الفاو في مصر

البطة التي تبيض ذهباً

أم وحيد لديها بنات وأطفال صغار في قرية قفطان بمحافظة بني سويف. واسترعى انتباهها مشروع القروض الدوارة الذي تقدمه منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في مجال الغذاء. وشاركت في الدوارات التدريبية التي يقدمها المشروع المعني بالتغذية وتربية الحيوان وإدارة المشاريع الصغيرة. يستهدف مشروع القروض الدوارة النساء اللواتي لديهن أطفال، في الغالب، دون سن الخامسة، إذ يهدف إلى تحسين القيمة الغذائية للوجبات وزيادة دخل الأسرة وبالتالي رفع مستوى المعيشة.





لكن في بداية الأمر، تتردد أم وحيد وبعض النساء الأخريات في الحصول على قروض من المشروع، حيث ظنن إنه بمثابة دين عليهن، خاصة أن الحصول على قرض له دلالة سلبية في القرى، لأن المعيار الاجتماعي داخل القرى يقتضي بأن يتم معرفة العائلات ممن حصلوا على قروض، وبالتالي فإن بنات الأسرة لن تتوفر أمامهن فرص عالية في الزواج.  فتشير أم وحيد: " من سيريد الزواج والارتباط بعائلة مثقلة بالديون؟" هذا غير القروض ذات الفائدة تعتبر من المحظورات من وجه نظر دينية.

لكنهن تشجعن للحصول على قروض شراء البط عندما أدركن أن تلك القروض ليست عليها أية فائدة وإنهن سيقمن برد 40% فقط من الأموال، وذلك لمساعدتهن على أن يكونوا رائدات أعمال كما ستساعدهن على تحسين دخل أسرهن.

قطع البرسيم المستخدم كعلف للبط

حصلت أم وحيد على مائة بطة، علما بان دورة عملية تربية البط وبيعهم قصيرة (ما يقرب من شهرين).

قبل أن تقوم أم وحيد ببيع البط الذي تملكه، احتفظت بأربع بطات للاستهلاك المنزلي. بعد أن قامت ببيع البط، احتفلت مع عائلتها بطبخ بطة كاملة على الغذاء بدلا من تقسيمها على ثلاثة أيام كما هو المعتاد. كما قامت بتخزين بعض الأموال لشراء كمية أخرى من البط، ثم قامت باستثمار بعض الأموال في " خطة الادخار بالتناوب" مع مجموعة من السيدات في قفطان، القرية التي تعيش بها، حيث سيتم ادخار تلك الأموال لدفع مصاريف المدارس لأولادها.

اكتسبت أم وحيد الثقة بالنفس وشعرت بالتمكين وكان لها رأي ودور أكبر في اختيار زوج ابنتها المستقبلي، إذ كان لديها اليد العليا في الاختيار حيث إنها صاحبة مشروع "هيبة"، كما أصبحت تمتلك أيضاً المزيد من الموارد. وتقول أم وحيد:"الآن، أستطيع أن أخصص قدر أكبر من الأموال لتعليم أطفالي". علاوة على ذلك، أصبح من الممكن لها الآن أن تنفق أكثر على الطعام الجيد -تغذية أفضل -وبهذا يزيد مستوى معيشة أسرتها.

وعلاوة على ذلك، أوصى المشروع مجموعة النساء اللواتي اشترين البط في مرحلة مبكرة من المشروع أن يقمن باختيار سيدة واحدة لتكون منسقة المجموعة فيما يتعلق بالمتابعة مع السيدات حول إعادة الدفع وإرسال المعلومات وتحديد العقبات، ثم إبلاغ إدارة المشروع بما توصلن إليه.

وقد تطور نظام التنسيق هذا، حيث بدأ في معالجة القضايا المتعلقة بالجوانب التسويقية للبط من خلال تحديد المنسق لسعر البيع المميز في السوق.  بالتالي، قامت السيدات ببيع البط بسعر السوق وحققن ربحاً صافياً أعلى لكل سيدة. ومن ثم، حولت عملية التنسيق هذه المجموعة النسائية إلى رابطة نسائية غير رسمية أصبحت مؤثرة وقادرة على تحديد الميعاد المناسب للبيع (على مستوى القرية). وفي النهاية، ستستفيد النساء أكثر فأكثر من تربية البط وسوف يشعرن على نحو متزايد بأن هذا البط يضع "بيضًا ذهبيًا"!

يتم تنفيذ مشروع "تحسين الأمن الغذائي والتغذية من خلال استهداف النساء والشباب في مصر" من قبل منظمة الأغذية والزراعة في مصر وتموله الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.