الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة يعملان على تعزيز شراكتهما من أجل نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولا وقدرة على الصمود واستدامة

روما/بروكسل - اختتم الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) يوم الخميس اجتماع الرصد الثالث للحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة بالدعوة إلى تكثيف الجهود لتحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، وبالتالي المساهمة أيضًا في التقدم نحو تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة المترابطة.

وناقش المشاركون الإجراءات المتخذة التي تندرج ضمن كل مجال من المجالات الخمسة ذات الأولوية المحددة في الحوار الاستراتيجي الأخير في عام 2021. وتشمل هذه المجالات: (1) النظم الغذائية ونهج الصحة الواحدة؛ (2) وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والموارد الطبيعية؛ (3) والأزمات الغذائية والأمن الغذائي وسبل العيش القادرة على الصمود؛ (4) والاستثمارات والسياسات المستدامة في سلسلة القيمة الزراعية والغذائية؛ (5) وإحداث تحوّل في النظم الغذائية عن طريق الرقمنة.

وقالت السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام للمنظمة: "لقد كان الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي خلال هذه الفترة حاسم الأهمية. ولم يساعدنا ذلك على إحداث تغيير حقيقي وقابل للقياس عبر هذه المجالات الخمسة ذات الأولوية فحسب، وإنما مكنّنا أيضًا من رؤية التأثير على المستوى القطري - حيث يتم تنفيذ غالبية مشاريعنا وبرامجنا المشتركة."

وأقرّت بأهمية المفوضية الأوروبية باعتبارها الشريك الاستراتيجي للمنظمة وشكرت الاتحاد الأوروبي على دعم عمل المنظمة في حالات الطوارئ والأزمات على وجه الخصوص حيث تكون المنظمة بحاجة إلى تقديم مساعدات زراعية طارئة لدعم الإنتاج الغذائي المحلي أو تمكينه أو إعادة بنائه.

وقال السيد Maurizio Martina، نائب المدير العام للمنظمة: "مع أن الاتحاد الأوروبي يعدّ أحد أهم الجهات المانحة للمنظمة من خلال تقديمه مساهمات طوعية كبيرة، إلا أنه قبل كل شيء شريك استراتيجي رئيسي، إذ يقدم مساهمات هامة في عملنا في مجالات البيانات، ووضع المعايير، والمعرفة والابتكار، ووضع الخطوط التوجيهية، والتواصل المشترك".

وشدّد على الحاجة إلى الحفاظ على السلام كشرط مسبق لتحقيق الأمن الغذائي في العالم والإبقاء على الارتباط القائم بين الإنتاج المستدام والإجراءات المناخية.

وكان من بين المشاركين السيدة Marjeta Jaeger، نائب المديرة العامة المسؤولة عن المديرية العامة للشراكات الدولية التابعة للمفوضية الأوروبية؛ والسيدة Carla Montesi، مديرة المديرية العامة للشراكات الدولية؛ والسيدة Alexandra Valkenburg، السفيرة والممثلة الدائمة للاتحاد الأوروبي لدى منظمة الأغذية والزراعة.

التعاون بين المنظمة والاتحاد الأوروبي

بلغ إجمالي مساهمات الاتحاد الأوروبي في عمل المنظمة في عام 2023 ما مقداره 230 مليون دولار أمريكي، مقارنةً بمبلغ 190 مليون دولار أمريكي في عام 2022. وفي الوقت الحاضر، تعمل المنظمة على 179 مشروعًا يدعمها الاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء العالم.

وعلى سبيل المثال، كان أكبر مشروع ممول بمنحة من الاتحاد الأوروبي في بابوا غينيا الجديدة والمحيط الهادئ مخصصًا لدعم ريادة الأعمال والاستثمارات والتجارة في المناطق الريفية والذي بدأ في عام 2020، واستفادت منه 000 82 أسرة معيشية حتى الآن.

وخلال العام الماضي، تلقت المنظمة تمويلاً إضافيًا من الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية الذي تم تنفيذه في بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ للحد من الصيد غير المستدام للحيوانات البرية، والحفاظ عليها، وتعزيز سبل عيش الأشخاص وأمنهم الغذائي.

وتتمثل مشاركة مهمة أخرى في الحوار المستمر مع مؤسسة الشراكة من أجل البحوث والابتكار (PRIMA) التي تعمل معها المنظمة لتعزيز نُهج البحث والابتكار المشتركة من أجل تحسين إدارة المياه والزراعة المستدامة أو التوسع الحضري في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ويهدف التعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي الذي جرى التوقيع عليه في يونيو/حزيران من العام الماضي إلى دعم برامج الوساطة المالية الريفية والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ ومشاريع سلسلة القيمة في إثيوبيا وليبيريا والسنغال.

وتقدم مبادرة TERRA، وهي شراكة بين المنظمة والاتحاد الأوروبي ومؤسسة "CDP" التابعة لبنك التنمية الوطني الإيطالي مزيجًا من التمويل والضمانات الائتمانية والمساعدة الفنية للمؤسسات المالية في أفريقيا التي تدعم تنمية سلسلة القيمة وتحسّن الأمن الغذائي الإقليمي.

الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة

يعدّ الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة بمثابة عملية دورية واستشرافية تهدف إلى تعديل الأولويات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة وإعادة معايرتها في الأجلين القصير والمتوسط، وتعزيز القدرة على تقديم استجابات متسقة وفعالة في الوقت المناسب للتحديات العالمية والتطورات المتعلقة بالسياسات داخل كل منهما.

وأتاح اجتماع الرصد هذا فرصة لاستعراض التقدم المحرز في الحوار الاستراتيجي السابق في عام 2021 وتحديد مسار لعرض التأثير من خلال الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة.

التعليق على الصورة: (من اليسار إلى اليمين) السيد Alexander Jones، مدير شعبة تعبئة الموارد والشراكات مع القطاع الخاص في المنظمة؛ والسيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام للمنظمة؛ والسيد Maurizio Martina، نائب المدير العام للمنظمة في اجتماع الرصد الثالث بين المنظمة والاتحاد الأوروبي.