مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

نظام الإنذار المبكر يحمي المحاصيل والمزارعين في اليمن


Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
17/01/2024

واجهت اليمن، وهي بلد يعاني من آثار النزاع، العديد من التحديات في قطاعها الزراعي. وتسببت أنماط الطقس غير المتوقعة في نشوء حالة عدم يقين كبيرة بين المزارعين، مما أثر على سبل عيشهم وقدرتهم على إعالة أسرهم. ولكن، ظهر طيف من الأمل بعد إطلاق مبادرة نظام الإنذار المبكر التي تنفذها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة). تستكشف هذه القصة تأثير نظام الإنذار المبكر على المزارعين اليمنيين وكيف يمكّنهم من مكافحة تغير المناخ.

اعتاد علي صالح العمل في مجال التعليم، لكن راتبه انقطع فجأة بعد اندلاع النزاع في اليمن. فعقد علي العزم على إعالة أسرته الكبيرة - فهو متزوج ولديه عشرة أطفال، وقرر إحياء الإرث الزراعي الذي ورثه أباً عن جد.

قال علي: "قد يُضطر المزارع إلى استخدام كل قرش لديه لمواجهة أي حالات طوارئ مفاجئة".

لم يكن تحوّل علي إلى العمل الزراعي خالياً من التحديات، فسرعان ما اكتشف أن الطقس غير المتوقع يشكل تهديداً كبيراً لمهنته الجديدة. هذه هي المعاناة التي يعيشها كل المزارعين، وقد اشتدت حدتها مع اندلاع الأزمة اليمنية. فالزراعة المتأخرة التي تسببها حالة عدم اليقين بشأن الظروف الجوية غالباً ما تتزامن مع بداية فصل الشتاء، مما يؤدي إلى خسائر في المحاصيل. وقد عانى علي نمن حالة إحباط شديدة بعد أن خسر محصولاً كاملاً من البطاطس والطماطم عندما حل الشتاء في وقت أبكر مما كان متوقعاً. وقد أبرزت هذه التحديات الحاجة إلى توفر معلومات وأدوات موثوقة للتخفيف من حدة المخاطر.

وإدراكا منها لمحنة المزارعين اليمنيين، تدخلت منظمة الأغذية والزراعة من خلال إعادة تأهيل المحطات الفرعية التي كانت تتلقى البيانات من وكالة الأرصاد الجوية الرئيسية في العاصمة صنعاء، والتي دمرها النزاع في مدن مثل ذمار والمكلا ولحج والضالع وتعز. بالإضافة إلى ذلك، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، تم إنشاء محطات جديدة في جميع أنحاء المحافظات الأخرى، بما في ذلك محطة الشحر في المكلا. تعمل هذه المحطات كخط دفاع أول، حيث توفر معلومات عن الطقس وتحذيرات مهمة بشأن الأزمات المحتملة مثل الفيضانات والأعاصير والأمطار الغزيرة. ويتلقى المزارعون تحديثات وتنبيهات آنية من خلال تطبيق الواتساب الذي يمكن للجميع تحميله بسهولة على هواتفهم.

قال علي: "بفضل نظام الإنذار المبكر، نحن قادرون على حماية محاصيلنا".

بالنسبة للمزارعين الآخرين مثل علي، أصبح نظام الإنذار المبكر شريان حياة. فمع المعلومات الآنية عن التنبؤات الجوية، يمكنه بثقة وضع خطط لجداول الزراعة والحصاد، وهو ما يؤدي إلى نتائج أفضل وتحسين المحاصيل. يعتقد علي أن التحول من تلقي الأخبار عبر البرامج الإذاعية فقط مثل برنامج " المزارعين" إلى تلقي إشعارات يومية من خلال تطبيق الواتساب يُعدّ خطوة جيدة نحو الاستعداد الدائم لأي أزمة محتملة.

يُعدّ إنشاء نظام الإنذار المبكر خطوة مهمة نحو بناء قطاع زراعي أكثر قدرة على الصمود في اليمن. وفي الوقت الذي تمثل فيه قصة علي جزءاً صغيراً من المجتمع الزراعي، إلا أنها تُعدّ مثالاً على التأثير الإيجابي لنظام الإنذار المبكر.

يضمن نظام الإنذار المبكر أن يتمكن المزارعون من حماية محاصيلهم من الصقيع وغيره من الظروف المعاكسة، مما يسمح لهم باتخاذ قرارات رشيدة ويعزز قدرتهم على الصمود في مواجهة تغير المناخ. ومن خلال توسيع نطاق النظام والتحسين المستمر لوظائفه، يمكن للمنظمة وشركائها تمكين المزيد من المزارعين اليمنيين، ومساعدتهم على النمو والازدهار أياً تكن التحديات التي يواجهونها.