مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة

تركيا: المزارعون المتضررون من الزلزال يخشون حدوث انتكاسة ما لم يتلقوا الدعم في الوقت المناسب

تواصل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، وسط التحديات الموسمية، تقديم المساعدة للمزارعين مع زيادة جهود الدعوة لتلبية الاحتياجات المتغيرة وتضخيم آثار التدخلات المنفذة خلال الأشهر الستة الماضية.

السيد Sadik وابنه يداعبان أغنامهما في حظيرتهما المدمرة.

©FAO/Turuhan Alkir

10/08/2023

وتتلألأ أشعة الشمس في حظيرة السيد Sadik Yildirim في غازي عنتاب والتي لم تعد تتوقف عند الجدران التي كانت تحمي ماشيته من الحرارة والمطر والثلج. وتتعافى ببطء أغنامه التي أُصيبت بحالة صدمة جرّاء الزلازل التي هزت تركيا قبل ستة أشهر، فضلًا عن أن قمحه بات جاهزًا للحصاد. ولكن مع اقتراب فصل الشتاء وعدم وجود مكان لتخزين حبوبه، فإنه يخشى مرةً أخرى على مصدر رزقه.

وكان للزلازل تأثير عميق على مربي الماشية مثل السيد Sadik. فقد حوّلت الحظائر إلى أنقاض ودمرت الطرقات وشلّت الحركة في المنطقة وجعلت عملية إنقاذ الماشية المصابة تحدّيًا هائلًا. واضطر العديد من مربي الماشية، بمن فيهم السيد Sadik، إلى بيع أغنامهم المصابة بجزء بسيط من قيمتها الفعلية لتجنب المزيد من المعاناة والخسارة.

وتعطلت أيضًا سلاسل الإمداد ممّا أدى إلى خسائر في إنتاج الحليب والبيض وهلع الماشية التي عانت أيامًا من البرد والثلوج من دون مأوى. وقال السيد Mehmet Eroğlu، مختار قرية كاراجول في غازي عنتاب، "بعد ستة أشهر من الزلزال، أصيبت ماشيتنا بصدمة وخوف. ولقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لاستئناف إنتاج الحليب".

السيد Sadik Yildirim وابنه يقفان خارج حظيرتهما التي دمرتها الزلازل. ©FAO/Turuhan Alkir

واستجابةً لذلك، قدّمت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، بالشراكة مع وزارة الزراعة والغابات، دعمًا عاجلًا لما عدده 765 1 مزارعًا في المناطق المتضررة من الزلازل، بما في ذلك المدخلات الأساسية مثل المعدات الزراعية والأعلاف للحيوانات والأسمدة والبذور والشتلات. وعلاوةً على ذلك، ستقوم المنظمة بتسليم آلات الحلب وخزانات الحلب والتبريد وغيرها من الآلات الضرورية إلى 278 مزارعًا إضافيًا بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2023.

وفي حين أن الدعم الأولي خلّف ارتياحًا لدى السيد Sadik ومزارعين آخرين، فإن الاحتياجات المتطورة تتطلّب اتباع نهج شامل أكثر. وقال السيد Sadik، والقلق بادٍ في نبرة صوته: "الكثير منّا مزارعون يعملون أيضًا في مجال الزراعة. ومع فقدان مرافق التخزين الخاصة بنا، أخشى أنه لن يكون لدينا مكان لتخزين محصولنا. ومع اقتراب فصل الشتاء، قد لا تصمد الملاجئ المؤقتة للماشية التي صمدت أمام شمس الصيف، خلال فصل الشتاء القارس".

قمح السيد Sadik ينضج في انتظار الحصاد في ظل عدم توفر مرفق لتخزين الحبوب حتى الآن. ©FAO/Turuhan Alkir

تسعى المنظمة، دعمًا للمزارعين وهم يدخلون مرحلة الانتعاش الحرجة هذه، وبدعم مالّي من النرويج والسويد من خلال الصندوق الخاص لحالات الطوارئ وأنشطة إعادة التأهيل وبرنامج التعاون التقني، إلى تقديم تحويلات نقدية غير مشروطة إلى 000 6 مزارع.

وعلاوةً على ذلك، تعمل المنظمة، في إطار خطة الاستجابة للزلازل والتعافي منها التي مدتها ثلاث سنوات، بشكل وثيق مع وزارة الزراعة والغابات ومديريات المقاطعات لتوفير مرافق تخزين متنقّلة للحبوب. وتسعى إلى الحصول على مبلغ 3.6 ملايين دولار أمريكي إضافي لدعم قطاع الألبان من خلال توفير أعلاف للحيوانات وملاجئ للماشية، ومدخلات لإنتاج الحليب بالنسبة إلى صغار المنتجين، ودعم مرافق التجهيز على نطاق الصغير، والتدريب على الزراعة الذكية مناخيًا، وتقديم المساعدة إلى تعاونيات الألبان.

وقال السيد Viorel Gutu، منسق المنظمة دون الإقليمي لآسيا الوسطى وممثلها في تركيا وأوزبكستان: "إنّنا نوسّع جهودنا لتزويد المزارعين والمجتمعات الريفية بالمساعدة في الوقت المناسب، ومساعدتهم على استعادة سبل عيشهم. ونريد أن يتعافى السيد Sadik والمزارعون الآخرون".

ونظرًا إلى أن المزارعين في تركيا يعملون بلا كلل لإعادة بناء حياتهم وإصلاح قطاع الزراعة، فإن المنظمة، بصفتها شريكًا موثوقًا به لوزارة الزراعة والغابات وغيرها، ملتزمة بدعم الإنتاج الزراعي واستعادة سبل العيش الريفية في إطار خطة الاستجابة للزلازل والتعافي منها الخاصة بها.