مصايد الأسماك الداخلية

أهميّة مصايد الأسماك الداخلية لتحقيق الأمن الغذائي ودرورها التغذوي

عادةً ما يتمّ استعمال المصيد الناتج عن مصايد الأسماك الداخلية الصغيرة النطاق للاستهلاك البشري المحلي وهو يؤدي دورًا مهمًا ومباشرًا في تحقيق الأمن الغذائي (باستثناء أنواع الأسماك الصغيرة الأفريقية القريبة من سطح المياه). وتؤثر خدمات النظم الإيكولوجية من بيئات المياه العذية ومصايد الأسماك الطبيعية الداخلية في رفاه الإنسان من خلال التخفيف من وطأة الفقر والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتأمين سبل العيش. فينتج خمسون بلدًا من بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض ما لا يقلّ عن 43 في المائة من نِتاج مصايد الأسماك الطبيعية الداخلية في العالم. وتنتج البلدان غير الساحلية ما لا يقل عن 11 في المائة من الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك الداخلية. وتوفّر الأسماك الداخلية نوعية غذائية للوجبات في البلدان التي تكون فيها الأنماط الغذائية ضعيفة لولاها بسبب الفقر والفرص المحدودة للحصول على أنواع أخرى من الأغذية الجيدة. وتمثّل مصايد الأسماك الداخلية منتِجًا فعّالًا للأغذية، إذ تستخدم موارد أقل بكثير مقارنة بالأغذية الناتجة عن الماشية أو غيرها من الأغذية الغنية بالبروتين. وفي البلدان ذات الناتج المحلي الإجمالي المنخفض التي توجد فيها مصايد أسماك داخلية، يكون نصيب الفرد من أمدادات أسماك المياه الداخلية أكبر من نصيب الفرد من أسماك المصايد الطبيعية البحرية أو تربية الأحياء المائية.

أهمية مصايد الأسماك الداخلية لتوفير سبل العيش والعمل اللائق والقدرة على الصمود

 تقدّر القيمة الاقتصادية لمصيد مصايد الأسماك في المياه العذبة الداخلية (على النحو الذي أُبلغت به المنظمة) بحوالي 26 مليار دولار أمريكي تقريبًا. وتنتج المساهمات الرئيسية في هذا المصيد من آسيا (66 في المائة) وأفريقيا (22 في المائة). ومن المسلّم به أن نسبة كبيرة من المصيد في المياه الداخلية "خفية"، وبالتالي فهي غير موثّقة. وإذا تم تضمين هذا العنصر الخفي في عملية حساب هذه القيمة، ترتفع القيمة الإجمالية المقدّرة لاستخدام مصايد الأسماك في المياه العذبة الداخلية إلى 39 مليار دولار أمريكي. وتقدّر القيمة غير السوقية الإضافية للصيد الترفيهي بمبلغ يتراوح بين 65 و79 مليار دولار أمريكي.

ويتراوح عدد العاملين في قطاع مصايد الأسماك الطبيعية الداخلية بين 16.8 و20.7 ملايين شخص. بالإضافة إلى عدد يتراوح بين 8 ملايين و38 مليون في قطاع ما بعد الصيد، أي ما يمثّل نسبة تتراوح بين 2.5 و6 في المائة من القوى العاملة في القطاع الزراعي في العالم. وغالبًا ما تكون مشاركة المرأة في مصايد الأسماك الداخلية مستترة على الرغم من الدور الهام الذي تضطلع به في العديد من مصايد الأسماك. وتمثّل النساء نسبة تفوق 50 في المائة من القوى العاملة في مصايد الأسماك الداخلية. ورغم ارتباط المرأة على نحو وثيق في الكثير من الأحيان بأنشطة التجهيز والتسويق ما بعد الحصاد، فهي تشارك أيضًا في صيد الأسماك في العديد من البلدان.