تقرير منظمة الأغذية والزراعة: الإنتاج العالمي من مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية يسجل رقمًا قياسيًا

تقرير حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم لعام 2024 يشير إلى أنّ تربية الأحياء المائية تتفوق على مصايد الأسماك الطبيعية في إنتاج الحيوانات المائية للمرة الأولى

Ar

ويدل نمو تربية الأحياء المائية على أنها قادرة على مواصلة المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الأغذية المائية، بيد أنّ توسيع نطاقها وتكثيف إنتاجها في المستقبل يستوجبان إسناد الأولوية للاستدامة وأن تستفيد من ذلك المناطق والمجتمعات المحلية الأشد حاجة إليها.

©FAO/Saikat Mojumder

07/06/2024

روما/ سان خوسيه، كوستاريكا - سجّل الإنتاج العالمي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث تفوقت تربية الأحياء المائية في إنتاج الحيوانات المائية على مصايد الأسماك الطبيعية للمرة الأولى، حسب ما أفاد به تقرير جديد صدر اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة). 

وأشار إصدار عام 2024 من تقرير حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم (التقرير) إلى أنّ الإنتاج العالمي من مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية ارتفع بشكل كبير في عام 2022 إلى 223.2 مليون طنّ، ما يمثل زيادة بنسبة 4.4 في المائة بالمقارنة مع عام 2020. وشمل الإنتاج 185.4 ملايين طنّ من الحيوانات المائية و37.8 ملايين طنّ من الطحالب.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة: "ترحب المنظمة بالإنجاز البارز الذي تحقق حتى الآن، لكن من الضروري اتخاذ المزيد من الإجراءات التحويلية والتكييفية من أجل تعزيز كفاءة النظم الغذائية المائية وشمولها وقدرتها على الصمود واستدامتها وتوطيد دورها في القضاء على انعدام الأمن الغذائي والتخفيف من وطأة الفقر وتحقيق الحوكمة المستدامة. ولهذا السبب تدعو المنظمة إلى "التحول الأزرق"، بهدف تلبية المتطلبات الإجمالية بشأن إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب."

وسيجرى إصدار التقرير رسميًا في الحدث الرفيع المستوى المتعلق بالعمل من أجل المحيطات بعنوان "التغيير من كل جانب" في سان خوسيه، كوستاريكا.

إنتاج تربية الأحياء المائية يسجل رقمًا قياسيًا

في عام 2022 وللمرة الأولى في التاريخ، تخطت تربية الأحياء المائية مصايد الأسماك الطبيعية كمصدر رئيسي لإنتاج الحيوانات المائية. وحقق الإنتاج العالمي من تربية الأحياء المائية رقمًا غير مسبوق وصل إلى 130.9 ملايين طنّ، منها 94.4 ملايين طنّ من الحيوانات المائية، ما يعادل 51 في المائة من إجمالي إنتاج الحيوانات المائية. 

ويدل نمو تربية الأحياء المائية على أنها قادرة على مواصلة المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الأغذية المائية، بيد أنّ توسيع نطاقها وتكثيف إنتاجها في المستقبل يستوجبان إسناد الأولوية للاستدامة وأن تستفيد من ذلك المناطق والمجتمعات المحلية الأشد حاجة إليها. 

ويهيمن في الوقت الراهن عدد قليل من البلدان على تربية الأحياء المائية. وقد أنتجت عشرة بلدان منها - الصين، وإندونيسيا، والهند، وفييت نام، وبنغلاديش، والفلبين، وجمهورية كوريا، والنرويج، وجمهورية مصر العربية، وشيلي - نسبة تزيد عن 89.8 في المائة من الإنتاج الإجمالي. غير أنّ العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض في أفريقيا وآسيا ما زالت لا تستغلّ إمكاناتها بالكامل. ومن الضروري وجود سياسات محددة الأهداف ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتنفيذ الاستثمارات المسؤولة من أجل دعم تربية الأحياء المائية في المناطق التي تشتد فيها الحاجة إليها، لا سيما في أفريقيا.

استهلاك الأغذية المائية في العالم يرتفع مجددًا

تشير الأرقام القياسية لإنتاج الأغذية المائية إلى قدرة القطاع على معالجة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وقد وصل الاستهلاك الظاهري العالمي من الأغذية الحيوانية المائية إلى 162.5 ملايين طنّ في عام 2021. وارتفع هذا العدد بمعدل يقارب ضعف معدل النمو السكاني في العالم منذ عام 1961، حيث زاد الاستهلاك السنوي العالمي للفرد الواحد من 9.1 كلغ في عام 1961 إلى 20.7 كلغ في عام 2022. 

واستخدم الاستهلاك البشري المباشر نسبة 89 في المائة من إجمالي إنتاج الحيوانات المائية، ما يدلّ على الدور الحاسم الذي تؤديه مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي. في حين كانت النسبة المتبقية مخصصة للاستهلاك غير المباشر أو غير الغذائي، وبصورة رئيسية لإنتاج مسحوق السمك وزيت السمك. 

وإنّ دعم مواصلة الاستهلاك من المصادر المستدامة أمر جوهري من أجل تشجيع الأنماط الغذائية الصحية وتحسين التغذية في جميع أنحاء العالم. حيث إنّ الأغذية المائية توفر البروتينات العالية الجودة - وتمثل نسبة 15 في المائة من البروتينات الحيوانية ونسبة 6 في المائة من إجمالي البروتينات في العالم - والمغذيات الرئيسية مثل أحماض أوميغا-3 الدهنية والمعادن والفيتامينات. وفي عام 2021، ساهمت بنسبة لا تقل عن 20 في المائة من إمدادات الفرد الواحد من إجمالي البروتينات الحيوانية المصدر لصالح 3.2 مليار شخص.

معظم إنتاج مصايد الأسماك الطبيعية مستمد من أرصدة سمكية مستدامة

حافظ الإنتاج العالمي من مصايد الأسماك الطبيعية على استقراره منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي. وفي عام 2022، بلغ إنتاج هذا القطاع 92.3 ملايين طنّ، توزّع بين 11.3 ملايين طنّ من المصايد الداخلية و81 مليون طنّ من الصيد البحري. ورغم نمو تربية الأحياء المائية، لا تزال مصايد الأسماك الطبيعية تشكل مصدرًا رئيسيًا لإنتاج الحيوانات المائية. 

غير أنّ نسبة الأرصدة البحرية التي يجري صيدها ضمن المستويات المستدامة بيولوجيًا انخفضت إلى نسبة 62.3 في المائة في عام 2021، أي أقل بنسبة 2.3 في المائة عن عام 2019. وعند ترجيح عمليات إنزال الأرصدة التي تراقبها المنظمة في عام 2021 بحسب مستوى الإنتاج، يصبح من المقدر أنّ نسبة 76.9 في المائة منها كانت أرصدة مستدامة بيولوجيًا. ويشير ذلك إلى الدور الذي يمكن أن تؤديه الإدارة الفعالة لمصايد الأسماك في إتاحة المجال أمام تجديد الأرصدة وزيادة المصيد، ما يبرز الحاجة الملحة إلى تكرار السياسات الناجحة من أجل عكس مسار الاتجاه التنازلي الحالي.

توقعات المنظمة تشير إلى ارتفاع الإنتاج والاستهلاك

يضم التقرير أيضًا توقعات منظمة الأغذية والزراعة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية التي تتوقع أن يزداد الإنتاج والاستهلاك الفعلي في العالم حتى عام 2032.

ومن المتوقع أن يزيد إنتاج الحيوانات المائية بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2032 ليصل إلى 205 ملايين طنّ. وسيكون السبب في هذه الزيادة توسع نطاق تربية الأحياء المائية وتجدد أرصدة مصايد الأسماك الطبيعية. 

ويتوقع التقرير أن يزداد الاستهلاك الفعلي بنسبة 12 في المائة من أجل توفير إمدادات تبلغ في المتوسط 21.3 كلغ للفرد الواحد في عام 2032. ومن المتوقع أن يحفز هذه الزيادة ارتفاع المداخيل، والتوسع الحضري، وتحسين ممارسات ما بعد الحصاد والتوزيع، والاتجاهات الغذائية. 

إلّا أنّ الاستهلاك الفعلي للفرد الواحد في أفريقيا سيواصل انخفاضه، إذ تشير توقعات الإنتاج إلى احتمال ألا يواكب النمو السكاني. ويدق ذلك ناقوس خطر محدق بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بوجه خاص، حيث يعتمد الكثير من البلدان على الأغذية المائية لتلبية احتياجاتهم التغذوية، لا سيما من البروتينات الحيوانية والمغذيات الدقيقة.

ويعرض التقرير أيضًا سيناريو يظهر التداعيات الممكنة لديناميكيات السكان على إمدادات الأغذية الحيوانية المائية حتى سنة 2050. ونظرًا إلى تزايد عدد سكان العالم، فإنّ الحفاظ على الاستهلاك الفعلي للأغذية الحيوانية المائية حتى عام 2050 عند مستوى عام 2022 المقدر عند 20.7 كلغ للفرد الواحد سيتطلب زيادة في إجمالي إمدادات الأغذية الحيوانية المائية بمقدار 36 مليون طنّ، أي زيادة بنسبة 22 في المائة. وهذا ما يشير إلى ضرورة تسريع وتيرة الإجراءات ذات الأولوية المتخذة في إطار التحوّل الأزرق، في عالم تؤدي فيه الأغذية المائية دورًا أكبر في القضاء على الجوع وسوء التغذية والفقر.

العمالة تتراجع في القطاع، لكنه يوفر سبل عيش هامة لملايين الأشخاص

توفر مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية التغذية والأمن الغذائي، لكنهما أيضًا مصدران هامان لسبل العيش. وتقدّر آخر البيانات المتاحة أنّ عدد الأشخاص الذين كانوا يعملون في القطاع الرئيسي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في عام 2022 بلغ 61.8 ملايين شخص، أي بتراجع عن 62.8 ملايين شخص في عام 2020. 

وأشارت البيانات المصنفة بحسب نوع الجنس إلى أنّ نسبة النساء من إجمالي القوة العاملة بلغت 24 في المائة، في حين أنها بلغت 62 في المائة في قطاع التجهيز الفرعي. ولا تزال مسائل انعدام المساواة بين الجنسين قائمة، بما في ذلك التباين في الأجور، وعدم الاعتراف الكافي بمساهمة المرأة في القطاع، والعنف القائم على نوع الجنس. 

وإنّ تقرير حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم هو أحد التقارير الرئيسية الصادرة عن المنظمة ويقدّم تحليلًا لحالة الأرصدة في مصايد الأسماك العالمية وصحتها إلى جانب الاتجاهات السائدة في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية على المستويين العالمي والإقليمي. ويسلط إصدار عام 2024 من التقرير الضوء على التقدم المحرز في "التحول الأزرق" على أرض الواقع، فيُبرز دور المنظمة، بالتعاون مع الأعضاء والشركاء، في حفز التغيير نحو توسيع نطاق تربية الأحياء المائية المستدامة وتكثيف إنتاجها، وإدارة مصايد الأسماك بفعالية، وإنشاء سلاسل قيمة تسند الأولوية للكفاءة والسلامة والمساواة.

تقرير حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم لعام 2024 بالأرقام

تعود جميع الأرقام إلى عام 2022 ما لم يُذكر خلاف ذلك.

الإنتاج

الإنتاج العالمي من مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية: 223.2 مليون طن

الحيوانات المائية: 185.4 ملايين طن 

الطحالب: 37.8 ملايين طن

الإنتاج العالمي من تربية الأحياء المائية: 130.9 ملايين طن

الإنتاج العالمي من مصايد الأسماك الطبيعية: 92.3 ملايين طن

إنتاجية الحيوانات المائية بحسب الأقاليم: آسيا (نسبة 70 في المائة)، أوروبا (نسبة 9 في المائة)، أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (نسبة 9 في المائة)، أفريقيا (نسبة 7 في المائة)، أمريكا الشمالية (نسبة 3 في المائة)، أوسيانيا (نسبة 1 في المائة).

المنتجون الرئيسيون للحيوانات المائية بحسب البلدان: الصين (نسبة 36 في المائة)، الهند (نسبة 8 في المائة)، إندونيسيا (نسبة 7 في المائة)، فييت نام (نسبة 5 في المائة)، بيرو (نسبة 3 في المائة).

إجمالي القيمة المقدرة للبيع الأول لإنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية: 472 مليار دولار أمريكي 

إجمالي القيمة المقدرة للبيع الأول لإنتاج تربية الأحياء المائية: 313 مليار دولار أمريكي

الاستدامة

نسبة الأرصدة البحرية التي يجري صيدها على نحو مستدام والخاضعة لمراقبة المنظمة (2021): 62.3 في المائة 

نسبة الأرصدة البحرية التي يجري صيدها على نحو مستدام والخاضعة لمراقبة المنظمة مرجحة بحسب الإنتاج (2021): 78.9 في المائة 

الاستهلاك

الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية الحيوانية المائية (2021): 162.5 ملايين طن

الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية المائية للفرد الواحد (2021): 20.6 كلغ

الزيادة في الاستهلاك الظاهري العالمي للأغذية المائية للفرد الواحد: من 9.1 كلغ في عام 1961 إلى 20.6 كلغ في عام 2021. 

العمالة

عدد الأشخاص العاملين في الإنتاج الرئيسي: 61.8 ملايين شخص 

نسبة العمال بحسب القطاعات: مصايد الأسماك (54 في المائة)، تربية الأحياء المائية (36 في المائة)، قطاع غير محدد (10 في المائة).

نسبة الوظائف بحسب الأقاليم: آسيا (85 في المائة)، أفريقيا (10 في المائة)، أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (4 في المائة)، أوروبا وأوسيانيا وأمريكا الشمالية مجتمعين (1 في المائة).

التجارة

أكبر مصدّري المنتجات الحيوانية المائية: الصين، النرويج، فييت نام، إكوادور، شيلي.

أكبر مستوردي المنتجات الحيوانية المائية: الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، اليابان، إسبانيا، فرنسا.

قيمة التجارة الدولية بالمنتجات المائية: 195 مليار دولار أمريكي

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

شون سمبسون المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]