الصندوق الأخضر للمناخ يوافق على تمويل يتجاوز 130 مليون دولار أمريكي لمشاريع تقودها منظمة الأغذية والزراعة في الصومال والعراق

المبادرات تستهدف تحديات الأمن المائي والغذائي الناجمة عن تغيّر المناخ في الدول الهشة

©FAO/Arete

23/10/2024

سونغدو/روما - اتّخذ الصندوق الأخضر للمناخ قرارًا تاريخيًا وافق بموجبه على تمويل مشروعين يفضيان إلى التحوّل بقيمة 134 مليون دولار أمريكي، من أجل دعم تكيّف المجتمعات الزراعية المستضعفة في الصومال والعراق وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه تغيّر المناخ. وستؤدي هذه المبادرات، التي تقودها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، إلى تمكين ملايين المزارعين والرعاة من التكيّف مع التأثيرات المتزايدة لتغيّر المناخ، بما في ذلك موجات الجفاف والفيضانات وندرة المياه.

ويُوضِّح السيّد Kaveh Zahedi، مدير مكتب تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة في المنظمة، مرحبًا بهذا الخبر، بالقول "إنّ المنظمة فخورة للغاية لقيام الصومال والعراق باختيارها لتقديم الدعم إليهما في أوّل استثماراتهما القطرية في مجال تغيّر المناخ. ويجسّد هذان المشروعان التزام المنظمة بالعمل المناخي من خلال تحويل القطاع الزراعي لهذين البلدين، لا سيما من خلال بناء نظم زراعية مستدامة وقادرة على الصمود في السياقات المتسمة بالضعف والهشاشة. ومن خلال تزويد المجتمعات المستضعفة بالمعارف والأدوات والتكنولوجيات اللازمة للتكيّف، نستثمر في حلول زراعية وغذائية تحقق الأمن الغذائي، وتدعم سبل العيش، وتساعد البلدان على التصدي لتغيّر المناخ".

وقد صدرت الإعلانات الجديدة اليوم خلال الاجتماع الأربعين لمجلس الصندوق الأخضر للمناخ الذي عُقد في مدينة سونغدو، إنتشون، جمهورية كوريا، خلال الفترة من 21 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول.

مشروع Ugbaad: بناء قطاع زراعي قادر على الصمود في وجه تغيّر المناخ في الصومال

يواجه الصومال مجموعة معقدة من التحديات، بما في ذلك الفقر والصراعات. وتتفاقم هذه التحديات بسبب تغيّر المناخ، ولا سيما الظواهر الجوية القصوى المتكررة بشكل متزايد، مثل موجات الجفاف والفيضانات التي تهدد الأمن الغذائي الهش أصلًا في البلد. ومن أجل معالجة هذه المشكلة، أطلقت المنظمة والحكومة الصومالية مشروع "Ugbaad" (الذي يعني "الأمل" باللغة الصومالية). وهو مشروع مدته سبع سنوات بقيمة 95 مليون دولار أمريكي، يُركّز على بناء قدرة القطاع الزراعي على الصمود في وجه تغيّر المناخ. وتمثل هذه المبادرة التاريخية أكبر استثمار مناخي للصندوق الأخضر للمناخ بقيادة المنظمة.

وصرّحت معالي السيدة خديجة محمد المخزومي، وزيرة البيئة وتغيّر المناخ، قائلة إنّ "تغيّر المناخ هو مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الصومال؛ وإنّ مشروع الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، الذي يدعمه الصندوق الأخضر للمناخ، سيُساعد أكثر من مليوني شخص على استصلاح أراضينا وتحسين الأمن الغذائي وبناء القدرة على الصمود في مواجهة التأثيرات المناخية الحادة التي نواجهها اليوم".

ويهدف مشروع Ugbaad إلى تعزيز قدرة المجتمعات الريفية والنظم الإيكولوجية في الصومال على الصمود من خلال تعزيز ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، وتحسين الوصول إلى المياه، واعتماد التقنيات الزراعية القادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، وتطوير سلاسل القيمة. وسيؤدي المشروع إلى استصلاح أكثر من 000 50 هكتار من الأراضي المتدهورة، وتدريب 000 86 مزارعٍ وراعٍ في مجال الزراعة الذكية مناخيًا، وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، مثل قنوات الريّ والطرق الريفية. كما سيعمل مشروع Ugbaad على تمكين المجتمعات المحلية من مواجهة الصدمات المناخية بشكل أفضل وتحسين سُبل عيشها من خلال تعزيز سلاسل القيمة الخاصة بالمنتجات الزراعية الرئيسية وتحسين الوصول إلى خدمات المعلومات المناخية.

ومن خلال التركيز على الأمن الغذائي، سيفيد هذا المشروع 1.2 مليون شخص بشكل مباشر و000 973 شخص آخر بشكل غير مباشر. ويهدف مشروع Ugbaad إلى زيادة الإنتاج الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات والمساعدات الغذائية عبر تحسين الوصول إلى المياه وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. ويُقرّ المشروع أيضًا بأهمية المساواة بين الجنسين وتمكين النساء اللاتي يُمثلن 50 في المائة من المستفيدين.

وقد صُمّم مشروع Ugbaad لتعزيز الاستدامة وبناء السلام على المدى الطويل في الصومال، بالإضافة إلى تأثيره المباشر على الممارسات الزراعية القادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ. وسيُسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وقدرة على الصمود من خلال تعزيز هياكل الحوكمة، وتحسين نظم المعلومات المناخية، وتعزيز المشاركة المجتمعية. ويمكن للمعارف والخبرات المكتسبة من المشروع أن تكون نموذجًا قيّمًا بالنسبة إلى البلدان الهشة الأخرى التي تُواجه تحديات مناخية مماثلة.

جلب المياه والحياة إلى الأراضي الجافة في العراق

في العراق، وهو بلد يعاني من ارتفاع درجات الحرارة وتضاؤل ​​الموارد المائية في خضمّ عملية إعادة بناء الاستقرار السياسي، سيحصل مشروع " تعزيز قدرة سبل العيش الزراعية الهشة في المجتمعات الريفية في العراق على الصمود في وجه تغيّر المناخ (SRVALI)"، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 38.95 مليون دولار أمريكي، على منحة قدرها 29.25 مليون دولار أمريكي من الصندوق الأخضر للمناخ (مع 9.7 ملايين دولار أمريكي في شكل تمويل مشترك). وسيركز هذا المشروع الذي تقوده المنظمة ومدته ست سنوات على تحسين كفاءة استخدام المياه، وتعزيز الزراعة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، وتمكين المرأة لتصبح عاملًا من عوامل التغيير في مجتمعاتها.

ويهدف هذا المشروع إلى مكافحة تحديات الأمن المائي والغذائي المتزايدة الناجمة عن تغيّر المناخ في العراق، مع التركيز على ثلاث محافظات، وهي: كربلاء والمثنى والنجف. فهذه المناطق معرضة للخطر بشكل خاص بسبب مناخها الجاف ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة الموجودة فيها واعتمادها على الزراعة.

وأوضح السيد جاسم الفلاحي، الوكيل الفني لوزارة البيئة، قائلًا "نحن سعداء للغاية بتنفيذ هذا المشروع الذي سيعزز قدرة الأسر المزارعة في المجتمعات الريفية في العراق على الصمود في وجه تغيّر المناخ، وسيدعم السياسات التي ينفذها العراق من أجل مكافحة تغيّر المناخ". وأضاف قائلًا "سيُغيّر المشروع بشكل جذري القطاع الزراعي في العراق، مما يجعله أكثر قدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ وأكثر إنصافًا واستدامة بفضل نظم محسّنة وأكثر كفاءة لتوزيع المياه".

وسيتيح المشروع بنية تحتية وممارسات زراعية متكيّفة مع تغيّر المناخ من أجل تحسين كفاءة استخدام المياه وغلة المحاصيل. وتشمل الأنشطة الرئيسية تحديث قنوات الريّ، وتركيب ألواح شمسية في الأراضي الزراعية، وتوفير دورات تدريبية بشأن الزراعة المقاومة لتغيّر المناخ، وتمكين المرأة من خلال تزويدها بالمعارف المتعلقة بتدابير التكيف مع تغيّر المناخ. ويهدف هذا المشروع إلى إخضاع أكثر من 000 121 هكتار من الأراضي الزراعية لإدارة قادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ.

ومن خلال تعزيز قدرات الأسر الريفية على الصمود في وجه تغيّر المناخ، من المتوقع أن يكون للمبادرة تأثير كبير على الأمن الغذائي وسبل العيش في العراق. وسيستفيد من هذه المبادرة مليونا شخص بشكل مباشر، نصفهم من النساء. وستؤدي أيضًا إلى خلق فرص عمل للنازحين داخليًا.

ويسعى المشروع أيضًا إلى تحقيق هدف أوسع نطاقًا يتمثل في تعزيز التنمية المستدامة ونقل المعارف. فهو، من خلال العمل مع الوزارات والجامعات العراقية، يهدف إلى إدماج تكنولوجيات ونُهج قادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ في البرامج الزراعية وتخطيط السياسات. وسيساعد ذلك على توسيع نطاق جهود التكيف مع تغيّر المناخ في جميع أنحاء البلاد، وربما حتى محاكاة الممارسات الناجحة في بلدان أخرى في المنطقة.

معلومات عن منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأخضر للمناخ

قامت المنظمة والصندوق الأخضر للمناخ، منذ أن أصبحا شريكين في عام 2016، بتوسيع نطاق استثماراتهما المناخية في مشاريع عالية تأثير تجعل قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ.

ومن خلال الاستفادة من الشراكات العالمية، تعمل المنظمة على تحفيز الاستثمارات الزراعية العامة والخاصة التي تُعزز الإجراءات المبتكرة للتكيف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره، فضلًا عن دفع عجلة خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، بما يتماشى مع استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة الخاصة بتغيّر المناخ للفترة 2022-2031.

ويُعدّ الصندوق الأخضر للمناخ، بوصفه عنصرًا رئيسيًا من عناصر اتفاق باريس التاريخي، أكبر صندوق معني بالمناخ في العالم. وهو مكلّف بدعم البلدان النامية لرفع مستوى طموح خططها الوطنية المتعلقة بالمناخ، المعروفة باسم المساهمات المحددة وطنيًا، وتحقيقها.

وبفضل المنح الموافق عليها حديثًا، تتجاوز حافظة الصندوق الأخضر للمناخ، التي ساعدت المنظمة البلدان في الحصول عليها، 1.3 مليارات دولار أمريكي.

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

سريه بانرجي المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]