سوهاج، مصر - افتتحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ووزارة الزارعة واستصلاح الأراضي المصرية معمل الإكثار الكمي للأعداء الحيوية لدودة الحشد الخريفية بقرية شندويل بمحافظة سوهاج، كأول معمل من نوعه في مصر متخصص في هذا النوع من المكافحة الحيوية.

ويأتي هذا المعمل كأحد مقومات التعاون القائم بين منظمة الفاو وزارة الزراعة المصرية من أجل الوصول إلى حلول مستدامة لمكافحة الآفات والتقليل من استخدام المبيدات الكيميائية لحماية البيئة وصحة الإنسان والحيوان.

ويشار إلى أن دودة الحشد الخريفية وصلت إلى مصر قادمة من السودان في عام ٢٠١٩ وسببت أضراراً في محاصيل مختلفة على رأسها محصول الذرة الشامية. وقد تم التعامل مع الحشرة الوافدة الجديدة بالطرق التقليدية في البداية ومن ثم تم التوجه نحو حصر وإكثار الأعداء الحيوية الطبيعية الموجودة في البيئة المصرية لدودة الحشد الخريفية، حيث تعتبر المكافحة الحيوية هي السبيل الأمثل والصديق للبيئة لمواجهة خطر انتشار هذه الآفة.

ويعتبر افتتاح أول معمل متخصص في مصر خطوة نحو التوجه المستدام والتخلص من استخدام المبيدات عالية السمية، وقد وفرت منظمة الفاو عبر مشروع للدعم الفني كل الأجهزة المعملية اللازمة لتعزيز القدرات الانتاجية واللوجستية للعوامل الحيوية المختلفة كما وفرت الوزارة كل ما يلزم في البنية التحتية اللازمة لتشغيل المعمل.

ومن الجدير ذكره أنه خلال الوقت القصير الذي تم فيه العمل خلال الفترة الماضية توصل الباحثون في المعمل إلى حصر بعض الأعداء الحيوية الجديدة التي تم تسجيلها لأول مرة في البيئة المصرية والتي تتميز بقدرة مكافحة عالية لدودة الحشد الخريفية مثل طفيل التيلنوموس ريمس والنوع الجديد من طفيل التريكوغراما ذو الفعالية العالية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، هذا الحدث المميز من الممكن إن يغير موازين القوى ويسمح بنقل تجربة إكثار العدو الحيوي الفعال إلى مختلف معامل إنتاج الإعداء الحيوية في مصر.

وتم التأكيد على أن هذه الجهود تحتاج إلى تعاون من أجل المساعدة في نقل هذه التقنية للحقل والمساعدة في إطلاق الأعداء حيوية في الوقت المناسب مما يزيد من فعاليتها وعدم رش المبيدات الكيميائية الضارة التي تقتل هذه الأعداء الحيوية والتي نسميها أصدقاء المزارع في مكافحة الآفات في الحقل.

وخلال فاعليات الافتتاح دعت منظمة الفاو إلى تبنى إنتاج الأعداء الحيوية سواء من القطاع العام أو بمشاركة القطاع الخاص فى هذا الأمر وأيضا منع استخدام المبيدات شديدة الخطورة التى تضر بالتوازن البيئي الطبيعي.

وهذا بلا شك يصب في التوجهات الإستراتيجية المستدامة لمنظمة الأغذية والزراعة ونحو التطوير الأخضر لمنتجات زراعية من أجل زراعة أفضل، وحياة أفضل وبيئة أفضل.

ألبوم الصور