي للفرد في اليوم. مع العلم أن اللقاحات ليست متاحة فقط للبشر، ولكن أيضًا للحيوانات وهي تشكل عنصرًا أساسيًا للوقاية من داء الكلب.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي لداء الكلب كل عام في 28 سبتمبر لزيادة الوعي حول مخاطر داء الكلب وكذلك تعبئة الجهود لاستئصال المرض.