الفاو في مصر

فرصة جديدة وبداية مشروع الحلم

قصة نوره من المنيا

"مرت علينا أوقات صعبة للغاية، واضطررت في كثير من الأحيان إلى اللجوء إلى الأقارب والجيران للحصول على المعاونة، خاصة أن زوجي الفلاح البسيط كانت تمر عليه الأيام والأسابيع بدون عمل، وازداد الأمر سوءاً مع أزمة كورونا، فلولا المعونات البسيطة التي كنا نحصل عليها من الجمعيات لم نكن لنتمكن من النجاة من هذه الأزمة".

نوره شكري عبدالحميد، فلاحة مصرية ذات 32 عاماً، من قرية برطباط، مركز مغاغة، بمحافظة المنيا، لم تنل هي ولا زوجها حظاً وافياً من التعليم، ولكنها تريد لأولادها مستقبلاً أفضل، وحياة أفضل، لذلك تحرص على أن ينتظم ابنها البكر عبدالله (15 عاماً) وأخيه الأصغر عبدالرحمن (11 عاماً) في التعليم بالرغم من كل الظروف، وأن يكملا تعليمهما حتى يحصلا على الشهادة الكبيرة (حسب قولها) وهي تعني الشهادة الجامعية.

"ظللنا الأيام والليالي الطويلة ننتظر الفرج، وأن تمر أزمة كورونا بسلام، وألا نفقد أحداً من الأسرة، فلم تكن التغذية جيدة، والخدمات الطبية لم يكن من السهل الحصول عليها، وكنا نعتمد بشكل كبير على الوصفات الشعبية والعلاجات بالأعشاب".

ولكن نوره ليس لديها نفس التوجه بالنسبة لأبنتها الصغيرة حبيبة ذات العامين، فربما تكتفي بتعليمها حتى المرحلة الثانوية، ثم تتنظر ابن الحلال، مثلما يفعل الكثيرون من أهل القرية. وربما تساعدها الظروف فتستمر في التعليم كما تتوقع لإخوتها الذكور.

"زوجي فلاح بسيط وعمله غير دائم، والدخل لا يكفي الأسرة كلها، وكنت دائمة البحث عن فرصة لمعاونة زوجي في مصاريف المعيشة، وتحسين وضع أسرتي، حتى ظهر مشروع تحسين سبل العيش والتغذية وتمكين المرأة الريفية وأسرتها المتضررة من جائحة كورونا بمحافظة المنيا، فسجلت اسمي لدى إحدى الجمعيات، وتم اختياري من الكشوف بعد دراسة حالتي الاجتماعية واوضاعي المعيشية".

تم تدريب نوره، ومن وقع عليهم الاختيار من المشروع، على أساسيات المشاريع متناهية الصغر، ودراسة السوق وعمل دراسة جدوى مصغرة، وكيفية تسويق منتجاتها، وتحديد وقت البيع المناسب، كما تم تدريبها على الأسس الصحيحة لتربية الماعز والأغنام، وتوفير العلف بصورة صحيحة، وكيفية إعداده في المنزل بتكاليف أقل، ومتابعة الحالة الصحية للحيوانات والإبلاغ عن أي أعراض قد تظهر عليهم تفادياً لوقوع أي إصابات، وتم تسليمها عدد 2 ماعز إناث، و250 كليو علف لتبدأ مشروعها الخاص.

"مشروع الماعز الذي استلمته من منظمة الفاو، سوف يساعدني في تحسين معيشتي، وتوفير دخل لأسرتي نحن في أشد الحاجة إليه، فقد وفر لي 2 ماعز إناث و250 كيلو علف، وهذه بداية لمشروع كبير لأني بحلم إني أكبر المشروع وبدل ما يكون عندي 2 يبقي عندي 20، وأبيع الذكور وألحق الإناث بالقطيع، مثل ما علمونا في مدرسة الفاو الحقلية

يتم تنفيذ مشروع "تحسين سبل العيش والتغذية والتمكين للمرأة الريفية وأسرتها في محافظة المنيا" من قبل منظمة الأغذية والزراعة في مصر بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وتموله الشؤون العالمية الكندية.

للإتصال: راوية الدابي / محمد موسى، فريق الإتصالات، مكتب الفاو في مصر