النظم الغذائية

حوار التعلم فيما بين البلدان بشأن السياحة الزراعية كفرصة لتحويل النظم الزراعية والغذائية

09/07/2024

استكشاف نُهج بديلة لتعزيز خطط النظم الزراعية والغذائية الأكثر شمولاً وقدرة على الصمود

معلومات عن الحوار | رؤى من الممارسة | لقراءة المزيد

على مدى العقدين الماضيين، توسعت السياحة الزراعية بشكل كبير في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما ساهم في تنشيط المناطق الريفية وتعزيز الاقتصادات المحلية. ووفقاً لمكتب Fortune Business Insights، فقد بلغت قيمة السوق العالمية للسياحة الزراعية 69 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى 197 مليار دولار أمريكي بحلول عام 20321. ويؤثر السلوك المتغير للمزارعين في جميع أنحاء العالم تجاه ريادة الأعمال المستدامة على تطور قطاع السياحة الزراعية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان هذا النمو، ومن المتوقع أن يكون مدفوعاً، بالاهتمام العالمي بالسفر المستدام، والتبادل الثقافي، والتجارب الريفية الأصيلة، والطعام كمحرك للسياحة. ولم يساعد الدعم المقدم من الحكومات والمنظمات، من خلال سياسات التدريب والتمويل والسياحة الزراعية، إلى زيادة الدخل في المناطق الريفية فحسب، بل حافظ أيضاً على التقاليد الزراعية وعزز البيئة المستدامة. وتقع السياحة الزراعية عند تقاطع الزراعة وتجارة الأغذية بالتجزئة والسياحة والتراث الثقافي، وتمتلك القدرة على تطبيق نهج النظم للتأثير على أبعاد متعددة للاستدامة - الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. ويخلق هذا النهج الشامل للسياحة الزراعية فرصاً للتحول نحو نظم زراعية وغذائية محلية أكثر استدامة حيث تزدهر سبل العيش الريفية، ويُحافظ على التراث الثقافي وتراث الطهي، وتُحمى الأنواع الأصلية والتنوع البيولوجي.

معلومات عن الحوار

نظمت شعبة النظم الزراعية والغذائية وسلامة الأغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، في إطار منصة النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط (SFS-MED)، حواراً حضره 55 مشاركاً من 14 بلداً2. وقد سهّل هذا الحوار تبادلاً هادفاً بين صناع القرارات والممارسين من منطقة البحر الأبيض المتوسط وخارجها، مع التركيز على استكشاف كيف يمكن للنهج البديلة للسياحة الزراعية أن تقود جدول أعمال لنظم زراعية وغذائية أكثر شمولاً وقدرة على الصمود. وأثار الحوار أفكاراً حول تكييف المعرفة المستمدة من المبادرات الفريدة على أرض الواقع مع السياقات المحلية المتنوعة. وترد أدناه الأنماط والمواضيع الرئيسية الناشئة عن الحوار.

ومنصة SFS-MED هي مبادرة لأصحاب المصلحة المتعددين لتعزيز النظم الزراعية والغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتحظى بتمويل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، وتشارك في قيادتها منظمة الأغذية والزراعة والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط والاتحاد من أجل المتوسط. وكان الحوار جزءاً من برنامج تعلم تغيير النظم، وهو مبادرة جديدة أطلقتها شعبة النظم الزراعية والغذائية وسلامة الأغذية تهدف إلى بناء القدرات والالتزام بتحويل النظم الزراعية والغذائية من خلال التعلم الجماعي.

رؤى من الممارسة

إمكانات السياحة الزراعية في تنشيط المجتمعات الريفية والحفاظ على التراث الثقافي الزراعي والغذائي وسط التحديات الحديثة. انطوت إحدى القضايا الملحّة التي جرت مناقشتها خلال الحوار على نزوح سكان المناطق الريفية، وأشارت بيانات المكتب الإحصائي للجماعات الأوروبية لعام 2021 التي استندت إليها المناقشة إلى أن 21% فقط من سكان الاتحاد الأوروبي يعيشون في المناطق الريفية. وخلال الفترة 2015-2020، انخفض عدد سكان المناطق ذات الأغلبية الريفية بمتوسط 0.1 في المائة سنوياً3. وفي شمال أفريقيا، يشهد معدل النمو السكاني في المناطق الحضرية منذ خمسينيات القرن العشرين، نمواً أعلى بكثير من معدل نمو سكان المناطق الريفية4. وهذه البيانات تسلّط الضوء على الحاجة الملحة إلى مواجهة النزوح الريفي، مما يستلزم الشجاعة لمواجهة تيار الهجرة من الريف إلى الحضر. وألقى الحوار الضوء على إمكانات السياحة الزراعية في مواجهة هجرة السكان من المناطق الريفية، ودعم الاقتصادات المحلية، وتعزيز التنمية المستدامة. وإن إطلاع الزائرين على الممارسات الزراعية التقليدية والأطعمة وهدوء الحياة الريفية التي يعتز بها المضيفون، يعزز تقديراً أعمق للطبيعة والاستدامة، ويسلط الضوء عليهما باعتبارهما جانباً حاسماً لحشد وتشجيع مشاركة أصحاب المصلحة في معالجة القضايا النظامية من خلال سد الفجوة بين المجتمع الحديث والصحة البيئة والأنماط الغذائية الصحية.

“لقد بدأت هذه الرحلة قبل عشر سنوات عندما كان الجميع يغادرون المناطق الريفية في ألبانيا، وكان الجميع يسيرون في الاتجاه المعاكس. وفي ذلك الوقت، اعتقد الجميع أنها خطوة مجنونة، لأن الجميع كانوا يغادرون. لكنني شعرت أنه كان عليّ إصلاح شيء ما، إصلاح خطأ ما. لذا، عدت إلى أرض عائلتي التي كانت مهجورة بالكامل، وحاولت إحيائها من جديد. اعتقدت أنني الوحيدة حتى التقيت بآخرين مثلي. وها نحن الآن مائتان من رواد الأعمال من جميع أنحاء ألبانيا نفعل الشيء ذاته.”
Elona Bejo، مؤسسة المزرعة العائلية وبيت الضيافة Grand Albanik، ألبانيا 

القوة التحويلية للتعاون مقابل المنافسة لبناء اقتصادات ريفية قوية. هناك استراتيجيات مختلفة استخدمها المشاركون لتعزيز النظم البيئية التعاونية ودعم التنمية الريفية. وكان أحد الخيوط المشتركة التي نُسجت طوال المحادثة هو الالتزام بالسعي من أجل الأجور العادلة والتحولات البيئية العادلة. وأعرب المشاركون عن شعور عميق بالمسؤولية لمواءمة أعمالهم مع قيمهم الشخصية، مع التركيز على أهمية الممارسات الأخلاقية والمستدامة في السياحة الزراعية. وكان أحد الأساليب المطروحة للمناقشة هو تنفيذ نموذج الأعمال "من المزرعة إلى المائدة"، والذي ينطوي التعاون مع صغار المزارعين والنساء الحرفيات لإنشاء سوق مزدهرة للمنتجات المحلية. وشدد المشاركون على أهمية التعاون بدلاً من المنافسة، وسلطوا الضوء على أهمية الجهود التعاونية للتغلب على التحديات الاقتصادية وتعزيز الاستدامة. وحُدّدت التعاونيات على أنها تؤدي دوراً حاسماً في السياحة الزراعية، من خلال تسهيل العمل الجماعي بين المنتجين، مما يتيح لهم تجميع الموارد وتبادل المعارف والوصول إلى الأسواق على نحو أكثر فعالية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد سًلّط الضوء على الشراكات بين المزارعين والشركات والمؤسسات المحلية باعتبارها ضرورية لدفع عجلة التنمية الإقليمية والحفاظ على التراث المحلي.

وأظهر الحوار أنه إذا عملت المجتمعات الريفية مع بعضها وظلت وفية لقيمها، يمكنها بناء اقتصادات قوية ومستدامة تحترم أصولها الزراعية بينما تسعى جاهدة لتحقيق العدالة والممارسات الأخلاقية.

“التعاون، إذا اعتبرناه مبدأ وليس منافسة، يعني أنه يمكننا العمل سوياً لاستعادة اقتصادنا الزراعة والتواصل مع المستخدم النهائي.”
ركان مهيار، مؤسس مزرعة ومطعم بيت الخروب للزراعة المستدامة، الأردن

“يكمن التحدي في تنظيم التعاونيات حول نشاط أو منتج معين. وهذا هو الحال بالنسبة لمربي النحل، ومنتجي الحبوب، وتعاونيات المواشي. والفكرة التي نختبرها هي التالية: السماح للتعاونيات بالتجمع معاً في مركز واحد. ويذهب المزارعون إلى مكان واحد حيث يمكنهم الحصول على الموارد والاستثمار في البنية التحتية والموارد والخدمات التي يمكن أن تقلل من تكاليف واستثمارات المزارع الفردي وتزيد من نفوذهم التشغيلي.”
Christian Jochnick، الرئيس التنفيذي للمزرعة المتجددة والمركز الغذائي Juntos Farm، إسبانيا

تحقيق التوازن في استخدام التكنولوجيا. اتفق الجميع على أهمية اتباع نهج دقيق ومتوازن لاستخدام التكنولوجيا، وخاصة بالنسبة للمزارعين في منطقة البحر الأبيض المتوسط - على سبيل المثال، أهمية استخدام أنظمة رصد رطوبة التربة أو اعتماد تطبيقات الويب للوصول إلى أسواق جديدة وعملاء جدد. ومع ذلك، فقد أعرب المشاركون عن قلقهم إزاء المخاطر المرتبطة بحجب المعارف المحلية بسبب الممارسات التكنولوجية الصناعية. وكان هناك إجماع على ضرورة النظر إلى التكنولوجيا باعتبارها سلاحاً ذا حدين، إذ أنها قادرة على تعزيز الممارسات الزراعية التقليدية وتعطيلها في آن واحد. وفي حين أعرب بعض المشاركين عن رغبتهم في دراسة التكنولوجيا ودمجها في مزارعهم، فقد حذر آخرون من فقدان الاتصال بالأرض ودعوا إلى الابتكارات التي تدعم العمليات البيئية بدلاً من استبدالها.

وسلط الحوار الضوء على أهمية استخدام التكنولوجيا لاستكمال الأساليب الزراعة التقليدية وتعزيزها، وضمان أن يعزز التقدم الاستدامة والتوازن البيئي.

“أريد أن أدرس التكنولوجيا وأعود بها إلى المزرعة، لأن التكنولوجيا هي أهم شيء في الوقت الحالي. وأعتقد أنها ستكون حقاً مفيدة في حياتي.”
Fabjona Lile، Lile Farm and Guesthouse، ألبانيا

“أنا أقاوم التكنولوجيا، لكنني أدرك أيضاً أننا بحاجة إلى قبولها وتبنيها. وأعتقد أننا بحاجة إلى إيصال رسالة واحدة واضحة جداً للعلماء ورواد الأعمال في مجال التكنولوجيا: من فضلكم، من فضلكم، اجعلونا جزءاً من الطبيعة وليس خارجها.”
Christian Jochnick، الرئيس التنفيذي للمزرعة المتجددة والمركز الغذائي Juntos Farm، إسبانيا

الهوية الإقليمية وممارسات السكان الأصليين المنسجمة مع الطبيعة. انصب التركيز في الحوار على إمكانية إعادة الاتصال مع أساليب الزراعة التقليدية والأصناف المحلية لتجديد شباب الاقتصادات الريفية والحفاظ على التراث الثقافي. وشملت القصص المسرودة الرغبة في تزويد الأجيال القادمة بالأغذية المغذية المزروعة من خلال ممارسات الأسلاف، والجهود المبذولة لإحياء المزارع المهجورة باستخدام تقنيات الأجداد، وإحياء زراعة الكروم المحلية من أصناف العنب الأصلية. ومن المهم استعادة ممارسات السكان الأصليين والحفاظ عليها، فهي لا تساهم في الاستدامة الزراعية فحسب، بل تحمل أيضاً أهمية ثقافية، وتثري هوية المجتمع وتعزز المرونة البيئية. وعلاوة على ذلك، سلط المشاركون الضوء على الحاجة إلى حماية المعارف التقليدية التي تتوارثها الأجيال، والاعتراف بقيمتها في الحفاظ على التنوع البيولوجي والتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.

وأظهر الحوار كيف لمراعاة الهوية الإقليمية وممارسات السكان الأصليين أن تعزز الإنتاجية الزراعية وتماسك المجتمع والاستدامة البيئية.

“كلما قمت بمزيد من الأبحاث وبدأت في قراءة المزيد من الكتب، أدركت أننا قد تعرضنا لغسيل أدمغة للتخلص من ممارساتنا الزراعية الأصلية.”
ركان مهيار، مؤسس مزرعة ومطعم بيت الخروب للزراعة المستدامة، الأردن

“من المرجح أن تظل المزارع صغيرة لفترة طويلة بسبب مشاكل ملكية الأراضي. والطريقة الأكثر فعالية لتسويق منتجاتها هي جذب السياح إلى المزرعة، أو بيع المنتجات الطازجة مباشرة في الموقع، أو تعزيز قيمتها من خلال المعالجة والطهي التقليديين. ويعتبر هذا النهج بالغ الأهمية لأنه يساعد في الحفاظ على الأصناف المحلية وطرق الإنتاج التقليدية والممارسات الثقافية المتعلقة بالأغذية والطقوس المحلية.”
Petrit Dobi، المدير التنفيذي لمنظمة RASP غير الحكومية، ألبانيا

“إذا أردنا أن تكون مؤسستنا قادرة على المنافسة في السوق الكريتية، بل أيضاً مستدامة، علينا أن نعمل مع الأصول التي توفرها لنا جزيرتنا، وهي الأصناف المحلية. ونحن محظوظون جدًا لأن لدينا ما لا يقل عن 11 نوعاً محلياً يميز الأراضي الكريتية. وهناك الآن طلب على الأصالة واستهلاك المنتجات التي لها هوية. وعندما يفتخر الاقتصاد المحلي بمنتجات أرضه، فإن الأمور تسير بشكل أفضل بكثير.”
Nicos Miliarakis، رئيس Wines of Crete، اليونان

الدور الأساسي للرعاية والرعاية الذاتية في تحويل الاقتصادات الريفية من خلال العدالة الاجتماعية والبيئية. كُشف عن الجوانب العاطفية والروحية المرتبطة بالممارسات الزراعية، مما صوّر السياحة الزراعية على أنها أكثر من مجرد وسيلة للبقاء الاقتصادي. وقد برزت كفرصة لتمكين مبادرات الأعمال المحلية والتي تهدف إلى الاستدامة البيئية والاقتصادية، ودمج الرعاية للمجتمع والكوكب والرعاية الذاتية للأفراد. وفي حين أن هناك حالات تنشأ فيها السياحة الزراعية من يأس المزارعين كملاذ أخير ضد مواجهة المنافسة في السوق، فقد أُقر المشاركون في الحوار بإمكانياتها الفريدة لتحويل النظم الزراعية والغذائية. كما اعترف المشاركون بدورها في تقصير سلاسل التوريد، وضمان أجور عادلة للمنتجين المحليين، وتعزيز الشعور بالكرامة والرفاهية داخل المجتمعات الريفية. ومن خلال دفع مبالغ أكبر بكثير مقابل المنتجات مقارنة بمتوسط سعر السوق، توضح مبادرات السياحة الزراعية نهجاً شمولياً، يسمح للمجتمعات الريفية بالازدهار دون الشعور بأنها مقيّدة بالسياحة. وبالإضافة إلى ذلك، برزت أهمية النسوية البيئية ومناصرة التعاطف ضمن المواضيع الحاسمة. وسلطت النسوية البيئية، التي تؤكد على الترابط بين العدالة الاجتماعية والبيئية، الضوء على الحاجة إلى تفكيك أوجه عدم المساواة النظامية العميقة والتركيز على مساهمات المرأة والفئات المهمشة في الزراعة المستدامة والتنمية الريفية. وعلى الرغم من الدور الحاسم الذي تؤديه النساء في النظم الزراعية والغذائية في العديد من البلدان، فإن الواقع العالمي هو أنهن يعانين من أدوار مهمشة وظروف عمل أسوأ مقارنة بالرجال - تتسم بعدم الانتظام، وذات طابع غير رسمي، وساعات العمل بدوام جزئي، وانخفاض متطلبات المهارات، وكثافة العمالة، والهشاشة5. وسيكون دمج هذه المواضيع في السياحة الزراعية ضرورياً لضمان مراعاة الأبعاد الاجتماعية، مما يستدعي اتخاذ تدابير ملموسة لإنشاء نظام زراعي وغذائي أكثر إنصافاً وعدالة، حيث تشكل رفاهية الأفراد والبيئة أولوية.

وشدد الحوار على السياحة الزراعية باعتبارها واحدة من المسارات الفريدة نحو تحويل النظم الزراعية والغذائية، وسلط الضوء على قدرتها على دمج الرعاية للمجتمع والكوكب والأفراد على حد سواء.

“إن شفاء الروح الإنسانية وشفاء التربة شيئان مترابطان. ولسوء الحظ، يلجأ المزارعون في بعض الأحيان إلى السياحة الزراعية بسبب اليأس.”
ركان مهيار، مؤسس مزرعة ومطعم بيت الخروب للزراعة المستدامة، الأردن

“أعتقد أن السياحة الزراعية تحل مشكلة تقصير السلسلة. وهذا يجعلها أكثر استدامة لأن الأموال تذهب مباشرة إلى حيث يجب أن تذهب: إلى المنتج. وإن الأجر العادل يحفز النساء اللاتي أعمل معهن على عدم الابتعاد عن الوادي وتربية أطفالهن وعيش حياة أفضل.”
Elona Bejo، مؤسسة المزرعة العائلية وبيت الضيافة Grand Albanik، ألبانيا 

دور التعلم والتعاطف في بناء نظام غذائي أكثر ترابطاً. سلّط المشاركون الضوء على الأهمية الحاسمة لتعزيز التعلم والتعاطف بين السياح والمستهلكين والمشترين الذين لا يشاركون بشكل مباشر في الزراعة. وقد تزايدت فجوة كبيرة في فهم ما يحدث في المزرعة وما يعرفه الأشخاص الذين يتعاملون مع الأغذية ويستهلكونها. وعلى سبيل المثال، خلص استطلاع أجراه مركز YouGov-Cambridge في المملكة المتحدة في عام 2012 إلى أن غالبية الناس (72%) شعروا أنهم لا يعرفون الكثير، أو لا يعرفون شيئاً، عن القطاع الزراعي6. وبالمثل، كشفت دراسة استقصائية أجريت عام 2017 في الولايات المتحدة أن حوالي 16 مليون أمريكي يعتقدون أن حليب الشوكولاتة يأتي من الأبقار البنية7. وحسب دراسات عديدة، فإن نقص المعرفة حول الغذاء والنظم الغذائية يعد أحد العوامل التي تساهم في الاتجاهات الناشئة والمثيرة للقلق، مثل زيادة الوزن الزائد والسمنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وفي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، يتراوح معدل انتشار السمنة بين المراهقين ما بين 15 و45 في المائة8. وكشفت الدراسات حول السمنة لدى الأطفال عن انتشار أكبر في منطقة البحر الأبيض المتوسط في أوروبا (تصل إلى 20 في المائة) مقارنة بالمنطقة الشمالية9. وأظهرت الدراسات الاستقصائية التي أجريت في الأردن والمغرب أن معدلات السمنة مرتفعة ومتزايدة10, 11. ولسد هذه الفجوة المعرفية، من الضروري تحسين تعلم وفهم الممارسات الزراعية وقيمة الغذاء. ومن خلال تعزيز التواصل والوعي الأعمق، يمكن للمستهلكين تقدير التحديات والجهود المبذولة في إنتاج الغذاء، مما يؤدي إلى خيارات شراء أكثر استنارة تأخذ في الاعتبار جوانب مثل البصمة البيئية للمنتجات، وقيمتها الغذائية، ومساهمتها في الاقتصاد المحلي. ولا يعزز هذا النهج استدامة خيارات المستهلكين فحسب، بل يضمن أيضاً نظاماً زراعياً وغذائياً أكثر مرونة وترابطاً، يعتمد على العلاقات الداعمة بين جميع الأطراف المعنية.

وشدد الحوار على ضرورة بناء التعاطف والتفاهم بين جميع أصحاب المصلحة من أجل حشد مشاركة أكثر استنارة وداعمة في تعزيز قدرة النظم الغذائية على الصمود.

“نحن نعمل كثيراً على بناء التعاطف بين المزارعين والطهاة. لقد أحضرنا الطهاة إلى المزارع لنجعلهم يفهمون أن القائمة لا يجب أن تكون نفسها طوال العام. لذلك بدأوا في تصميم قائمتهم بناءً على المنتجات المتاحة لمزارعيهم المحليين.”
Marianella Feoli، المديرة التنفيذية لمؤسسة Fundecooperación ومبادرة Tu-MoDeLo، كوستاريكا

“أود أن أؤكد أن السياح جزء من النظام الغذائي العالمي. وإن إشراك المزارعين والمنتجين في قطاع السياحة أمر بالغ الأهمية من أجل إذكاء وعيهم به.”
Alessandra Villa، حركة Slow Food International، منسقة معنية بمنطقة البلقان والنمسا وسويسرا

لقراءة المزيد

  • منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. 2024. الثقافة وفنّ الطبخ والريف. تسخير إمكانات السياحة الزراعية لتحسين سبل العيش في المناطق الريفية وتشجيع النظم الزراعية والغذائية المستدامة في ألبانيا. روما، منظمة الأغذية والزراعة. fao.org/newsroom/story/culture-cuisine-and-countryside/ar

  • منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. سيصدر قريباً. Agritourism for sustainable food systems transformation in the Mediterranean. روما، منظمة الأغذية والزراعة.

 


[1] Fortune Business Insights. 2024. Agritourism Market Size, Share & COVID-19 Impact Analysis, By Type (Direct-market, Education & Experience, and Event & Recreation), and Regional Forecast, 2020-2032. Fortune Business Insights. https://bit.ly/4erp5ON

[2] ألبانيا والنمسا وكندا وكوستاريكا ومصر واليونان وهنغاريا وإيطاليا والأردن والمغرب وإسبانيا وهولندا وتونس والمملكة المتحدة.

[3] Eurostat. 2023. Predominantly rural regions experience depopulation. In: Eurostat > News. European Union. https://shorturl.at/KwqMK

[4] Sandell, R. 2004. North Africa: Grappling with Demography. In: Elcano Royal Institute > Working papers. Elcano Royal Institute. https://shorturl.at/AawoT

[5] FAO. 2023. The status of women in agrifood systems. Rome. https://doi.org/10.4060/cc5343en

[6] University of Cambridge. 2012. Farming loved but misunderstood, survey shows. In: University Of Cambridge > Research > News. University of Cambridge. https://bit.ly/3xebLg5

[7] C. Dewey. 2017. The surprising number of American adults who think chocolate milk comes from brown cows. In: The Washington Post > Economic Policy. The Washington Post. https://wapo.st/3XByqxk

[8] Musaiger, A. O. 2004. Overweight and obesity in the Eastern Mediterranean Region: can we control it? In: Eastern Mediterranean health journal, 10(6), 789–793. Cairo, WHO. https://shorturl.at/fzzIX

[9] Medina, F. X., Solé-Sedeno, J. M., Bach-Faig, A., & Aguilar-Martínez, A. 2021. Obesity, Mediterranean Diet, and Public Health: A Vision of Obesity in the Mediterranean Context from a Sociocultural Perspective. In: International journal of environmental research and public health, 18(7), 3715. Basel, MDPI. https://doi.org/10.3390/ijerph18073715

[10] Ajlouni, K., Khader, Y., Batieha, A., Jaddou, H., & El-Khateeb, M. 2020. An alarmingly high and increasing prevalence of obesity in Jordan. In: Epidemiology and health, 42. Seoul, epiH. https://doi.org/10.4178/epih.e2020040

[11] H. Nouayti, N.H. Bouanani, J. Hammoudi, H. Mekhfi, A. Legssyer, M. Bnouham & A. Ziyyat. 2020. Overweight and obesity in Eastern Morocco: Prevalence and associated risk factors among high school students. In: Journal of Epidemiology and Population Health, 68(5), 295-301. Issy Les Moulineaux, Elsevier. https://doi.org/10.1016/j.respe.2020.06.007