هايتي: ما يقرب من نصف سكان البلاد يواجه مستويات حادة من الجوع

صادر عن مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي

©FAO/Justine Texier

التعليق على الصورة: لا تزال مستويات الجوع في البلاد تزداد سوءًا حيث يعاني 4.9 ملايين شخص من سكان هايتي من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

©FAO/Justine Texier

29/05/2023

 بورت أو برنس - وفقًا لأحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية (التصنيف المتكامل) (مارس/آذار 2023)، يعاني 4.9 ملايين شخص في هايتي - أي ما يقرب من نصف سكان البلاد - من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 000 200 نسمة سُجّلت في خلال خمسة أشهر فقط. ومن أصل العدد الإجمالي للأشخاص المتضررين، بلغ 1.8 ملايين شخص حالة الطوارئ (أي المرحلة 4 من التصنيف المتكامل) - ويمثل ذلك زيادةً مقارنة بأرقام التحليلات التي أجريت في السنوات الثلاث الماضية. ويعني ذلك أن الأسر تواجه فجوات كبيرة على صعيد استهلاك الأغذية تفضي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وإلى فائض في معدلات الوفيات، أو أن الأسر تضطر إلى اعتماد آليات سلبية للتكيف من أجل سد احتياجاتها الغذائية، كبيع أصولها الإنتاجية أو استهلاك البذور بدلاً من زراعتها، ما يزيد من ضعفها.

وإذ يعيش 75 في المائة من سكان هايتي في المناطق الريفية، هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ الأرواح ولاستعادة سبل المعيشة الزراعية للمزارعين الضعفاء على وجه السرعة. فعلى سبيل المثال، يمكن لاستثمار 125 دولارًا أمريكيًا في حزمة بذور البستنة بغرض التسويق أن يولد 20 أضعاف قيمته في إنتاج الخضروات، ما يمكّن الأسر من الحصول على الغذاء وتوليد الدخل عن طريق بيع قسمٍ من المنتج الذي تحصل عليه.

وبموجب خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023، تناشد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) التبرع بمبلغ 61.7 ملايين دولار أمريكي لمساعدة 000 700 شخص على تحسين فرص حصولهم على الغذاء. وستركز الأنشطة على توفير المدخلات الزراعية (البذور والأسمدة) لزيادة إنتاج الأغذية الأساسية والخضروات (في فصلي الربيع والشتاء لعام 2023) وكذلك لحماية الأصول الحيوانية، من خلال توفير الدواجن والماعز فضلاً عن اللقاحات والعلاج البيطري.

الأسباب الهيكلية

وتعاني هايتي من أزمة طويلة الأمد أضحت أكثر حدة وتعقيدًا من أي وقت مضى. وتتفاقم الآثار الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كوفيد-19 بسبب الحرب في أوكرانيا وتفشي الكوليرا وتأثير الأحداث المناخية القصوى كالأعاصير والفيضانات والزلازل.

ولا تزال القوة الشرائية للأسر تتأثر سلبًا بارتفاع أسعار المواد الغذائية إذ تتصل بانخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي، وبارتفاع تكلفة النقل.

وإلى جانب رداءة المحاصيل، أجبر الوضع الناس على اللوذ أكثر فأكثر بآليات التكيف السلبية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ويهدد العنف الذي تمارسه العصابات والجماعات المسلحة أمن المجتمعات المحلية وهو لا يزال يعرقل وصول هؤلاء إلى المدخلات الزراعية والغذاء.

وعلاوة على ذلك، تعد هايتي من أكثر البلدان تأثرًا بالكوارث الطبيعية التي أنزلت أضرارًا وخسائر فادحة في الأرواح. ولا يزال العديد من المجتمعات يتخبّط على صعيد التعافي من كوارث كالعاصفة المدارية غريس وزلزال عام 2021 الذي أتى على أجزاء من مقاطعات غراند آنس ونيبس وسود.

للمزيد عن هذا الموضوع

للمزيد المعلومات عن الموضوع: خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023