حوار روما بشأن المياه 2023

للمياه مكانة محورية بالنسبة إلى الزراعة، المسؤولة بدورها عن 72 في المائة من عمليات سحب المياه العذبة في العالم. فالمياه ليست فائقة الأهمية لإنتاج الأغذية وحسب وإنما هي ضرورية أيضًا لتجهيز الأغذية وإعدادها ونقلها. ويتطلب القضاء على الجوع وسوء التغذية وتحقيق الأمن الغذائي، الحصول على مياه مأمونة للشرب وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية. وتعتمد النظم الزراعية إلى حد كبير على توافر المياه ذات النوعية الجيدة. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر الممارسات في النظم الزراعية والغذائية تأثيرًا مباشرًا على نظم المياه، من حيث التلوث الزراعي والإفراط في استخدام المياه الجوفية. وترتبط نوعية المياه وتوافرها ارتباطًا مباشرًا بالتربة التي توفر عددًا من خدمات النظام الإيكولوجي المتعلقة بالمياه، مثل تخزين المياه وترشيحها، والقدرة على الاحتفاظ بالمياه، وتنظيم الفيضانات، والتنقية التلقائية للمياه من الملوثات. وبالنظر إلى هذه الروابط القوية وأوجه التآزر بين المياه والتربة، من الضروري اتباع نُهُج أكثر شمولية وتكاملًا لإدارة هذين الموردين الطبيعيين على جميع المستويات، أي على المستوى الوطني ومستوى الأحواض والمستويين الإقليمي والعالمي. 

وبعد عقد الدورة الأولى لحوار روما بشأن المياه التي استضافتها المنظمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وبالبناء على مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023، تلتزم المنظمة بمواصلة رحلة المياه لغاية تنفيذ خطة عام 2030، حيث ستوفّر المنتدى المطلوب لعقد المناقشات الشاملة لعدة قطاعات. وتم اختيار "إدارة الموارد المائية من أجل تحقيق الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة" كموضوع للدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر المنظمة الذي عقد في بداية يوليو/تموز 2023. وقد اعتمدته البلدان الأعضاء في المنظمة كموضوع لفترة السنتين لجميع الأجهزة الرئاسية للمنظمة خلال الفترة 
2024-2025، الأمر الذي يسلّط الضوء على الأهمية الحاسمة للمياه في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة والتزامات المنظمة بتحقيق عالم ينعم بالأمن المائي.  

ونظرًا إلى أهمية الإدارة المتكاملة للموارد من مياه وتربة وأراضٍ، فإن حوار روما بشأن المياه 2023 سيعقد بالتزامن مع "الندوة العالمية حول التربة والمياه" التي ستقام في الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما سيستفيد من تلك الندوة. وسيمكّن ذلك التبادل الفني بين المشاركين في الحدثين كليهما، مع عقد جلسة للإبلاغ وجلسة عامة ختامية مشتركة لإتاحة الفرصة لإثراء الأفكار والتبادل بشأن المناقشات الفنية والنتائج التي سيسفر عنها الحدثان.