FAO.org

تساعد الغابات في المحافظة على صحة الهواء والتربة والمياه والإنسان. إذ تلعب دوراً حيوياً في بعض من أكبر التحديات التي نواجهها اليوم، كمعالجة تغير المناخ، والحدّ من الجوع، والمحافظة على استدامة المجتمعات الحضرية والريفية. وتزداد أهمية الغابات أكثر من أي وقت مضى مع تنامي عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار بحلول 2030.

إن مساعدة الأطفال على الارتباط بالطبيعة يخلق أجيالاً مستقبلية تعي منافع الأشجار والغابات والحاجة إلى إدارتها على نحوٍ مستدام. فبالنسبة لبعض الأطفال، تعتبر الغابات مصدراً للغذاء والأخشاب والمأوى، كما تشكل جزءاً من حياتهم اليومية. بينما قد يكتشف أطفال آخرون الغابات في الصفوف التي يدرسون فيها، وكذلك في مدارس الغابات من خلال قضاء وقت لهم في الغابات وحدائق المدن برفقة دليل معهم، أو من خلال التعرف على الأشجار التي تنمو في مدنهم وحدائقهم.

صحيح أن على العاملين في قطاع الغابات معرفة الطبيعة وفهمهما بصورة جيدة، إلا أن عليهم ايضاً التعرف على طريقة استخدام أحدث التقانات لضمان خضوع غاباتنا للمراقبة والإدارة بصورة مستدامة. كما تتمتع المجتمعات الريفية والمحلية بخبرة ومعرفة عميقة تتعلق بكيفية حماية موارد الغابات وضمان الاستفادة منها بطريقة مستدامة. على سبيل المثال، يمكن للنساء الريفيات اللواتي يجمعن الأغذية والحطب من الغابات بصورة تقليدية أن تنقل معرفتهن وتجربتهن العملية من جيل إلى آخر.

من خلال الاستثمار في المستويات المتعددة للتعليم في ميدان الغابات، يمكن للبلدان أن تضمن وجود علماء وصناع سياسات ومسؤولين في ميدان الغابات ومجتمعات محلية تعمل على إيقاف أعمال إزالة الغابات واستعادة المشاهد الطبيعية المتدهورة. أما الغابات السليمة فستساعدنا بدورها على تحقيق الكثير من أهداف التنمية المستدامة، كدعم مصادر المعيشة لدى بعض من أشد المجتمعات فقراً في العالم والمحافظة على التنوع الحيوي.

تحاول الكثير من البلدان إشراك عدد أكبر من النساء في الدراسات المتعلقة بالغابات، كما تعطي أولوية لتكافؤ فرص حصول الجميع على التعليم في ميدان الغابات. ولعل المساواة بين الجنسين في هذا الميدان يمكن المرأة الريفية من إدارة الغابات بطريقة مستدامة.