ازدياد كثافة العواصف الرملية والغبارية وتواترها يهدد الزراعة والمجتمعات المحلية

يتردد صدى الخطوط التوجيهية المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بشأن مكافحة هذه الظاهرة في سياق إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص عقد لها

©FAO/Michael Tewelde

16/07/2024

روما - زادت شدة العواصف الرملية والغبارية وتواترها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خاصةً في بعض المناطق، مما يسلّط الضوء على مدى الضرر الذي تلحقه هذه الظاهرة بالمحاصيل والماشية، ومساهمتها في تفاقم التصحر، وتسببها بمشاكل صحية، مع دخول ما يقدّر بنحو ملياري (2) طن من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي كل عام.

وإقرارًا بذلك، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفترة من 2025 إلى 2034 عقد الأمم المتحدة لمكافحة العواصف الرملية والغبارية. وتؤكد هذه المبادرة التي دعت إليها أوغندا نيابةً عن مجموعة الـ 77 بلدًا من البلدان النامية والصين، الاهتمام الدولي بالعواصف الرملية والغبارية، وتعزز التدابير الاستباقية من خلال الوعي والعمل.

وبذلك، تضيف المبادرة زخمًا عالميًا لإطلاق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر للخطوط التوجيهية بشأن دمج إدارة العواصف الرملية والغبارية في مجالات السياسات الرئيسية من أجل دعم البلدان في وضع مبادرات مكافحة العواصف الرملية والغبارية وتنفيذها، وقد تم إطلاق هذه الخطوط التوجيهية في اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والغبارية لعام 2024.

وقال السيد Lifeng Li، مدير شعبة الأراضي والمياه في المنظمة: "إن الخطوط التوجيهية للسياسات ستدعم البلدان في وضع المبادرات المتعلقة بالعواصف الرملية والغبارية وتنفيذها، وتحسين استخدام الأراضي وإدارتها، وتعزيز الأمن الغذائي، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ".

فهم أسباب العواصف الرملية والغبارية للوقاية منها

تمثل العواصف الرملية والغبارية مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم. وتحدث هذه العواصف عندما تلتقط الرياح الأوساخ والرمال من الأرض، مما يخلق سحبًا ضخمة من الغبار يمكنها السفر لمسافات طويلة.

وتوضح الخطوط التوجيهية لمنظمة الأغذية والزراعة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الأسباب التي تجعل بعض المناطق معرضة بشكل طبيعي للعواصف الترابية. وتكون عادةً هذه الأماكن قاحلة، مثل صحاري شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا. وتجعل التربة الجافة الموجودة في هذه المناطق رفع الرياح للغبار في الهواء أمرًا سهلًا.

ويمكن للأنشطة البشرية أيضًا أن تخلق ظروفًا مؤاتية للعواصف الترابية. فبعض الممارسات مثل الرعي الجائر في المراعي، والإفراط في قطع الأشجار، والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية، واستنزاف الأراضي الرطبة، وحرث الأراضي الزراعية على نطاق واسع، يمكن أن تؤدي إلى خلل في التربة وإلى تدهور الأراضي. ويجعل سوء إدارة الأراضي والمياه، إلى جانب تغير المناخ، هذه المناطق أكثر عرضة لتدهور الأراضي والتصحر والتسبب بالعواصف الترابية.

التأثير العالمي للعواصف الرملية والغبارية على الزراعة

تشكل العواصف الرملية والغبارية تهديدًا كبيرًا للزراعة في جميع أنحاء العالم، مما يؤثر على المزارعين والمجتمعات المحلية في العمق. وتلحق هذه العواصف أضرارًا بالمحاصيل وبالثروة الحيوانية، مما يؤدي إلى انخفاض الغلات وتردي جودة الأغذية، فضلًا عن تلوث المياه وانتشار الأمراض بين النباتات والحيوانات.

وكما يرد تحليل ذلك في إطار الخطوط التوجيهية، فإن الرمال والغبار التي تحملها الرياح العاتية تجرّد التربة من المغذيات، مما يزيد من صعوبة نمو المحاصيل ويقلل من جودتها. ويؤدي الضرر المادي الذي يلحق بالمحاصيل بسبب الجزيئات الكاشطة إلى تقلّص المحاصيل وانحسار القيمة الغذائية للمنتجات. وتتأثر الثروة الحيوانية أيضًا وتواجه مشاكل صحية وارتفاع الوفيات بسبب استنشاق الهواء المليء بالغبار والإجهاد أثناء العواصف.

وتخلق العواصف الرملية والغبارية تحديات إضافية لا تقتصر على المزارع: إذ يمكن أن تتلوث مصادر المياه بالرواسب التي تحرّكها العواصف الترابية، مما يؤثر على كلّ من مياه الشرب وريّ المحاصيل. وتنتشر الأمراض التي تحملها جزيئات الغبار بين النباتات والحيوانات، مما يزيد من تعريض الإنتاجية الزراعية للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، يمتد الضرر إلى المعدات الزراعية والبنية التحتية، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى المزارعين الذين يعانون بالفعل مع انخفاض غلاتهم.

الحلول وأوجه الاستعداد

عملت المنظمة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بشكل وثيق على وضع "الخطوط التوجيهية بشأن دمج إدارة العواصف الرملية والغبارية في مجالات السياسات الرئيسية"، مما يوفر حلولًا للحكومات لمعالجة هذه الظاهرة بفعالية. وتوصي الخطوط التوجيهية باتباع ممارسات مثل الزراعة المحافظة على الموارد وتحسين إدارة المياه لحماية سلامة التربة خلال العواصف الرملية والغبارية، مع التركيز على أهمية تعزيز البنية التحتية والاستجابات الصحية المنسقة. وتماشيًا مع الاتفاقات الدولية، تشجع هذه الخطوط على دمج إدارة العواصف الرملية والغبارية في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى زيادة الوعي والدعم الفني والتمويل لأنظمة الإنذار المبكر. وتسعى هذه الجهود إلى التخفيف من آثار العواصف الرملية والغبارية على المجتمعات المحلية والنظم الإيكولوجية على مستوى العالم.

للاتصال

جياكومو مارتيلا المكتب الاعلامي للمنظمة (روما) [email protected]

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]