مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

تنمية قطاع التين الشوكي في ولاية الشلف بالجزائر


قصة نجاح تؤكد من جديد على إمكانات رواد الأعمال

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

صورة جماعية للمشاركين في مشروع منظمة الأغذية والزراعة..

09/01/2024

في ولاية الشلف بالجزائر، تجسد قصة نجاح عبد الرؤوف طريش الإمكانات الريادية والروح القيادية لدى الشباب.

ففي سن الثلاثين قام عبد الرؤوف، وهو مهندس في علم الأحياء ورجل أعمال محلي شاب، بتمويل شركة "بيوبيانتا/BioPianta"، وهي شركة مستحضرات تجميل طبيعية متخصصة في استخلاص الزيوت النباتية وتقطيرها. وتجاوز طموحه مشروعه الخاص، حيث كانت لديه رؤية تتمثل في المساهمة في تنمية ولاية الشلف وتحفيز الابتكار في مجال الأغذية الزراعية. إلا أنه لم يكن يعلم من أين يبدأ.

عبد الرؤوف مع إيرينا بوتود، ممثلة منظمة الأغذية والزراعة في الجزائر. - منتجات من "بيوبيانتا".

لكن رحلة عبد الرؤوف اتخذت منعطفاً جديداً عندما التقى بمهندس زراعي عرّفه على مشروع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) الذي يحمل عنوان "وضع استراتيجية الصبّار (التين الشوكي)، والذي يتواءم بشكل مثالي مع مجال عمل شركته، مما دفعه لبدء مغامرته في عام 2021.

اكتسب عبد الرؤوف مهارات ورؤى لا تقدر بثمن من خلال حضور دورة مكثفة في الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بهدف تحسين إنتاجية وأداء شركته. كما بادر إلى إنشاء شبكة بين المشاركين في البرنامج من مختلف ولايات الجزائر لتبادل التجارب ودعم بعضهم البعض. وتضمنت هذه الشبكة بشكل رئيسي منتجي التين الشوكي، مع تمثيل كبير للنساء والشباب.

 

يقول عبد الرؤوف: "الآن هو أفضل وقت للبدء في تنفيذ أفكارك وتطويرها. لا تخف من الفشل، استخدمه كدافع نحو النجاح".

واقتناعا منه بأن الشباب هم القوة الدافعة للتنمية المستدامة، حوّل عبد الرؤوف شغفه إلى واقع من خلال إنشاء جمعية "جسر" التي تهدف إلى تمكين المرأة الريفية من خلال توفير التدريب العملي في إنتاج الزيوت الأساسية والنباتية، وتصنيع المنتجات الطبيعية، وغيرها الكثير من النشاطات التي تعمل من خلالها على مكافحة البطالة وتعزيز المساواة بين الجنسين. ويمتد تأثير الجمعية إلى ما هو أبعد من ولاية الشلف، حيث غيرت حياة الكثيرين بشكل إيجابي من خلال خلق فرص عمل للشباب في قطاع الأغذية الزراعية وتمكين المرأة.

وتُظهر رحلة عبد الرؤوف الملهمة كيف يمكن للفرص التي توفرها المنظمة أن تشكل حافزاً للتغيير الإيجابي. ومن خلال مشاركته في برنامج التين الشوكي التابع للمنظمة، حصل عبد الرؤوف على مهارات مهمة ومعرفة متخصصة في تنظيم المشاريع أسهمت في دعم أعماله وكذلك تنمية منطقته.

وبالنظر إلى المستقبل، يقول عبد الرؤوف بحماس: "أعتزم لاحقاً شراء قطعة أرض لزراعة التين الشوكي والنباتات الطبية والعطرية، إلى جانب توسيع نطاق عملي لخلق فرص عمل للشباب والنساء في المناطق الريفية".