الشمولية في النظم الزراعية والغذائية

يتجلّى المبدأ المحوري لخطة عام 2030 في "عدم ترك أي أحد خلف الركب"، وهو التزام بالقضاء على الفقر والتمييز وأوجه عدم المساواة ونقاط الضعف، التي تقوّض إمكانات الأفراد والمجتمعات. ولكن من أجل تحقيق ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى إعادة التفكير في التحول الريفي وإلى بناء نظم زراعية وغذائية مستدامة ومنصفة وشاملة لفائدة الجميع.

تشكّل الشمولية نهجًا لضمان مشاركة الجميع - بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي وهوياتهم (بما في ذلك العرق، والإثنية، والجنس، والعمر، والمعتقدات، والموقع الجغرافي، والإعاقة، والحالة الصحية، وما إلى ذلك) –مشاركة كاملة وفعالة في عمليات التنمية واستفادتهم منها.

ويتجلى الإقصاء بطرق متعددة، إذ تعيش غالبية الأشخاص الذين يواجهون مستويات أعلى من التهميش والضعف في المناطق الريفية، وتكون سبل عيشهم قائمة على النظم الزراعية والغذائية. ويؤثر الإقصاء على جميع مجالات حياتهم، بما في ذلك رفاههم وإنتاجيتهم وسبل عيشهم. ولا يستطيع الكثيرون إعمال حقوقهم بالكامل وتكون قدرتهم محدودة للحصول على الموارد والخدمات والفرص. وفي معظم الأحيان، لا يشكلون جزءًا من عمليات صنع القرار وتتضاءل قدرتهم على تأدية دور فعّال في مجتمعاتهم.

ومع ذلك، تتمتع هذه الجهات الفاعلة بإمكانات هائلة لدعم التحول نحو نظم زراعية وغذائية أكثر استدامة. وستساعد الإجراءات السياساتية الشاملة والتغييرات الهيكلية في الحد من أوجه عدم المساواة، وتقديم خدمات عالية الجودة، وإتاحة مؤسسات لائقة، وتسهيل الوصول إلى الموارد الإنتاجية والطبيعية، وضمان احترام حقوق الإنسان للجميع.

من هم المتروكون خلف الركب؟

تكافح المنظمة أوجه التمييز وعدم المساواة (التي تتصف في غالب الأحيان بتعددها وتقاطعها)، وهي عناصر تقوّض قدرة الناس على أن يكونوا من أصحاب الحقوق وعوامل للتغيير، مع التركيز على الفئات التالية:

الفقراء ومن يعانون من الفقر المدقع

يعيش أكثر من 80 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع في مناطق ريفية، ولديهم إمكانية محدودة أو معدومة للحصول على التمويل والموارد والفرص. وعلى الرغم من هذه الظروف، يُنتج صغار المزارعين الريفيين ما لا يقل عن ثلث الأغذية في العالم، وهو ما يجعلهم في غاية الأهمية بالنسبة إلى الأمن الغذائي والتغذية.

الاطلاع على المزيد
النساء والفتيات الريفيات

تشكل المرأة على الصعيد العالمي نسبة 37 في المائة من العمالة الزراعية؛ ومع ذلك، فإن الفجوة بين الجنسين في مجالي الأغذية والزراعة لا تزال واسعة. وتشكل النساء نسبة أقل بكثير من أصل جميع مالكي الأراضي، ويواجهن تحديات أكبر في الحصول على الموارد والمدخلات والخدمات والتكنولوجيات والفرص الاجتماعية والاقتصادية، مقارنة بالرجال.

الاطلاع على المزيد
الشباب الريفيون

. يشكّل الشباب عنصرًا حاسمًا في ضمان وجود نظم زراعية وغذائية مستدامة وتنمية اقتصادية طويلة الأجل، ومع ذلك فإن الكثيرين منهم يواجهون البطالة ونقصًا في التعليم والحصول على الخدمات الأساسية.

الاطلاع على المزيد
المهاجرون

يؤدي العمال المهاجرون دورًا أساسيًا في النظم الزراعية والغذائية، ومع ذلك فهم غالبًا ما يتعرضون للإقصاء والتمييز. وترتبط نسبة 80 في المائة من جميع حركات الهجرة بالمناطق الريفية، ولكنّ الهجرة في كثير من الأحيان ليست خيارًا. إذ يهاجر الكثيرون بسبب نقص الفرص وتغير المناخ، بينما تؤدي الصراعات والكوارث إلى النزوح القسري.

الاطلاع على المزيد
الأشخاص ذوو الإعاقة

يمكن أن يتعرض الأشخاص ذوو الإعاقة للإقصاء على أساس الإعاقات النفسية الاجتماعية أو الجسدية/الحسية أو الذهنية، ما يمنع الحصول على الفرص بشكل عادل ومتساوٍ. ويمكن أن يتسبب الفقر وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بالإعاقة، بينما تجعل الإعاقة الناس أكثر عرضة للفقر والجوع وسوء التغذية.

الاطلاع على المزيد
السكان الأصليون

يوجد حول العالم 476 مليون شخص من السكان الأصليين يعيشون في أكثر من 90 بلدًا. ونظرًا إلى معارفهم الواسعة، ونظمهم لإدارة الأغذية والأراضي، تشكّل أراضيهم موطنًا لأكثر من 80 في المائة من التنوع البيولوجي على وجه الأرض. ومع ذلك، فإن الافتقار المنهجي إلى الاعتراف بحقوقهم ونظم الحوكمة الخاصة بهم، إضافة إلى ممارسات التمييز والتهميش المستمرة، تضع وجودهم بحد ذاته على المحكّ.

الاطلاع على المزيد
منظمة الأغذية والزراعة والشمولية

إن العمل الاعتيادي لن يكون كافيًا لتنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة في عالم يواجه مخاطر تغير المناخ والظواهر المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام الإيكولوجي، والصراعات، والجوائح، إذ تؤثر الأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار الفقر وعدم المساواة على حياة مليارات الأشخاص.

وتدرك المنظمة أن اتباع نهج شامل للتحول الريفي أمر حاسم الأهمية من أجل تعزيز مشاركة الفئات الضعيفة والمهمشة في العمليات وإطلاق العنان لفرص مشاركتها. وكجزء من التزام منظمة الأغذية والزراعة بالحد من الفقر، تعمل المنظمة على تعميم الشمول ودعم البلدان الأعضاء والشركاء من أجل معالجة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، وذلك من خلال ما يلي:

  • تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل ضمان الأمن الغذائي والتغذية للفئات الأكثر فقرًا وتهميشًا.
  • وتعزيز نهج قائم على الحقوق لوضع سياسات متعددة القطاعات ونُهج إقليمية للحد من عدم المساواة والإقصاء.
  • والاستثمار في سبل العيش المستدامة والشاملة وتنويع الدخل والعمالة اللائقة من أجل توليد المزيد من الفرص للجميع.
  • وتعزيز حصول الأشخاص المستبعدين على الموارد الطبيعية والإنتاجية والخدمات والأصول والتكنولوجيات من أجل تعزيز مساهمتهم في التنمية الريفية والزراعية.
  • وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتعزيز القدرة على الصمود لدى الفئات الضعيفة.
  • وضمان الحيازة الشاملة والعادلة للأراضي والمياه لتحسين سبل عيش الفئات الأكثر فقرًا.
  • وتعزيز الحوار والمنصات السياساتية الشاملة لتحفيز المشاركة والتشاور والموافقة المسبقة والحرة والمستنيرة.
  • وضمان أن تكون استراتيجيات التكيّف مع تغير المناخ شاملة ومستندة إلى الأدلة ومصممة لتحسين قدرة المجتمعات المحلية الريفية على الصمود.
  • ودعم جمع البيانات بشأن دوافع الإقصاء وتحليلها، بما في ذلك الأدوات ونشر المعارف، من أجل توجيه الخيارات السياساتية والاستثمارات لتنفيذ خطة عام 2030.

 


يشكل عدم ترك أي أحد خلف الركب أحد القيم العالمية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة المنبثقة عنها.

الاطلاع على المزيد >

للإتصال بنا

Benjamin Davis
مخرج
شعبة التحول الريفي الشامل والإنصاف بين الجنسين