مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

معركة اليمن: إعادة تشكيل نظم الأغذية الزراعية في خضم تغير المناخ والنزاع


Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
07/12/2023

في خضم الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن، حيث يتقاطع تغير المناخ مع النزاع الدائر في البلاد، تعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على اتخاذ الإجراءات المناخية اللازمة وتحويل النظم الغذائية في البلاد لمنح المجتمع بصيصاً من الأمل.

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسين جادين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في اليمن: "تعمل منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع مختلف شركاء التنمية، على التخفيف من آثار تغير المناخ بهدف الحد من الخسائر الاقتصادية والخسائر في الأرواح والحفاظ على سبل العيش وتعزيز الأمن الغذائي الأسري. وتماشياً مع استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة بشأن تغير المناخ، فإننا نساعد على تحويل نظم الأغذية الزراعية في اليمن لتصبح أكثر كفاءة وشمولاً واستدامة وقدرة على الصمود".

على مدار السنوات التسع الماضية، ظلت اليمن عالقة في آتون نزاع مدمر، وزاد الطين بلة تغير المناخ الذي لا يزال شبحه يلوح في الأفق بشكل أكبر من أي وقت مضى، مما يؤثر على نسيج الحياة في المجتمعات الريفية.

يقيم أكثر من 61 في المائة من سكان البلاد في المناطق الريفية، وترتبط سبل عيشهم بشكل معقد باستقرار الظروف المناخية. وتتزايد معدلات التصحر والجفاف والإجهاد المائي سنوياً، مما يقوّض إنتاج الغذاء وتوفر الأراضي الصالحة للزراعة.

وبعد موجات الحر التي تحرق الأراضي، تؤدي الأمطار الغزيرة التي لا يمكن لأحد التنبؤ بها إلى فيضانات مدمرة. ومن المتوقع أن يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على نمو الناتج المحلي الإجمالي لليمن، وانخفاض دخل الأسر، وزيادة عدد الجياع.

مزارع يدافع عن مزرعته ضد غزو الجراد الصحراوي - منظمة الأغذية والزراعة تدعم المناطق المستهدفة بحملات التطعيم للحد من الأمراض

توحيد الجهود للحد من آثار تغير المناخ

تؤمن منظمة الأغذية والزراعة بأهمية جمع البيانات وتحليلها لتحسين عملية صنع القرار. ونتيجة لذلك، تم مؤخراً إنشاء أول نظام للإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية جنباً إلى جنب مع محطات مراقبة بحرية ومناخية. وقد أثبتت هذه الأصول التكنولوجية أهميتها في مراقبة الفيضانات ودرجات الحرارة وانتشار الغبار والجراد الصحراوي.

قامت منظمة الأغذية والزراعة بتجديد نظام الإنذار المبكر للأمن الغذائي في اليمن وبسّطت عمليات مراقبة الأمن الغذائي عالية الوتيرة جنباً إلى جنب مع نظام معلومات السوق على مستوى البلاد. وتقوم هذه الأنظمة بجمع معلومات عن مصادر الدخل والتغيرات في الدخل، والصدمات، وسبل العيش الزراعية، ونتائج الأمن الغذائي، والاحتياجات والمساعدات؛ ما يمكّن أصحاب المصلحة من اكتشاف البؤر الساخنة لانعدام الأمن الغذائي والإبلاغ عنها لضمان الاستجابات المبكرة.

معالجة التدهور الزراعي

تعمل منظمة الأغذية والزراعة على تشجيع اعتماد نظم مستدامة وفعالة لإدارة موارد المياه، وإعادة تأهيل البنية التحتية لحصاد المياه، وإدخال معدات الري الحديثة (بما في ذلك الري بالتنقيط)، والدفيئات الزراعية (البيوت البلاستيكية) وزراعة الأشجار المعمرة مثل اللوز والخوخ. 

ووصف الدكتور جادين جهود المنظمة لتشجيع اعتماد الممارسات الزراعية الذكية مناخياً بقوله: "يوفر إنتاج الثروة الحيوانية فرصاً لتحقيق الاستقرار المالي، وبناء الأصول، وتخزين القيمة. ونحن ملتزمون بدعم المزارعين من خلال حملات التطعيم وتقديم المساعدة الإضافية لتعزيز إنتاجية الثروة الحيوانية، بما في ذلك توفير العلف التكميلي".

بعد قصف مصنع الألبان الذي كانت تعمل فيه، بدأت نوال عبدو، 28 عامًا، مشروعها الخاص لإنتاج الألبان. وبالإضافة إلى توفير فرص العمل للنساء المحليات، فإنها تقدم أيضًا الحليب لطفليها لمساعدتهما على النمو بصحة وقوة.

الدور الرئيسي للمرأة 

يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على اليمنيات اللاتي يمثلن 60 في المائة من العمالة في زراعة المحاصيل، و90 في المائة من العمالة في تربية الماشية، و10 في المائة من القوى العاملة بأجر في اليمن. ووفقاً لتقييم أجرته منظمة الأغذية والزراعة في عام 2018، كانت النساء مسؤولات عن تربية الدواجن وأعمال التوريد في 65 بالمائة من الأسر التي خضعت للتقييم في سبع محافظات.

تشجع منظمة الأغذية والزراعة الزراعة المنزلية وتدعم المزارعات من خلال تقنيات حصاد المياه وأنظمة الري. وتقوم المنظمة بإنشاء بنوك البذور المحلية، التي تساهم في توفير البذور المقاومة للمناخ والحفاظ على موارد البذور الوراثية للزراعة المستدامة. 

شاركت زهرة حيدر، وهي أم لستة أطفال من مديرية خنفر بمحافظة أبين جنوبي اليمن، في أحد المشاريع التي نفذتها منظمة الأغذية والزراعة. ومن خلال برنامج النقد مقابل العمل، تمكن المشروع من إعادة تأهيل قنوات المياه التي كانت قد تضررت بسبب الفيضانات التي أصبحت أكثر تواتراً بسبب تغير المناخ. 

قالت زهرة: "بفضل هذا المشروع، تصل المياه الآن إلى محاصيلنا دون عناء وأصبحت الزراعة أكثر استقراراً وإنتاجية. نحن قادرون على زراعة المحاصيل مرة أخرى خلال كل موسم، وذلك بفضل دعم منظمة الأغذية والزراعة. لقد زرعنا السمسم واللوز والأعلاف الحيوانية بسهولة، بالإضافة إلى محاصيل الحبوب للموسم المقبل". 

يُشار إلى أن اليمن يحرز تقدماً مطرداً في حماية المجتمعات من آثار تغير المناخ، ولا شك في أن الاستثمارات الموسعة في التكنولوجيات والممارسات الذكية والمرنة مناخياً هي السبيل لإحداث تحول عميق في نظم الأغذية الزراعية في البلاد.