المنيا، مصر - مدارس المزارعين الحقلية هي نهج تعليمي تشاركي يجمع ما بين صغار المزارعين لحل مشاكلهم من خلال ممارسات الزراعة المستدامة. ويوفر نهجمدارس المزارعين الحقليةمساحة للتعلم الجماعي العملي لتعزيز مهارات المراقبة والتحليل النقدي وتحسين اتخاذ القرارات استناداً إلى ملاحظات وآراء المجتمعات المحلية. تقدم هذه الدورة التدريبية لمحة عامة عن نهج مدارس المزارعين الحقلية، انطلاقاً من مبادئها الأساسية وتاريخها الموجز وصولاً إلى عناصرها الرئيسية.

أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ثلاثة من مدارس المزارعين حقلية ضمن المشروع الإقليمي لكفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في مصر لمحاصيل بنجر السكر وقصب السكر والقمح، ساعية بذلك إلى تمكين المزارعين من خلال إمدادهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لجعلهم كل واحد منهم خبيراً في مجاله الخاص، وصقل قدراتهم على اتخاذ قرارات حاسمة ورشيدة تجعل زراعتهم مربحة ومستدامة، وتوسعة مداركهم بطرق جديدة في التفكير وحل المشكلات، ومساعدتهم على تعلم كيفية تنظيم أنفسهم ومجتمعاتهم. لذلك نجد إن المدرسة الحقلية هي عبارة عن عملية متكاملة وليست هدفاً منفرداً.

تضمنت كل جلسة من جلسات مدارس المزارعين الحقلية ثلاثة أقسام رئيسية: تحليل النظام البيئي الزراعي، وتمرين ديناميكيات المجموعة، ومناقشة حول موضوع خاص. وبغية إقناع المزارعين بأن المنهجية والمحتوى المقدمين مفيدان، اختير حقلان في بداية كل مدرسة: خصص أول حقل منهما للزراعة على الطريقة المعتادة تحت مسمىى الحقل الخاضع للرقابة، فيما خصص الآخر للمجال التجريبي لممارسات الزراعة الجيدة ومنهجيات منظمة الأغذية والزراعة. وتضمنت موضوعات المناقشة متطلبات المحاصيل من المياه، وتنظيم جدول الري، والتسميد، ومكافحة الآفات، والممارسات الزراعية الجيدة (بما في ذلك العزق وإدارة الأعشاب الضارة)، والتسميد العضوي، وممارسات ما قبل الحصاد وما بعد الحصاد، وتسجيل تكاليف الإنتاج، وغير ذلك الكثير.

ومن بين أهم ركائز منهجية مدارس المزارعين الحقلية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة تنظيم حفل تخريج في نهاية كل موسم مدرسي. لذلك فقد جرت مراسم تخريج للمدارس المزارعين الحقلية الثلاثة في محافظة المنيا بمصر. وتضمنت المراسم كلمات افتتاحية القاها ممثلون من مختلف الجهات المعنية، كما أدلى مزارعون بشهاداتهم في تلك المدارس، سلطوا خلالها الضوء على النتائج الرئيسية للمقارنات بين الحقول الخاضعة للرقابة والحقول التجريبية.

وأقيم حفل التخريج الأول في يونيو/حزيران 2021 لمدارس بنجر السكر. وكانت المنظمة أنشأت مدرسين حقليتين لمحصول بنجر السكر للنساء بالمنيا، إحداهما بقرية منشية النصر وجمعت 19 مستفيدة، والأخرى بقرية بني عبيد وجمعت 18 مستفيدة. وكانت النتائج الرئيسية واضحة من حيث المحصول المنتج وخفض التكاليف، فقد تم حصاد 54 طناً من بنجر السكر من الحقل التجريبي، بينما تم حصاد 37 طناً فقط من بنجر السكر في الحقل الخاضع للرقابة. وفي ذلك الوقت من يونيو/حزيران 2021، كان سعر الطن الواحد 650 جنيهاً مصرياً، لذلك فقد در الحقل التجريبي 11,050 جنيهاً مصرياً إضافياً، وذلك بفضل أساليب التدخل التي تعتمدها المنظمة.

أما حفل التخريج الثاني فقد جرى في مارس/آذار 2022 لمدارس قصب السكر. وتوجد مدرسة مزارعين حقلية لمحصول قصب السكر للرجال في قرية العوام بالمنيا جمعت 25 مستفيداً. وكانت النتائج الرئيسية واضحة من حيث الإنتاج وجودة المحصول ووقت الري، إذ تم حصاد 48 طناً من قصب السكر من الحقل التجريبي، بينما تم حصاد 36 طناً فقط من الحقل الخاضع للرقابة، فيما انخفض زمن الري من أربع ساعات إلى ثلاث ساعات فقط.

وأخيراً، أقيم حفل التخريج الثالث في مايو/آيار 2022 لمدارس القمح، حيث توجد مدرستين من مدارس المزارعين الحقلية لمحصول القمح للنساء في محافظة المنيا: إحداهما في قرية عزبة شكري جمعت 25 مستفيدة والأخرى في قرية الحواصلية وجمعت 25 مستفيدة. وكانت النتائج الرئيسية واضحة من حيث المحصول المنتج ووقت الري: 28 أردباً* من القمح تم حصادها من الحقل التجريبي، بينما تم حصاد 21 أردباً فقط من الحقل الخاضع للرقابة. فيما انخفض زمن الري من أربع ساعات إلى ساعتين ونصف.

يتم تنفيذ هذا النشاط في إطار المشروع الإقليمي "تنفيذ أجندة 2030 لكفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا"، الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة بتمويل من الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي.

*1 أردب = 150 كلغم

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا