جنوب السودان: الحكومة والبنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة توسّع نطاق الإجراءات من أجل بناء قدرة المزارعين على الصمود في وجه تغير المناخ ومجابهة مخاطر الفيضانات وغيرها من الكوارث

مشروع بقيمة 30 مليون دولار أمريكي يهدف إلى إمداد صغار المزارعين بالمساعدة الحاسمة لإنقاذ الأرواح وتحقيق التعافي المستدام وتعزيز سبل العيش وبناء القدرة على الصمود

© FAO/Arete/Patrick Meinhardt

©FAO/Arete/Patrick Meinhardt

23/07/2024

روما/ جوبا- كثّفت حكومة جنوب السودان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والبنك الدولي الجهود الرامية إلى مساعدة صغار المزارعين في جنوب السودان على بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ لمجابهة الفيضانات المتكررة والمخاطر المتطرفة الأخرى المتصلة بالمناخ.

وتساهم منحة بقيمة 30 مليون دولار أمريكي قدّمها البنك الدولي، من خلال الرابطة الدولية للتنمية، في دعم الممارسات الزراعية الجيدة، وتطوير مهارات الإدارة الزراعية والحرجية وإدارة الموارد الطبيعية لدى المزارعين وصيادي الأسماك ورعاة الماشية.

وسيساعد المشروع على تكييف التكنولوجيات الذكية مناخيًّا لتعزيز الإنتاج الزراعي، بما في ذلك زراعة الأرزّ البعلية في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ والحدّ من إزالة الغابات من خلال إدخال الأفران المقتصدة في استهلاك الوقود؛ ودعم قطاع الثروة الحيوانية وصحة الحيوان من خلال المراقبة والإبلاغ والتشخيص؛ وتقديم الدعم ما بعد الصيد لتجهيز الأسماك ومناولتها؛ وتوفير معدات لإدارة مخاطر الكوارث لأغراض الإنذار المبكر.

ويهدف المشروع، الذي سيستمر لمدة ثلاث سنوات، إلى إفادة أكثر من 000 140 أسرة معيشية، منها أكثر من
000 98 أسرة معيشية متضررة من الفيضانات في المجتمعات المحلية المضيفة، و000 40 أسرة معيشية عائدة، و000 5 أسرة معيشية لاجئة.

وسيجري تنفيذ المشروع بالتعاون بين المنظمة ووزارة الزراعة والأمن الغذائي وفق ترتيبات تنفيذ هجينة، ستفضي تدريجيًّا إلى بناء القدرات الوطنية لإدارة المشروع. وسيوفر المشروع أيضًا البذور ومبيدات الحشرات والأسمدة، بالإضافة إلى المدخلات والأدوات الزراعية الأخرى اللازمة للحدّ من الآثار السلبية لتقلبات المناخ، بما سيتيح جني محاصيل كافية.

ويعتبر جنوب السودان واحدًا من البلدان الأكثر تأثرًا بتغير المناخ. فقد عانت البلاد من صدمات تغير المناخ، وتعرَّضت لفيضانات شديدة على مدى أربع سنوات متتالية مما أدّى إلى تدمير سبل العيش وزيادة انعدام الأمن الغذائي. ومن المتوقع أن تبلغ الفيضانات القادمة ذروتها في سبتمبر/أيلول 2024 وأن تؤثر على عدد يتراوح بين 000 600 إلى 3.3 ملايين شخص.

وقالت السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام للمنظمة: "تكتسي هذه المساهمة أهمية بالغة في تعزيز قدرة صغار المزارعين على الصمود في وجه الصدمات المناخية المتزايدة وتقليص الأضرار التي تلحق بمحاصيلهم ومواشيهم ومصادر رزقهم إلى أقصى حد ممكن. وينبغي لنا أن نعمل قبل وقوع الأحداث المتطرفة، لا الاستجابة إلى الكوارث بعد وقوعها. وتعدّ الزراعة عرضة بشكل خاص لهذه الصدمات المناخية، وفي الوقت الذي يعتمد فيه 90 في المائة من السكان على الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك لتأمين سبل عيشهم، يكتسي الاستثمار في حماية المحاصيل والثروة الحيوانية والمدخلات أهمية حاسمة".

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 7 ملايين شخص في جنوب السودان يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في الفترة من أبريل/ نيسان إلى يوليو/ تموز 2024 (المرحلة 3 وما فوق من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، ويُرجَّح أن يواجه 000 79 شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي). وفي ظلّ وضع الأمن الغذائي الحرج بالفعل في البلاد، فإن تأثير الفيضانات الشديدة بالإضافة إلى تدفق العائدين واللاجئين الفارين من الحرب في السودان سيعرّض الناس لمخاطر أعظم تتمثل في المجاعة والفقر المدقع.

استجابة المنظمة في جنوب السودان

وضعت المنظمة إطار البرمجة القطرية للفترة 2023-2025 الذي يحدد مجالات عمل المنظمة ذات الأولوية في جنوب السودان، بما في ذلك تعزيز وضع السياسات القائمة على الأدلة والأطر الاستراتيجية والمؤسسية للزراعة ومصايد الأسماك والغابات والأمن الغذائي والتغذية، والدعم المؤسسي وتعزيز قدرات منظمات المزارعين.

وتقدّم المنظمة في جنوب السودان خدمات تلقيح الماشية وعلاجها، ومضخّات الريّ العاملة على الطاقة الشمسية ومعدات ما بعد الحصاد، وخدمات تدريب المزارعين، والدعم الزراعي والمساعدة لمصايد الأسماك لتُعيد للناس أمنهم الغذائي وتغذيتهم وقدرتهم على الصمود.

ويعدّ برنامج القسائم النقدية برنامجًا أساسيًّا آخر في مجال التدخل، يواظب على تمكين المجتمعات المحلية الضعيفة تمكينًا كبيرًا من خلال توزيع البذور والمجترات الصغيرة لمساعدة المزارعين على إعادة تجديد قطعانهم، ويتيح في الوقت نفسه للمجتمعات المحلية الاضطلاع ببعض الأعمال لتحسين الإنتاج الزراعي والحصول على تعويضات نقدية. ولا يساعد هذا النهج على التعافي الزراعي الفوري فحسب، بل يعزز أيضًا قدرة المجتمعات المحلية على الصمود وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في الأجل الطويل.

وفي عام 2023، وصلت برامج المنظمة إلى نحو 000 590 أسرة معيشية، أو ما يعادل 3.5 ملايين شخص، وقدَّمت لها المدخلات وأنشطة التدريب.

وبحلول عام 2024، استفادت نحو 000 75 أسرة معيشية أو ما يعادل نحو 000 450 شخص من برامج المنظمة، لا سيّما خلال الاستجابة في الموسم الجاف في عام 2024. ومع بدء موسم الزراعة الرئيسي لعام 2024 منذ فترة قريبة، تتواصل تدخلات المنظمة ومن المتوقع أن يستفيد المزيد من الأسر المعيشية من المدخلات وأنشطة التدريب التي تقدمها برامج التنمية والطوارئ والقدرة على الصمود.

التعليق على الصورة: مزارع يستخدم معولًا لإعداد التربة في مزرعته تحضيرًا لموسم الزرع في قرية جيتيكيري في محافظة يامبيو في جنوب السودان. 

للاتصال

إيرينا أوتكينا المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657052542 [email protected]

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]