مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

الإدارة الدائرية للنفايات في مخيم الزعتري للاجئين - تحويل النفايات إلى سماد وطاقة وتوفير فرص للعمل


الممارسات الجيدة- الدروس المستفادة.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

عمال يعملون في ساحة السماد

©منظمة الأغذية والزراعة/ عماد القرعان.

02/01/2024

الموقع: الأردن- محافظة المفرق- مخيم الزعتري للاجئين

التاريخ: أكتوبر/ تشرين الأول 2019- مارس/ آذار 2024

تأسس مخيم الزعتري للاجئين، الواقع في شمال الأردن، في تموز/يوليو 2012، لاستضافة اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويستضيف المخيم ما يقارب 80 ألف لاجئ سوري مما يجعله أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم.

يقع مخيم الزعتري في محافظة المفرق، وهي واحدة من المناطق الأكثر ضعفاً في الأردن بسبب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المحافظة والتي تعتبر الأعلى مقارنة بالمحافظات الأخرى في البلاد. وإلى جانب ذلك، يواجه اللاجئون السوريون الذين يعيشون في المخيم الكثير من التحديات الأخرى منها صعوبة الحصول على المياه وقلة توفر فرص كسب العيش والاعتماد على المساعدات الإنسانية أو العمل غير الرسمي.

علاوة على ذلك، ينتج المخيم كميات هائلة من النفايات يومياً الأمر الذي يؤدي إلى إحداث ضرر في البنية التحتية للمحافظة وفي البيئة على حد سواء. كما ويحتاج المخيم إلى كمية ضخمة من الطاقة يومياً لاستمرار تشغيل ما فيه من مرافق. وفي ظل هذه الصعوبات والتحديات، كان لا بد من التدخل لتسهيل حياة اللاجئين السوريين والمجتمعات المحلية في المنطقة وتحسين نوعية الحياة في المخيمات. 

الحقائق الرئيسية

الشركاء المنفذون: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وزارة الزراعة في الأردن، مديرية شؤون اللاجئين السوريين، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المركز الوطني للبحوث الزراعية (NARC)، المركز الوطني لبحوث الطاقة (NERC)، منظمة أوكسفام، الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.

الجهات المتبرعة: الصندوق الاتئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (مدد).

المجموعة المستهدفة: 315 مستفيداً مباشراً من فرص العمل المؤقتة (40 في المائة نساء، 59 في المائة سوريون، 41 في المائة أردنيون)، أي استفادة 1613 فرداً من أفراد الأسر. بالإضافة إلى اللاجئين السوريين الموجودين في مخيم الزعتري (مستفيدون غير مباشرين). 

البعد الرئيسي للقدرة على الصمود:

يهدف النظام التجريبي لإدارة النفايات الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع الأمم المتحدة إلى وضع نموذج اقتصاد دائري باستخدام الموارد الناتجة عن العمليات المترابطة. يتم استخدام السماد والغاز الحيوي/الكهرباء ومياه الصرف الصحي المعالجة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي الموجودة في مخيم الزعتري لتوفير شتلات الأشجار، وبالتالي خلق فرص عمل للاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.

يجمع نموذج الاقتصاد الدائري لإدارة النفايات في مخيم الزعتري بين إدارة النفايات ومعالجة الحمأة وتوليد الطاقة إلى جانب انتاج الشتلات لإعادة تأهيل الغابات والمراعي في المجتمعات المضيفة. كما ويتيح النموذج توليد الإيرادات، وخلق فرص عمل خضراء، وخفض تكلفة إدارة النفايات. 

ويشكل هذا النموذج نهجا قوياً وفعالاً في العلاقة بين العمل الإنساني والتنمية. حيث يحسن من قدرة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على الصمود وذلك لا يكون فقط من خلال فرص توليد الدخل، بل أيضاً من خلال تطوير حلول مبتكرة لزيادة إنتاج الطاقة الموثوق به، وتقليل الضغط على المياه والأراضي، وتحسين استدامة الغابات والمراعي المعاد تأهيلها. 

المواضيع المشتركة

المساواة بين الجنسين

في مخيم الزعتري، حصلت النساء على 22 في المائة من نسبة تصاريح العمل. وعلى الرغم من أن 30 في المائة من الأسر في المخيم تعيلها نساء، إلا أن المشاركة الاقتصادية للاجئات السوريات ما تزال محدودة. عادة ما تعمل النساء في مجال العمل الزراعي الموسمي. تقدم محطة إدارة النفايات للنساء السوريات فرصة عمل في مجال غير الزراعة.

الأبحاث

تم دمج الأبحاث في أنشطة الإدارة الدائرية للنفايات. وعلى المدى الطويل، تركز الأبحاث التجريبية التي نفذها المركز الوطني للبحوث الزراعية على تقييم سلامة السماد وجودته. ويتم في الموقع استخدام السماد ومياه الصرف الصحي المعالجة والحمأة الجافة لإنتاج شتلات الغابات والمراعي. وفي نهاية المطاف، ترغب المنظمة والمركز الوطني للبحوث الزراعية في توسيع نطاق البحث لتقديم دليل على سلامة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة. 

السياق

منذ أن بدأت الأزمة السورية في عام 2011، أُجبر أكثر من 5 ملايين سوري على مغادرة منازلهم للبحث عن مأوى آمن في البلدان المجاورة وجميع أنحاء العالم. يقع مخيم الزعتري للاجئين في الأراضي السهلية القاحلة شمال الأردن بالقرب من مدينة المفرق، وأقيم كمأوى مؤقت للاجئين في تموز/ يوليو 2012. وبعد اثني عشر عاماً من بدء الأزمة السورية المستمرة، أصبح المخيم موطناً لحوالي 84,000 لاجئ سوري وقد تحول إلى مستوطنة حضرية مزدحمة شبه دائمة. يشار إلى أن مخيم الزعتري هو أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم.

وبالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطات المخيم والمركز الوطني للبحوث الزراعية والمركز الوطني لبحوث الطاقة ومنظمة أوكسفام، بدأت منظمة الأغذية والزراعة تطبيق نهج دائري لإدارة النفايات في المخيم. يتيح مرفق استعادة المواد الموجود في المخيم إمكانية فرز النفايات وإعادة تدويرها. وهو مرتبط بوحدة إنتاج السماد ومصنع الغاز الحيوي.

كما يُستخدم مرفق إدارة النفايات في مخيم الزعتري لأغراض البحث وإصدار الشهادات أيضاً. وقد وافق المركز الوطني لبحوث الطاقة على اعتماد السماد المنتج من الوحدة واستخدامه في الزراعة. ومن الممكن توسيع الأبحاث لتقييم جدوى استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري.

التحديات

هناك الكثير من المخاوف حول تأثير الأزمة السورية على محافظات الشمال في الأردن، وهي المحافظات التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين، والضغط المترتب جراء ذلك على تقديم الخدمات المحلية، والموارد الطبيعية، وسوق العمل المحلي. ويشمل تأثير الأزمة السورية على الزراعة والأمن الغذائي زيادة الضغط على الموارد الطبيعية، بما في ذلك الأراضي والمياه، حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع الطلب على المياه بنسبة 40 في المائة في محافظات الشمال مقارنة بنسبة 21 في المائة في بقية أنحاء البلاد.

وفي الوقت الحالي، ينتج مخيم الزعتري، بمساحته التي تعادل مساحة مدينة صغيرة، حوالي 34 طناً مترياً من النفايات يومياً. ويتم بانتظام نقل هذ الكم الهائل من النفايات إلى مكبات النفايات خارج المخيم باستخدام شاحنات نقل النفايات التي تعمل بالديزل، مما يشكل ضغطاً هائلاً على البنية التحتية والخدمات البلدية والبيئة. كما وتشير التقديرات إلى أن احتياجات المخيم اليومية من الطاقة تتراوح بين 100-120 كيلووات في الساعة. 

التنفيذ والأهداف

بدأ مرفق إدارة النفايات في مخيم الزعتري عمله في يناير/ كانون الأول 2016. وتم تعزيز عمل المرفق بتطبيق النهج الدائرية في إدارة النفايات في مشروع "تعزيز سبل العيش المستدامة والأمن الغذائي للمجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين في الأردن ولبنان من خلال تعزيز التنمية الزراعية المستدامة" الممول من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (مدد). تم تنفيذ المشروع في الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 ومارس/آذار 2024. 

الأهداف:

  •  فرز جزء من النفايات التي يتم إنتاجها داخل مخيم الزعتري للاجئين وإعادة تدويرها (مثل الزجاج والمعادن والبلاستيك والورق والنفايات العضوية).
  • إنتاج الطاقة باستخدام النفايات والحمأة.
  • إنتاج السماد باستخدام المواد العضوية التي تم فرزها.
  • استخدام الموارد (الطاقة والسماد) التي تم إنتاجها من خلال المشروع لإنتاج شتلات الغابات والمراعي.
  •  خلق فرص عمل خضراء للاجئين السوريين.
  • استخدام البنية التحتية للمشروع لإجراء الأبحاث حول العلاقات المتبادلة بين المواد البيولوجية الصلبة والسماد والمياه المعالجة لإنتاج المحاصيل الغذائية.

ومن الأهداف الأخرى أيضاً، الاستفادة من أنشطة المشروع لنشر الوعي بين الناس وواضعي السياسات حول الأثر الإيجابي لنموذج الاقتصاد الدائري في إدارة النفايات وعلى احتمالية استخدام السماد العضوي والحمأة ومياه الصرف الصحي المعالجة في الأنشطة الزراعية. 

الأسلوب المنهجي

النهج الدائري لإدارة النفايات

تبدأ الخطوة الأولى من عملية إدارة النفايات بوصول 16 طن متري من النفايات البلدية من مخيم الزعتري يومياً إلى مرفق استعادة المواد الموجود في الموقع، ويقصد به وحدة الفرز. يتم فرز النفايات وفق ما يلي:

  • يتم جمع البلاستيك والمعادن والزجاج والورق وتسليمها إلى أحد شركاء المشروع لإعادة تدويرها.
  • يتم استخدام النفايات العضوية في الموقع، حيث يتم تحويل جزء منها إلى سماد يتم استخدامه في الموقع، ويستخدم جزء آخر في توليد الطاقة من خلال وحدة إنتاج الغاز الحيوي في الموقع. استخدمت الوحدة التجريبية لإنتاج الغاز الحيوي كلاً من الحمأة الناتجة عن محطة معالجة مياه الصرف الصحي المجاورة والنفايات العضوية من مرفق استعادة المواد لتوليد الكهرباء بقدرة 50 كيلوواط في الساعة/ يوم.
  • يتم إرسال النفايات المتبقية إلى مكب نفايات محلي.

يتم فحص السماد المنتج لاختبار مطابقته مع المعايير الحكومية الأردنية ثم استخدامه لتهيئة وإثراء التربة في مشاتل الغابات والمراعي الموجودة في الموقع. تُستخدم الشتلات التي يتم انتاجها في مشاتل الموقع في برامج التشجير الوطنية في جميع أنحاء الأردن. وقد تبين أن استخدام السماد العضوي يعزز إنبات البذور وفرصة استمرار الشتلات العيش في الحقل تحت ضغط الملوحة. 

خلق فرص عمل

تمكن كل من السوريين والسوريات في المخيم من الحصول على فرص للعمل من خلال برنامج النقد مقابل العمل. حيث تم اختيار المستفيدين من البرنامج بحسب مستوى الضعف. وعلى الرغم من أن المشروع في البداية كان يستهدف توظيف أشخاص من اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء، إلا أن الوصول إلى مرافق المخيمات أصبح مصدر قلق لوجستي عند استهداف العمال الخارجيين، وذلك بسبب ضرورة وجود تصاريح. ومع ذلك، تم التوصل إلى حل بديل من خلال توظيف أردنيين كعمال متعاقدين لبناء البنية التحتية لإدارة النفايات ومشاتل الأشجار، مما يجعلهم مؤهلين للحصول على تصاريح المخيم والنجاح في جلب المجتمعات المضيفة إلى مخيم الزعتري، وبالتالي المساهمة في توليد دخل لكل من المجتمع المضيف واللاجئين.

النتائج والآثار

خلق فرص العمل. لقد رسم هذا التدخل طريقاً للتقدم نحو توفير مصدر دخل جديد داخل المخيم، وبالتالي توفير سبل عيش ماهرة يمكن الاعتماد عليها وتتسم بالتقدمية من الناحية البيئية. تم توظيف إجمالي 315 مستفيداً مباشراً من فرص العمل المؤقتة في المخيم (40 في المائة نساء، 59 في المائة سوريون، 41 في المائة أردنيون) حيث استفاد حوالي 1613 فرداً من أفراد الأسر في الموقع. وقد ركز هذا التدخل بشكل خاص على اختيار النساء العاملات، ولا سيما النساء المسؤولات عن أسرهن. 

 

"كنت أحتاج للكثير من الأشياء لمنزلي، وعندما بدأت العمل، تمكنت من شرائها. كانت ابنتي مريضة وتمكنت من علاجها".

-عادل ودود، لاجئ سوري تم توظيفه ضمن برنامج المشروع

إدارة النفايات. لقد نتج عن استخراج المواد العضوية من نفايات المخيم وإعادة استخدامها خفض كمية النفايات المنقولة إلى مكبات النفايات المحلية. وقد خفف ذلك من وطأة الضغط على بنية المخيم التحتية وخدماته، بالإضافة إلى التخفيف عن النظام البيئي الحساس في السهول القاحلة شمال الأردن. كما ساهم المشروع أيضاً في خفض نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان من مكبات النفايات بشكل كبير، بالإضافة إلى توفير في التكاليف وانخفاض الانبعاثات بسبب تقليل نقل النفايات من المخيم إلى أراضي الحقول. تشير التقديرات إلى أن المشروع قد قلل من حجم النفايات التي إلقاؤها في مكبات النفايات بمقدار 1560 طناً، وأنتج 185 طناً من السماد، ووفر حوالي 30,000 دولار أمريكي في تكاليف النقل. ويتوقع زيادة الوفورات نظراً لزيادة تدفقات المشروع وتطوير إمكانية توليد الكهرباء.

الأبحاث. بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الطاقة يتم تحليل الناتج من الغاز الحيوي لتعزيز القدرة الوطنية للغاز الحيوي. في بداية عام 2019، تم الانتهاء من الجزء الخاص ببحث المواد الحيوية الصلبة في المشروع وعرضت نتائج البحث على أصحاب المصلحة الوطنيين. وبالشراكة مع المركز الوطني للبحوث الزراعية أجريت المزيد من الدراسات البحثية حول تأثير السماد على المحاصيل وبالتحديد ما إذا كان بالإمكان أن يساهم في تقليل مياه الري، أو زيادة إنتاجية المحاصيل عضوياً، أو الحد من الآثار الضارة لمياه الري المالحة والتربة المالحة على المحاصيل. وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج الرئيسية تفيد بأن النفايات العضوية تعزز بشكل إيجابي إنبات البذور والقدرة على العيش تحت ضغط الملوحة، مع توصيات لاستخدام السماد لتحسين الشتلات (أشجار الغابات والمراعي ومزارع المحاصيل) وفي إنتاج مشاتل النباتات.

مرفق منظمة الأغذية والزراعة لفرز النفايات في مخيم الزعتري. ©منظمة الأغذية والزراعة/ عماد القرعان - عاملات يعملن على فرز النفايات إلى فئات مختلفة. ©منظمة الأغذية والزراعة/ عماد القرعان

الاستدامة

الاقتصاد الدائري: نموذج اقتصادي مستدام. هناك العديد من النتائج التي تؤكد على استدامة هذا النموذج منها إجمالي صافي التوفير في تكاليف إدارة النفايات وإنتاج مصادر قيمة مثل الغاز الحيوي/ الكهرباء، والسماد وشتلات الأشجار لإعادة تأهيل المصادر الطبيعية.

بناء الصمود المادي. بعد الانقطاعات الناتجة عن جائحة كوفيد-19، تضمن المشروع عنصراً إضافياً ركز على إنشاء جمعية مجتمعية جديدة للادخار والقروض لعمال النفايات تستند على مفهوم "الجمعية"، وهي وسيلة تمويل اجتماعية غير رسمية تقليدية في الشرق الأوسط. وقد صممت هذه الجمعية المشتركة لغاية حماية المستفيدين من أي انقطاعات أخرى في العمل. وبالإضافة إلى رواتب العمال، منحت أسر المستفيدين (اللاجئين والمجتمعات المضيفة) دفعة نقدية لمرة واحدة، مع وضع خطط لدمج الأنشطة الأخرى المدرة للدخل.

ربط الأنشطة بتطوير السياسات. بفضل الأبحاث القائمة على الأدلة، تقدم منظمة الأغذية والزراعة للسلطات الأردنية دعماً فنياً لتحسين إطار سياسات الزراعة الخضراء والطاقة الخضراء. ومن الجدير بالذكر أن استخدام المواد الصلبة الحيوية في الأراضي محظور حالياً في الأردن. ساعد المشروع على إنشاء لجنة فنية وطنية مخصصة لبحث الثغرات الرئيسية على مستوى السياسات والإطار القانوني، فضلا عن دعم توافق معايير المواد الصلبة الحيوية المتعارضة في الأردن. عقدت منظمة الأغذية والزراعة جلسة حوار وطني متعمق مع أصحاب المصلحة والوزارات المعنية لإبلاغ صناع القرار والسياسات حول الاستخدام الآمن للمواد الصلبة الحيوية في الزراعة. وفي مايو/أيار 2021، دعت المنظمة المؤسسات العامة ذات الصلة إلى اجتماع تم التوصل فيه إلى اتفاق بشأن مواءمة المعايير الوطنية والسماح باستخدام المواد الصلبة الحيوية في إنتاج الأعلاف، بالإضافة إلى استخدامه في إعادة تأهيل الغابات والمراعي.

ومن المخطط بذل المزيد من الجهود الداعمة لاستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري المحاصيل الغذائية.

إمكانية تكرار التجربة ورفع مستواها

نظراً إلى الأعمار الطويلة لمخيمات اللاجئين، يمكن تكرار هذا المشروع، الذي يوفر مجالات جديدة لتوليد الدخل ويقلل من الضغط الناجم عن انتاج النفايات على البيئة والبنية التحتية، في مخيمات لجوء أخرى. تقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك أكثر من 70 مليون شخص نازح حول العالم. وكما هو الحال في مخيم الزعتري، فقد تحولت مخيمات اللاجئين حول العالم من مأوى مؤقت إلى مستوطنات شبه دائمة، يتراوح متوسط عمرها بين 10 أو 15 عاماً أو أكثر. وقد وثقت منظمة الأغذية والزراعة المواصفات الفنية لمرافق مخيم الزعتري ومنهجية تنفيذ المشروع بصورة جيدة ومن الممكن مشاركتها وتعديلها بحيث تتوافق مع سياقات مخيمات أخرى.

انتاج الأغذية. تبحث المنظمة موضوع توسيع نطاق المبادرة ليشمل إنتاج الأغذية من خلال الزراعة المائية والبستنة العمودية باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.

الدروس الرئيسية المستفادة

إن التكامل بين الأبحاث والتوعية أمر أساسي لتعزيز الأثر المستدام وطويل الأمد للمشروع. وقد يؤدي هذا النوع من الأنشطة التجريبية إلى إجراء تغيير كبير في السياسات وهذا بدوره قد يؤثر إيجاباً بشكل كبير على كل من البيئة والظروف المعيشية للأسر. ويساهم الإشراك المبكر للسلطات العامة في زيادة فرص النجاح، وتعزيز التآزر بين المؤسسات المشاركة في برنامج الروابط بين الغذاء والطاقة والمياه، مع إمكانية حدوث تأثير على المستوى الوطني. كما أن التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى وإدارة المخيمات في المراحل الأولية للمشروع أمر مهم للغاية لضمان فعالية التدخل وكفاءته.

وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أهمية توسيع نطاق المشروع لضمان الاستدامة المالية للعملية وقدرتها على الاستمرار بتوفير فرص العمل وتوسيع نطاقه على المدى البعيد، كما يجب تقييم نموذج العمل الأخضر وتطويره وتنفيذه مما يضمن الاستدامة المالية على المدى الطويل.

روابط تتعلق بالموضوع

من الميدان


"بعد أن انتهيت من تسديد ديوني، بدأت بتحسين منزلي وتوسعته ليصبح أكبر. لقد استفدت كثيراً الحمد لله. انتظر قدوم الصباح بفارغ الصبر لكي أبدأ العمل، لأنه مليء بالحماس. كما بدأ الناس يرونني بصورة مختلفة".

جميلة، لاجئة سورية

قصة جميلة- إدارة النفايات لتحسين سبل العيش في مخيم الزعتري للاجئين