مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

خبرات تقنية

حاجة ملحة إلى استراتيجية إقليمية للإدارة المستدامة للآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

Tags: Diseases Early Warning Systems Transboundary Plant Pests
ثائر ياسين - 07/09/2023

تواجه منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التحدي المتمثل في التهديد المستمر للآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود، والتي تساهم عوامل عدة في تسهيل دخولها وانتشارها بما في ذلك زيادة الأنشطة التجارية، وحركة الأشخاص والنباتات والحيوانات، وتزايد النزاعات والأزمات في المنطقة، والافتقار إلى تدابير فعالة ومنسقة لمراقبة الصحة النباتية. وتسبب الآفات والأمراض خسائر سنوية فادحة في الإنتاج الزراعي تقدر بنحو 25 إلى 40 في المائة من الإنتاج العالمي، مع ما يترتب على ذلك من آثار اقتصادية سلبية كبيرة. علاوة على ذلك، لا يمكن تجاهل آثار تغير المناخ على الانتشار المتزايد للآفات والأمراض العابرة للحدود. وعلى الرغم من أن صادرات الأغذية الزراعية لبلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحتل المرتبة الثانية بين السلع الرئيسية غير النفطية - ومن المحتمل أن تزيد بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف - إلا أن صادرات السلع البينية بين بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تمثل أقل من 8 في المائة من إجمالي صادراتها. ومع أن بلدان المنطقة خفّضت التعريفات الجمركية تخفيضاً كبيراً في العقد الماضي، فإن التقارير تشير إلى أن إصلاح الأطر التنظيمية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التجارة البينية بين بلدان المنطقة بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بتخفيضات التعريفات الجمركية وحدها.

تهدد الآفات والأمراض النباتية الأمن الغذائي والتغذية في جميع أنحاء العالم بشكل عام وفي منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بشكل خاص، مع عواقب اقتصادية وبيئية وخيمة. ولا يمكن علاج معظم هذه الأمراض العابرة للحدود ميدانياً،كما أنها تنتقل عن طريق إكثار المواد النباتية. إن ضعف أنظمة الحجر الصحي، وغياب أنظمة المراقبة والإنذار المبكر الكافية، والافتقار إلى أنظمة إنتاج منسقة لمواد الإكثار المعتمدة وبروتوكولات التشخيص المناسبة، كلها عوامل تساهم في زيادة كبيرة في خطر دخول وانتشار الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود في بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. لذلك، تظل الوقاية هي الاستراتيجية الأكثر فعالية. يرد أدناه وصف موجز لبعض الآفات والأمراض النباتية الناشئة ذات التأثير الاقتصادي الكبير في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وقد تم مسبقاً تأكيد ظهور بعضها في بعض البلدان، ويمثل البعض الآخر تهديداً وشيكاً في المنطقة.

تواجه بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحديات كبيرة وتنفذ مجموعة واسعة من التدابير لمكافحة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود. ومع ذلك، فإن عدم كفاية القدرات الوطنية والافتقار إلى برامج التعاون الإقليمي المناسبة يزيد من هذه الصعوبات من خلال الحد من قدرات الرصد ومراقبة الحدود والتفتيش وتقييم المخاطر والتشخيص الدقيق والاستجابة الفعالة وفي الوقت المناسب.

ومن الصعب على أي بلد وحده أن يعالج بشكل مناسب المشاكل الناجمة عن بعض الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود. وعلى الرغم من أن الأطراف الموقعة على الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا قد أنشأت منظمة وقاية النباتات للشرق الأدنى منذ عام 2009، إلا أن دعم البلدان الأعضاء لا يزال ضرورياً لكي تتمكن المنظمة من الوفاء بدورها التنسيقي. لذلك، فإن التعاون الإقليمي بين بلدان المنطقة يعد حاجة استراتيجية ملحة ا لخلق أوجه تآزر لتحليل التهديدات، وتبادل المعرفة، وتقديم المعلومات المفيدة، وتنسيق إجراءات الاستجابة وفقاً للمعايير المنسقة.

يجب تعزيز الركائز والإجراءات العملية التالية في إطار برنامج إقليمي:

التنسيق وتبادل المعرفة       

من خلال إنشاء "اللجنة الإقليمية للإدارة المستدامة للآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود" والتي تتمثل مهمتها في التنسيق والإشراف على أربع فرق إقليمية:

  • لجنة الكشف عن الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود ومراقبتها
  • لجنة الإدارة المستدامة للآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود
  • لجنة معايير الصحة النباتية تتبع المعايير الدولية لتدابير الصحة النباتية المعتمدة في الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات
  • لجنة المواد المعتمدة لإكثار النباتات
  • الأكاديمية الإقليمية للصحة النباتية

بناء القدرات في المجالات التالية

  • أنظمة المراقبة والرصد والإنذار المبكر للآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود
  • وضع تدابير الحجر الصحي المناسبة
  • أنظمة الإنتاج المنسقة لمواد إكثار النباتات المعتمدة
  • أنظمة التسجيل المنسقة للمبيدات

التقييم البيئي والاقتصادي والاجتماعي

تقييم المخاطر والآثار التي يمكن أن تسببها الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود على ثلاثة مستويات:

  • الأثر الاقتصادي
  • الأثر البيئي
  • الأثر الاجتماعي

في ظل ما تتسبب به الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود من تهديدات مستمرة للأمن الغذائي والسلامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، فإن الوقاية هي الطريقة الوحيدة للحد من انتشار تلك الآفات والأمراض. يتطلب إنتاج النباتات السليمة صحياً والأغذية المستدامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حلولاً محددة وذكية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السياسات والتشريعات المناسبة والاستثمارات الذكية والتخطيط كلها عوامل رئيسية في ضمان مستويات أعلى من الكفاءة والاستجابات السريعة للتهديدات التي تواجه النظم الغذائية. ويعد التعاون الإقليمي من خلال دعم دور منظمة وقاية النباتات للشرق الأدنى أداة حاسمة لمنع دخول وانتشار الآفات والأمراض النباتية المدمرة، وهو السبيل الوحيد لضمان مستويات أعلى من الكفاءة والإنذار المبكر والرد على التهديدات التي تواجه النظم الغذائية. لكن، لا تزال بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا غير مستعدة بالشكل الكافي بعد للاستجابة بفعالية لمكافحة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود الجديدة والناشئة. فجهود الوقاية والإنذار المبكر والسيطرة والاستئصال والاحتواء لم تصل إلى حدها الأقصى، كما إن الموارد البشرية والقدرات اللوجستية لبلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ليست كافية عموماً لمواجهة التهديدات الكبيرة والعاجلة على صحة النبات.

وبهذه المناسبة، نحث بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وخبراء وقاية النباتات على دعم إنشاء برنامج إقليمي لمواجهة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

 

الدكتور ثائر ياسين

يتولى الدكتور ثائر ياسين منذ عام 2017 مسؤولية توجيه استجابة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للأولويات الإقليمية والوطنية للأمن الغذائي، وإدارة الآفات والمبيدات، والزراعة والتنمية الريفية، وذلك من خلال تحديد أنشطة المنظمة ذات الأولوية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والتخطيط لها وتنفيذها.

قاد الدكتور ياسين الحوار الإقليمي والوطني مع سلطات رفيعة المستوى وأدار عملية تخطيط احتياجات الإدارة والتنمية المستدامة في مجال سلامة الأغذية والأمن الغذائي في بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وطرق تنفيذها، مع التركيز على صحة النبات والإنتاج النباتي.

وقاد كذلك إدارة البذور والحفاظ على الموارد الوراثية، بالإضافة إلى الاستراتيجية الإقليمية لمكافحة الآفات والأمراض النباتية العابرة للحدود. وهو يعمل في الوقت نفسه على تنفيذ عملية المراقبة المبتكرة والإنذار المبكر والتنبؤ والاستجابة السريعة للآفات والأمراض النباتية، وخطط وقاد عملية تنفيذ الاتصالات الوطنية والإقليمية وتنمية القدرات لتعزيز تقنيات الإدارة والتحكم المستدامة والسليمة بيئياً.