وفّرت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) التدريب عن بُعد لمئات المهنيين المعنيين بصحة الحيوان من أجل التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية، في أوروبا وآسيا الوسطى. وحمّى الخنازير الأفريقية هي مرض فيروسي يصيب الخنازير (والخنازير البريّة) بمعدل فتاك يصل إلى 100 في المائة ويؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة واضطرابات في التجارة وتحديات لسبل العيش. ويتفشى هذا المرض في ثلاث قارات، وينتشر على نطاق واسع لم يكن له نظير من ذي قبل في التاريخ مع إصابة ملايين الخنازير ونفوقها.
وفي عام 2007، انتشرت حمّى الخنازير الأفريقية خارج أفريقيا في جورجيا، واتسعت غربًا تدريجيًا وصولاً إلى أوروبا الوسطى وشرقًا على طول المسافة إلى الصين. وينتشر هذا المرض في الغالب من خلال حركة اللحوم المصابة، وبالتالي فإن أي بلد في العالم فيه قطاع خنازير معرّض لخطر كبير ووشيك بأن ينتشر الفيروس فيه ويجب أن يكون مستعدًا وفقًا لذلك.
ولضمان التأهب الأمثل والكشف المبكر والاستجابة للغزوات، من الأهمية بمكان الوصول إلى المستجيبين الأولين، أي الأطباء البيطريين، وتدريبهم. ومع ذلك، فإن الأطباء البيطريين الميدانيين موجودون في الميدان، في جميع أنحاء البلاد، مما يجعل مسعى تدريبهم وجهًا لوجه مكلفًا ويستغرق تنفيذه وقتًا طويلاً، حتى من خلال نهج التسلسل أو تدريب المدرب. وعلاوة على ذلك، لم تستطع منظمة الأغذية والزراعة مواكبة طلبات التدريب وجهًا لوجه الواردة من البلدان الأعضاء المتضررة والمعرضة للخطر.
وفي هذا السياق، تقرر إعداد دورة عبر الإنترنت حول التأهب لحمّى الخنازير الأفريقية، والتي كان قد أكملها حوالي 000 1 طبيب بيطري ليس فقط في أوروبا وآسيا الوسطى ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم.
ويتمتع الشكل الإلكتروني بمزايا واضحة للتغلب على هذه المشاكل؛ فالتدريب الافتراضي سهل وفعال من حيث الكلفة في ما يتعلق بتوسيع نطاقه، ويمكن أن يصل إلى الأشخاص حتى في المواقع النائية (طالما توفر الاتصال بشبكة الإنترنت)، ويسمح للمتدربين بالتعلم بالسرعة التي تناسبهم وفي الأوقات الأنسب بالنسبة إليهم. وعلاوة على ذلك، مع القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 على السفر والاجتماعات الفعلية، أتاح التعلم عبر الإنترنت لمنظمة الأغذية والزراعة الفرصة لمواصلة تقديم التدريب الذي تشتد الحاجة إليه في مجال التأهب للبلدان الأعضاء.
وتشكل اللغة التحدي الرئيسي عند إعداد تدريب لجمهور دولي متنوع. وقد تم تصميم المواد التعليمية عبر الإنترنت بحيث يمكن ترجمتها بسهولة إلى لغات إضافية.