الفاو في مصر

تحسين الأمن الغذائي والتغذية في مصر من خلال استهداف النساء والشباب

خلال العقود الماضية، نجحت مصر في زيادة إمدادات الغذاء على المستوى الوطني، إلا أنها لم تحقق نفس النجاح في معالجة سوء التغذية التي لا تزال تشكل واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه التنمية. إن وجود شكلين من سوء التغذية وهما فرط التغذية وقلة التغذية مع نقص المغذيات الدقيقة، يضع مصر في مواجهة "عبء ثلاثي" من سوء التغذية بما يترتب عليه من تكلفة اقتصادية وإنسانية. وتبلغ نسبة التقزم، أي قصر القامة بالنسبة للعمر - وهي مؤشر على سوء التغذية عند الأطفال - أكثر من 20%، كما أن زيادة الوزن والبدانة بين البالغين تصل إلى معدلات مقلقة وتتزايد بين الأطفال. كما أن فقر الدم لا يزال يمثل مشكلة صحة عامة بين الأطفال والنساء فى سن الإنجاب.

إن تأثير سوء التغذية على صحة الأطفال وعلى رأس المال البشري والاقتصادي على مستوى البلاد هو أمر مثبت وموثق. فسوء التغذية يشكل 35% من عبء الأمراض بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. ويؤدي ضعف التغذية في سن مبكرة إلى ضعف الاستعداد الدراسي والأداء مما ينتج عنه قضاء سنوات أقل في المدارس وانخفاض معدلات التحصيل الدراسى. أما التقزم وفقر الدم فيؤديان إلى انخفاض الانتاجية في الأعمال التي تتطلب مجهوداً جسدياً. ويتحول الأطفال المتقزمين إلى بالغين متقزمين تقل إنتاجيتهم بنسبة تتراوح ما بين 2 -6 % عن البالغين ذوي الطول العادي. وتشير التقديرات إلى أن انخفاضاً بنسبة 1 % في طول البالغين يعادل انخفاضاً بنسبة 1.4 % في الإنتاجية.

ونظراً إلى ما سبق، فقد طورت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي مشروعاً أطلقت عليه اسم "تحسين الأمن الغذائي والتغذية في مصر باستهداف النساء والشباب" تم خلاله دمج الوعي التغذوي مع الإنتاج الغذائي وأنشطة توليد الدخل. ويهدف المشروع إلى مساعدة الحكومة المصرية على خلق بيئة آمنة غذائيا يتمكن خلالها النساء والشباب من الحصول على الغذاء الكافي والمتنوع من مصادر حيوانية ومن الخضروات وتزويدهم بالمعرفة والمهارات الضرورية في استخدام الغذاء واتباع أنظمة غذائية كافية تغذوياً. ويتم تطبيق المشروع في خمس محافظات هي أسيوط، أسوان، بني سويف، الفيوم، وسوهاج.

الأهداف

يهدف المشروع إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية للفئات الضعيفة من خلال تحسين مهارات النساء والشباب في إنتاج الطعام، وتربية الحيوانات الصغيرة، وغير ذلك من مشاريع إضافة إلى زيادة مستوى المعرفة بالتغذية من خلال التعليم وخطط التواصل من أجل تغير السلوك.

يتمحور المشروع حول ثلاث استراتيجيات رئيسية وهي:

  • السلوك التغذوي والصحي من خلال التعليم والتواصل.
  • إنتاج الغذاء في المنازل وأنشطة توليد الدخل.
  • بناء القدرات لتحسين الأمن الغذائي والتغذية لدى الأسر.

الفئات المستهدفة

يتخذ المشروع نهجاً متعدد القطاعات بالتنسيق مع المعنيين من وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الزراعة والاصلاح الزراعي إلى جانب المجتمعات المحلية والمؤسسات غير الحكومية. سيتم تقييم أثر النهج المتكامل للمشروع، أي الجمع بين انتاج الطعام والتثقيف الغذائي من أجل تعزيز التغيير في السلوك الغذائي المدعوم بتوفير بيئات آمنة غذائياً، وذلك بهدف إدماج هذا النهج بشكل أكبر في السياسات الوطنية.

الشركاء المنفذون

مديرية الزراعة في محافظات التدخل الخمسة، معهد البحوث الزراعية وتنمية الريف، كاريتاس، الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، المنظمة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، مركز معلومات سلامة الغذاء المصري، جمعية الأورمان، معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، مركز معلومات الأمن الغذائي، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وزارة التنمية المحلية، وزارة التضامن الاجتماعي، مؤسسة مصر الخير، المعهد الوطني للتغذية، وزارة الصحة.