زلازل تركيا: تقييم أولي يشير إلى تكبد خسائر بنسبة تزيد عن 20 في المائة من إنتاج الأغذية

منظمة الأغذية والزراعة تجدد نداءها من أجل توفير التمويل للارتقاء بالجهود الرامية إلى مساعدة المجتمعات الريفية المتضررة على استئناف إنتاج الأغذية الأساسية وإدامته

@FAO/Turuhan Alkır

©FAO/Turuhan Alkır

31/03/2023

روما – تعكف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على توسيع نطاق عملياتها من أجل مساعدة المجتمعات الريفية المتضررة بفعل الزلازل في تركيا والجمهورية العربية السورية على معاودة إنتاج الأغذية الأساسية واستدامته، وتقوم في الوقت نفسه بتقييم الأضرار الزراعية ورصد الآثار الطويلة الأجل وغير المباشرة.

وكانت الزلازل المدمرة قد ضربت جنوب تركيا والقسم الشمالي من الجمهورية العربية السورية في 6 فبراير/ شباط 2023. وتشير عمليات التقييم الأولية لأثرها في تركيا إلى تكبد خسائر جسيمة لحقت بالزراعة، بما في ذلك المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، فضلًا عن البنى التحتية الريفية في المناطق المتضررة.

تضرر نسبة تزيد عن 20 في المائة من الإنتاج الزراعي في تركيا

في تركيا، خلّف الزلزال أضرارًا جسيمة في 11 ولاية زراعية رئيسية مما أثر على 15.73 مليون شخص ونسبة تزيد عن 20 في المائة من الإنتاج الزراعي في البلاد. وتنتج المنطقة المتضررة من الزلزال، المعروفة باسم "الهلال الخصيب" التركي، نسبة تقارب 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي وتسهم في نسبة 20 في المائة تقريبًا من الصادرات الزراعية التركية.

ويعيش أكثر من ثلث سكان هذه الولايات الأشد تضررًا في مناطق ريفية، ويعتمدون على الزراعة من أجل تأمين سبل عيشهم. وتكافح الأسر الريفية من أجل الحصول على مدخلات الإنتاج وتحمّل كلفتها، لكنّ الاختلالات في سلاسل الإمداد والصعوبات المالية تزيد من صعوبة الكفاح وتجعلها غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية وإعالة أفراد الأسرة.

وتشير عمليات التقييم الأولية إلى تأثر الزراعة بشدة، حيث تظهر التقديرات المبدئية تعرّض هذا القطاع لأضرار بلغت قيمتها 1.3 مليارات دولار أمريكي وتكبده خسائر بقيمة 5.1 مليار دولار أمريكي. وتعني الأضرار كلفة تبديل أو إصلاح الأصول المادية والمخزونات المدمرة كليًا أو جزئيًا، مثل البنية التحتية الزراعية والثروة الحيوانية والمحاصيل. في حين تشير الخسارة إلى الأثر الاقتصادي والإنتاجي الناجم عن الضرر، مثل قلة توفر الأغذية وارتفاع أسعارها بسبب خسارة المحاصيل المخزنة.

وقد أدت الزلازل إلى انهيار المباني وتعطيل هياكل قطاع الأغذية وتضرر المحاصيل ومرافق التخزين، كما أنها ضربت مناطق رئيسية بالنسبة إلى تربية الثروة الحيوانية، فدمّرت الحظائر وتسببت بإصابة حيوانات ونفوق أخرى. وقد أفضت قلة عدد الملاجئ وندرة الأعلاف وتعطل إنتاج اللقاحات إلى تزايد خطر الإصابة بمرض الحمى القلاعية وإثارة شواغل بشأن تدهور ظروف تربية الحيوانات. كما لحقت الأضرار أيضًا بإنتاج الأسماك، حيث تأثرت 34 مزرعة أسماك وثلاثة مرافئ صيد وفُقدت أصناف هامة من الأسماك. يُضاف إلى ذلك تكبّد صغار الصيادين ومنتجي تربية الأحياء المائية خسائر كبيرة في الدخل بسبب عدم قدرتهم على استئناف عملياتهم.

منظمة الأغذية والزراعة تعزز جهود الاستجابة وتجدد نداءها

بات الحصول على المدخلات الزراعية أكثر صعوبة في المنطقة وتوقف العديد من الأنشطة الزراعية وأنشطة تربية الثروة الحيوانية بسبب الخسائر في اليد العاملة والنقص فيها. ويطرح هذا الوضع الهشّ شواغل أخرى مع اقتراب موسم الحصاد الصيفي. ويوضح السيد Mesut Ozer، وهو أحد المزارعين من منطقة نورداغي في غازي عنتاب: "لا بدّ أن نقوم بالزراعة قبل آخر هطول للأمطار، إذ إنها فرصتنا الوحيدة من أجل ضمان محصول سليم خلال العام المقبل، نظرًا إلى الضرر الذي لحق بقنوات الري التي نستخدمها وببنيتنا التحتية الزراعية. ونحن بحاجة إلى الأسمدة الآن قبل فوات الأوان".

وتسعى المنظمة جاهدة إلى جمع تمويل يبلغ 112 مليون دولار أمريكي على جناح السرعة بغية تقديم دعم فوري وطويل الأجل للأسر والمجتمعات المحلية المتضررة من الزلزال في تركيا. ويشمل ذلك التمويل مبلغ 25 مليون دولار أمريكي سيتمّ جمعه في ظل النداء العاجل لأجل تركيا الذي أطلقته الأمم المتحدة في فبراير/ شباط بهدف الإسراع في توفير المبالغ النقدية ودعم الثروة الحيوانية والزراعة لصالح 000 900 شخص من سكان الريف.

ولم تتمكن المنظمة حتى اليوم من جمع سوى مبلغ 1.5 ملايين دولار أمريكي من هذه المتطلبات، عن طريق الصندوق الخاص لحالات الطوارئ وأنشطة إعادة التأهيل التابع لها ومواردها الداخلية. واستخدمت المنظمة ذلك المبلغ لتنفيذ تدخلات عاجلة من أجل حماية سبل العيش، بما في ذلك تقديم مبالغ نقدية وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة على مستوى الأسر المعيشية وتوزيع أعلاف للثروة الحيوانية وتوفير مدخلات عالية الجودة.

وقال السيد Viorel Gutu، منسق المكتب الإقليمي الفرعي للمنظمة في آسيا الوسطى وممثل المنظمة في تركيا: "آخر أيام موسم الزراعة تلوح في الأفق. ولا بدّ لنا أن نسارع إلى دعم مزارعينا عن طريق توفير الأسمدة والبذور. وهذه هي فرصتنا الوحيدة من أجل الحفاظ على مستويات إنتاج المحاصيل هذا العام. وعلينا أيضًا توفير العلف للحيوانات من أجل الحفاظ على صحتها وإنتاجيتها."

ولا يزال تقييم الأضرار والخسائر في الجمهورية العربية السورية يجري على قدم وساق وسوف يصدر قريبًا إلى جانب خطة المنظمة واستراتيجيتها بشأن الاستجابة.

التعليق على الصورة: عمليات التقييم الأولية لأثر الزلازل في تركيا تشير إلى خسائر جسيمة لحقت بالزراعة وبالبنى التحتية الريفية في المناطق المتضررة.

للاتصال

إيرينا أوتكينا المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657052542 [email protected]

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]