نشأت جيهان مجدي ذات الـ 49 عاماً في إحدى قرى مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، حيث ندرة الأعمال والوظائف خاصة للسيدات، كما لا تسمح العادات والتقاليد لهؤلاء السيدات للخروج خارج القرية للبحث عن عمل لتحسين ظروفهن المعيشية. ولكن مع تغير الأحوال، وارتفاع تكاليف المعيشة والأسعار وانخفاض الدخل وقلة الأعمال والوظائف، أصبحت الحياة صعبة للغاية مع استمرار تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها على الحياة بشكل عام.
"حتى احتياجات أولادنا الأساسية لم نعد قادرين على الإيفاء بها خصوصا بعد كورونا، والعمل شبه متوقف، مع عدم استقرار الظروف المناخية وأثرها الكبير على الزراعة ما تسبب في انخفاض إنتاجية الأراضي الزراعية والمحاصيل. بالرغم من التعب والنفقات إلا أن العائد من الزراعة لم يعد يغطي ما أنفق عليها، لكن لا نستطيع أن نتركها فهي حرفتنا الأساسية وحرفة آبائنا. ولم أعد أستطيع الضغط على زوجي، الذي يعمل في وظيفة بدخل محدود بجوار مهنة الزراعة، لأنه لم يكن بيديه شيء ليفعله".
تعرفت جيهان على مشروع تحسين سبل العيش والتغذية وتمكين المرأة الريفية وأسرتها المتضررة من جائحة كورونا بمحافظة المنيا، من خلال إحدى جمعيات المجتمع المدني العاملة بالقرية من خلال التقديم للمشاركة في مسابقة للمنتجات الغذائية الفلاحية.
"أنا شاطرة في عمل الفطير الفلاحي والزبدة والكشك والجبنة وعندما جات زيارة من منظمة الفاو قاموا بتقييم الحاجات التي أعددتها والتي نالت إعجابهم، وقاموا بتشجيعي، كما قاموا بتدريبي على التسويق والتواصل وطرق العرض والتعبئة الصحية وساعدوني على المشاركة في معرض المنتجات الغذائية التراثية الذي أقيم في القاهرة"
نالت منتجات جيهان من الأكلات المصرية التراثية إقبالاً كبيراً في المعرض، وأثارت إعجاب الزائرين، وقام العديد من الزوار بشراء منتجاتها المعروضة والتي كانت تنافس بها أكتر من 400 شركة وجمعية عارضة، وكانت المفاجأة عندما فازت جيهان بالميدالية الذهبية في الفطير المشلتت والبرونزية في الزبدة الفلاحي، وتم تكريمها في احتفال كبير.
"لم أكن أتخيل أو احلم في يوم من الأيام أن أصل لهذه المكانة، منظمة الفاو دعمتني وشجعتني ووفرت لي مكان في المعرض اعرض فيه منتجاتي، ومطبخ متنقل كامل كنت أعد فيه العينات، كما وفروا لي الخامات والأجهزة التي ساعدتني في المسابقة".
بعد المسابقة أصبح لجيهان عملاء منتظمين من القاهرة، وبعضهم يقوم بإرسال هذه المنتجات كهدايا للخارج من فرط إعجابهم بها وبجودتها. "مشروع تحسين سبل العيش والتغذية وتمكين المرأة الريفية ساعدني أن يكون لدي مشروعي الخاص، وعلمني كيف أكون متميزة في مجالي، كما علمني مهارات البيع والشراء والتفاوض والتسويق، وأصبح لدي مصدر دخل يساعدني انا وزوجي عل تلبية احتياجات أبنائي الثلاثة في مراحلهم الجامعية المختلفة، وعلى مواجهة مصاريف الحياة".
يتم تنفيذ مشروع "تحسين سبل العيش والتغذية والتمكين للمرأة الريفية وأسرتها في محافظة المنيا" من قبل منظمة الأغذية والزراعة في مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وتموله الشؤون العالمية الكندية.
للإتصال: راوية الدابي / محمد موسى، فريق الإتصالات، مكتب الفاو في مصر