المنتدى الدولي الأول للعمل بشأن استدامة تربية النحل والتلقيح يعطي زخمًا جديدًا للتعاون الدولي في مجال حماية الملقحات

يوفّر المنتدى الذي تعقده منظمة الأغذية والزراعة وحكومة سلوفينيا حيّزًا لإجراء حوار وتبادل متعمّقين بين صانعي السياسات والخبراء في هذا المجال وأصحاب المصلحة.

©FAO / Sara Giuliani

22/05/2024

ليوبليانا/سلوفينيا - افتُتح اليوم في ليوبليانا المنتدى الدولي الأول للعمل بشأن استدامة تربية النحل والتلقيح، وهو ثمرة التعاون بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وحكومة سلوفينيا. وفي أعقاب الاحتفالات باليوم العالمي للنحل لعام 2024، يهدف المنتدى إلى تحسين تبادل المعارف والخبرات بشأن حماية النحل والملقّحات، وتوفير منصة للحوار والتفكير.

وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، في ملاحظاته الافتتاحية في المنتدى "يُظهِر هذا الاجتماع أنّه يمكننا العمل على المستوى المحلي من أجل تحقيق أثر عالمي". وأضاف قائلًا "معًا، نشكّل جزءًا من التزام جماعي بحماية الدور الحيوي للنحل والملقحات الأخرى في نظمنا الزراعية والغذائية".

وكان من بين المشاركين في المنتدى السيد Ervin Kosi، وزير الدولة في وزارة الزراعة والغابات والأغذية في جمهوريّة سلوفينيا، ورئيس الاتحاد الدولي لرابطات مربي النحل (APIMONDIA) السيد Jeff Pettis، وآخرون.

ومع أن المنتدى عالمي النطاق، فإن هذه الدورة منه سيكون لها تركيز جغرافي. وقد تم تنظيم اجتماع هذا العام بالتزامن مع المؤتمر الدولي ليوم أفريقيا، وهو مؤتمر دولي تنظّمه سنويًا وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية لجمهوريّة سلوفينيا بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين سلوفينيا والدول الأفريقية.

وتألّف المنتدى من فريق من الخبراء الفنيين وتناولت المناقشات مسائل الشراكات والتمويل، وإدماج الشباب والجنسين، والابتكارات التكنولوجية، وخدمات النظام الإيكولوجي المرتبطة بالنحل وتربية النحل. وقال المدير العام للمنظمة "إن تبادلاتكم ستعطي زخمًا جديدًا للتعاون الدولي في مجال تربية النحل وحماية الملقحات، وكذلك للمساعدة في تلبية الاحتياجات المتغيّرة بسرعة، لا سيما في أفريقيا".

ثم أشار السيد شو دونيو إلى أن الشباب هم الأبطال الرئيسيون لليوم العالمي للنحل لعام 2024. وقال "الشباب هم حرّاس البيئة في المستقبل ويؤدون دورًا رئيسيًا في مواجهة تحديات اليوم من أجل غد أفضل. ومن خلال إشراك الشباب في أنشطة تربية النحل والمبادرات التثقيفية وجهود الدعوة، يمكننا إلهام جيل جديد من قادة البيئة وتمكينهم من إحداث أثر إيجابي على العالم".

سلوفينيا، رائدة اليوم العالمي للنحل

يفيد النحل، وهو من بين أكثر المخلوقات المجتهدة في عملها على كوكب الأرض، البشرية والنباتات والبيئة منذ آلاف السنين. فمن خلال نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى، لا يمكّن النحل وسائر الملقِّحات من إنتاج كميات وافرة من الفواكه والجوزيات والبذور فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى تنوّعها بقدر أكبر وتحسين جودتها، ما يساهم بالتالي في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية.

ومع ذلك، أدّت التغيّرات في استخدام الأراضي وهيكل المناظر الطبيعية، والممارسات الزراعية المكثّفة، والزراعة الأحادية، واستخدام مبيدات الآفات إلى تكبّد خسائر كبيرة في موائلها وتجزئتها وتدهورها. وثمة تهديد خاص تشكّله الآفات والأمراض الناتجة عن انخفاض مقاومة مستعمرات النحل والعولمة، التي تسهّل انتقال الآفات والأمراض عبر مسافات طويلة. وإضافة إلى ذلك، يخلّف تغيّر المناخ أيضًا أثرًا سلبيًا. كما أنّ ارتفاع درجات الحرارة وحالات الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية القصوى والتغيّرات في فترة الإزهار تعيق عملية التلقيح.

وقد أدركت حكومة سلوفينيا أهمية هذه الكائنات الصغيرة لاستدامة الحياة على كوكب الأرض وضرورة حمايتها، وكانت المؤيد الأول لمبادرة اليوم العالمي للنحل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتمت المصادقة على هذا الاقتراح لاحقًا بموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة في عام 2017.

وكان موضوع اليوم العالمي للنحل لهذا العام "ملتزمون بالعمل مع الشباب لحماية النحل". وانصبّ التركيز على الشباب، إذ إنّ الاستثمار في مبادرات تربية النحل التي يقودها الشباب يؤدي إلى تسريع وتيرة الابتكار والإبداع والتقدّم التكنولوجي الذي يمكن أن يساعد في مواجهة التحديات الناشئة التي تواجه الملقحات الصغيرة، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة، واستخدام مبيدات الآفات في الزراعة، وانتشار الآفات.

والجدير بالذكر أن تربية النحل هي نشاط يتجاوز إنتاج العسل ويساهم في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة. فنظرًا إلى إمكانية ممارسة تربية النحل باستخدام موارد محدودة ومواد متاحة محليًا، تشكل تربية النحل مصدرًا للدخل لمن يعيشون في حالة من الفقر المدقع، وتعزّز بالتالي قدرة المجتمعات المحلية الريفية ومجتمعات الشعوب الأصلية على الصمود وتعزز سُبل عيشهم.

ولطالما كانت المنظمة ملتزمة بتشجيع السياسات التي تدعم المكافحة البيولوجية لآفات النباتات وتحد من استخدام مبيدات الآفات. ويتحقق ذلك من خلال مبادرة خطة العمل العالمية بشأن خدمات التلقيح من أجل زراعة مستدامة، التي تهدف إلى بناء قدر أكبر من تنوع الموائل في البيئات الزراعية والحضرية.

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

جياكومو مارتيلا المكتب الاعلامي للمنظمة (روما) [email protected]