المنظمة تُسانِد نهضة الشعوب الأصليّة

26 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، روما-- إثر اعتماد سياسةٍ جديدة تمضي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO" بإرساء الأسس لتوثيق تعاونها وحوارها مع سكان العالم الأصليين بهدف ضمان إدماج جميع الجوانب الإنمائية ذات العلاقة بهم في صُلب أنشطة المنظمة "فاو" لشمولهم بالفائدة.

وفي حين تتألف مجموعات السكان الأصليين أو المجموعات القبلية أو العشائرية من خمسة بالمائة فقط من مجموع سكان العالم، إلا أنهم يشكّلون ما لا يقل عن 15 بالمائة من العدد الكليّ لمَن يعانون الفقر المدقع بالمقياس الدولي.

وترمي سياسة المنظمة "فاو" فيما يتعلق بالشعوب الأصلية إلى توجيه مختلف الوحدات التقنية لديها وتشجيع كوادرها الوظيفية كافة سواء بالمقر الرئيسي أو على مستوى الأقاليم، لرفع مستويات أنشطتهم التفاعلية مع مجموعات السكان الأصليين والمنظّمات الممثِّلة لهم.

ومن شأن هذا التعاون الموثَّق بين المنظمة "فاو" ومجموعات القبلية أن يُعزِّز تبادُل المعارف والأفكار حول الموارد الوراثية النباتية والحيوانية ويقود إلى مزيدٍ من صون الموارد الطبيعية لمنفعة السكان الأصليين بوصفهم الأوصياء الطبيعيين على هذه الأصول والخبرات.

و"بإعداد ورقة السياسات المعنية بالسكان الأصليين تتطلّع المنظمة إلى النهوض بدورٍ مِحوري في جهود المجتمع الدولي لضمان حياةٍ أفضل للشعوب الأصلية وسكان الريف"، حسبما قال المدير العام للمنظمة جاك ضيوف في تقديمه للتقرير، مُضيفاً أن "المعركة ضدّ الجوع لا يمكن الفوز بها بدونهم (السكان الأصليون)".

إنسجامٌ بيئيّ

يعيش العديد من مجموعات السكان الأصليين في تكافُلٍ تامٍ مع البيئة ويعتمدون على الموارد الطبيعية إلى أبعد الحدود لتدبير موارد معيشتهم. ويملُك أولئك السكان في أغلب الأحيان بحكم هذه الوضعية معارفٍ متخصِّصة حول الموارد الطبيعية وتنوُّعها، سواء البريّة أو المائية منها.

على أن "جهود تحقيق أمن الغذاء، والتنمية المُستدامة لهذه الفئة السكانية طالما تعرَّضت لأخطار مستمرة من جرَّاء التدهور البيئي وضياع مهاراتهم التقليدية"، وفقاً لورقة السياسات التي أعدتها المنظمة "فاو".

وعلاوةً على ذاك تتعرَّض مساحاتٌ كثيرة من الأراضي التي يقطُنها السكان الأصليون إلى عواقب تغيُّر المناخ بدرجةٍ كبيرة... مما أملى أن يُحيط سكان هذه المناطق بمعارفٍ ومهاراتٍ حول كيفيُّات التكيّف الواقعي للسيناريوهات المناخية المحتمَلة مستقبلاً.

وقد أعدِّت ورقة السياسات التي اعتمدتها المنظمة "فاو" في استشارةٍ وثيقة مع ممُثلي مجموعات السكان الأصليين، ومُنتدى الأمم المتّحدة الدائم لقضايا السكان الأصليين وغيره من وكالات الأمم المتّحدة، بالإضافة إلى العديد من الخُبراء المُختصّين. ويستَنِد محتوى ورقة السياسات إلى الأدوات القانونية الدولية مثل إعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية، الذي ُأقرّ في عام 2007.