تراجعت أسعار تصدير القمح عالميًا خلال يونيو/حزيران 2024 إثر تعزيز الإمدادات من الحصاد الذي لا تزال أعماله مستمرة في بلدان نصف الكرة الشمالي. فهذه أسعار القمح الأمريكي المرجعي (أمريكي، رقم 2، قاسي، أحمر، شتوي) تتراجع بنسبة ثمانية في المائة قياسًا بالشهر الفائت. ورغم المخاوف حيال جودة القمح جرّاء رطوبة الطقس في بعض البلدان، إلا أن بدء أعمال حصاد هذا المنتج التي باتت قاب قوسين أو أدنى في الاتحاد الأوروبي أدت إلى انخفاض عروض أسعار الاتحاد الأوروبي (فرنسا، نخب أول، روان) بنسبة ثلاثة في المائة. أضف إلى ذلك أن تطبيق حظر استيراد القمح لفترة مؤقتة من جانب تركيا (اعتبارًا من 21 يونيو/حزيران ولغاية 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024) كان له دور أيضًا في تراجع الأسعار عالميًا. أما ما يعاوض هذا التراجع فنجده في أسعار القمح في الاتحاد الروسي (مخصص لطحن، عروض، تسليم ظهر السفينة في موانئ البحار العميقة) حيث سجلت زيادة شهرية بنسبة خمسة في المائة، مع توقعات تشير إلى انخفاض الإنتاج اليوم عن الكميات المتوقعة سابقًا بفعل ظروف الطقس غير المؤاتية التي سادت في بدايات هذا الموسم.

وعلى صعيد أسعار الذرة، فقد سجلت تراجعًا على النطاق العالمي خلال يونيو/حزيران 2024 لأسباب تعزى إلى الإمدادات الموسمية التي دعمت هذا التراجع. ومع استمرار أعمال الحصاد في كل من الأرجنتين والبرازيل، تشير التوقعات إلى زيادة إنتاج كلا البلدين عن الكميات التي كانت متوقعة سابقًا، ما تسبب في تراجع عروض أسعار الذرة البرازيلية (باراناغوا، علفية) بنسبة خمسة في المائة والذرة الأرجنتينية (تسليم أعلى النهر) بنسبة ثلاثة في المائة قياسًا بالشهر الفائت. وهذا التراجع ينطبق أيضًا على الذرة الأمريكية المرجعية (أمريكية، رقم 2، صفراء) التي هوت هي الأخرى بنسبة ثلاثة في المائة خلال يونيو/حزيران مع زيادة المساحة المزروعة بالذرة عما كان متوقعًا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الظروف المؤاتية عمومًا التي أحاطت بالمحصول.

سجل معدل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لعموم أسعار الأرز 136.6 نقطة خلال يونيو/حزيران 2024، متراجعًا عن نظيره لشهر مايو/أيار بنسبة 0.6 في المائة. بصفة عامة، كانت عاشت الأنشطة التجارية حالة من الهدوء في جلّ البلدان المصدّرة الآسيوية لصنف الأرز "إنديكا" خلال يونيو/حزيران بفعل محدودية الطلبات الجديدة عمومًا. صحيح أن الصفقات المستكملة سابقًا في كل من تايلند وباكستان وفرت شيئًا من الدعم للأسعار، لاسيما في مطلع الشهر، إلا أن عروض الأسعار الفييت نامية تراجعت إلى أدنى مستوى لها خلال 11 شهرًا، حيث توافق هذا التراجع مع انطلاق أعمال حصاد الموسم الصيفي/الخريفي والمخاوف حيال جودة المحاصيل التي تم حصادها في وقت مبكر. ومن مسببات الضغط المؤدي إلى تراجع الأسعار أيضًا انسحاب الجهات الشرائية الفلبينية من الأسواق، حيث علقت هذه الجهات مشترياتها إلى أن تتوضح التغيرات التي ستطرأ على التعريفات الجمركية مع نهاية هذا الشهر. وفي هذه الأثناء شهدت عروض أسعار الأرز طويل الحبة في الولايات المتحدة الأمريكية تحركات طفيفة خلال يونيو/حزيران.