الفاو في مصر

الفرحة في مساعدة الناس

قصة ليلى من المنيا

"برعم تأخري في مسيرتي الدراسية، ومنذ حصولي على ليسانس الحقوق منذ حوالي خمس سنوات، وأنا أسعى للقيام بدور في مجتمعي، أستطيع من خلاله الشعور برضا نفسي وقدرة على خدمة أهل قريتي بشكل أفضل، وفي نفس الوقت أتمكن من تحقيق دخل مادي للمساهمة في تحسين مستوى حياتي الأسرية، خاصة بعد مجيء طفلتي الأولى التي لا يتعدى عمرها عامان الآن".

"ولكن للأسف لم تعطني جائحة كورونا هذه الفرصة بسهولة، فقد فرضت علينا حصاراً وغيرت معالم حياتنا بشكل كبير.. ولم يكن لنا إلا الاستسلام والترقب والانتظار لما ستسفر عنه الأمور".

كانت هذه ليلى محمد عبدالله، ذات الـ 33 ربيعاً، والحاصلة على ليساني حقوق عام 2018، التي تعيش مع أسرتها الصغيرة في قرية شم البحرية إحدى قرى محافظة المنيا.

"عملت لفترة قصيرة كباحثة مع مشروع حياة كريمة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي بمكافأة رمزية حتى أستطيع المساعدة في تكاليف المعيشة التي ترتفع بشكل مستمر، ثم عملت كميسرة اجتماعية مع جمعية أبناء مصر الحرة.

"وعندما سمعت عن مشروع تحسين سبل العيش والتغذية وتمكين المرأة الريفية وأسرتها المتضررة من جائحة كورونا بمحافظة المنيا، الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، لم اتردد لحظة في التقديم للعمل كميسرة بالمشروع".

ليلى وغيرها من السيدات المحتاجات إلى عمل وإلى زيادة دخلهن لمواجهة أعباء المعيشة بمحافظة المنيا، يبحثن دائماً عن فرص مشابهة يمكن لها أن تسهم في تحقيق شيء من الاستقرار في حياتهن خاصة إذا كانت من جهات موثوق فيها.

حصلت ليلى وزميلاتها على تدريبات في التواصل، ومهارات التفاوض، والتوثيق، والزيارات المنزلية الناجحة، واستفدن من تنمية مهارات التواصل والثقة في النفس والاقناع اثناء التواصل مع المستفيدات وكيفية توصيل المعلومة بطريقة صحيحة.

شاركت ليلى عبدالله في اختيار المستفيدات وتكوين المدارس وعمل الزيارات المنزلية والمتابعة وكيفية التواصل مع الناس وفقاً لمستوي الثقافة السائد في هذه المنطقة.

"العمل مع منظمة الفاو أضاف لي قيمة كبيرة في سيرتي الذاتية، وكلي يقين أنه سيفتح لي أبواب كثيره في المستقبل لأني بدأت مع كيان كبير، مصدر ثقة ومعروف للناس".

"شغلي في المشروع عرفني بشكل أكبر عن التنمية ومساعدة الغير وأتاح لي طريقة للمشاركة في مساعدة الناس بصورة فعلية، ما جعلني أحب هذا المجال، وأسعى حالياً ضمن مخططي للفترة المقبلة أن أكون دايما في مجال مساعدة الناس المحتاجة حتى لو تطوعاً لان فرحتي تكون كبيرة جدا عندما أساهم في تحسين حياة الناس ومساعدتهم على مواجهة ظروفهم المعيشية".

استطاع المشروع تدريب عدداً من الميسرات ضمن مجموعة من دورات التدريب المتخصصة، واللاتي نجحن على الرغم من قلة خبرتهن في تطوير مهاراتهن، واكتساب المعارف اللازمة للتعامل مع السيدات الريفيات المستفيدات من المشروع.

"المستفيدات فرحات جدا بالمشروعات التي استلموها وهناك المزيد في احتياج لمثل هذه المشروعات وأتمنى أن أستطيع مساعدتهن جميعاً".

يتم تنفيذ مشروع "تحسين سبل العيش والتغذية والتمكين للمرأة الريفية وأسرتها في محافظة المنيا" من قبل منظمة الأغذية والزراعة في مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وتموله الشؤون العالمية الكندية.

للإتصال: راوية الدابي / محمد موسى، فريق الإتصالات، مكتب الفاو في مصر