تبدأ الدورة الإنتاجية مع بداية التناسل وإنتاج الزريعة. ويمكن الحصول على الزريعة إما عن طريق تجميع الطور المستقر (الإسبات Spat ) من البيئة الطبيعية أو عن طريق المفرخات. ويعتمد الاستزارع التجاري للقوقع الياباني على تربيته على القاع في المناطق بين المدية (Intertidal) باستخدام الزريعة الطبيعية أو الزريعة الناتجة من المفرخات والتي يصل حجمها إلى 2-3 مم.
الإمداد بالزريعة
أ-من الصادر الطبيعية
يعتبر القوقع البساطى الياباني والإكلام الملون (Clam) من نوع (
Ruditapes variegata) هما أكثر الأنواع شيوعاً في الصين, حيث تجرى تربيتهما تقليديا عن طريق تجميع الزريعة من المناطق الساحلية الرملية الطينية. ويشمل تجميع الزريعة في الصين اختيار وإعداد أماكن خاصة لجمع هذه الزريعة, القضاء على المفترسات وكذلك الإدارة والمتابعة الروتينية. كما أن هناك بعض التقنيات التي تم تطويرها لزيادة إمداد الزريعة, وتتكون من أحواض ضحلة (تصل مساحتها إلى العديد من الهكتارات) يتم اختيارها في المناطق بين المدية المنخفضة, التي يجري تنظيفها وتسويتها وإزالة المفترسات, المتنافسين والأعشاب والطحالب منها. ويمكن تدعيم هذه الأحواض بالطحالب وحيدة الخلية من نوع (
Chaetoceros) والذي يعتبر غذاءً ملائما للطور اليرقي والطور بعد اليرقي. ويمكن استخدام الحوض الواحد لتربية 2-3 دورة في العام. كما يمكن إنتاج 75-150 مليون زريعة من الإكلام (0.5 سم في الطول) من الهكتار الواحد. وتنمو هذه الزريعة لتصل إلى 1.5 سم مع حلول شهر مايو من العام التالي, ثم يتم إعادة زراعتها بكثافة 1.8 مليون زريعة للهكتار لعام آخر حتى تصل إلى حجم التسويق (3.5 سم) لتعطى محصولاً يتراوح بين 19-45 طن/هكتار.
وفى المياه الأوروبية, يعتمد إمداد الزريعة على كل من إنتاج المفرخات والتجميع من المصادر الطبيعية. وتوافر الزريعة في الطبيعة هو نتيجة لانتشار هذا النوع في المناطق التي كان يستزرع فيها في السابق باستخدام زريعة منتجة من المفرخات. وعلى النقيض, فإن معظم إمداد الزريعة في أمريكا الشمالية يأتي من إنتاج المفرخات.
ب- إنتاج المفرخات
تتكون الإجراءات الرئيسية في إنتاج المفرخات من تحسين ظروف تربية الأمهات مما يساعد على تكوين الجاميطات, تسهيل التزاوج وتربية اليرقات حتى تصل لمرحلة التحول, وأخيرا تربية اليوافع الناتجة إما
تتكون الإجراءات الرئيسية في إنتاج المفرخات من تحسين ظروف تربية الأمهات مما يساعد على تكوين الجاميطات, تسهيل التزاوج وتربية اليرقات حتى تصل لمرحلة التحول, وأخيرا تربية اليوافع الناتجة إما في حضانات أو في البحر مباشرة حتى تصل إلى الأحجام المناسبة.وتستغرق عملية تكيف الأمهات من 30-40 يوماً عند درجة 20 م5 . ويحدث التبويض الصناعي إما بالصدمة الحرارية, أو بإضافة قطرات من السائل المنوي أو بالضغط (Stripping). بعد الإخصاب يجرى ترشيح البويضات المخصبة خلال مناخل سعتها 40 ميكرون, ثم تحفظ في أواني سعتها 10 لترات حتى تصل لمرحلة فيلجر (veliger stage). يتم حصاد اليرقات بعد ذلك عن طريق الترشيح ثم توزع على الأواني بكثافة قدرها 3 000 يرقة/لتر. ويتم تغذية اليرقات يوميا خلال الأسبوع الأول بعدد 30 خلية/ ميكرولتر, ثم تصير التغذية كل يومين خلال الأسبوع الثاني حتى تصل اليرقات لمرحلة التحول (أسبوعان). ويجب أن تظل ملوحة الماء خلال التناسل والتربية بين 24-35‰ (علماً بأن مدى تحمل الحيوان للملوحة يتراوح بين 13.5-35‰). وعلى الرغم من أن هذا الحيوان يتحمل درجة حرارة تتراوح من صفر وحتى 35م5 لفترة قصيرة, فإن درجة الحرارة المثلى للنمو تتراوح بين 15-28م5. ويمكن تجهيز يرقات الإكلام (المعروفة باسم بيد فيلجر Pediveliger ) للشحن بعد فحصها وعدها, ثم وتوضع بعد ذلك في مواد الشحن ( مثل النيتكسnytex وورق ترشيح القهوة) ثم يتم لفها بطبقات عديدة من قماش مبلل. توضع هذه اللفات بعد ذلك في صناديق شحن معزولة مع كتل من الثلج (لا يتصل الثلج مباشرة باليرقات). والبديل الآخر لهذه العملية هو أن تستقر يرقات بيدفيلجر في خزانات خاصة أو أطباق تحضين (ميكرونية) باستخدام شاشات من النايلون, ونظام دائري جارى (flow-through recirculating system) مع تغيير الماء بشكل منتظم. وعند إخراج اليرقات من الماء, يجب أن تراعى الحيطة الكاملة بحيث لا تتعرض للجفاف أو للحرارة المرتفعة.
وتتطلب تربية اليرقات بالمفرخات إنتاج الطحالب الدقيقة (الهائمات) الملائمة لتغذية هذه اليرقات. والهائمات النباتية المستخدمة هي عادة من ثنائيات الأسواط مثل (
Isochrysis galbana,
Pavlova lutherii and
Tetraselmis suecica or
Platymonas sp). كما يعتبر خليط السوطيات والدياتومات مثل (
Skeletonema costatum,
Chaetoceros calcitrans,
C. gracilis and
Thalassiosira pseudonana ) غذاءً متوازنا يساعد في تكوين الجاميطات ونمو اليرقات. وتتوقف كمية الطعام المستخدمة على كثافة اليرقات.
الحضانة
على الرغم من أن الإكلام تمتلك صدفة واقية, فإن هذه الصدفة تكون عرضة للكسر إذا لم يتم التعامل مع الحيوان بعناية ورفق أثناء عمليات الفرز.
الحيوان بعناية ورفق أثناء عمليات الفرز.وقد يمكن استخدام نظام الدوامات العلوية up-welling في تحضين الزريعة في مرحلة ما قبل التسمين, حتى يصل طول الصدفة إلى 10-15 مم. أما الإكلام الأكبر قليلاً في الحجم (6-7 مم) فيتم وضعها على قاع البحر داخل أكياس سعة فتحاتها حوالي 4 مم وتبلغ أحجامها 1.5x 2م. كما تشمل التقنيات الأخرى لتربية مرحلة ما قبل التسمين وضع الزريعة البالغة 4-5 مم في الطول داخل إطارات خشبية مغطاة بشباك بلاستيكية (بكثافة 10 000 زريعة/م2) يتم غرسها تحت الماء (في ايطاليا), أو داخل أطر خشبية مغطاة بالشباك أو داخل أكياس شبكية توضع على مساند أو منصات في منطقة المد الربيعي المنخفض (في أيرلندا). ويتم تخفيض الكثافة العددية كلما ازداد الحيوان نموا. وخلال مرحلة التحضين, يجب تنظيف أماكن ووسائل مرحلة التسمين, كما يجب فرز الإكلام والتخلص من المفترسات مثل سرطان البحر (الكابوريا). وعلى الرغم من إمكانية استخدام نظام التربية في الأطباق (الصواني) أثناء المراحل المبكرة من التسمين, إلا إن الإكلام ينمو بشكل أفضل عند تربيته على التربة مباشرة. وفى أمريكا الشمالية تستخدم الفلوبسات (Flupsys) (وهى عبارة عن حامل أو حاجز يقوم بتدعيم مجموعة من الحاويات بطول قناة مركزية يتم فيها دفع الماء إما عن طريق الرفاص (الدافع) أو عجلة التجديف). ويجب فرز الإكلام دائما للتأكد من أنها ذات أحجام متماثلة وإلا فإن الحيوانات الكبيرة سوف تتنافس مع الصغيرة وتتفوق عليها مما يؤدى إلى نقص في نموها.
طرق التربية
يصبح الإكلام جاهزا للتسمين على الوسط القاعي المعد لذلك, عندما يصل طول الصدفة 10-15 مم. وأفضل أماكن التسمين هي المناطق بين المدية المحمية من الرياح القوية والتيارات وعوامل المد والجزر. والبديل لهذه الأماكن هو استخدام أحواض المحار التي تبلغ مساحتها 400 م2 لتسمين الإكلام حتى يصل إلى حجم التسويق. والأوساط والمواد المستخدمة لتربية الحيوان تتكون أساسا من الحصى, الرمل, الطين والأصداف. وعلى الرغم من أن القوقع البساطى الياباني يمكنه العيش على أنواع مختلفة من التربة إلا أن التربة الرخوة جدا تعيق الوصول للمكان وتحد من وضع الأجهزة والأدوات المستخدمة في التربية, الرعاية والحصاد. وقبل نقل الزريعة يجب تنظيف المكان والتخلص من المفترسات. وعند استخدام التربة المقسمة إلى أجزاء في تربية الإكلام, يتم وضع شرائط شبكية فوق مكان الحيوان المستزرع كما يجري حرث حواف المنطقة المحيطة بمكان التربية بهدف الحماية من الطيور والمفترسات الأخرى مثل سرطان البحر.
ويتوقف معدل النمو والإعاشة على كثافة الحيوان المستزرع. ويستزرع الإكلام (10-15 مم) بكثافة 200-300 حيوان/م2, ويغطى بشبكة ذات فتحات سعتها 4 مم, وطولها 300 مترا وعرضها 1.5 مترا, بهدف الحماية من المفترسات. وقد تم اختراع آلة للزرع في أوروبا تقوم بحرث المكان ونثر الزريعة. وتقوم شرائح أو ألواح مائلة بردم الحفر ودفن حواف الشباك. ويجب تنظيف الشباك باستمرار لضمان عدم تكون الحشف والطين عليها, وكذلك تجب مراقبة المفترسات. ويصل حجم الإكلام إلى حوالي 40 مم خلال 2-3 سنوات طبقاً للكثافة العددية للكائن.
ويستزرع الإكلام الياباني (5-10 مم) في الصين بكثافة 35 مليون زريعة/هكتار. ولكن الكثافة تعتمد عادة على حجم الزريعة ونوع القاع. كما لا يغطى الإكلام عادة بأي شباك.
نظم الحصاد
جري حصاد القوقع البساطى الياباني في الصين بعد 10-16 شهراً من التربية, عندما يصل حجمه إلى 30 مم أو أكبر. أما في أوروبا وأمريكا الشمالية فيجري الحصاد بعد 16-30 شهراً عندما يصل حجم الإكلام 30-40 مم, مما يزيد من قيمته التسويقية. وفى كلتا الحالتين, يتم الحصاد إما يدويا أو آليا. ويجري الحصاد اليدوي في أوروبا عن طريق كشط القواقع وفصلها عن وسط النمو ثم رفعها إلى سطح الماء. أما الحصاد الميكانيكي فيتم عن طريق الشفط أو الكباش (الحفار)الرافع (elevator dredge ) وهو عبارة عن جرار مزود بحزام جانبي ناقل. ويمكن لهذا الجرار أن يفصل القواقع عن القاع الرملي ويفرزها, ويستطيع أن يغطى أكثر من 200 م2 في الساعة (يحصد < 600 كجم/ساعة).
التصنيع والتداول
بعد حصاد الإكلام يتم تخزينه في صناديق أو أكياس ثم ينقل ليفرز آليا. بعد ذلك يخزن القوقع مبللا حتى يسهل تنظيفه وصقله قبل المعالجة والتسويق. كما يمكن تخزين الحيوان مبللاً أيضاً ولفترة أطول في المناطق بين المدية المنخفضة, باستخدام أكياس مثقبة, أو في أحواض، أو يعلق القوقع من أطواف تخزين مبللة حتى يتم بيعه.
تكاليف الإنتاج
تتباين تكاليف الإنتاج تبايناً كبيرا بسبب العوامل الكثيرة التي تتدخل في هذا الإنتاج. وقد يستغرق وصول القوقع الياباني لحجم التسويق من 2-4 سنوات حسب طبيعة الموقع, مما يؤثر على الإنتاج النهائي. وتعتبر القدرة الاستيعابية للمكان, استواء القاع, والتكاليف الجارية (مثل تكاليف إعداد أماكن الزريعة, إزالة المفترسات, التنظيف لمنع تراكم الطين والطحالب على هياكل الإنتاج, والفرز المستمر للقواقع) من أهم العوامل التي تؤثر في تكاليف الإنتاج. كما تؤثر الإستراتيجية الإنتاجية التي يتم تبنيها في التربية على تكاليف الإنتاج. كما أن حجم الزريعة التي يتم شراؤها من المفرخات يعتبر أمراً حيوياً. فالثمن المنخفض لليرقات صغيرة الحجم قد تقابله زيادة نسبة النفوق وارتفاع التكاليف الجارية. وعلى العكس, فإن شراء يرقات كبيره الحجم قد يكون أعلى تكلفة ولكنه يؤدي إلى انخفاض نسبة النفوق وبالتالي يصبح أكثر جدوى وأعلى ربحاً. وتؤثر صفات القاع كذلك (طيني أم رملي ) على عملية الحصاد وكفاءته. فعلى سبيل المثال, يعتبر الحصاد الآلي أسهل على القاع الرملي وكذلك يؤدى إلى إنتاج أفضل من القاع الطيني. ولذلك يجب أخذ جميع هذه العوامل في الاعتبار عند التخطيط لإنشاء مزرعة للقوقع البساطى الياباني بهدف إقلال تكاليف الإنتاج، وكذلك يجب اختيار وسيلة التربية المناسبة.